الاحتلال يكثف قصف رفح والمقاومة تخوض معارك بعدة محاور
تاريخ النشر: 28th, May 2024 GMT
كثّف جيش الاحتلال الإسرائيلي قصف رفح جنوبي قطاع غزة، مما أسفر عن استشهاد نحو 20 فلسطينيا، بعد يوم من المجزرة التي ارتكبها بحق النازحين، في حين تخوض المقاومة اشتباكات مع القوات المتوغلة في عدة محاور بقطاع غزة.
فقد نفذت قوات الاحتلال منذ فجر اليوم قصفا جويا ومدفعيا كثيفا على مناطق عدة برفح، خاصة حي تل السلطان غربي المدينة، وذلك بالتزامن مع توغل آليات إسرائيلية في المنطقة.
ووفقا لمراسل الجزيرة، ارتفع عدد الشهداء جراء القصف الإسرائيلي على رفح منذ فجر اليوم إلى 16شهيدا، بينهم 7 استشهدوا إثر قصف خيمة للنازحين قرب مستودعات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) غربي المدينة.
واستشهد 7 آخرون فجرا جراء غارة إسرائيلية استهدفت منزلا شمالي مدينة رفح، كما أعلن الهلال الأحمر استشهاد 3 وإصابة آخرين إثر استهداف الاحتلال منطقة الإسكان الأبيض غربي رفح.
وإلى جانب خيم النازحين والمنازل، استهدف القصف الإسرائيلي جزءا من مبنى المستشفى الميداني الإندونيسي برفح، كما أفاد ناشطون يتعرض مآذن مساجد عدة في حيي السعودي وتل السلطان للقصف.
وكان الاحتلال استهدف أمس الاثنين خيام نازحين غربي المدينة مما أسفر عن استشهاد 45 شخصا وإصابة نحو 250 آخرين، وأثارت المجزرة تنديدا دوليا واسعا.
تغطية صحفية: "نزوح عدد من الأهالي من غرب رفح إلى خانيونس جراء القصف المستمر وتوسع العملية العسكرية في رفح". pic.twitter.com/Zcuw4D5H0T
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) May 28, 2024
حصار ونزوحوقال مراسل الجزيرة إن الطواقم الطبية والمرضى والجرحى محاصرون بفعل القصف المكثف داخل عيادة تل السلطان الحكومية والمستشفى الميداني الإندونيسي المجاور لها غربي مدينة رفح.
كما أفاد المراسل بنزوح عشرات العائلات، وقال إن سيارات الإسعاف تواجه صعوبات كبيرة لإغاثة المصابين المحاصرين داخل المنازل التي طالها القصف في المنطقة الغربية من رفح.
ونشر ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي صورا تظهر نزوح عائلات من رفح نحو مدينة خان يونس القريبة.
ووفقا للامم المتحدة، فإن عدد النازحين من رفح خلال 3 أسابيع ارتفع إلى نحو مليون شخص.
ويأتي تصعيد الاحتلال ضد المدنيين في رفح بعد أن تعرض في الأيام القليلة الماضية لضربات من المقاومة شملت إطلاق رشقة صاروخية كبيرة نحو تل أبيب ومناطق قريبة منها.
وفي شمالي قطاع غزة، أفاد مراسل الجزيرة باستشهاد 6 وإصابة آخرين -بينهم طبيب- اليوم إثر إطلاق الاحتلال النار في محيط مستشفى كمال عدوان ببيت لاهيا.
كما أفاد المراسل الجزيرة باستشهاد وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي بطائرات مسيّرة أثناء محاولة نازحين العودة إلى الفالوجا غرب مخيم جباليا. وبالتزامن، قصفت مدفعية الاحتلال غرب بيت حانون، وفقا لمصادر فلسطينية.
وفي مدينة غزة، تعرضت أطراف حي الزيتون للقصف، كما أفاد مراسل الجزيرة باستشهاد عدد من أفراد عائلة الغصين وفقدان آخرين جراء غارات استهدفت منزل العائلة بمنطقة بني عامر في حي الدرج.
وبالقرب من مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، استهدفت قوات الاحتلال سيارة مدنية قريبا من شاطئ غزة ما أسفر عن سقوط جريحين، بحسب شهود عيان، كما قصفت المدفعية الإسرائيلية شرق مخيم المغازي.
وفي مخيم البريج بوسط القطاع أيضا، قصفت طائرات الاحتلال فجر اليوم منزلا يعود لعائلة عصام عقل مما أسفر عن استشهاده رفقة نجله وإصابة عدد من أفراد أسرته وتدمير المنزل بشكل كامل.
معارك غزة
في تطورات ميدانية أخرى، تتواصل الاشتباكات بين المقاومة وقوات الاحتلال في رفح جنوبا ومخيم جباليا شمالا، وكذلك بالقرب من محور نتساريم وسط القطاع.
وأعلنت كتائب شهداء الأقصى صباح اليوم أنها قصفت قوات الاحتلال في محور نتساريم برشقة صاروخية قصيرة المدى، وفي عملية منفصلة استهدف مقاتلوها منزلا تحصنت به قوة إسرائيلية في مخيم جباليا مما أدى لإصابة القوة إصابة مباشرة، بحسب بيان للفصيل الفلسطيني.
وفي وسط قطاع غزة، سُمعت صباح اليوم أصوات اشتباكات شمال مخيم النصيرات، وفقا لمصادر فلسطينية.
وكانت كتائب القسام قالت أمس إنها قصفت القواتِ الإسرائيليةَ المتقدمةَ شرق مخيم المغازي وسط قطاع غزة بقذائف الهاون.
كما أعلنت القسام أنها استهدفت قوة إسرائيلية خاصة تحصنت داخل منزل بصاروخ 107 شرق مدينة جباليا، وقصفت حشدا لقوات الاحتلال في موقع الإدارة المدنية شرق جباليا بقذائف الهاون.
وبالتزامن، نشرت كتائب القسام صورا لقتلى من اللواء مدرع 401 الإسرائيلي الذي اقتحم معبر رفح.
من جانبها، استهدفت سرايا القدس قوة إسرائيلية تحصنت في منزل بمخيم جباليا.
من جهته، أعلن الجيش الاسرائيلي أمس الاثنين إصابة 23 عسكريا في معارك غزة، وقال إنه يواصل عملياته في قلب مخيم جباليا.
كذلك دفع الجيش الإسرائيلي بلواء إضافي في مدينة رفح التي توغل فيها منذ 3 أسابيع.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات مخیم جبالیا قطاع غزة أسفر عن
إقرأ أيضاً:
الاحتلال يسابق وقف إطلاق النار المرتقب وينذر سكان جباليا بالإخلاء (شاهد)
تداول عدد من رواد مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، من قلب فلسطين، خلال الساعات القليلة الماضية، منشورا لإنذار سكان جباليا شمالي قطاع غزة بإخلائها تمهيدا لغارات جوية.
المنشور الذي أتى بالتزامن مع سير عملية المفاوضات وقف إطلاق النار المرتقب، أشعل فتيل الخوف والغضب لدى سكان جباليا، ممّن يكابدون ويلات عدوان الاحتلال الإسرائيلي عليهم، لأكثر من عام كامل.
وخلال أقل من أسبوع فقط، كانت حصيلة العدوان على قطاع غزة قد ارتفعت إلى أرقام جديدة وغير مسبوقة، على إثر استمرار مجازر الاحتلال، ودخول العدوان البري على جباليا يومه الـ100 على التوالي.
وبحسب عدد من المصادر الطبية، فإن 5 آلاف شهيد مفقود جراء العملية العسكرية المستمرة منذ 100 يوم شمال قطاع غزة، لا سيما في قلب مخيم جباليا.
ومنذ بداية العدوان، وأمام مرأى العالم، وصمت المجتمع الدولي، أسقط الاحتلال الإسرائيلي، ما قدّر بـ600 طن من المتفجرات، فوق سكان جباليا؛ ما أدّى لتسوية 30 مبنى سكنيا قريبا من مستشفى الأندلسي بالأرض.
رصدت "عربي21" على مدار الأسابيع الماضية، منشورات وتغريدات مُتسارعة، تُوثّق معاناة متواصلة ومُفجعة لسكّان شمال غزة، خاصة مخيّم جباليا؛ فيما برز في المقابل تراجع تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي معها؛ إلّا من جُملة منشورات مكتوبة، مُرفقة بوسم: "شمال غزة يباد" أو "الوقت من دم".
تشكل صور الدمار الهائل، التي تخرج من شمال قطاع غزة، تحديداً من مخيم جباليا، هاجساً بالنسبة لكثير من سكان محافظة مدينة غزة. pic.twitter.com/zr2oZQyT7h — عبدالرحمن Abdulrahman (@3bdulr2hmn) January 6, 2025 ???????? صورة جديدة من #مخيم_جباليا في شمال قطاع #غزة
حسب مواطنين من سكان #جباليا، ان الدبابة في الصورة هي في مكان السنتيشن ومقر صيانة وكالة الغوث مقابلها عمارة الحساينة في قلب معسكر جباليا pic.twitter.com/zByQaM6eyG — Almidan News (@Almidan_News) January 5, 2025 الوقت في غزة من دم ، يجب الموافقة بأسرع وقت على الصفقة، دون تعنت أو مماطلة أو تسويف!
منذ صباح هذا اليوم فقط أكثر من 60 شهيد انتظروا الهدنة! — Kareem Jouda (@kareem_1087) January 15, 2025
تاريخ من الصمود
يعود مخيم جباليا للواجهة، مع كل جولة صراع محتدم بين المقاومة والاحتلال الإسرائيلي، باعتباره الأقرب من منطقة الغلاف ومعبر إيرز، وأيضا لما له من تاريخ طويل من الصمود في وجه كافة مجازر الاحتلال، ومساعيه المتواصلة لإخلائه قسريا، منذ عام النكبة.
ويعرف المخيم بأنه: الرقعة الجغرافية الأكثر اكتظاظا بالسكان في العالم، إذ وصل عدد سكانه، خلال العام الجاري، لـ116.11 فلسطينيا؛ وذلك على الرغم من صغر مساحته التي لا تتجاوز 1.4 كيلو متر، أي أن كل متر يضمّ 86 شخصا.
إلى ذلك، يقع مخيم جباليا، في الشمال الشرقي من مدينة غزة، على مسافة كيلو متر واحد من طريق غزة- يافا؛ تم إنشاؤه خلال عام 1948، حيث قطنت فيه، حينها، 5587 أسرة فلسطينية هجرت قسرا من: أسدود، ويافا، واللد، والرملة، وبئر السبع؛ من جنوبي فلسطين المحتلة.
وتُشرف وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين "الأونروا" على مختلف خدمات المخيم، الذي يشتمل على 16 مدرسة، ومركز توزيع أغذية، و3 مراكز صحّية، ومكتبين للإغاثة والخدمات الاجتماعية، ومكتبة عامة، و7 آبار، ومكتب صيانة، ومكتب صرف صحي.
وبدعم أمريكي تواصل دولة الاحتلال الإسرائيلي، حرب الإبادة الجماعية على كامل قطاع غزة المحاصر، منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، خلّفت أكثر من 156 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم من الأطفال والنساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، في خضمّ دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.