سودانايل:
2025-02-22@10:40:39 GMT

ميثاق نيروبي.. المغزى في الحدث أم في النصوص؟

تاريخ النشر: 28th, May 2024 GMT

بقلم: كتب إبراهيم سليمان
في رده على انتقادنا توقيع حركتهم، اتفاق سياسي، مع الحزب الاتحادي الديمقراطي جناح جعفر الميرغني، رئيس الحرية التغيير ــ الكتلة الديمقراطية، رغم علمهم أنهم ضمن جوقة المحرضين على تقويض الحكومة المدنية الانتقالية بقيادة د. عبدالله حمدوك، وأن حزب جعفر الميرغني ضمن المؤيدين لانقلاب الـ 25 من أكتوبر، والمساندين للجيش السوداني في حرب 15 أبريل، قال الأستاذ محمد الناير (بوتشر) الناطق الرسمي لحركة تحرير السودان قيادة عبدالواحد محمد نور، قال: "السياسية دروبها كثيرة".

نحاول أسقاط هذه الاستراتيجية على ميثاق نيروبي الذي تم التوقيع عليه مؤخرا بين كل من رئيس الهيئة القيادية لتنسيقية "تقدم"، رئيس الوزراء السوداني السابق، د. عبد الله حمدوك، ورئيس "حركة تحرير السودان"، عبد الواحد محمد نور، ورئيس الحركة الشعبية ــ قطاع الشمال وعبدالعزيز الحلو، كلٍ على حده، في العاصمة الكينية نيروبي مؤخرا، وهو إعلان سياسي لوقف الحرب وترتيبات تأسيس السلطة المدنية في السودان بالتعاون مع الجهود الدولية والإقليمية، بما في ذلك منبر جدة.
أهم بنود ميثاق نيروبي، تتمثل في تأسيس منظومة أمنية وعسكرية جديدة، وفقاً للمعايير المتوافق عليها دولياً، تفضي إلى جيش مهني قومي واحد يعمل وفق عقيدة عسكرية وطنية جديدة، يلتزم بحماية الأمن الوطني وفق الدستور، أي أن الميثاق تجاوز مرحلة إصلاح المنظومة العسكرية والأمنية، وتمسك بالتأسيس، والتأكيد على الحكم الفدرالي، إما تمسك الحركات بالنهج العلماني وتثبيت حق تقرير المصير، فليس بجديد.
رغم أن دروب السياسة كثيرة ومتشعبة، كما ذكر الأستاذ محمد الناير، إلا أننا نرى أن إصرار رئيس حركة تحرير السودان الأستاذ عبدالواحد على توقيع د. حمدوك بصفته الشخصية، وهو في حقيقته رئيس تنسيقية "تقدم" تحصيل حاصل، وشرط شكلي، وذات الشيء ينطبق على توقيع الحركة بياناً سياسياً مع السيد جعفر الميرغني بصفته نائباً لرئيس الحزب الاتحادي وليس رئيساً لتحالف الكتلة الديمقراطية. كما نرى عدم اعتراف الأستاذ عبدالواحد بالحكومة المدنية الانتقالية عقب ثورة ديسمبر غير مبرر، للإجماع الشعبي والواسع لتلك الحكومة، رغم الإخفاقات اللاحقة. ثم أن د. حمدوك إن لم يكن رئيسا لوزراء الحكومة الانتقالية، ولم يكن رئيسياً لتنسيقية "تقدم"، ليس لديه صفة أخرى تؤهله لتوقيع بيان سياسي مع حركة ظلت تكافح لما يقارب الثلاثة عقود، ولم يكن شيئا مذكورا، رغم احترامنا له.
يبدو لنا أن الدروب السياسية التي تسلكها حركة تحرير السودان بقيادة الأستاذ عبدالواحد محمد نور، دورب ملتوية وغير سالكة، تكتنفها المراوغة الاستعراض السياسي. وأن الحركة لا زالت تراوح مكانها، بشأن الأوضاع المتدهورة بتسارع في البلاد، والمأمول منها أن تكون أكثر إيجابية.
ويبدو للمراقب، أن أهمية ميثاق نيروبي يكمن في توقيته، حيث فشلت مفاوضات الشأن الإنساني بين الحركة الشعبية بقيادة الحلو والفريق شمس الدين الكباشي ممثلا للجيش السوداني، بسبب تمسك الحركة الشعبية السعي للوصول إلى حل قومي يستفيد منه المتضررون والعالقون في مناطق الحرب في كافة أنحاء السودان، واشتراطها مشاركة قوات الدعم السريع في المفاوضات، حسب تصريح نسب لوزير الدفاع السوداني ياسين إبراهيم.
وما يزيد من أهمية ميثاق نيروبي، أنه تم التوقيع عليه في ظل حدة الاصطفاف السياسي بين مكونات المشهد السوداني، حيث انحازت حركتيّ العدل والمساواة السودانية بقيادة د. جبريل إبراهيم وحركة تحرير السودان بقيادة حاكم إقليم دارفور السيد مني أركو مناي بالإضافة للشيخ موسى هلال رئيس حرس الحدود السابق إلي صف الجيش السوداني.
ورغم المسميات والصفات التي تم التوقيع بموجبها، فإن ميثاق نيروبي يصب في صالح تنسيقية "تقدم" والتي لها كيمياء مشتركة مع قوات الدعم السريع منذ الاتفاق الإطاري.
ومما يرجح أهمية مغزى ميثاق نيروبي على مضمون نصوصه، توقيت التوقيع عليه، قبيل الانعقاد المزمع للمؤتمر التأسيسي لتنسيقية تقديم خلال الأسابيع القليلة القادمة، وبإمكان د. حمدوك لأن يلوح لرموز تنسيقية "تقدم"، أن موقف الزعيمين في جيبه، غض النظر عن الصفة التي وقع بها معهما.
لن يجد المراقب صعوبة، في استخلاص أن ميثاق نيروبي الموقع بين الدكتور عبدالله حمدوك من جهة، والأستاذين عبدالعزيز الحلو وعبدالواحد محمد نور، باعدت المسافة بين الحركة الشعبية قطاع الشمال والجيش السوداني، بينما كانت التوقعات تشير إلى التقارب من خلال مفاوضات جوبا للشأن الإنساني، والتي قصدت بها تحييد الحركة. وإن الأستاذ عبدالواحد بات أقرب لتقديم في أديس أبابا من د. جبريل ومني في الفاشر، رغم أن القائد كرجكولا لا يزال هناك بقواته المحسوبة لحركة عبدالواحد نور. أي أن كفة التحشيد راجحة على كفة مضمون الميثاق وجدلية نصوصه.
مما لا شك فيه، أن ميثاق نيروبي، يعتبر تعزيز مهم لجهود وقف الحرب، وتوسيع لمظلة المكونات الداعية لإنهاء حكم العسكر، وتأسيس الحكم المدني ــ الديمقراطي.
//أقلام متّحدة ــ العدد ــ 151//

ebraheemsu@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: حرکة تحریر السودان الحرکة الشعبیة محمد نور

إقرأ أيضاً:

في تصعيد للإحتجاج.. إستدعاء سفير السودان في كينيا وكشف علاقات نيروبي التجارية واللوجستية مع الدعم السريع

متابعات ــ تاق برس – استدعت وزارة الخارجية السودانية اليوم الخميس سفير السودان لدى كينيا السفير كمال جبارة للتشاور.

 

وبحسب وكالة السودان للانباء، فإن الخطوة تاتى احتجاجاً على إستضافة كينيا إجتماعات لقوات الدعم السريع وحلفائها في خطوة عدائية أخرى ضد السودان.

 

وبررت كينيا استضافتها لاجتماعات الدعم السريع واخرون لاعلان حكومة موازية بمناطق سيطرة الدعم، بانه ياتى ضمن جهودها لتحقيق السلام في السودان.

 

في الاثناء، اعلنت وزارة الخارجية السودانية شروعها فعليا في اتخاذ إجراءات ـ لم تسميها تصون أمنه القومي وتحمي سيادته ووحدة أراضيه ضد كينيا.

 

وجددت الخارجية ــ فى ثانى بيان لها بشان استضافة كينيا اجتماعات قوات الدعم السريع واخرون لاعلان حكومة موازية بمناطق سيطرة الدعم السريع، مطالبة الرئاسة الكينية بالتراجع عن هذا التوجه الخطير الذي يهدد السلم والأمن في الإقليم، ويشجع على الإرهاب والإبادة الجماعية والانتهاكات الفظيعة لحقوق الإنسان.

وقالت الوزارة انها إطلعت علي البيان الصحفي الصادر من رصيفتها الكينية لمحاولة تبرير موقف الرئيس وليم روتو “المشين باحتضان وتشجيع مؤامرة تأسيس حكومة لمليشيا الإبادة الجماعية وتابعيها”، في انتهاك لسيادة السودان وأمنه القومي وتهديد خطير للسلم والأمن الإقليميين، وعلاقات حسن الجوار بين دول المنطقة. حيث يمثل ذلك سابقة خطيرة لم يعرفها الإقليم ولا القارة من قبل.

واضافت “لا يمكن تبرير هذا المسلك العدائي وغير المسؤول بسابقة استضافة مفاوضات مشاكوس، لانها كانت بين حكومة السودان والحركة الشعبية في جنوب السودان، وبموافقة الحكومة، وتحت مظلة إيقاد وبرعاية دولية معتبرة”.

ونوهت الخارجية السودانية، ان ما يجري في نيروبي حاليا فهو اجتماعات بين قوات الدعم السريع وتابعيها، بهدف تأسيس حكومة موازية للحكومة الشرعية القائمة، حيث تواصل فيه قوات الدعم ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والإغتصاب واسع النطاق ،وآخرها مجزرة القطينة التي وقعت أثناء اجتماعات نيروبي وراح ضحيتها 433 من المدنيين.

واعتبرت الخارجية ان الإجتماعات الحالية ما هى إلا تتويجا لما ظلت الرئاسة الكينية تقدمه من دعم قوات الدعم السريع في مختلف المجالات ،و صارت نيروبي أحد المراكز الرئيسية للأنشطة السياسية والدعائية والمالية واللوجستية لقوات الدعم.

واعادت الخارجية السودانية للاذهان استقبال الرئيس الكيني قائد قوات الدعم حميدتي مثل استقبال الرؤساء،وزادت” وبهذا أصبح، في نظر غالبية الشعب السوداني، ضالعا في حرب العدوان التي تشنها قوات الدعم ومرتزقتها الأجانب عليه.

ولفتت الخارجية الى مساع الحكومة السودانية لتغيير هذا الموقف عن طريق التواصل الدبلوماسي دون جدوى، وتأسفت بان الرئيس الكيني يعلي مصالحه التجارية والشخصية مع رعاة قوات الدعم الإقليميين وقيادة الدعم علي العلاقات التاريخية بين البلدين ومقتضيات القيادة والمصالح الحقيقية لبلاده وضرورات السلم والأمن الإقليمي متجاوزاً بذلك المواثيق الدولية والإقليمية.

واعرب السودان عن تقديره لمواقف الدول التي عبرت عن رفضها لتهديد سيادة السودان ووحدة أراضيه والشرعية الوطنية القائمة. امتدحت تصريح الأمين العام للأمم المتحدة برفض إعلان حكومة موازية في السودان.

استدعاء سفير السودانالدعم السريعكينيا

مقالات مشابهة

  • نصيحة لوجه الله للجنرال البرهان وكل عاقل في صفوف الجيش السوداني من غير عضوية الحركة الاسلامية
  • تخريمات و تبريمات على هامش إجتماع نيروبي “التأسيسي”
  • اليوم العالمي للعدالة الإجتماعية .. الحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال (الجبهة الثورية)
  • عاجل .. تأجيل التوقيع على ميثاق الحكومة الموازية بين الدعم السريع والمتحالفين معها في نيروبي
  • في تصعيد للإحتجاج.. إستدعاء سفير السودان في كينيا وكشف علاقات نيروبي التجارية واللوجستية مع الدعم السريع
  • الحزب الاتحادي الديمقراطي الاصل يرفض حكومة المليشيا واجتماع نيروبي مؤامرة ضد وحدة السودان
  • كينيا ترد على اتهامات السودان بشأن اجتماع نيروبي
  • الحركة السياسية لم تفهم الدرس بعد !
  • في القيادة العامة .. رئيس هيئة الأركان السوداني يستقبل وفد اللجنة القومية للاستنفار والمقاومة الشعبية
  • الصادق الرزيقي يكتب: في نيروبي… هذا ما حدث…!