واشنطن بوست: روسيا تغرق أوروبا بالمعلومات المضللة وعينها على الانتخابات الأميركية
تاريخ النشر: 28th, May 2024 GMT
جاء في مقال بصحيفة واشنطن بوست أن المراقبين الأوروبيين الذين يتقصون المعلومات المضللة التي تبثها روسيا، رصدوا في عام 2022 حملة إلكترونية طموحة للتلاعب بأصوات الناخبين أطلقوا عليها اسم (doppelgänger)، (دوبلغانغر)، وهو مصطلح باللغة الألمانية يعني "القرين" أو "الشبيه".
وأوضح المحلل السياسي للشؤون الأوروبية، لي هوكستادر، في مقاله بالصحيفة الأميركية أن موسكو استنسخت، في إطار هذه العملية، المواقع الإلكترونية لصحف ومجلات وخدمات إخبارية مرخصة، بما في ذلك صحيفة الغارديان البريطانية وصحيفة بيلد الألمانية، ونشرت نسخا طبق الأصل تحت أسماء نطاقات مماثلة وملأتها بدعاية الكرملين.
وقال إن هذه الحملة لم تكن مفاجئة، بالنظر إلى الجهود التي تبذلها روسيا للتلاعب بالرأي العام الغربي. لكن الأمر الأكثر إثارة للدهشة –في تقديره- هو أنه بعد عامين على الأقل من اكتشافها، لا تزال مواقع "دوبلغانغر" المصطنعة تظهر فجأة على شبكة الإنترنت مثل الفِطر بعد هبوب عاصفة شديدة، على الرغم من الجهود المستمرة لإغلاقها.
وأضاف أن تمادي موسكو في استنساخ وسائل الإعلام الغربية يدل على سيل جارف من التدخلات الروسية، وشبه استحالة رصدها ، ناهيك عن إيقافها، قبل انتخابات البرلمان الأوروبي الشهر المقبل.
كما أنها نذير بما يمكن أن يتوقعه الأميركيون في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، حيث ستحاول موسكو تضخيم الجدالات الصاخبة التي تميز السياسة الأميركية، وفق المقال.
ولفت هوكستادر إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي جعلت نشر المعلومات المضللة والدعاية شبه مجانية. وساهم الذكاء الاصطناعي التوليدي، بدوره، بخفض تكلفة إنتاج تلك المعلومات في الفترة التي تسبق التصويت في الانتخابات التشريعية للاتحاد الأوروبي بين 6 و9 يونيو/حزيران، حيث من المتوقع أن يتوجه نحو 200 مليون ناخب في جميع أنحاء الدول الـــ27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، إلى صناديق الاقتراع.
نماذجوقال إن وابلاً من عمليات تضليل وتلاعب وخبث منتشرة في كل مكان، فقد أعلن موقع على شبكة الإنترنت ينتحل صفة وزارة الدفاع الفرنسية عن طلب 200 ألف مجند فرنسي للخدمة في أوكرانيا.
وتم الكشف عن صحفي إذاعي ألماني معروف -يُوصف بأنه خبير بكل التفاصيل المتعلقة بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومتعاطف مع موسكو- تقاضى أكثر من 600 ألف دولار من ملياردير روسي متحالف مع الكرملين.
وتقول السلطات البلجيكية والبولندية والتشيكية إنها وضعت يدها على أدلة تثبت أن الكرملين كان يقدم سرا رشاوى لبرلمانيين أوروبيين.
رهانات أكبر
وعلى الرغم من أن الانتخابات الرئاسية الأميركية السابقة جرت وسط طوفان من التدخلات الروسية، إلا أن هوكستادر يزعم -في مقاله- أن الفارق هذا العام هو أن الحرب في أوكرانيا زادت من رهانات فلاديمير بوتين، والمكاسب المحتملة التي سيجنيها فيما يتعلق بتقويض الدعم الغربي لكييف.
ووفقا لكاتب المقال، فقد فتح مسؤولو الاتحاد الأوروبي تحقيقات في خدمات فيسبوك وإنستغرام – بالإضافة إلى التحقيق القائم مع شركة X (تويتر سابقا)- للاشتباه في عدم وفائها بالتزاماتها باحتواء انتشار الأكاذيب وعمليات التلاعب.
وذكر أن ألكسندر ألافيليب، المدير التنفيذي لـ"مختبر المعلوماتية الأوروبي"، وهي المجموعة الأهلية التي كشفت عن وجود (دوبلغانغر)، أخبره بأن عملية التضليل ما تزال صامدة ومستمرة حتى بعد إماطة اللثام عنها، مما يبعث على القلق.
وقال أفيليب إن السؤال الذي يطرح نفسه ليس ما إذا كانت روسيا تكسب الحرب الدعائية في أوروبا، بل ما إذا ما كان لأوروبا ضمانات تصون ديمقراطيتها.
فإذا كانت الإجابة في أوروبا بالنفي، -وهو ما يبدو، بنظر هوكستادر، مرجحاً- فإن الصورة ستبدو أكثر قتامة في أماكن أخرى، لا سيما في الولايات المتحدة، حيث السياسة المختلة والضمانات المنصوص عليها في التعديل الأول للدستور تجعل مراقبة الأذى الروسي أكثر صعوبة.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
واشنطن بوست: 90% من السوريين تحت خط الفقر و7 ملايين يعيشون في الخيام
الاقتصاد نيوز - متابعة
قالت صحيفة واشنطن بوست إن سوريا تشهد حالة من التدهور الاقتصادي، وأمنها محفوف بالمخاطر، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة بإمكانها إنقاذ هذا البلد الذي يوشك أن يصبح دولة فاشلة برفع العقوبات ولو مؤقتا.
وذكرت الصحيفة في افتتاحيتها بأن سوريا، بعد أكثر من 3 أشهر من تغيير النظام لا تزال في وضع يائس، لأن 14 عاما من الحرب الأهلية دمرت اقتصادها، حيث يعيش 90% من السوريين تحت خط الفقر، ويعتمد حوالي 16.5 مليون من سكانها على المساعدات الإنسانية لتلبية احتياجاتهم الأساسية.
وتواجه الادارة السورية الجديدة تحديات جسيمة مثل إصلاح الفوضى الاقتصادية، وهو بحاجة إلى كل مساعدة ممكنة، وتستطيع الولايات المتحدة ذلك -حسب الصحيفة- برفع إدارة الرئيس دونالد ترامب فورا العقوبات الاقتصادية الأمريكية التي تعيق تعافي سوريا.
إحجام بسبب العقوبات الأمريكية
تُعد عقوبات سوريا، المدعومة من بريطانيا والاتحاد الأوروبي ودول أخرى، من بين أشد العقوبات صرامة في العالم، وقد شلّت الاقتصاد السوري، ولكن دون أن يتأثر بها الأسد وحاشيته إلا قليلا بسبب روسيا والمخدرات.
وبالفعل -كما تقول الصحيفة- خففت بعض الدول عقوبات محددة للسماح للحكام الجدد باستعادة البلاد عافيتها، فعلّق الاتحاد الأوروبي العقوبات المفروضة على قطاعات الطاقة والمصارف والنقل، كما رفعت بريطانيا العقوبات عن 24 كيانا سوريا، وألغت تجميد أصول البنك المركزي السوري، وسمحت كندا بوصول الأموال إلى البنوك السورية.
لكن سوريا لم تشهد حتى الآن تدفقا كبيرا للمساعدات المالية والاستثمارات الخارجية، بسبب استمرار العقوبات الأمريكية الصارمة، ولا تزال دول الخليج تحجم عن المساعدة خشية انتهاك القانون الأمريكي.
وقد دعت منظمات إغاثة سورية ودولية، ومنظمات حقوق إنسان، ويهود أمريكيون فرّوا من سوريا منذ عقود ويرغبون في العودة لترميم المعابد اليهودية القديمة، إدارة ترامب إلى تخفيف العقوبات.
ومع أن لدى الولايات المتحدة ما يبرر حذرها -كما تختم الصحيفة- فإنها تستطيع، من دون إنفاق دولار واحد، أن تمنع سوريا من أن تُصبح دولة فاشلة من خلال رفع العقوبات مؤقتا.
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام