أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار أن هناك فترة مفقودة فى تاريخ مصر القديمة عمرها 33 ألف عام قبل الميلاد أشارت إليها بردية تورين المحفوظة بالمتحف المصرى فى إيطاليا وكذلك كتابات المؤرخ المصرى مانيتون، وبذلك يكون عمر الحضارة المصرية الحقيقى 35 ألف عام.

ضبط 9 أشخاص حال قيامهم بالحفر والتنقيب عن الآثار بالشرقية توافد كبير للزائرين على متاحف الآثار في اليوم العالمي للمتاحف

 الحضارة المفقودة

ويوضح الدكتور ريحان أن هذه الفترة يطلق عليها الفترة المفقودة فى تاريخ مصر رغم تسجيلها فى بردية وفى تاريخ مانيتون وهو نفسه الذى وضع تاريخ الأسرات الذى نعترف به، وسبب عدم الاعتراف بهذه الفترة لعدم وجود مظاهر حضارية لها من عمارة وفنون وغيره رغم أنها تاريخ موثق ويتم الاعتراف بالعمر الحقيقى للحضارة المصرية خمسة آلاف عام تبدأ باكتشاف اللوحات العاجية الذى اكتشفها العالم الألماني جونتر دراير فى مقبرة الملك العقرب الأول UJ فى أم الجعاب فى أبيدوس والتى ترجع إلى عصور ما قبل الأسرات عصر نقادة حوالى 3200 قبل الميلاد

وفى بحث للدكتورة إيمان السيد خليفة الأستاذ بقسم الآثار المصرية القديمة بكلية الآثار جامعة القاهرة بعنوان "أقدم آوانى فخارية في مصر.. فخار سبخة نبتة خلال فترة الهولوسين" أكدت أن الحضارة المصرية عمرها 10 آلاف عام من خلال دراسة فخار منطقة سبخة نبتة الواقعة فى صحراء مصر الغربية والذى تم تأريخه بحوالي 10 آلاف عام، وبالتالى فإن عمر الحضارة المصرية طبقًا للمظاهر الحضارية الباقية يتأرجح ما بين 5 إلى 10 آلاف عام 

بردية تورين

ويتساءل الدكتور ريحان إذًا ما هى حكاية الحضارة المفقودة؟ ولماذا أطلق عليها هذا الإسم

ويجيب بأنه طبقًا لما ذكر فى بردية تورين الذى اكتشفها العالم الإيطالى برناردينو دوروفين عام 1818 فى البر الغربى بالأقصر وتعود إلى عام 1150ق.م فى عهد رمسيس الثاني، وكتبت بالخط الهيراطيقي، ويبلغ طولها 257 سم.تشير إلى وجود  33 ألف عام قبل الميلاد من عمر الحضارة المصرية 

وقد ذكر الدكتور رمضان عبده أستاذ التاريخ المصري القديم في كتابه "رؤى جديدة في تاريخ مصر القديمة" أن هذه البردية تعد من المصادر الأساسية التي يعتمد عليها علماء المصريات في تحديد فترات حكم الذين حكموا مصر فترة ما قبل الأسرات وحكام عصر الأسرات حتى الأسرة الـ 18، ويبلغ عددهم 300 ملك، ولأهمية هذه البردية فإنها تسجل ليس فقط سنوات الحكم بل تسجل أيضًا الشهر واليوم

الحضارة المعروفة 

وينوه الدكتور ريحان إلى ما هو معروف فى تاريخ مصر القديمة ويكاد يجمع عليه العلماء أن عمر الحضارة المصرية القديمة ترجع إلي حوالي 3500 ق.م، وإذا أضفنا إليها 2024 بعد الميلاد يكون عمر الحضارة الآن 5524 عام، بدايتها توحيد القطرين علي يد الملك مينا (نارمر) 3200 سنة ق.م، وما قبلها كانت مجتمعات متفرقة ترجع إلي 5000 سنة ق.م نقادة  والبداري وغيرها

لكن بردية تورين أشارت إلى ملوك مصر فى عصر ما قبل الأسرات ويرجع حكمهم إلى 33 ألف عام، بينما رصد الكاهن والمؤرخ المصرى مانيتون الذى عاش أيام بطليموس الأول و التانى فى كتابه " تاريخ مصر" التاريخ فى مصر منذ أقدم العصور حتى عام 323 قبل الميلاد بالإعتماد على سجلات المعابد المصرية وقسّم الأسر إلى 31 أسرة موزعة دولة قديمة ووسطى وحديثة، ونفس الكاهن الذى نعترف بالتاريخ الذى رصده يذكر أن عصر الأسرات هو العصر الأخير فى الحضارة المصرية وأن هناك 33 ألف عام مفقودة قبل حكم نارمر وبالتالى يؤيد ما جاء فى بردية تورين

وذكر المؤرخ اليونانى هيرودت الذى عاش فى القرن الخامس قبل الميلاد واقعة غريبة حين زيارته لمدينة أون وقابل مجموعة من  كبار الكهنة المصريين وسألهم عن العمر الحقيقى للحضارة المصرية فقال أحدهم وهو يشير إلى الشمس بأنها أشرقت مرتين وغربت مرتين وسجل الإجابة الغريبة ولم يفهمها وهى بالطبع تشير إلى وجود حضارة سابقة تمتد إلى زمن سحيق 

وذكرت الكاتبة الفرنسية لوسى لامى فى كتابها :إضاءة جديدة على المعرفة الروحية القديمة الألغاز المصرية" أن بردية تورين سجلت فترتين من تاريخ مصر ما قبل وما بعد الأسرات، ونقل ديودورس الصقلى المؤرخ اليونانى الذى عاش في القرن الأول قبل الميلاد عن مانيتون أن هناك 33 ألف عام قبل الأسرات 

عصور ما قبل التاريخ 

ويشير الدكتور ريحان بأنه من خلال بردية تورين وكتابات مانيتون وعشرات المؤرخين فقد تم تقسيم عصور ما قبل الأسرات كالآتى

1- فترة الملوك الآلهة أو أشباه الآلهة من 36 ألف إلى 17 ألف قبل الميلاد 

2- فترة الحكام النوريين أو المبجلون من 17 ألف إلى 15 ألف قبل الميلاد 

3- فترة ملوك العهد من 15 ألف إلى 1000 قبل الميلاد 

4- فترة أتباع حورس أو شمسو حور من 1000 إلى 500 قبل الميلاد 

5- فترة الملوك من 3200 إلى 305 قبل الميلاد 

حضارة ما قبل وما بعد الطوفان

وبناءً عليه يؤكد الدكتور ريحان بأن الفترة التى تفتقد إلى مظاهر حضارية فى تاريخ مصر القديمة رغم تدوينها فهى فترة ما قبل طوفان نبى الله نوح الذى حدث تقريبًا كما ذكر المؤرخون عام 5000 قبل الميلاد وقد أغرق كل المظاهر الحضارية لما قبله وبالتالى أصبحت لدينا حضارة فعلية مسجلة ولكن مندثرة عدا بقايا بسيطة منها وهو فخار نبتة مثلًا الذى يعود إلى 10 ألاف عام، وبالتالى فإن 7 آلاف عام من الحضارة المصرية ما بعد الطوفان هى الباقية بمظاهرها الحضارية وما قبل ذلك أغرقه الطوفان ويدلل على ذلك بوجود 8 أنبياء فى مصر كواقع دينى فى الكتب المقدسة ولهم مظاهر حضارية وآثار باقية مثل صوامع الغلال التى اكتشفها الدكتور عبد العزيز صالح عام 1983 ونشرها فى مجلة  JEA رابطًا بينها وبين نبى الله يوسف، وفوطيفار فى اللغة العبرية يقابل "با- دى- با- رع" فى الهيروغليفية ومعناه "الذى وهبه الإله رع" ويعتقد أن هذا الإسم اختصار للإسم الكامل بوتيفارع، وكان فوطيفار مدير الشرطة فى مقاطعة عين شمس وهى مركز العبادة الرئيسى للإله رع منذ بداية التاريخ المصرى القديم حتى نهاية عصرالانتقال الثالث، ومن عهد نبى الله موسى آثار باقية مثل عيون موسى وشجرة العليقة الملتهبة وجبل موسى وجبل التجلى

ولكن لم يدون أخبارهم الكهنة وهم الذين يكتبون تاريخ مصر بإملائه على الكتبة لتعارضها مع مصالحهم الدينية لدعوة الأنبياء جميعًا لعبادة الله الواحد الأحد وقد حارب الكهنة أحد ملوك مصر وهو إخناتون الذى دعى لعبادة إله واحد وهو قرص الشمس فما بالك بالأنبياء

أنبياء الله 

 وأردف الدكتور ريحان بأن الأنبياء الذين جاءوا إلى مصر هم أنبياء الله إدريس وإبراهيم ولوط ويعقوب ويوسف وموسى وهارون وعيسى عليهم السلام، منهم نبى الله إدريس الذى عاصر  الفترة المفقودة فى الحضارة المصرية ما قبل الطوفان وكان أول من أعطى النبوة بعد آدم وشيث عليهما السلام وأول من خط بالقلم وقد أدرك من حياة آدم 308 أعوام، وقال معظم المفسرين بميلاده فى مصر وأسموه هرمس الهرامسة ومولده بمدينة منف (ميت رهينة حاليًا) وهو أول من علم النجوم واجتماع الكواكب وعدد السنين والحساب، ومن المعروف أن قدماء المصريين برعوا فى علم الفلك وسبقوا كل الحضارات القديمة، بل وبرعوا فى الكتابة

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الحضارة المصرية لجنة التاريخ والآثار المتحف المصري تاریخ مصر القدیمة الدکتور ریحان فى تاریخ مصر قبل المیلاد نبى الله آلاف عام ألف عام

إقرأ أيضاً:

«تطاولت على الحضارة».. دعوى لحظر صفحات فدوى مواهب ومنعها من التدريس

تقدم الدكتور هاني سامح، المحامي، بدعوى أمام محكمة القضاء الإداري تحمل رقم 45788 لسنة 79 قضائية، يطالب فيها بحظر ومنع صفحات فدوى مواهب على وسائل التواصل الاجتماعي، ومنعها من التدريس في المدارس، واتخاذ الإجراءات القانونية لمعاقبتها على ممارسة الدعوة الدينية والفتوى دون ترخيص واستغلال الدين لأغراض تجارية، وذلك في إطار مواجهة الفكر الرجعي الذي يسيء للحضارة الفرعونية الخالدة.

في دعواه، أكد الدكتور هاني سامح أن الحضارة الفرعونية تمثل معلمًا إنسانيًا خالدًا تقف أمامه البشرية بإجلال، وتعد من أهم ركائز الاقتصاد المصري ومصدرًا لجذب السياحة الدولية. وأوضح أن الحضارة المصرية كانت ولا تزال رمزًا للحداثة والعلم، وقدمت للبشرية إنجازات لا تزال مبهرة للعلماء والمتخصصين في مختلف المجالات.

وأشار إلى أن فدوى مواهب، بعد اعتزالها العمل الفني، حولت نشاطها إلى ما أسماه "السبوبة الدينية"، حيث اتخذت من صفحاتها على وسائل التواصل الاجتماعي منصة لنشر الأفكار الرجعية والمتطرفة المسيئة للفنون المصرية والفكر الحداثي، مع التعدي على الحضارة الفرعونية العظيمة، كما مارست الدعوة الدينية والتدريس في بعض المدارس دون الحصول على ترخيص رسمي من الجهات المختصة، مما يشكل مخالفة صريحة لقانون تنظيم ممارسة الخطابة والدروس الدينية.

اتهم الدكتور هاني سامح فدوى مواهب بنشر التطرف الفكري عبر وسائل التواصل الاجتماعي واستغلال المدارس المتعاقدة معها كمنصات لترويج أفكارها الهدامة، مما يهدد مدنية الدولة المصرية ويخالف القوانين المنظمة للإعلام والدعوة الدينية.

وأشار إلى أن تلك التصرفات تتنافى مع مبادئ الجمهورية الجديدة، التي تسعى إلى إرساء قيم التنوير والحداثة على غرار رواد النهضة المصرية من قاسم أمين إلى نجيب محفوظ.

استندت الدعوى إلى عدة مواد قانونية من بينها قانون تنظيم الصحافة والإعلام رقم 180 لسنة 2018، الذي يحظر نشر أو بث أي مواد إعلامية تدعو إلى الكراهية أو العنف أو التمييز الديني. كما استند إلى قانون 51 لسنة 2014 الذي ينظم ممارسة الخطابة والدروس الدينية، ويشترط حصول الدعاة على ترخيص رسمي من وزارة الأوقاف أو الأزهر الشريف.

وأكد الدكتور هاني سامح في دعواه أن نشاط فدوى مواهب يخالف الدستور والقوانين التي تمنع تأسيس مواقع إلكترونية أو وسائل إعلامية ذات طابع ديني متطرف أو محرض على الكراهية. وطالب بحظر صفحاتها على منصات التواصل الاجتماعي مثل "إنستاجرام" وغيرها، ومنعها من التدريس في المدارس لتورطها في استغلال الدين لأغراض تجارية وترويجها لأفكار رجعية تتنافى مع الهوية الحضارية المصرية.

جاءت الدعوى بطلبين رئيسيين اولهما حظر صفحات فدوى مواهب على وسائل التواصل الاجتماعي وذلك بسبب نشرها لمحتوى ديني متطرف يستغل الدين لأغراض تجارية ويخالف قيم الدولة المدنية، والثاني منعها من التدريس في المدارس وحظر ممارستها الدعوة الدينية دون ترخيص لما يشكله ذلك من انتهاك للقوانين المنظمة لممارسة الخطابة والدعوة الدينية.

وجه الدكتور هاني سامح الدعوى ضد كل من رئيس المجلس الأعلى للإعلا ووزيري التعليم و الأوقاف ورئيس الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات والمستشار النائب العام، وأكد في دعواه أن الدولة المصرية تلتزم بضمان مدنيتها وحماية هويتها الحضارية من محاولات تشويه التاريخ والترويج لأفكار ظلامية. وأضاف أن الدعوى تأتي في إطار الحفاظ على التراث المصري وصون السياحة الثقافية من حملات التشويه المتعمدة.

من المقرر أن تنظر محكمة القضاء الإداري الدعوى في جلساتها المقبلة، حيث يأمل مقدم الدعوى في أن تصدر المحكمة حكمًا يرسخ مبادئ الدولة المدنية ويحمي الحضارة الفرعونية من محاولات التشويه واستغلال الدين لتحقيق مكاسب تجارية.

اقرأ أيضاًمقتل طالب في شبين القناطر بعد الاعتداء عليه من 3 أشخاص

«قتيل و4 مصابين».. تفاصيل ليلة الرعب في مشاجرة البساتين

كواليس مصرع سائق تحت عجلات سيارة في المرج

مقالات مشابهة

  • «صحة دبي» تطلق خدمة إصدار شهادات الميلاد عبر منصاتها الرقمية
  • علماء يكتشفون سر طول عمر أكبر معمرة في العالم!
  • عودة بعثة الأولمبياد الخاص المصري من تورين بعد إنجاز تاريخي
  • «تطاولت على الحضارة».. دعوى لحظر صفحات فدوى مواهب ومنعها من التدريس
  • قصة لعنة عمرها 70 عاما حرمت نيوكاسل من البطولات
  • إعلام إسرائيلي يكشف عن سقوط صاروخ حوثي بالأراضي المصرية.. ومسؤول أمني يعلن استعداد تل أبيب لأي تصعيد حوثي
  • خطوات وسعر استخراج شهادة الميلاد 2025.. تفاصيل
  • سعر وطريقة استخراج شهادة الميلاد
  • مصر ترفع رصيدها إلى 3 ميداليات في الألعاب العالمية الشتوية للأولمبياد الخاص تورين 2025
  • أهانت الحضارة المصرية.. بلاغ للنائب العام ضد المخرجة فدوى مواهب