سودانايل:
2025-04-24@09:03:29 GMT

حجران بعصفور واحد سرد

تاريخ النشر: 28th, May 2024 GMT

أبوذر بابكر

abuzar_mohd5@hotmail.com

حجران بعصفور واحد سرد
**************************
لن يتلطخ الريش الجميل بدم الأشجار.
في حقلنا الكبير، دوما كانت الأحجار أكثر من العصافير لم نكترث لتفاوت العدد طالما أن الفصول تتوالى بما فيها ولديها، وطالما النهر يسير لم نفكر كثيرا فيما يضمره قلب الحجر، فمعرفة النوايا أبعد قليلا من إدراك خبايا عمق النهر كانت نية الحجر هي ذاتها التي اعتمدها قابيل وسيلة للكسب، دون اعتبار لما سيحدث فالفوز غاية والنصل وسيلة، عند كليهما، قابيل والحجر لم يكن لقابيل سواه وغيره لكن لم يقل أحد للحجر أن يفكر بغيره قبل أن يخوض حربه ويحوز كسبه؟ أن يتذكر مَن يحلمون بالسلام أن يسدد فاتورة الحياة قبل حلول سداد دين الموت أن يفكر فيما سيفعله الغمام، حين يأتِ الحقل زائرا محملا بوعود الخصب وثياب الأرض الخضراء فلا يجد في استقباله غير القبور لكن ما كنا على يقين به هو أن ذاكرة العصافير لم تمتلئ يوما بمفردات القتل وأبجدية الموت فهي تنام وهي تُحصي عدد الكواكب التي تجلس على مقاعد السماء وتخمن أيها أكثر من الأخرى، كواكب السموات البعيدة أم أوراق أشجار النيم القريبة تبتسم العصافير ثم تسلم مفاتيح أحلامها لحراس النعاس، وتنام

الآن
مَن ذا الذي يجد براحا وحيزا في جسد النوم ليحلم؟ هل ستعود الشمس غدا في موعدها؟ متى ستتساوى دموع شمعة تبكي حضور الظلام مع نظرات شمس تضحك في غياب الصباح؟ متى سيتنازل القمر عن وقاره لمصباح عتيق يجلس على مقعد في مقهى الليل المقتول؟

الآن
استيقظ قابيل من صحوه الجديد، لينام في ظل وهمه القديم

عليك يا هابيل أن تصنع المطر
وعليّ ترويض الحجر
سيصير الحقل لحافا
يغوي كل سنابل الأحلام
سننام جميعا
فلربما تطرق البذور باب التراب
ونفتح الأرواح أبوابا
لمسيرات الغمام
لأن ألوفاً من الآمال ماتت
لأن سيوفاً من الأحقاد باتت
تحرس الدم مما قد يصيبه من ماء النهر
تحجب الحجر من رمية العصفور

الآن
ينتحب العصفور وهو يبتسم
صرت أنا القاتل والمقتول

سيموت الأطفال وهم لا يعلمون الفرق بين القبور ومواعين الزهور
ستموت الأشجار وهي تسأل، مَن الذي انتصر؟

هل السلام خليفة الحرب، أم وريث الحب؟
والقادرون على جمع محصول السلام وحدهم من يستطيعوا رتق الأحلام
كيف للبعض أن يدمر عالم الكل؟ كيف لهم أن يكونوا آثمين
وباب توبتنا مشرع يفضي الى قلب أم قايضت قلبها بقبر صغير ليأخذ طفلها فيه استراحة من صخب البارود في روحه
الآن
السلام عصفور جريح بلا أجنحة، يسيل دمه اخضرا على استار كعبة الوطن، والوطن سماء ثامنة، ولا براق كي يعرج بنا/بهم للقاء الله.



أنشأ الحجر كلمة "حرب" من ثلاثة حروف فقط، فعلى الرغم من قلة الحروف، إلا أن كل نواقض الحياة تحتشد بداخلها، اعتزم العصفور حذف ال "راء" من وسطها، فنازعه الحجر

الآن
قرر العصفور، بكل ما اوتي من حزن، ألا يسمح ل "همزة/طلقة" طائشة أن تهبط بعد "واو" السودان
وتزيح في طريقها ما تبقى من حروف
والحجر متمسك ما لديه من همزات وطلقات طائشة ليسكنها بعد ال "واو"

من قبل قال قتيل:
الحرب مأساة يستعمل فيها الانسان أفضل ما لديه ليلحق بنفسه أسوأ ما يصيبه

الآن
لا تبحثوا عن سبب الحرب في افواه البنادق
بل انبشوا في قلوب القتلة
يخشى العصفور ألا تنتهي الحرب إلا بعد أن يعود الموتى
ويعرف أن الحرب ستلتهم الحجر
سيحلق العصفور صوب سماء تسكنها الثقوب والدعاء

أما بعد،
سوف يربح المتحاربون المعركة لا بمقدار ما يقتلوا من خصوم، ولكن بمقدار ما يقتلوا في نفوسهم من رغبة في القتل.

ستعود الشمس في موعدها سيهطل المطر
ويحلق العصفور  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

أبرز أوجه الشبه بين سياسيين دمّروا العالم بطموحهم

لقد ذاقت هذه الدنيا الويلات من الساسة أكثر مما ذاقته من أي شيء آخر.. نعم، قد يبدو هذا التعميم خطيرًا، لكنه يلامس الحقيقة حين نرى كيف حوّل بعض السياسيين أنفسهم إلى آلات بلا روح، ولا رحمة، يشنّون الحروب كي يتربّعوا على كراسي الحكم، فكان نصيب العالم من ذلك مآسيَ تُعد ولا تُحصى.

لندع الماضي جانبًا، فلا داعي لذكر هتلر، أو ستالين، أو موسوليني، أو الصربي كاراديتش، فكلهم طواهم الزمن، ولننظر إلى الأمثلة الأقرب.

الحرب والاحتلال وسيلة لكسب الانتخابات

كيف يمكن لنا أن نُفسّر اجتياح الولايات المتحدة للعراق بقيادة الأب والابن من عائلة بوش، سوى أنه محاولة للتأثير على السياسة الداخلية؟

لقد اعترفوا لاحقًا، الواحد تلو الآخر، بأنه لم تكن هناك أي أسلحة كيميائية في العراق!

هل ما زال أحد يتذكر المبررات التي سُوّقَت لاجتياح أفغانستان بعد أحداث 11 سبتمبر/ أيلول؟
وكأن الشعب الأفغاني الفقير هو من دبّر تلك الهجمات، فعادوا بالبلاد إلى العصر الحجري، وقتلوا عشرات الآلاف، ثم غادروها بعد عشرين عامًا تحت غلالة من العار.

ما جرى من عمليات عسكرية فرنسية ضد نظام القذافي في ليبيا، والمجازر التي وقعت في جمهورية أفريقيا الوسطى، كانت بدورها تحمل دوافع سياسية.

بل إن التوتر الصيني حول تايوان، والاضطهاد في تركستان الشرقية، والحرب الروسية على أوكرانيا، كلها حروب جاءت نتيجة لحسابات سياسية. فالحقيقة الجلية أنه لا أحد يشنّ الحروب من أجل السلام أو الحرية أو الطمأنينة. إنها شهوة السلطة، والطمع اللامحدود، والرغبة المحمومة في التوسّع، وما يفعله الزعماء المضطربون، هو أسهل الطرق: الحرب، والفوضى، والاحتلال.

إعلان

ولماذا؟
لكي يغرفوا من خيرات السلطة أكثر فأكثر..

لا حرب سياسية حققت نجاحًا

والمأساة أن جميع الحروب ذات الدوافع السياسية انتهت بكوارث عظيمة وفشل ذريع، ولم تجلب سوى الفوضى التي لم تنفع أحدًا.

ماذا جنت روسيا والولايات المتحدة من احتلال أفغانستان؟
ما النتيجة التي حصدتاها بعد أن خسرتا عشرات الآلاف من جنودهما؟
خرجتا من تلك البلاد وهما تجرّان أذيال الخيبة والعار.

ها هي روسيا قد غرقت في مستنقع أوكرانيا، وخرجت خاوية الوفاض من سوريا، وها هي فرنسا تقسم ليبيا إلى شطرين..

لكن الواقع أن غاية هذه الحروب لم تكن تحقيق مكاسب من الخارج، بل حصد مكاسب على صعيد السياسة الداخلية.
هم يظنون أنفسهم منتصرين ما داموا في السلطة.

لكن ماذا عن أولئك الآلاف من جنودهم الذين قُتلوا؟
ماذا عن مئات الآلاف من المدنيين الذين راحوا ضحية تلك الحروب؟

من التاريخ يتنافس هتلر ونتنياهو

لو قلّبنا صفحات التاريخ، لوجدنا أن أبرز من جرّ العالم إلى الكوارث من أجل طموحات سياسية شخصية هما: هتلر ونتنياهو..

هتلر أشعل الحرب العالمية الثانية، وتسبب في مقتل 70 مليون إنسان، ودمّر عشرات البلدان. أما نتنياهو، فهو على أعتاب إشعال حرب عالمية ثالثة، فقد دمّر بالفعل غزة، ولبنان، وسوريا، واليمن. ولا يزال يستفز الولايات المتحدة ليل نهار كي تهاجم إيران، ولو تمكن من ذلك، لما تردد في تدمير تركيا أيضًا. الحرب بالنسبة لنتنياهو هي سبب وجوده السياسي، وبدونها لا يستطيع البقاء. لذلك، كان هو من أنهى مباحثات السلام مرارًا، وخان العهود، وخرق الهدن، وهاجم شعب فلسطين الأعزل.

إنه الأكثر قسوة، والأقل أخلاقًا بين من يشنّون الحروب اليوم باسم السياسة. وكما ارتبط اسم هتلر في القرن العشرين بالإبادة الجماعية، والحروب الدموية، والمجازر الوحشية، فإن القرن الواحد والعشرين سيُذكر باسم نتنياهو.

سيُروى كيف قتل 51 ألف مدني في غزة، وكيف كانت جنوده تقتل الأطفال بوحشية. والسبب الجوهري الذي يدفع السياسيين لاستخدام الحرب وسيلة للبقاء، هو أن الشعوب، في زمن الحرب، لا تميل لتغيير من يدير الدولة؛ خوفًا على أمنها.

إعلان

حتى تشرشل في بريطانيا خسر أول انتخابات بعد انتهاء الحرب. ونتنياهو بدوره، ما إن تضع الحرب أوزارها، سيخسر أول انتخابات. بل لن يكون بمقدوره البقاء في منصبه، فبمجرد أن تهدأ الأوضاع، ستتفكك الحكومة، كما يسقط الراكب عن دراجته إن توقف عن تحريك الدواسات.

صمت أولئك الذين يريدون السلام

يمكننا أن نملأ صفحات طويلة عن السياسيين الذين يطلبون الحرب، لكن قلّما نتحدث عن أولئك الذين ينشدون السلام للحياة.

أتحدث عن السياسيين، والمفكرين، والقيادات الذين يفضّلون البقاء في السلطة عن طريق السلام لا الحرب، عن طريق المصالحة لا المعارك. ولَكَم هو مؤلم أن يكون تأثير هؤلاء أقل بكثير من أولئك الذين ينادون بالحرب.

جاسيندا أرديرن، رئيسة وزراء نيوزيلندا السابقة، كانت واحدة من أكثر الساسة أخلاقًا ونبلًا في عالمنا المعاصر. ففي أعقاب الهجوم على المساجد، أظهرت دعمًا صادقًا للمسلمين، لم يُظهره كثير من الزعماء المسلمين أنفسهم.

لكنها، أمام قسوة السياسة الصدامية والعنيفة، أُنهكت تمامًا، فتركت رئاسة الحكومة، ثم انسحبت من السياسة كلها. أما اليوم، فلم تعد نيوزيلندا تُعرف بجزيرة الهدوء والسلام..

ليعلُ صوت دعاة السلام

ينبغي أن يتكاثر عدد هؤلاء السياسيين النبلاء، وأن يرتفع صوتهم، كي يكونوا قدوة للساسة الجدد.

ومثلهم المفكرون وأصحاب الضمير، لكن صوتهم بالكاد يُسمع، وتأثيرهم يظل محدودًا، لأنهم لا يملكون الضجيج الذي يصنعه محبو الحرب.

اليوم، نحن نشهد صراعًا واضحًا في هذا العالم: بين من يريد الحرب لأجل السياسة، وبين من يريد السلام لأجل الحياة.
وإن لم نُسمِع صوتنا، ولم نكن شجعانًا بما يكفي، فسيُهزم أنصار السلام.

| الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

مقالات مشابهة

  • شويجو: نشر قوات حفظ السلام في أوكرانيا يشعل الحرب العالمية الثالثة
  • واشنطن: زيلينسكي يبتعد عن طريق السلام
  • تخوف وحذر!!
  • تصريحات زيلينسكي وبوتين.. استمرار الحرب أم السعي نحو السلام الدائم؟
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: خلق آخر
  • أبرز أوجه الشبه بين سياسيين دمّروا العالم بطموحهم
  • الحرب الروسية الأوكرانية ولحظة البحث عن السلام
  • 56 عريضة تضم 142 ألف إسرائيلي تطالب باستعادة الأسرى مقابل وقف الحرب.. حتى الآن
  • شاهد..”كباش رومانيا” من عملية الحجر الصحي
  • حتى الآن.. 56 عريضة تضم 142 ألف إسرائيلي تطالب باستعادة الأسرى مقابل وقف الحرب