المؤتمر التأسيسي لتنسيقية تقدم: جبهة مدنية عريضة لاستعادة الوطن..!
تاريخ النشر: 28th, May 2024 GMT
السودانيون الأحرار يتطلعون بكل ما في جوانحهم من نوازع محبة الوطن إلى اجتماعات المؤتمر التأسيسي لتنسيقية القوى المدنية والديمقراطية التي يجب أن تكون على قدر التحدي..! فهي الكتلة المدنية الأكبر التي تقف ضد الحرب وقلبها على الوطن..!
وكل الآمال والدعوات والضراعات أن تنضم إلى هذه الجبهة جميع القوى الوطنية والسياسية والنقابية والأهلية والاجتماعية والشبابية والنسائية لتعمل من داخلها.
هذا هو الطريق الصحيح..! فلا مناص من تكوين اكبر كتلة وطنية ممكنة لأنصار وقف الحرب والعودة للحياة المدنية وإعادة تأسيس الديمقراطية في هذا الوطن الغالي..ولا يجرمنكم (أي شنآن مهما يكن) أن تدوسوا على (الجروح الشخصية والحزبية والتنظيمية) من اجل الغاية الاسمي وهي حفظ بيضة الوطن ووقف الحرب..وكل ما عدا ذلك من (النوافل) التي يجب ترحيلها إلى وقت لاحق..وعندما تنجاب عن الوطن هذه السحائب السوداء ويتم إجلاء الغربان الناعقة من حقل الوطن وسمائه..!
كل تحفظات من ابتعدوا عن الانخراط في هذه الجبهة العريضة أو خرجوا منها (على العين والرأس)..! ولا شيء يستعصى على الحوار والإصلاح والمراجعة..! ولكن يجلب أن يتم ذلك من داخل هذه الجبهة..حتى لا يجد أعداء الوطن ثغرة يتسللون منها...فأعداء الوطن من أبنائه المجرمين يمارسون التآمر الآن ليل نهار..وهم في حالة متأخرة من العواء و(النبيح) وفقدان الأعصاب..!
وأكثر ما يزعجهم هو تراص صفوف القوى المدنية والديمقراطية ومن خلفها كل شباب الثورة وقواها الحية وكل من خرج ضد نظام الثلاثين من يونيو الفاسد المُجرم..وإذا اجتمعت هذه القوى الوطنية على صعيد واحد فإنها الهزيمة القاصمة لقوى البغي والعدوان و(حرامية الموارد.)...نعم قوى الثورة هي التي ستهزم الفلول وليست أي قوى أخرى..جفت الأقلام وطويت الصحف..!
الذين يعادون الثورة وجبهة تقدم وقوى الحرية والتغيير الآن هم الفلول ومليشياتهم الجديدة والقديمة..فليرتفع أنصار الثورة بهاماتهم على هذا النقيق الضفدعي..وليتراصوا لوأد هذه الحرب الإجرامية اللعينة منزوعة الأخلاق..وكما قال احد الذين استشهدوا من اجل مبادئ الحرية والديمقراطية (من آيات الشجاعة أن يعاديك الجبناء..ومن دلائل السمو أن يهاجمك الوضعاء) فهل هناك دليل أكبر على سلامة الاختيار عندما يكون أعداؤك المتربصون بك هم الفلول وإذنابهم من كل صنف ولون..!
ما أبلغ الحكمة التي صاغها (ويل سميث) عندما قال إن التجاهل هو ابسط شيء تفعله عندما تتزاحم حولك التفاهات..!
أطفالنا يجمعون أوراق (شجرة الهجليج المُرّة) لطبخها أو مجرد تسخينها لاستساغة اكلها..ولكن هل رأيت زواج ابنة حارس أموال الفلول في "جزر كايمان"..! أو رأيت (طول التورتة) التي يتم قطعها بالسيف في الاحتفال المخملي بحضور أصحاب اللحى لصوص المال العام ومعهم مفتي اسطنبول "رجل الخمسة مليون دولار"..؟!
هيا إلى جبهة موحدة عرضها السموات والأرض من اجل إيقاف الحرب..فهذا هو الامتحان الكبير لشرفاء الوطن وحماة ثورة ديسمبر العظمى التي لم تقم هذه الحرب المجنونة الفاجرة وقبلها الانقلاب اللعين إلا لوأدها..فهي الخطر الحقيقي على مصالح الحرامية والقتلة..!
هيا إلى إقامة قواعد الجبهة العريضة من اجل الحرية والعدالة والسلام..فحياة الوطن في ثورته وقواه المدنية والديمقراطية..وما اسعد أنصار الوطنية والحرية والعدالة والسلام بعداء هذه الفئة الضالة.. ! فلترتفع هذه الرايات من اجل هذا الوطن العظيم الذي لا يمكن أن تكون مصائره رهناً بهذه (الهوانات) والبهلوانات الذين ولغوا في نيله العظيم..!
هذا وطن عظيم فليرتفع نداء الثورة ولنصبر على التباينات العارضة من اجل إيقاف الحرب بوحدة كل قوانا السياسية والمدنية والنقابية والاجتماعية والأهلية:
فالشعب ما ملّ النضال ولا انحنى... ما كان يوماً بالعطاء بخيلا
هبوا مع الشعب الجريح جماعةً... كي نسترد من الطغاة النيلا
والمجد لثورة ديسمبر وشهدائها الأبرار...!
سودانايل - مرتضى الغالي
murtadamore@yahoo.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: من اجل
إقرأ أيضاً:
يجب حظر الحركة الإسلامية السودانية
بعض الأقلام النابهة والوازنة صاحبة القدر المعتبر من الموثوقية وعمق الرؤية، بذلت اطروحات الحلول المحتملة لوقف الحرب وإعادة بناء الوطن، فهادنت وتسامحت على المستوى النظري مع الحركة الإسلامية الحاملة لوزر إشعال الحرب، والمسؤول الأول عن إزكاء نار خطاب الكراهية وخطيئة قصم ظهر الوطن، بجعل ذهاب الجنوب الحبيب لخيار الانفصال ممكناً، إذ ما تزال تؤجج نار الفرقة بين أبناء الوطن الواحد، هذا فضلاً عن سجلها الإجرامي الحافل بفظائع الإرهاب الدولي، وضلوعها في ارتكاب خطايا جنائية لا تعد ولا تحصى، لا تؤهلها لأن تكون جزءًا من المشهدين السياسي والأمني مستقبلاً، والمقارنة بينها وبين بيض جنوب افريقيا لا تجوز، لأن جرم نظام الفصل العنصري أقل بكثير من خطيئتها، فأنصار رئيس جنوب أفريقيا الأبيض "دي كليرك" سجنوا نلسون مانديلا ثلاثة عقود من الزمان، لكن لم يخرقوا رأسه بمسمار ولم يجلسوه على خازوق، ولم يقم الرجل الأبيض بتطهير عرقي ممنهج استخدم فيه الطائرات الحربية والقنابل المزوّدة بالمواد السامة تجاه السود، ولم يدفن آبار مياه الشرب وما دمر البنية التحتية، على العكس من ذلك، حينما كان الناشطون السود يتظاهرون ويقتلون بالسلاح (الخفيف) للبيض في الميادين، كان نفس هؤلاء البيض يبنون ويعمّرون، لذا بعد اكتمال مشروع التحرير الوطني قبل الزعيم الإفريقي بالحقيقة وصالح وصافح "دي كليرك".
إنّ الحركة الإسلامية السودانية يجب أن يكون مصيرها كمصير حزب البعث العراقي، الذي أحال العراق إلى ركام من الحجارة الأسمنتية والجماجم البشرية، فجاءت أنظمة حكم ما بعد الدمار وحظرته، وأمسى البعثيون في شوارع بغداد مثل كفار قريش بعد فتح مكة، نفس المآل يجب أن يلحق بهذه الشرذمة الغريبة الفكر، ولو كان هنالك دليل إدانة واحد يوجب حظرها، سيكون هو إشعالها للحرب التي قتلت مئات الآلاف من السودانيين، فلا يمكن بأي حال من الأحوال التسامح مع من حطم الوطن وأعدم المواطن، ورأينا الشعوب والحكومات الأمينة مع شعوبها من حولنا كيف حظرت التنظيمات الإرهابية، لعلمها التام بأنها جماعات تعمل من أجل التخريب ولا تؤمن بالوطن، فالبارحة صدر قرار حظر السلطات الأردنية لجماعة الإخوان المسلمين هناك، فالأجرب لا يُعاشر، ومن يهادن الأجرب يكتوي بالداء اللعين، على الكتاب والمفكرين السودانيين القيام بدورهم الغيور على الأرض والعرض، وأن لا يسمحوا لأقلامهم بأن تمنح أفراد هذا التنظيم المتطرف بارقة أمل العودة لمنصات الفعل السياسي، فسودان المستقبل يستحق ان يكون خالياً من كتائب داعش الناحرة لأعناق لناس، في المدن التي تسيطر عليها الحركة الإسلامية، وعلى التحالفات السياسية والعسكرية – صمود وتأسيس – (استتابة) كادر الحركة الإسلامية المختبئ تحت لوائيهما، وإقعاده على الكنبة الخلفية لعلّه يفقه مبادئ الديمقراطية وأساسيات الحكم المدني.
بعد الحرب وفقدان العزيز والنفيس، لم يعد هنالك كبير في ميدان العمل العام، ولا توجد ضرورة لتكرار صناعة الاصنام القديمة – الصادق المهدي وحسن الترابي ومحمد عثمان الميرغني ومحمد إبراهيم نقد، لأن غربال الحرب أسقط الكهنوت وآلهة العجوة، ورفع قدر كل أشعث أغبر أساء الظن به الحركيون الإسلاميون فصنّفوه خارجاً عن الملّة، إنّ صياغة دنيا السودان الجديد لن تتأتى إلّا بزوال الهدّامين من أفراد التنظيم الواجب حظره، والاعتماد على البنائين من قادة الحراك الوطني غير الملوثين بغلواء الحماس الديني، المبني على استثارة العواطف دون مخاطبة العقول، وليحذر الناشطون الأحرار من مغبة الوقوع في فخاخ هذه الحيّة الرقطاء، وأن يؤسسوا اطروحاتهم على الحقيقة لا المصالحة مع الشر المطلق المتمثل في الحركة الإسلامية، وليعتبروا بتجارب البلدان الافريقية والعربية وكفاحها ضد حركات الإسلام السياسي، مثل تونس ومصر والأردن وبعض الدول الخليجية، وكيف أوقفت هذه البلدان هذا الفكر التدميري، ومن خفة دم وزير خارجية إحدى دول مجلس التعاون الخليجي، تعليقه على الخلية الإخوانية التي تم القبض عليها في بلاده قبل سنوات بقوله:(هل يعقل أن يُصدّر الدين الإسلامي إلينا من إفريقيا وجدنا هو من نشر الإسلام في إفريقيا)، فبعد هذا القول المفحم من سعادة الوزير، لا تعليق، وكما يقول المثل (العربي) اللبيب بالإشارة يفهم، وإذا لم يستوعب اللبيب الافريقي (الحركة الإسلامية السودانية)، عليه الاطّلاع على هجاء أبي الطيب المتنبئ لكافور الإخشيدي.
إسماعيل عبد الله
ismeel1@hotmail.com