وسعّ جيش الاحتلال الإسرائيلي اليوم الثلاثاء، اجتياحه البري في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، وانتشرت دباباته وآلياته العسكرية على معظم الحدود الفلسطينية المصرية أو ما تعرف "محور فيلادلفيا، وسط غطاء ناري كثيف وقصف مدفعي طال المناطق الغربية من رفح، وتحديدا تل السلطان.

وأكدت مصادر ميدانية لـ"عربي21" تمركز دبابات الاحتلال على "تل زعرب"، الذي لا يبعد مسافة 3 كيلومتر عن شاطئ البحر غربا، مشيرة إلى أن هذه المنطقة مرتفعة وتكشف مناطق واسعة في رفح، وخاصة المناطق الغربية.






وعقب ليلة صعبة تخللها قصف مدفعي وجوي عشوائي، بدأت حركة نزوح كبيرة من المناطق الغربية لرفح، والتي لم يطلب الاحتلال من سكانها الإخلاء، كما هو الحال في مناطق شرق ووسط المدينة.

ماذا يعني انتشار الدبابات على طول "فيلادلفيا"؟
عودة دبابات الاحتلال والسيطرة الإسرائيلية على المحور الحدودي جنوب مدينة رفح، يعيد الزمن 19 عاما إلى الوراء، أي قبل الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة عام 2005.

كان الاحتلال يسيطر على "محور فيلادلفيا" بمدينة رفح، إلى جانب المستوطنات والمواقع العسكرية التي كانت موزعة على مناطق مختلفة في قطاع غزة.



وتسمح هذه السيطرة بتوسيع الاجتياح البري في وسط مدينة رفح، حيث أنّ عمق المدينة لا يبعد عن المحور الحدودي سوى كيلو متر واحد أو اثنين على أقصى تقدير، حيث يمكن لآليات الاحتلال التوغل في المخيمات المتاخمة للحدود، إلى جانب الوصول بسرعة إلى المناطق الواقعة في وسط المدينة.

ماذا أعاد الاحتلال من سيطرته السابقة؟

◼  موقع ترميد العسكري، ويقع عند بوابة صلاح الدين، وتتمركز فيه آليات الاحتلال منذ أيام، وقامت بعمليات تجريف في المنطقة وبناء سواتر ترابية أمام الدبابات، وكان يعتمد عليه جيش الاحتلال في تأمين الحدود ومراقبة مناطق واسعة في رفح.

موقع حردون العسكري، يقع قبالة مخيم يبنا وتحديدا إلى الغرب من موقع ترميد، وهو كاشف لأجزاء كبيرة من الحدود، إلى جانب مناطق واسعة في وسط رفح، وكان سابقا مزود بأدق آليات التصوير والرشاشات الثقيلة.

◼  موقع "تل زعرب"، ويقع بمنطقة مرتفعة في رفح الغربية، وكان يتضمن برج مراقبة مركزي، وتتمركز في محيطه آليات الاحتلال ودباباته، كونه كاشف لأجزاء كبيرة من مدينة رفح وخاصة المناطق الغربية وتل السلطان.

معبر رفح البري، سيطر جيش الاحتلال منذ بداية اجتياحه مدينة رفح على الجانب الفلسطيني من معبر رفح، ما أدى إلى إغلاقه أمام المساعدات المحدودة الواردة لقطاع غزة، إلى جانب منع الفلسطينيين لا سيما الجرحى منها من السفر عبره.

أين الموقف المصري؟
نشر موقع "القاهرة الإخبارية" المقرب من السلطات المصرية في بداية اجتياح رفح، تصريحا صحفيا منسوبا لمصادر خاصة، قال فيه إن "محور فيلادلفيا هو طريق ضمن أراضي قطاع غزة، وسمي بهذا الاسم عقب توقيع اتفاق أوسلو وقبل دخول رئيس السلطة الراحل ياسر عرفات إلى غزة".

وأشار الموقع المصري إلى أنه "تم عمل خرائط لقطاع غزة بين الارتباط العسكري والجانبين الفلسطيني والإسرائيلي"، مضيفا أنه "تم الاتفاق على زيادة أعداد العناصر الأمنية المصرية بالمنطقة الحدودية مع قطاع غزة لتأمينها".



وأثار هذا التصريح مخاوف الفلسطينيين، بأنه تمهيد لسيطرة إسرائيلية على المحور، ضمن نطاق توسع العمليات العسكرية في رفح، وذلك بعد مطالبة الاحتلال بإخلاءات جديدة في أحياء وسط المدينة.

موقف لا يتجاوز الإدانة!
وفور سيطرة الاحتلال على معبر رفح الواقع على "محور فيلادلفيا"، أدانت مصر بأشد العبارات العمليات العسكرية الإسرائيلية في رفح، وما أسفرت عنه من سيطرة على الجانب الفلسطيني من المعبر.

وقالت الخارجية المصرية إن "هذا التصعيد الخطير يهدد حياة أكثر من مليون فلسطيني يعتمد اعتمادا أساسيا على هذا المعبر، باعتباره شريان الحياة الرئيسي لقطاع غزة، والمنفذ الآمن لخروج الجرحى والمرضى لتلقي العلاج، ودخول المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى الأشقاء الفلسطينيين في غزة".

وطالبت مصر جميع الأطراف الدولية المؤثرة بالتدخل وممارسة الضغوط اللازمة، لنزع فتيل الأزمة الراهنة، وإتاحة الفرصة للجهود الدبلوماسية لتحقيق نتائجها المرجوة.

ما تفاصيل اتفاق "فلادلفيا"؟
◼ اتفق الاحتلال الإسرائيلي مع مصر قبل سنوات، على ترتيبات تتعلق بتسيير قوة مصرية مكونة من 750 جنديا على جانب المحور المصري، لمنع التهريب والتسلل عبر الحدود.

◼ أكد الاتفاق على أنه لا يلغي أو يعدل اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية عام 1979، ويبقي حالة المحور وصحراء سيناء كمناطق منزوعة السلاح.

◼ "محور فيلادلفيا" هو عبارة عن شريط حدودي ضيق لا يتعدى عرضه مئات الأمتار، ويصل طوله إلى 14.5 كيلومترا، ويقع على طول الحدود بين مصر وقطاع غزة، ويمتد من البحر الأبيض المتوسط وصولا إلى معبر كرم أبو سالم التجاري، ويقع بالكامل في المنطقة منزوعة السلاح.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الاحتلال المصرية محور فيلادلفيا اجتياح رفح مصر الاحتلال الحرب محور فيلادلفيا اجتياح رفح المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المناطق الغربیة محور فیلادلفیا الاحتلال من مدینة رفح إلى جانب قطاع غزة فی رفح

إقرأ أيضاً:

الكرد بين صراع المحاور.. مساعٍ للوحدة ورسائل من واشنطن - عاجل

بغداد اليوم - كردستان

رأى الباحث في الشأن السياسي لقمان حسين، اليوم الأحد (16 آذار 2025)، أن اللقاء الذي جمع رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني برئيس حكومة الإقليم مسرور بارزاني لا ينفصل عن التطورات الإقليمية وصراع المحاور في المنطقة.

وأوضح حسين، في حديث لـ"بغداد اليوم"، أن "القوى الكردية تحافظ على قنوات تواصل مع أعضاء في الكونغرس الأمريكي، إلا أن محاولاتها للبقاء على الحياد بين إيران والولايات المتحدة قد لا تنجح".

وأضاف أن "الرسائل الواردة من واشنطن تشير إلى ضرورة توحيد الصف الكردي في المرحلة المقبلة، عبر دخول الانتخابات بقائمة موحدة والابتعاد عن المحور الإيراني، وهو ما يدفع الحزبين الرئيسيين إلى إصلاح علاقاتهما وتعزيز التقارب مع الإدارة الأمريكية، في محاولة لكسب دعم الرئيس دونالد ترامب".

ولطالما حاولت الأحزاب الكردية في كردستان الحفاظ على هامش من الاستقلالية في علاقاتها الخارجية، إلا أن التوازن بين الولايات المتحدة وإيران أصبح أكثر تعقيدا في ظل التوترات الإقليمية المستمرة.

الحزب الديمقراطي الكردستاني بقيادة مسعود بارزاني، يميل تاريخيا نحو واشنطن وأنقرة، بينما يتمتع الاتحاد الوطني الكردستاني بعلاقات وثيقة مع طهران. لكن مع تراجع الدور الإيراني في العراق والمنطقة، وفقا لمراقبين، فقد باتت هناك ضغوط متزايدة على الاتحاد الوطني لمراجعة موقفه وتبني استراتيجية جديدة، تضمن له مساحة أوسع من التحرك السياسي بعيدًا عن المحور الإيراني.

في هذا السياق، جاء اللقاء الأخير بين بافل طالباني ومسرور بارزاني، وسط إشارات أمريكية بضرورة تنسيق المواقف الكردية في ظل التحديات السياسية والاقتصادية والأمنية التي تواجه الإقليم.

مقالات مشابهة

  • الحوثي: قصف جوي أمريكي يستهدف سفينة إسرائيلية محتجزة في اليمن
  • الكرد بين صراع المحاور.. مساعٍ للوحدة ورسائل من واشنطن - عاجل
  • الاحتلال الاسرائيلي يقتحم عدة مناطق في رام الله
  • مقتل 7 عمال إغاثة بغارات إسرائيلية على بيت لاهيا
  • جيش الاحتلال الإسرائيلي يشن قصفا قرب محور نتساريم في غزة
  • تعديلات إسرائيلية على مقترح الوسطاء.. وهذه تفاصيل موافقة حماس
  • 4 شهداء فلسطينيين بقصف إسرائيلي جنوب غزة
  • فيلادلفيا.. محور الموت الذي يمنع أهالي رفح من العودة
  • 3 إصابات في قصف دبابات الاحتلال وسط مدينة رفح
  • تصعيد إسرائيلي مستمر.. اجتياح عسكري متواصل لطولكرم ونور شمس