انتهاء المرحلة الثانية من ترميم جامع الطنبغا المارداني.. "صور"
تاريخ النشر: 28th, May 2024 GMT
أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار أن افتتاح مسجد جامع المارداني بعد ترميمه اليوم فى حضورأحمد عيسى وزير السياحة والآثار والدكتور محمد جمعة وزير الأوقاف واللواء خالد عبد العال محافظ القاهرة والسيد شريف عريان المدير التنفيذي لأغاخان مصر للخدمات الثقافية ووفد من الاتحاد الأوروبى.
وأوضح الدكتور ريحان أن جامع المارداني يقع شارع باب الوزير بالدرب الأحمر وتم الترميم المعماري المتكامل بتمويل من الاتحاد الأوروبي وتنفيذ مؤسسة أغا خان للخدمات الثقافية والجامع مسجل برقم 120 ضمن الآثار الإسلامية، أنشأه الأمير علاء الدين الطُنبُغا بن عبد الله المارداني الساقي المعروف بالطنبغا المارداني أحد مماليك السلطان الناصر محمد بن قلاوون عام 740 هـ (1340م) والذى ترقى في القصر السلطاني، وعينه السلطان في وظيفة الساقي وهو المسؤول عن مدّ السماط وتقديم الشراب للسلطان بعد رفع السماط.، ثم عينه السلطان أمير طبلخانة ثم أمير مائة ومقدم ألف وزوجه السلطان إحدى بناته، وبعد وفاة الناصر محمد تولى السلطنة ابنه المنصور أبو بكر فقبض على الطُنبغا وسجنه سنة 1341م،
ولما تولى السلطان كُجك بن الناصر أفرج عنه، ولما تولى بعده أخوه السلطان الصالح اسماعيل عينه نائبًا على حماه سنة 1342م ثم نائبًا على حلب فاستمر بها الى أن توفى سنة 744 هـ ( 1343م).
ونوه الدكتور ريحان إلى أن جامع المارداني من أجمل جوامع القاهرة، ويتكون من صحن مكشوف مستطيل يحيط بها أربعة إيوانات أكبرها أيوان القبلة الذي يتكون من أربعة أروقة، والإيوانات الثلاث الأخرى يتكون كل منها من رواقين، المساحة التي تتقدم المحراب مغطاه بقبة محمولة على مقرنصات دقيقة، ويحفل إيوان القبلة ح بالزخارف والعناصر المعمارية الدقيقة، فعقوده محمولة على أعمدة من الرخام والجرانيت الأحمر والسقف عليه زخارف ملونة مملوكية الطراز وكسيت الجدران إلى ارتفاع حوالي ثلاثة أمتار بوزرة مكونة من أشرطة من الرخام ومن قطع صغيرة من الرخام والصدف.
ومن جانبه يشير الباحث الآثارى خبير الآثار الإسلامية عماد عثمان مهران إلى وجود ثلاثة مداخل للجامع في الغرب والجنوب والشمال، والمدخل الشمالي هو المدخل الرئيسي وهو بارز عن الواجهة مكسو بالرخام الملون الملبس في الحجر، وعلى يسار هذا المدخل مئذنة مكونة من ثلاث دورات تمثل قمة تطور المآذن من المربع إلى المثمن ثم الدائرة.
وله محراب يعد من المحاريب النادرة دقيقة الصنع بين محاريب مساجد القاهرة، وقد كسيت جدرانه بالرخام الدقيق والصدف مكونة زخارف هندسية دقيقة ويعلو المحراب قبة كبيرة ترتكز على ثمانية أعمدة من الجرانيت الأحمر ومقرنصاتها من الخشب الملون.
ويصف الباحث الآثارى عماد عثمان مهران جماليات محراب الجامع المصنوع من الخشب بحشوات مطعمة بالعاج، وكانت بعض هذه الحشوات قد سرقت في أوائل السبعينيات من أواخر القرن 19، وكان عددها أربعين حشوة من حشوات المنبر وتسربت إلى أوروبا وعثر عليها بالصدفة أحد أعضاء لجنة حفظ الآثار العربية لدى أحد تجار الآثار بالقاهرة سنة 1901 واشترتها اللجنة وأعادت تركيبها في مواضعها بالمنبر، وسرقت الحشوات الخشبية والأطباق النجمية من جديد وتم عمل نماذج لها في مشروع الترميم الأخير، ويوجد برواق القبلة دكة المبلغ وهي من الرخام محمولة على اثنى عشر عمودًا من الرخام.
ويذكر المقريزي أن مهندس جامع المارداني هو المُعلم ابن السيوفي رئيس المهندسين في أيام الناصر محمد، وهو الذي أشرف على بناء المدرسة الاقبغاوية بالأزهر، وقد أخذت لجنة حفظ الآثار العربية على عاتقها أصلاح الجامع وترميمه عندما بدأت في معاينته وفحصه منذ سنة 1884 وكان شبه متخرب، والجامع كائن حاليًا بشارع التبانة بباب الوزير بقسم الدرب الأحمر ويتبع منطقة آثار جنوب القاهرة.
ويتوسط صحن الجامع ميضأة نقلتها إليه من جامع السلطان حسن لجنة حفظ الآثار العربية أثناء ترميم وإصلاح الجامع سنة 1899.
وتابع الباحث الآثارى عماد عثمان مهران بأنه في سنة 1884 جدت لجنة حفظ الآثار العربية الجامع شبه متخرب فكانت جدارنه مائلة متداعية، ومئذنته ناقصة من أعلاها وأكثر كسواته الرخام مفقودة.. فقامت اللجنة بصلب الجدران المتداعية، ثم بدأت من 1896 في أعمال الإصلاح والترميم.. فأقامت الجدران المتداعية، وأبدلت بعض الأعمدة، وأصلحت الوزرات والمحراب والمنبر والشبابيك والأبواب . وأعادت بناء القبة فوق المحراب، وبناء الدورة العليا من المئذنة. وانتهت أعمال اللجنة 1903، وتم ترميم الجامع علي مرحلتين بمعرفه مؤسسة أغا خان للخدمات الثقافية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار أحمد عيسى وزير السياحة والآثار وزير الأوقاف لجنة حفظ الآثار العربیة من الرخام
إقرأ أيضاً:
خطيب الجامع الأزهر: قضية العلم هي الأخطر والأعلى شأنا في الإسلام
ألقى الدكتور ربيع الغفير، أستاذ اللغويات بجامعة الأزهر، خطبة الجمعة اليوم بالجامع الأزهر، ودار موضوعها حول "العلم وبناء الإنسان".
قال الغفير إن قضية العلم هي الأخطر من نوعها في الإسلام، كما أنها الأعلى شأناً وأن العلم أول ما أُمرت به هذه الأمة من قبل الله عزّ وجلَّ فُهُوَ أَعَزُّ مَطْلُوبٍ وَأَشْرَفُ مَرْغُوب، تَسَابَقَ الْفُضَلاءُ لِطَلَبِهِ، وَتَنَافَسَ الأذْكِياءُ لِتَحْصِيلِهِ، مَنِ اتَّصَفَ بِهِ فَاق غَيرَهُ، وَمَنْ اتَّسَمَ بِهِ بَانَ نُبْلُهُ، رَفَعَ اللهُ أَهْلَهُ دَرَجَات، وَنَفَى الْمُسَاوَاةَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ غَيْرِهِمْ كَرَّاتٍ وَمَرَّات، يَقُولُ اللهُ -عَزَّ وَجَلَّ-: (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ).
وأوضح خطيب الجامع الأزهر أن القيادة الرشيدة نادت بضرورة بناء الإنسان قبل بناء المكان، فالبناء الحقيقي يبدأ بالعلم. فهو فريضة شرعية، وضرورة وطنية، وفطرة إنسانية. ميزة كرم الله بها الإنسان وفضله على سائر من خلق.
وأضاف أن فضل العلم في الإسلام عظيم، حيث إِنَّ الْعِلْمَ مُورِثٌ لِلْخَشْيَةِ، مُثْمِرٌ لِلْعَمَلِ، يَقُولُ اللهُ تَعَالَى: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ)، فَمَنْ كَانَ بِاللهِ أَعْرَفَ كَانَ مِنْهُ أَخْوَف. كما اسْتَشْهَدَ اللهُ أَهْلَ الْعِلْمِ عَلَى أَشْرَفِ مَشْهُودٍ بِهِ وَهُوَ التَّوْحِيدُ، وَقَرَنَ شَهَادَتَهُمْ بِشَهَادَتَهِ وَبِشَهَادَةِ مَلائِكَتِهِ، يَقُولُ اللهُ سُبْحَانَهُ: (شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)، فَبَدَأَ سُبْحَانَهُ بِنَفْسِهِ، وَثَنَّى بِمَلائِكَتِهِ الْمُسَبِّحَةِ بِقُدْسِهِ، وَثَلَّثَ بِأَهْلِ الْعِلْمِ، وَكَفَاهُمْ ذَلِكَ شَرَفًا وَفْضَلًا وَجَلالَةً وَنُبْلاً.
وتابع الغفير بقوله: إن مَنْ سَلَكَ طَرِيقَ الْعِلِمِ فَقَدْ أَرَادَ اللهُ بِهِ خَيْرًا، وَمَنْ تَرَكَ الْعِلْمَ فَقَدْ اشْتَرَى خُسْرًا. وأنه يجب علينا أن نستثمر أوقاتنا في تحصيل العلوم النافعة، فقد أمر الله -سبحانه وتعالى- نبيه الكريم محمد -صلى الله عليه وسلم- بالاستزادة من العلم، قال تعالي: (وَقُل رَبِّ زِدني عِلمًا).
وقد حثَّ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - أمتَه على طلب العلم، وبيَّنَ فضلَه وأهميتَه، فقال صلى الله عليه وسلم: « من سلك طريقًا يطلبُ فيه علمًا، سلك اللهُ به طريقًا من طرقِ الجنةِ، وإنَّ الملائكةَ لتضعُ أجنحتَها رضًا لطالبِ العِلمِ، وإنَّ العالِمَ ليستغفرُ له مَن في السماواتِ ومن في الأرضِ، والحيتانُ في جوفِ الماءِ، وإنَّ فضلَ العالمِ على العابدِ كفضلِ القمرِ ليلةَ البدرِ على سائرِ الكواكبِ، وإنَّ العلماءَ ورثةُ الأنبياءِ، وإنَّ الأنبياءَ لم يُورِّثُوا دينارًا ولا درهمًا، وإنما ورَّثُوا العِلمَ فمن أخذَه أخذ بحظٍّ وافرٍ».
وبيّن خطيب الجامع الأزهر أن الله سبحانه وتعالى فرَّق بين الذين يعلمون والذين لا يعلمون، فقال في كتابه العزيز: (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ). فيجب علينا أن نحرص على العلم ومجالسة العلماء، والنهل مما فتح الله عليهم من الخير والبركة والعلم
وشدد على أولياء الأمور أن يتقوا الله تعالى في أولادهم، وأن يحرصوا على متابعتِهم في دروسهم وحثِّهم على الجدِّ والاجتهادِ، والسؤالِ عن مستوياتهم وسُلوكهم في المدرسة، وأنْ يقوموا بتربيتِهم على الخير والصلاح، وإبعادِهم عن جلساءِ السوء، فالكل راعٍ ومسؤولٌ عن رعيته.
وأوصى أستاذ اللغويات طلاب العلم بضرورة طلب العلم والجد فى تحصيله فى شتي العلوم المختلفة وليس العلوم الدينية فقط، وأن يتسموا بالصبر فى طلب العلم وطاعة المعلم حتى نصل إلى حضارة حقيقية، وبناء شامخ، ونهضة شاملة بها يعلو شأن الأمة وتحقق الريادة والمجد، وتفسد مخططات الأعداء المسمومة لهدم الأمة وتفريقها والنيل منها ومن مقدراتها.