أبوذر بابكر
abuzar_mohd5@hotmail.com
حجران بعصفور واحد سرد
**************************
لن يتلطخ الريش الجميل بدم الأشجار.
في حقلنا الكبير، دوما كانت الأحجار أكثر من العصافير لم نكترث لتفاوت العدد طالما أن الفصول تتوالى بما فيها ولديها، وطالما النهر يسير لم نفكر كثيرا فيما يضمره قلب الحجر، فمعرفة النوايا أبعد قليلا من إدراك خبايا عمق النهر كانت نية الحجر هي ذاتها التي اعتمدها قابيل وسيلة للكسب، دون اعتبار لما سيحدث فالفوز غاية والنصل وسيلة، عند كليهما، قابيل والحجر لم يكن لقابيل سواه وغيره لكن لم يقل أحد للحجر أن يفكر بغيره قبل أن يخوض حربه ويحوز كسبه؟ أن يتذكر مَن يحلمون بالسلام أن يسدد فاتورة الحياة قبل حلول سداد دين الموت أن يفكر فيما سيفعله الغمام، حين يأتِ الحقل زائرا محملا بوعود الخصب وثياب الأرض الخضراء فلا يجد في استقباله غير القبور لكن ما كنا على يقين به هو أن ذاكرة العصافير لم تمتلئ يوما بمفردات القتل وأبجدية الموت فهي تنام وهي تُحصي عدد الكواكب التي تجلس على مقاعد السماء وتخمن أيها أكثر من الأخرى، كواكب السموات البعيدة أم أوراق أشجار النيم القريبة تبتسم العصافير ثم تسلم مفاتيح أحلامها لحراس النعاس، وتنام
الآن
مَن ذا الذي يجد براحا وحيزا في جسد النوم ليحلم؟ هل ستعود الشمس غدا في موعدها؟ متى ستتساوى دموع شمعة تبكي حضور الظلام مع نظرات شمس تضحك في غياب الصباح؟ متى سيتنازل القمر عن وقاره لمصباح عتيق يجلس على مقعد في مقهى الليل المقتول؟
الآن
استيقظ قابيل من صحوه الجديد، لينام في ظل وهمه القديم
عليك يا هابيل أن تصنع المطر
وعليّ ترويض الحجر
سيصير الحقل لحافا
يغوي كل سنابل الأحلام
سننام جميعا
فلربما تطرق البذور باب التراب
ونفتح الأرواح أبوابا
لمسيرات الغمام
لأن ألوفاً من الآمال ماتت
لأن سيوفاً من الأحقاد باتت
تحرس الدم مما قد يصيبه من ماء النهر
تحجب الحجر من رمية العصفور
الآن
ينتحب العصفور وهو يبتسم
صرت أنا القاتل والمقتول
سيموت الأطفال وهم لا يعلمون الفرق بين القبور ومواعين الزهور
ستموت الأشجار وهي تسأل، مَن الذي انتصر؟
هل السلام خليفة الحرب، أم وريث الحب؟
والقادرون على جمع محصول السلام وحدهم من يستطيعوا رتق الأحلام
كيف للبعض أن يدمر عالم الكل؟ كيف لهم أن يكونوا آثمين
وباب توبتنا مشرع يفضي الى قلب أم قايضت قلبها بقبر صغير ليأخذ طفلها فيه استراحة من صخب البارود في روحه
الآن
السلام عصفور جريح بلا أجنحة، يسيل دمه اخضرا على استار كعبة الوطن، والوطن سماء ثامنة، ولا براق كي يعرج بنا/بهم للقاء الله.
أنشأ الحجر كلمة "حرب" من ثلاثة حروف فقط، فعلى الرغم من قلة الحروف، إلا أن كل نواقض الحياة تحتشد بداخلها، اعتزم العصفور حذف ال "راء" من وسطها، فنازعه الحجر
الآن
قرر العصفور، بكل ما اوتي من حزن، ألا يسمح ل "همزة/طلقة" طائشة أن تهبط بعد "واو" السودان
وتزيح في طريقها ما تبقى من حروف
والحجر متمسك ما لديه من همزات وطلقات طائشة ليسكنها بعد ال "واو"
من قبل قال قتيل:
الحرب مأساة يستعمل فيها الانسان أفضل ما لديه ليلحق بنفسه أسوأ ما يصيبه
الآن
لا تبحثوا عن سبب الحرب في افواه البنادق
بل انبشوا في قلوب القتلة
يخشى العصفور ألا تنتهي الحرب إلا بعد أن يعود الموتى
ويعرف أن الحرب ستلتهم الحجر
سيحلق العصفور صوب سماء تسكنها الثقوب والدعاء
أما بعد،
سوف يربح المتحاربون المعركة لا بمقدار ما يقتلوا من خصوم، ولكن بمقدار ما يقتلوا في نفوسهم من رغبة في القتل.
ستعود الشمس في موعدها سيهطل المطر
ويحلق العصفور
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
زيلينسكي: أوكرانيا مستعدة لاتفاقية قوية مع ترامب بشأن الاستثمار والأمن
قال الرئيس الأوكراني فلودومير زيلينسكي، يوم الخميس إنه أجرى مباحثات جيدة مع المبعوث الأمريكي لأوكرانيا وروسيا الجنرال كيث كيلوج.
وأعرب زيلينسكي عبر حسابه بمنصة "إكس" عن امتنانه للولايات المتحدة على كل المساعدة والدعم الذي قدمته لأوكرانيا والشعب الأوكراني
وقال إنه من المهم بالنسبة لنا وللعالم الحر بأكمله أن نشعر بالقوة الأمريكية، وناقشنا بالتفصيل الوضع في ساحة المعركة وكيفية إعادة جميع أسرانا، بالإضافة إلى ضمانات أمنية فعالة.
وأشار إلى أن أوكرانيا كانت تسعى إلى السلام منذ اللحظة الأولى لهذه الحرب، ونحن قادرون ويجب علينا أن نجعل السلام موثوقًا ودائمًا حتى لا تتمكن روسيا من العودة إلى الحرب مرة أخرى.
وأكد أن أوكرانيا مستعدة لاتفاقية قوية ومفيدة حقا مع رئيس الولايات المتحدة بشأن الاستثمار والأمن.
وفي وقت سابق يوم الخميس، أعلنت الرئاسة الأوكرانية، إلغاء المؤتمر الصحفي الذي كان مقررا عقب لقاء الرئيس فلودومير زيلينسكي، والمبعوث الأمريكي إلى أوكرانيا وروسيا كيث كيلوج.
وأفادت الرئاسة الأوكرانية في بيانها أنه لا تصريحات مشتركة عقب لقاء زيلينسكي ومبعوث ترامب.