أكدت وزيرة شؤون المرأة الفلسطينية، مني الخليلي، أن الولايات المتحدة تتحمل مسؤولية العدوان الإسرائيلي علي غزة باستخدامها حق "الفيتو" في مجلس الأمن الدولي. 

نميرة نجم: تحية لصمود المرأة الفلسطينية في مواجهة حرب الابادة الجماعية بغزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة يحتفي بالسينما الفلسطينية

وقالت الخليلي في مداخلة خاصة لقناة "القاهرة الإخبارية" اليوم /الثلاثاء/ ،:"إن قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل جرائمها بحق الفلسطينيين في غزة وأخرها قصف خيام النازحين برفح الفلسطينية"، مؤكدة أن الغطاء الأمريكي يشجع الاحتلال الإسرائيلي علي مواصلة جرائمه في غزة.

 

وشددت على ضرورة محاسبة المجتمع الدولي لإسرائيل بشأن جرائمها ضد الفلسطنيين في غزة، لافتة إلى أن إسرائيل تجاهلت قرارات محكمة العدل الدولية وكثفت عمليات القتل والاستهداف في رفح الفلسطينية.

 

وأضافت أن الاحتلال يفرض حصارا اقتصاديا علي أموال الفلسطينيين، كما يستخدم سياسة التجويع ضد الشعب الفلسطيني للتنازل عن حقوقه، مؤكدة أن الشعب الفلسطيني لن يستسلم وسيسعي لأخذ حقوقه كاملة وبناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس.

 

وقالت وزيرة شؤون المرأة الفلسطينية، مني الخليلي، إن المجتمع الدولي يجب أن يفرض عقوبات علي إسرائيل، لتحديها جميع القوانين الدولية والإنسانية، ولإجبارها علي الخضوع للقرارات الدولية. 

 

وأشارت إلى أن اعتراض الولايات المتحدة على قرار وقف اطلاق النار في غزة، كشفها أمام أنظار العالم، وأصبحت عارية أمام المنظومة الدولية.

الرئيس الإماراتي يصل إلى كوريا الجنوبية في زيارة دولة تستمر يومين

وصل رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، اليوم الثلاثاء، إلى العاصمة الكورية الجنوبية /سول/، في زيارة دولة تستمر يومين، في زيارة هي الأولى لرئيس إماراتي للبلاد؛ لإجراء محادثات قمة مع الرئيس الكوري الجنوبي يون سيوك-يول.

 

والتقى الرئيس الإماراتي - في أعقاب وصوله إلى سول، حسب ما ذكرت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية (يونهاب) - مع رؤساء مجموعات الأعمال الكبيرة في كوريا الجنوبية، بما في ذلك رئيس شركة سامسونج للإلكترونيات لي جيه-يونغ، ورئيس مجموعة هيونداي موتور جيونغ إوي-سون، ورئيس مجموعة "إس كيه" تشوي تيه-وون؛ لمناقشة سبل تعزيز التعاون في مجال الأعمال مثل التكنولوجيا المتقدمة، والدفاع والطاقة.

 

وكان الرئيس الكوري الجنوبي قد قام بزيارة دولة إلى الإمارات العربية المتحدة في يناير 2023 وعقد اجتماعا مع الرئيس الإماراتي، اتفقا خلاله على توسيع التعاون في قطاعات الطاقة النووية والأسلحة والطاقة وغيرها.

وزير الإعلام اليمني يؤكد مليشيات الحوثي تختطف آلاف المدنيين للمزايدة السياسية

أكد وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني، أن مليشيات الحوثي الإرهابية، تختطف آلاف المدنيين من الشوارع العامة ونقاط التفتيش، والمنازل والمساجد والأسواق ومقار أعمالهم، وتخفيهم قسرياً لأعوام في معتقلاتها غير القانونية، دون أن توجه لهم أي تهم.

 

وأوضح معمر الإرياني في تصريح اليوم الثلاثاء، نقلته وكالة الأنباء اليمنية"سبأ"، أن المليشيات الحوثية تعلن إطلاق عدد محدود من أولئك المختطفين تحت مسمى "مبادرات إنسانيه من طرف واحد" للتغطية على جريمة اختطافهم.

 

وأشار إلى أن مليشيات الحوثي تواصل استغلال مأساة المخفيين قسراً في معتقلاتها، للمزايدة السياسية والإعلامية، وتضليل الرأي العام المحلي والمجتمع الدولي، والهروب من تنفيذ التزاماتها بتبادل كامل للأسري والمختطفين على قاعدة (الكل مقابل الكل) التي نص عليها اتفاق استوكهولم، وعرقلة إنجاز أي تقدم حقيقي في هذا الملف الإنساني.

 

وقال الإرياني إن مليشيات الحوثي التي تستمر في اختطاف المواطنين في المناطق الخاضعة بالقوة لسيطرتها، بشكل يومي، بسبب آراءهم ومواقفهم وانتماءاتهم السياسية وتنديدهم بجرائم وانتهاكات وفساد الميلشيا.

 

الاتحاد الأوروبي يتعهد بتخصيص 2.12 مليار يورو لدعم مستقبل سوريا والدول المجاورة

تعهد الاتحاد الأوروبي بتخصيص 2.12 مليار يورو خلال الفترة من 2024 وحتى 2025 لدعم وتوفير المساعدة للسوريين داخل سوريا وأولئك الموجودين في الدول المجاورة، فضلاً عن دعم الدول المضيفة لهم خاصة في تركيا ولبنان والأردن والعراق.

 

جاء ذلك في بيان صحفي نشرته المفوضية الأوروبية عبر موقعها الرسمي بمناسبة انعقاد الدورة الثامنة لمؤتمر بروكسل حول "دعم مستقبل سوريا والمنطقة"، وذكر البيان أن المؤتمر الوزاري الذي ضم مندوبين من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي والدول المجاورة لسوريا والدول الشريكة الأخرى والجهات المانحة والمنظمات الدولية، بما في ذلك الأمم المتحدة، أكد أهمية تفعيل عملية سياسية في سوريا بما يتماشى مع قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة مع ضرورة حشد الدعم المالي الحيوي لتلبية الاحتياجات الأكثر إلحاحًا للشعب السوري والمجتمعات المضيفة لهم.

 

وأضاف البيان أن الاتحاد الأوروبي جدد التعهد الذي قطعه في مؤتمر بروكسل السابع لعام 2023 لدعم السكان داخل سوريا، وكذلك اللاجئين السوريين والمجتمعات المضيفة الضعيفة في لبنان والأردن والعراق، كما تعهد بتقديم مبلغ إضافي قدره 560 مليون يورو لعام 2025 للدول المذكورة أعلاه .. علاوة على ذلك، تعهد الاتحاد الأوروبي بتقديم مليار يورو لدعم اللاجئين السوريين والمجتمعات المضيفة الضعيفة في تركيا .. وأخيرا، أشار الاتحاد إلى أن التعهدات لعام 2025 تشكل جزءًا من الحزمة المالية الأكبر حتى عام 2027، وذلك تماشيا مع ما خلص إليه المجلس الأوروبي من استنتاجات في 1 فبراير و 18 أبريل 2024.

 

وأكد الاتحاد الأوروبي - في ختام البيان - عزمه حشد جميع الأدوات المتاحة له لدعم الشعب السوري في التوصل إلى حل سياسي تفاوضي يتماشى مع قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2254 وتهيئة الظروف لمستقبل أكثر إشراقا لجميع السوريين.

 

أفغانستان: مصرع وإصابة 40 شخصا بسبب الفيضانات خلال الثلاثة أيام الماضية

أعلنت وزارة الدولة لإدارة الأزمات والكوارث الأفغانية مصرع 21 شخصا وإصابة 19 آخرين خلال الثلاثة أيام الماضية بسبب الفيضانات التي اجتاحت سبعة أقاليم.

 

وقال المتحدث باسم الوزارة جنان صاعق - فى بيان نقلته قناة "طلوع نيوز" الأفغانية اليوم /الثلاثاء/ "إن الوزارة بالتعاون مع هيئة الاستجابة للكوارث قدمت مواد غذائية وغير غذائية ومساعدات نقدية لأكثر من 50 ألف شخص".

 

يشار إلى أن أفغانستان تشهد منذ شهر أبريل الماضي فيضانات عارمة جراء الأمطار الموسمية الغزيرة؛ ما أسفر عن مصرع مئات الأشخاص وتدمير آلاف المنازل ومساحات شاسعة من الأراضي الزراعية والمحاصيل.

 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: وزيرة شؤون المرأة الفلسطينية الولايات المتحدة تتحمل مسؤولية العدوان الإسرائيلى غزة باستخدامها الفيتو مجلس الأمن الدولي الاتحاد الأوروبی ملیشیات الحوثی إلى أن فی غزة

إقرأ أيضاً:

قمة سمرقند: لماذا يتزايد الاهتمام الأوروبي بآسيا الوسطى؟

 

استضافت مدينة سمرقند الأوزبكية، يومي 3 و4 إبريل 2025، أول قمة من نوعها بين منطقة آسيا الوسطى والاتحاد الأوروبي، بمشاركة قادة دول المنطقة الخمس- كازاخستان، قرغيزستان، طاجيكستان، تركمانستان، وأوزبكستان- ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، ورئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا، وهي القمة التي هدفت إلى تعزيز العلاقات بين الجانبين في ظل تصاعد التنافس بين القوى الدولية والإقليمية المختلفة على الهيمنة والنفوذ في آسيا الوسطى، وعلى رأسها روسيا والصين، على خلفية الأهمية الجيوسياسية الكبرى التي تحظى بها المنطقة، فضلاً عمَّا تزخر به من موارد طبيعية ومعدنية هائلة، ولا سيما المعادن الأرضية النادرة.

سياقات دولية وإقليمية:

عُقدت قمة آسيا الوسطى والاتحاد الأوروبي في سمرقند على خلفية مجموعة من التطورات الدولية والإقليمية، ومن أبرزها:

1. توجه آسيا الوسطى نحو توسيع الشراكات العالمية: تعمل دول آسيا الوسطى في الآونة الأخيرة على توسيع نطاق تعاملها مع الجهات الفاعلة الخارجية لضمان أمنها السياسي والاقتصادي والعسكري. حيث تسعى هذه الدول بنشاط إلى بناء علاقات وتحالفات مع قوى عالمية أخرى، مثل الصين وتركيا والاتحاد الأوروبي. وتعمل دول آسيا الوسطى على تنويع ارتباطاتها وشراكاتها الاقتصادية، حيث تتعاون مع الصين من خلال مبادرة الحزام والطريق لجذب الاستثمارات الصينية وتطوير البنية التحتية، إضافة إلى فتح أسواق جديدة لسلع آسيا الوسطى. كما تتعاون أيضاً مع الاتحاد الأوروبي في إطار مبادرة “البوابة العالمية” التي طرحها الاتحاد. فضلاً عن توجهها نحو تعزيز علاقاتها الاقتصادية والثقافية مع تركيا.

2. تنامي التعاون الثنائي بين آسيا الوسطى والاتحاد الأوروبي: ترتبط دول آسيا الوسطى الخمس، كل على حدة، بعلاقات قوية مع الاتحاد الأوروبي، ككيان جماعي، يعبر عن الدول الأعضاء فيه، وذلك في كافة المجالات. ومن أبرز المؤشرات على ذلك، اللقاءات رفيعة المستوى التي عقدها الطرفان قبل انعقاد القمة. ومنها الاجتماع الوزاري العشرين بين آسيا الوسطى والاتحاد الأوروبي الذي عُقد في عشق آباد بتركمانستان في 28 مارس 2025، بمشاركة وزراء خارجية دول آسيا الوسطى والممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية بالاتحاد الأوروبي، كايا كالاس؛ لمناقشة تعزيز التعاون في المجالات السياسية والتجارية والاقتصادية والثقافية والإنسانية.

وقبل ذلك، قام مفوض الاتحاد الأوروبي للشراكات الدولية، جوزيف سيكيلا، بجولة في آسيا الوسطى، خلال الفترة من 12 إلى 18 مارس 2025؛ بهدف تعزيز التعاون في إطار مبادرة البوابة العالمية، مع التركيز على أربعة مجالات رئيسية: البنية التحتية للنقل، والطاقة النظيفة، والمواد الخام الحيوية، والاتصال الرقمي. وقد عكست الجولة الاهتمام الاستراتيجي المتنامي للاتحاد الأوروبي بمنطقة تُمثل اقتصاداً بقيمة 340 مليار يورو، بمعدل نمو سنوي متوسط يبلغ 5%.

وبجانب ما سبق، فقد شهدت منطقة آسيا الوسطى في الفترة الأخيرة تزايداً ملحوظاً في زيارات قادة أبرز دول الاتحاد الأوروبي إلى المنطقة، والتي أسفرت عن التوقيع على حزمة كبيرة من الاتفاقيات بشأن تطوير التعاون في مختلف المجالات، بلغت قيمتها عشرات المليارات من الدولارات.

3. تنامي التحديات المشتركة: عُقدت قمة سمرقند في سياق العديد من التحديات المتزايدة التي تواجه آسيا الوسطى والاتحاد الأوروبي، ولا سيما على الصعيدين الأمني والبيئي. حيث تواجه المنطقتان تهديدات وتحديات أمنية مشتركة، بما في ذلك مكافحة الإرهاب والتطرف والجريمة العابرة للحدود الوطنية، مثل الاتجار بالمخدرات. كذلك، تواجه آسيا الوسطى والاتحاد الأوروبي تهديدات مناخية مشتركة، حيث تواجه الأولى الجفاف وذوبان الأنهار الجليدية ونقص المياه، بينما تشهد الثانية ارتفاعاً شديداً في درجات الحرارة وحرائق الغابات وتغيرات في النظم البيئية.

4. الحرب الروسية الأوكرانية: أدت هذه الحرب إلى اهتزاز العلاقات التاريخية الوثيقة بين دول آسيا الوسطى وروسيا؛ الأمر الذي دفع هذه الدول إلى إعادة النظر في علاقاتها مع روسيا لتقليل الاعتماد عليها وتقليل المخاطر. فمن منظور آسيا الوسطى، فقد باتت روسيا التحدي الرئيسي لاستقرار وتنمية المنطقة ودولها؛ وهو ما دفعها إلى الامتناع عن تقديم أي دعم سياسي أو عسكري للحرب في أوكرانيا.

وعلى الجانب المقابل، فقد ترتب على هذه الحرب تقويض الأمن الأوروبي وخلق واقع؛ تنظر فيه الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، من جهة، وروسيا، من جهة أخرى، إلى بعضها بعضاً على أنها تهديدات أساسية.

ومن جهة ثالثة، فقد مثلت الحرب في أوكرانيا فرصة سانحة للعديد من القوى الإقليمية والدولية لزيادة انخراطها وعلاقاتها مع دول منطقة آسيا الوسطى؛ ومن ثم زيادة نفوذها وتأثيرها في هذه المنطقة المهمة من العالم، وعلى رأس هذه القوى الصين والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

5. تزايد نفوذ روسيا والصين: تشهد منطقة آسيا الوسطى في الآونة الأخيرة تزايداً ملحوظاً في دور كل من روسيا والصين في المنطقة. فعلى الرغم من انشغال روسيا بحربها في أوكرانيا، وما ترتب على ذلك من تداعيات على دورها ومكانتها في منطقة آسيا الوسطى؛ فإنها ما زالت تؤدي دوراً مهماً في المنطقة بالنظر إلى أهميتها البالغة لمصالحها القومية. ومن جانبها، تعمل الصين على زيادة اندماجها وتفاعلها السياسي والاقتصادي مع المنطقة، وهو ما عبرت عنه العديد من المؤشرات، وعلى رأسها القمة الأولى التي عقدت بين الصين ودول آسيا الوسطى في مايو عام 2023 بمدينة شيآن الصينية، والمشروعات التي تقيمها الصين في دول المنطقة في إطار مبادرة الحزام والطريق الصينية.

تعزيز الدور والمكانة:

انطلاقاً من السياقات التي أحاطت بالقمة الأولى بين آسيا الوسطى والاتحاد الأوروبي، فقد جاء انعقادها من أجل تحقيق مجموعة من الأهداف الرئيسية الاستراتيجية والاقتصادية والأمنية، على النحو التالي:

1. تعزيز المكانة الاستراتيجية: تمثل أحد الأهداف الرئيسية للقمة في تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين الطرفين، ولا سيما في ظل تزايد المنافسة بين روسيا والصين على النفوذ في آسيا الوسطى؛ ومن ثم تعزيز دور ومكانة آسيا الوسطى والاتحاد الأوروبي في النظام الدولي الراهن. حيث يعمل الاتحاد الأوروبي على تعزيز مكانته الإقليمية في مواجهة تغيرات التوازن الجيوسياسي في آسيا الوسطى نتيجة الحرب الروسية في أوكرانيا، وتنامي التكامل الاقتصادي بين منطقة آسيا الوسطى والصين.

فقد عبّرت فون دير لاين عن أملها في أن ترتقي القمة بعلاقات بروكسل مع آسيا الوسطى “إلى مستوى جديد”، خاصة وأن آسيا الوسطى تحظى بمكانة مهمة ضمن الأولويات التي حددها رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا لإعادة التواصل مع الشركاء العالميين في إطار أولويات سياسته الخارجية. ومن جانبها، تركز دول آسيا الوسطى في إطار توجهها نحو تبني سياسة خارجية متعددة الاتجاهات تقوم على التعاون مع جميع الأطراف الدولية لتحقيق مصالحها، دون إقصاء أي طرف منها.

2. تعميق العلاقات التجارية والاستثمارية: يرغب الاتحاد الأوروبي في تعميق علاقاته التجارية والاستثمارية مع دول آسيا الوسطى، ولا سيما في ضوء تزايد اهتمام قادة دول المنطقة بتنويع خياراتهم من خلال تطوير طريق التجارة “الممر الأوسط”، بجانب اهتمام الاتحاد الأوروبي بتأمين إمدادات الطاقة والوصول إلى المعادن النادرة في آسيا الوسطى.

ومن جانبها، تسعى دول آسيا الوسطى إلى الحصول على التكنولوجيا الصناعية المتقدمة التي تتميز بها دول الاتحاد الأوروبي؛ بهدف تطوير صناعاتها المحلية، بما يمكنها من توسيع صادراتها. وقد بدا لافتاً قيام كازاخستان باستباق القمة بالإعلان عن اكتشاف ما يُحتمل أن يكون “أكبر” مخزون لها على الإطلاق من العناصر الأرضية النادرة. خاصة وأن الاتحاد الأوروبي يبدي اهتماماً كبيراً برواسب اليورانيوم، بالإضافة إلى معادن استراتيجية أخرى، مثل التيتانيوم والكوبالت والليثيوم.

3. محاولة الاتحاد الأوروبي الضغط على روسيا: مثلت الحرب في أوكرانيا والعقوبات المفروضة على روسيا إحدى المسائل المهمة التي نوقشت خلال القمة، خاصة وأنه يُنظر إلى آسيا الوسطى باعتبارها إحدى الجهات المسؤولة عن إعادة تصدير السلع الغربية الخاضعة للعقوبات إلى روسيا. حيث يرغب الاتحاد الأوروبي في دفع دول آسيا الوسطى إلى الحد من تدفق هذه السلع، في إطار مساعيه المتواصلة للضغط على روسيا، في ظل مساعي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للتقارب مع موسكو. وهو ما أبدت دول آسيا الوسطى “استعدادها” للتجاوب معه لمنع التحايل على العقوبات.

حقبة جديدة للعلاقات:

بجانب إعلان قادة آسيا الوسطى والاتحاد الأوروبي عن الارتقاء بالعلاقات إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية، فقد تمخضت القمة عن العديد من النتائج الإيجابية، التي تعزز العلاقات بين الطرفين في كافة المجالات، وترتقي بها إلى حقبة جديدة، ومن أهمها:

1. إطلاق حزمة مساعدات بقيمة 13.2 مليار دولار لآسيا الوسطى: أطلق الاتحاد الأوروبي حزمة مساعدات بقيمة 12 مليار يورو (13.2 مليار دولار) لمنطقة آسيا الوسطى في إطار مبادرة “البوابة العالمية”، تتضمن أربع أولويات رئيسية: الأولى: مشروع ممر النقل الدولي عبر بحر قزوين، الذي يربط أوروبا وآسيا الوسطى، باستثمارات أوروبية بقيمة 10 مليارات يورو (11 مليار دولار). الثانية: المناخ والطاقة والمياه، من خلال بناء سدود لدعم أمن المياه والطاقة في المنطقة، وإنشاء حزام أخضر جديد في حوض بحر الآرال. الثالثة: الاتصال الرقمي، عبر تعاون الجانبين لإيصال الإنترنت إلى المناطق النائية والمدارس والمستشفيات في منطقة آسيا الوسطى عبر الأقمار الاصطناعية الأوروبية. الرابعة: المواد الخام الحيوية، وهي ضرورية لتسريع التحول المستقبلي إلى الطاقة النظيفة.

2. تعزيز التعاون لتحقيق الاستقرار الإقليمي: أكدت القمة أهمية تحقيق سلام شامل وعادل ودائم في أوكرانيا في أقرب وقت ممكن. كما أعربت عن القلق المشترك إزاء الوضع في أفغانستان، بما في ذلك التهديدات الأمنية ومخاطر امتدادها المحتملة إلى آسيا الوسطى وأوروبا. كما أكدت القمة أهمية منع التحايل على العقوبات الغربية المفروضة على روسيا، كأحد الجوانب المهمة في العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وآسيا الوسطى. كما رحبت بتوقيع معاهدة الحدود الدولية بين قرغيزستان وطاجيكستان في 13 مارس 2025.

3. تعزيز التعاون في مواجهة التحديات الأمنية: أكدت القمة أهمية تعزيز التعاون بين الطرفين في المجالات التالية: الأمن السيبراني والتهديدات الهجينة، والتهديدات الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية والنووية، ومنع ومكافحة التطرف والإرهاب، وتعزيز أمن الحدود، ومنع الاتجار بالمخدرات والاتجار بالبشر، وإطلاق حوار مُتخصص بشأن مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف، وبناء القدرة المجتمعية على الصمود في وجه التضليل الإعلامي.

4. العلاقات الاقتصادية والتجارة والاستثمارات: أكدت القمة أهمية التنفيذ الكامل لاتفاقيات الشراكة والتعاون الثنائية المعززة الحالية والمستقبلية لتعميق التعاون الإقليمي، ورحبت بتوقع اتفاقية الشراكة والتعاون الثنائية المعززة بين الاتحاد الأوروبي وقرغيزستان في يونيو 2024، وأبدت تطلعها إلى توقيعها مع أوزبكستان وطاجيكستان. كما أكد قادة الاتحاد الأوروبي دعمهم المستمر لانضمام أوزبكستان وتركمانستان إلى منظمة التجارة العالمية. كما شهدت القمة اتفاق القادة على عقد منتدى للمستثمرين في وقت لاحق من هذا العام لجذب المزيد من الاستثمارات، ولا سيما لممر النقل عبر بحر قزوين الذي سيقلل بشكل كبير من الوقت اللازم لتصدير البضائع بين المنطقتين.

5. تعزيز التعاون في مجال المعادن النادرة: وقّع الاتحاد الأوروبي مذكرات تفاهم بشأن المعادن الحيوية مع كازاخستان وأوزبكستان، وتم الارتقاء بهذا التعاون إلى مستوى جديد من خلال اعتماد إعلان نيات مشترك بشأن المواد الخام الحيوية. كما أقرت القمة خارطة الطريق 2025-2026 بموجب مذكرة التفاهم بين الاتحاد الأوروبي وكازاخستان بشأن المواد الخام الحيوية والبطاريات والهيدروجين الأخضر. حيث يُعد الوصول إلى الطاقة النظيفة والمعادن النادرة أمراً بالغ الأهمية للاتحاد الأوروبي في سعيه لتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050، وتعزيز استقلاليته في القطاعات الاستراتيجية.

وفي التقدير، يمكن القول إنه على الرغم من النتائج الإيجابية التي تمخضت عنها قمة آسيا الوسطى والاتحاد الأوروبي الأخيرة في سمرقند، باعتبارها تمثل تدشيناً لحقبة جديدة في علاقات الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين، ولا سيما دورها في تعزيز المكانة الاستراتيجية لكل من آسيا الوسطى والاتحاد الأوروبي، وتمتين العلاقات التجارية والاستثمارية بينهما، فضلاً عما تعكسه من الالتزام الأوروبي المتجدد تجاه المنطقة ذات الأهمية الجيوسياسية الكبرى؛ فإن ما انطوت عليه القمة من دلالات تتعلق بإمكانية تقليل الاعتماد على روسيا والصين، سيضع عقبات عديدة أمام نجاح آسيا الوسطى والاتحاد الأوروبي في الأهداف المعلن عنها خلال القمة لتفعيل العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، في ظل إصرار روسيا والصين على تكثيف وجودهما في هذه المنطقة ذات الأهمية البالغة لمصالحهما القومية؛ وهو ما يعني أن الفترة المقبلة ستشهد مزيداً من التنافس الثلاثي الأوروبي الروسي الصيني على النفوذ والهيمنة في آسيا الوسطى؛ الأمر الذي يفرض على دولها ضرورة تبني سياسة خارجية توازن بين القوى الكبرى الثلاث؛ بما يجعلها تحقق أقصى استفادة ممكنة لمصالحها الوطنية والإقليمية.

” يُنشر بترتيب خاص مع مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة، أبوظبى ”


مقالات مشابهة

  • الاتحاد الأوروبي يفرض غرامات على «آبل» و«ميتا»
  • وزير الخارجية اليمني يدعو إلى مواصلة التحرك العربي ضد العدوان الإسرائيلي
  • الاتحاد الأوروبي يغرّم آبل وميتا 700 مليون يورو لانتهاكهما القواعد الرقمية للتكتّل
  • 3 ملايين دولار من البنك الأوروبي لإعادة الإعمار لـ فاتن الفلسطينية
  • إيلون ماسك: قرار فرض التعريفات الجمركية بيد الرئيس الأمريكي وحده
  • "الاستثمار الأوروبي" يعتزم ضخ 60 مليون دولار لدعم التكنولوجيا الخضراء في أفريقيا وآسيا
  • ‏الرئيس اللبناني: استمرار الاحتلال الإسرائيلي لـ 5 تلال جنوبي لبنان لا يساعد على استكمال تطبيق القرار 1701
  • قمة سمرقند: لماذا يتزايد الاهتمام الأوروبي بآسيا الوسطى؟
  • نائب الرئيس الأمريكي: الهند والولايات المتحدة انتهتا من شروط مرجعية لاتفاقية التجارة
  • معدل البطالة في الاتحاد الأوروبي يسجل أدنى مستوى له منذ بداية الألفية