زهير عثمان حمد
شباب الثورة الحاضرون في مؤتمر القوى المدنية بأديس أبابا لكم منا كل الإجلال، فقد أثلجتم صدورنا. ليس لدي أرقام دقيقة عن من حضروا هذا المؤتمر، لكن أغلبهم كانوا من شباب المقاومة الذين عملوا في شبكاتها التنظيمية أو برز دورهم القيادي خلال الثورة. تضمن المؤتمر قوائم تتضمن معلومات عن تحصيلهم العلمي وعملهم وانتمائهم السياسي.

الناشطون في أغلبيتهم ليسوا متأثرين بتيارات فكرية معينة كالإسلامية أو اليسارية أو الليبرالية أو القومية. لكنهم، خلافًا للأحزاب التي مثّلت تياراتهم في الماضي، نجحوا في تجاوز الأيديولوجيات نحو القيم الأخلاقية في السياسة، والتعاون والاتفاق على هذا الأساس.
لجان المقاومة والأرض في الثورة السودانية هي شبكات حية غير رسمية تشكلت من مواطنين سودانيين. بدأت هذه اللجان بتنظيم حملات العصيان المدني ضد حكومة الرئيس عمر البشير في عام 2013، ومنذ ذلك الحين أصبحت شبكة منظمة رئيسية تلعب دورًا بارزًا خلال الثورة السودانية. تشكلت لجان المقاومة في خضم الثورة السودانية العظيمة منذ منتصف ديسمبر 2018. هي امتداد للجان وتنظيمات شعبية تمت في الأحياء وساهمت في الاحتفاظ بجذوة الثورة طيلة فترة الإنقاذ منذ استيلائها على السلطة في يونيو 1989. تعمل هذه اللجان على تنظيم الحملات الاحتجاجية والتظاهرات، وتسعى للضغط على السلطات لتحقيق مطالب الشعب والإصلاحات السياسية والاقتصادية.

بعد سقوط نظام البشير في أبريل 2019، استمرت لجان المقاومة في نشاطها للضغط على المجلس العسكري الانتقالي الذي ورث نظام البشير. كان تنظيم اللجان وتنسيقها أمرًا حاسمًا في تحقيق تحول سلمي نحو الديمقراطية في السودان. هذه اللجان تمثل صوت الشعب وتعمل على الدفاع عن حقوقهم ومطالبهم، وهي جزء أساسي من الحركة الثورية التي تسعى لتحقيق التغيير الإيجابي في البلاد. يجب أن نقدر دورهم في الحفاظ على الضغط الشعبي والمساهمة في بناء مستقبل أفضل للسودان. الطغيان والاستبداد الذي جثم علينا منذ انقلاب الجيش على القوى المدنية، أن مؤتمر أديس أبابا الحالي يمثل تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية السودانية "تقدم". انطلقت فعاليات المؤتمر في 27 مايو 2024 في أديس أبابا.
يهدف المؤتمر إلى اختيار هيكل تنظيمي دائم وطرح رؤية متكاملة للحل السياسي في السودان، كما يسعى لتوسيع الجبهة المدنية المناهضة للحرب. يُتوقع حضور أكثر من 600 شخصية من نحو 30 دولة في المؤتمر. هناك تباين في الشارع السوداني بشأن "تقدم"، حيث يراها البعض تعبيرًا عن قوى التحول، بينما يعتبرها آخرون جسمًا "إقصائيًا" يعمل على احتكار حل الأزمة السودانية. يُعقد المؤتمر في ظل الجهود المستمرة لإيجاد حل سياسي للأزمة في السودان، ويعكس التزام القوى المدنية بالتحول الديمقراطي والسلام، وهي خطوة مهمة نحو تحقيق الاستقرار والتغيير في البلاد.
ومؤتمر "تقدم" يواجه تحديات كبيرة في السودان. , هي التحديات السياسية والاقتصادية: يشهد السودان تحولًا ديمقراطيًا بعد الإطاحة بالبشير، مما يعني وجود توترات وتنافسات سياسية بين مختلف القوى. يعاني الاقتصاد السوداني من أزمة مالية وتضخم عالٍ، مما يجعل من الصعب تلبية احتياجات الشعب.
التحديات الاجتماعية والثقافية: السودان مجتمع متنوع من حيث الثقافات واللغات والمعتقدات، وهذا يمثل تحديًا في تحقيق التوافق والتضامن. النزاعات القومية والعرقية قد تؤثر على استقرار البلاد.
التحديات الأمنية: النزاعات المستمرة في مناطق مثل دارفور وجنوب كردفان تشكل تهديدًا للأمان والاستقرار. مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة تستدعي تعاونًا دوليًا.
التحديات البيئية: تغير المناخ ونقص الموارد المائية يؤثران على الاستدامة البيئية والاقتصادية.
في ظل هذه التحديات، يجب أن يعمل المؤتمر على تحقيق التوافق والتعاون بين مختلف القوى المدنية للوصول إلى حلول سياسية واقتصادية مستدامة.
وتشارك لجان المقاومة السودانية بشكل مهم في مؤتمر "تقدم" التأسيسي بأديس أبابا، وهي جزء من تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية السودانية "تقدم" وتلعب دورًا حيويًا في تحقيق أهداف المؤتمر. تسعى تنسيقية "تقدم" لوقف الحرب في السودان والتوافق على بناء جبهة مدنية موحدة لإنهاء الحرب. بالإضافة إلى لجان المقاومة
بالإضافة إلى ذلك، يجري المؤتمر في ظل الجهود المستمرة لإيجاد حل سياسي للأزمة في السودان، ويعكس التزام القوى المدنية بالتحول الديمقراطي والسلام. هذه خطوة مهمة نحو تحقيق الاستقرار والتغيير في البلاد.
وتقدمت لجان المقاومة بورقة لوقف الحرب و ما ورد فيها لجان المقاومة في مؤتمر “تقدم” التأسيسي بأديس أبابا قدمت ورقة تتعلق بوقف الحرب في السودان. هذه الورقة تطالب بالرد على نقدها لاتفاق أديس أبابا وتقديم تقييم مستقل لمدى جدواه بعد مضي فترة زمنية معينة. كما طالبت بإجراء مناظرة مفتوحة عبر وسائط التواصل الاجتماعي حول النقاط المذكورة في الورقة في حالة عدم الرد كتابة. هذه الخطوة تهدف إلى تحقيق التوافق والتفاهم حول قضايا الحرب والسلام في السودان.
في ورقة لجان المقاومة المقدمة في مؤتمر “تقدم” التأسيسي بأديس أبابا، تم التركيز على عدة نقاط مهمة:تقديم نقد لاتفاق أديس أبابا: طالبت لجان المقاومة بإعادة تقييم موقف التنسيقية من اتفاق أديس أبابا، وذلك بعد مضي فترة زمنية معينة.
أكدت على ضرورة الرد على نقدها جماهيريًا أو عبر مناظرة مفتوحة عبر وسائط التواصل الاجتماعي حول النقاط المذكورة في حالة عدم الرد كتابة
التركيز على وقف الحرب:أشارت الورقة إلى أهمية وقف الحرب في السودان، وتحقيق توافق حول هذا الموضوع.
تسعى لبناء جبهة مدنية موحدة تعمل على إنهاء الحرب في البلاد.
هذه النقاط تعكس التحديات والتطلعات التي تواجه السودان في مساره نحو الاستقرار والتغيير. , ولتنسيقية تعتبر “الرد الجماهيري” على نقدها هو استخدام وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي للتفاعل مع الجمهور والرد على الانتقادات أو الشكاوى. يمكن أن يكون هذا الرد على شكل تصريحات رسمية، مقالات، منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي، أو حتى تنظيم مناظرات عامة. الهدف هو توضيح وجهة نظر التنسيقية والتفاعل مع الجمهور بشكل شفاف ومباشر. ولاب لنا من مقولة حكيمة تتعلق بالتحاور والتفاهم:“التحاور هو جسر يربط بين الأفكار والقلوب، وعبره يمكننا أن نبني عالمًا أكثر تسامحًا وفهمًا.” وفي النهاية، التحاور يمكن أن يكون أقوى من السجال، حيث يفتح آفاقًا جديدة للتفاهم والتعاون. نتمنى أن يكون هذا المؤتمر فرصة للقاء الأفكار وتبادلها من أجل بناء مستقبل أفضل للسودان.

zuhair.osman@aol.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: القوى المدنیة لجان المقاومة بأدیس أبابا أدیس أبابا فی السودان فی البلاد فی مؤتمر الحرب فی الرد على

إقرأ أيضاً:

وزير الخارجية: مستعدون لتقديم كل سبل الدعم لاستقرار السودان

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

شارك الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج، في اجتماع وزاري حول السودان، وذلك على هامش اجتماعات الشق رفيع المستوى للدورة الـ 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة.

أكد وزير الخارجية في كلمته ترحيب مصر بالتعاون مع كافة المبادرات الإقليمية والدولية الرامية لإنهاء الحرب وانتزاع فتيل الأزمة في السودان، مثمنًا الجهود الدولية المبذولة للتوصل لوقف إطلاق النار في السودان، وعبر عن استعداد مصر لتقديم كافة سبل الدعم بما يسهم في تحقيق استقرار السودان وتيسير إنفاذ المساعدات الإغاثية والإنسانية إلى كافة ربوعه.

وأوضح الدكتور بدر عبد العاطي، أن التزام مصر الراسخ لتحقيق السلام والاستقرار في السودان دعاها إلى إطلاق مبادرة دول جوار السودان في يوليو 2023، ومشاركتها في مؤتمر باريس الدولي لدعم السودان ودول الجوار، واستضافة مؤتمر القوى السياسية المدنية السودانية بالقاهرة فى يوليو 2024، من أجل التوصل إلى توافق حول سبل بناء السلام الشامل والدائم في السودان يتأسس على رؤية سودانية دون تدخلات خارجية، عبر حوار وطني سوداني خالص يجمع للمرة الأولى كافة القوى المدنية السودانية.

واختتم وزير الخارجية مداخلته بالتأكيد على أهمية التوصل سريعًا لنهاية لهذا القتال الدامي، والعمل على نجاح المرحلة الانتقالية في السودان، والسماح بمرور المساعدات الإنسانية للمدنيين الأبرياء، مؤكدًا على ضرورة الحفاظ على كافة مؤسسات الدولة السودانية.

مقالات مشابهة

  • مرصد الأزهر يشارك في مؤتمر حول الحرب والهجرة بميلانو الإيطالية
  • لا للحرب- شعار انقضى عهده وتجاوزته القوى المدنية والفصائل، وحتمية السلام هي الأبقى
  • إعلام المواجهة بين الإسلاميين والقوى المدنية في السودان و أدوات التواصل ومضامين الخطاب
  • السودان يضع قدميه على طريق الخلاص
  • “تفكك الهيبة الصهيونية: هل انتهت أسطورة ‘الجزيرة الآمنة’ بعد حرب غزة؟”
  • أمير منطقة الرياض: إطلاق ‘مؤسسة الرياض غير الربحية’ تجسيد لحرص القيادة على دعم وتطوير العمل المؤسسي والاجتماعي
  • أمير الرياض: إطلاق ‘مؤسسة الرياض غير الربحية’ تجسيد لحرص القيادة على دعم العمل المؤسسي والاجتماعي
  • المؤسسة العامة للاتصالات تفتح الباب حول خدمات ‘ستارلينك’
  • وزير الخارجية: مصر على استعداد لتقديم الدعم لتحقيق استقرار السودان
  • وزير الخارجية: مستعدون لتقديم كل سبل الدعم لاستقرار السودان