مرحبا بالمؤتمر التأسيسي لتقدم و لكن
تاريخ النشر: 28th, May 2024 GMT
إن من أهم الأمور لضمان نجاح المبادرات السودانية لوقف الحرب أن تكون متوافقة مع مطالب شعبنا في وقف الحرب و إبعاد الجيش و االدعم السريع عن الحكم و إخضاعهما لمنطق نزع السلاح و الدمج في المجتمع و أعادة الإنتشار وفق العرف الدولي. ربما يستغرب البعض عن مطالبنتا بنفس المعالجات للجيش بدعوي أنه منظمومة عسكرية و أمنية وطنية.
Disarmament, Demobilization and Reintegration
بالعربي ترتيبات نزع السلاح و إعادة الإنتشار و الدمج في المجتمع. لا بد من الترحيب بإنعقاد مؤتمر تقدم التأسيسي و نتمني أن يقود إلي بناء تحالف مدني سوداني واسع يمثل شعبنا و قواه الحية المدنية المتضررة من هذه الحرب الإجرامية. الحديث عن عدالة فرص المشاركة و شرعية تقدم حديث غير عملي لظروف الحرب و من الجانب الآخر حديث المتحمسين لتقدم حول قعود و فشل القوي المدنية الأخري خارج تقدم أيضا حديث غير ناضج سياسياً. لأن ما يجب أن يهتم به هؤلاء المتحمسون لتقدم علي طريقة مشجعي أندية كرة القدم هو الأسئلة الحقيقية حول جدوي الإعلان السياسي لتقدم مع الدعم السريع و حكاية فقدان أقسام كبيرة من جماهير شعبنا للثقة في قحت و حمدوك و تقدم إجمالاً بمنطق تجريب المجرب.
الخطب المنبرية و الكتابات الإغوائية التي يستخدمها المتحمسون لتقدم لن تحل هذه المشاكل و المقصود الأعلان السياسي بين تقدم و الدعم السريع، فقدان الثقة في قحت نتيجة لتاريخها في الشراكة مع الجيش و الدعم السريع. حكاية حمدوك نفسه كممثل ضعيف لقوي الثورة خلال عهد الشراكة الكالح و كوكيل لأصحاب الأطماع في موارد السودان من دول الجوار و المجتمع الدولي و كشريك أخير للبرهان و حميدتي في إنقلابهما ضد حكومة الفترة الإنتقالية علي عِلاتها. هذه المشاكل يجب النظر إليها بشكل مختلف و عملي. يتمثل في الخطوات التالية
أولاً إلغاء الإعلان السياسي مع الدعم السريع و التخلي عنه نتيجة لعدم أهلية الدعم السريع ليكون طرفا في أي حل فهو مشكلة يجب حلّها. هذا غير أنه يضرب مصداقية تقدم في إدعائها غير المسنود بأي منطق للوساطة بين المجرمين في الجيش و المجرمين في الدعم السريع. هنالك الأمم المتحدة و برتوكولاتها المعرفة
ثانياً فقدان الثقة في قحت واقع ماثل و للتعامل معه يجب حل هذه المنظومة و بناء غيرها و تغييرها بما يتماشي مع مطالب الثورة. المتمثلة في إبعاد الجيش و الدعم السريع عن الحكم. و ضرور الإصلاح الأمني ليس بطريقة المؤتمرات المتعجلة و الجهولة. إخضاع و مصادرة جميع الشركات التجارية و الإستثمارية للجيش و الأمن و الشرطة و الدعم السريع لمصلحة وزارة المالية. أن يكون وزير الدفاع مدنياً و تكون المنظومة الأمنية جميعها خاضعة له و لمجلس الوزراء المدني الذي سيختاره برلمان الثورة المكون من لجان المقاومة و النقابات و الإتحادات المهنية و منظمات الثورة و الأحزاب السياسية و ممثلي النازحين و اللاجئين و ضحايا الحرب ليس أكثر. مهما علا صوت كادرالمنظمات الدولية فلا تمثيل لهم و عليهم ممارسة دورهم المنوط بهم و الذي ليس من ضمنه المشاركة في الحكم. أما المنظمات الأهلية التي تش مل قطاعات مجتمعنا فمرحباً بهم لأنهم يعملون بجهد أبناء مناطقهم و لا علاقة لهم بإملاءات الممولين الدوليين.
أما حمدوك و فريقه العامل معه فلهم منا جزيل الشكر علي ما فعلوه من خير و لهم منّا الإدانة التامة علي تماديهم في الشراكة و تركيع قوي الثورة و إخضاعها للمجرمين في الجيش و الدعم السريع و علينا جميعا البحث عن قيادات للسلطة المدنية من القوي الموصوفة أعلاه.
طه جعفر الخليفة
هاملتون- اونتاريو- كندا
27 مايو 2024م
taha.e.taha@gmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
الجيش السوداني يعلن تطهير الخرطوم ويقصف الدعم السريع بالفاشر
أعلن الجيش السوداني اليوم الجمعة أنه شن قصفا جويا على تجمعات قوات الدعم السريع في الفاشر، مؤكدا أنه سيطر على العاصمة الخرطوم بشكل كامل.
وقال الجيش إن طائراته أغارت على تجمعات وآليات "لمليشيا الدعم السريع" على تخوم الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور.
وأعلن سقوط عناصر من مليشيا الدعم السريع بين قتيل وجريح وتدمير مركبات وشاحنات تابعة لها في كمين بالفاشر.
وفي السياق ذاته، جدد الجيش إعلان سيطرته بالكامل على العاصمة الخرطوم بعد أيام من استعادته القصر الرئاسي والمراكز الحيوية.
وقال المتحدث باسم الجيش نبيل عبد الله "تمكنت قواتنا اليوم من تطهير آخر جيوب لشراذم مليشيا آل دقلو الإرهابية بمحلية الخرطوم".
وأشار البيان إلى أن مليشيا الدعم السريع تروج إلى إشاعة انسحابها من الخرطوم نتيجة لاتفاق مع الحكومة السودانية، نافيا ذلك.
وأضاف أن هذه الإشاعة يفضحها "هروبهم المخزي أمام قواتنا الظافرة وتركهم قتلاهم ومعداتهم في ميادين القتال بمختلف المواقع".
ولم تعلق قوات الدعم السريع فورا على بيان الجيش السوداني.
وخلال الأيام الأخيرة واصل الجيش السوداني تقدمه في الخرطوم واستعاد السيطرة على المطار ومقرات أمنية وعسكرية وأحياء عدة شرق وجنوب العاصمة للمرة الأولى منذ أبريل/نيسان 2023.
إعلانوفرض الجيش سيطرته على معظم مباني الوزارات والمؤسسات الحكومية والخاصة وسط الخرطوم ومنطقة المقرن.
ومنذ أبريل/نيسان 2023 يخوص الجيش وقوات الدعم السريع حربا أسفرت عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص ونزوح ولجوء نحو 15 مليونا آخرين، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية.
وفي الآونة الأخيرة، تسارعت وتيرة تراجع قوات الدعم السريع في ولايات عدة، منها الخرطوم والجزيرة والنيل الأبيض وشمال كردفان وسنار والنيل الأزرق.
ومن أصل 18 ولاية تسيطر قوات الدعم السريع فقط على جيوب غرب وجنوب مدينة أم درمان غربي الخرطوم وأجزاء من ولايتي شمال كردفان وغرب كردفان، إلى جانب 4 ولايات في إقليم دارفور.