أمريكا تثني على مصادقة العراق رسمياً على نظام الدفع الإلكتروني
تاريخ النشر: 28th, May 2024 GMT
أمريكا تثني على مصادقة العراق رسمياً على نظام الدفع الإلكتروني.
المصدر: شفق نيوز
كلمات دلالية: العراق هاكان فيدان تركيا محمد شياع السوداني انتخابات مجالس المحافظات بغداد ديالى نينوى ذي قار ميسان اقليم كوردستان السليمانية اربيل نيجيرفان بارزاني إقليم كوردستان العراق بغداد اربيل تركيا اسعار الدولار روسيا ايران يفغيني بريغوجين اوكرانيا امريكا كرة اليد كرة القدم المنتخب الاولمبي العراقي المنتخب العراقي بطولة الجمهورية الكورد الفيليون الكورد الفيليون خانقين البطاقة الوطنية مطالبات العراق بغداد ذي قار ديالى حادث سير الكورد الفيليون مجلة فيلي عاشوراء شهر تموز مندلي العراق امريكا
إقرأ أيضاً:
الكمارك تطبق "الاسيكودا" وتهجر الورق.. هل تنتهي عمليات التهريب؟
الاقتصاد نيوز - بغداد
منذ شهر نيسان أبريل من العام الماضي، بدأ العرق بتطبيق نظام الأتمتة الإلكتروني “الأسيكودا” العالمي في الموانئ والمنافذ البرية والجوية لضبط الحركة التجارية وإيراداتها الجمركية، وتم تطبيقه في بعض المراكز لاسيما في ميناء أم قصر، حتى أعلنت هيئة الكمارك يوم أمس مغادرتها رسميا العمل الورقي وتطبيق نظام أسيكودا العالمي في جميع المعاملات. فهل ينهي هذا النظام سيطرة المافيات والموظفين الفاسدين وعمليات التهريب؟ وما مراحله والسنوات الطويلة التي احتاجها للوصول إلى مرحلة التطبيق؟
مغادرة العمل الورقي
يوم أمس الأربعاء (1 كانون الثاني 2025) أعلنت الهيئة العامة للجمارك، عن مغادرة العمل الورقي واعتماد نظام الاسيكودا، مشيرة الى أن هذه أحد أهم الإصلاحات الحكومية.
وذكرت الهيئة في وثائق، أنه استنادا الى موافقة رئيس مجلس الوزراء، ولغرض تنفيذ ما تقدم، اقتضى اتخاذ ما يلزم في المراكز الكمركية العاملة بنظام الاسيكودا أصولا وفقا لما يلي:
إيقاف العمل بالتصريحة الكمركية اليدوية والاعتماد على التصريحة الكمركية الإلكترونية الصادرة من نظام اسيكودا.
ما هو "الأسيكودا"؟ وما فائدته؟
يعتبر “الأسيكودا” نظاما مؤتمتا لإدارة الكمارك ويغطي معظم إجراءات التجارة الخارجية، إضافة لمعالجته بيانات الحمولة والبيانات الجمركية، بما فيها إجراءات عبور البضائع والأوضاع المتعلقة بها، إذ يعمل وفقا للمعايير الدولية المتطورة من قبل المنظمة الدولية للمقاييس، ومنظمة الجمارك العالمية، والأمم المتحدة.
وعن فائدة هذا النظام، يقول المستشار الاقتصادي لرئيس مجلس الوزراء، مظهر محمد صالح، إن “نظام الأتمتة العالمي والذي يعرف بالأسيكودا له فوائد كبيرة بتطبيقه في المنافذ وإدارة الجمارك العراقية حيث سيحد من التهرب الذي يحصل من الرسوم الجمركية والضريبية”.
ويضيف، إن “الفائدة الأخرى للنظام ستكون بالمعرفة الدقيقة للمواد المستوردة والمراد إدخالها للبلاد ومدى تطابقها مع شهادة المنشأ والفواتير المدفوعة لها”.
ويؤكد صالح، إن “تطبيق هذا النظام تدريجيا في البلاد سيؤدي لتعظيم إيرادات الضرائب غير المباشرة لخزينة الدولة، كما يحد من عمليات الفساد والتلاعب بنوعية البضائع وأسعارها”.
ويبين، إن “الأسيكودا سيوفر المعلومات التفصيلية لكل محتوى مستورد داخل النظام الرقمي الذي سيقوم بتتبع وكشف المقومات والمعايير المطلوبة وفقا للمؤشرات السيطرة النوعية والسلعية ما سيجنب البلاد دخول أي بضائع محظورة”.
ويشير إلى أن “النظام لا يقبل أي تدخل بشري في العملية الرقابية والتقييم والرسوم خاصة بما يتعلق بفرض الغرامات التي ستثبت بحسب النظام الضريبي والمواد القانونية بين جميع الأطراف التجارية”.
ويتابع، “تطبيق هذا النظام له فوائده كثيرة ولكن أبرزها هو ما ذكر، إذ سيطور الحركة التجارية في العراق وربطه بمختلف دول العالم ما سيوفر قاعدة بيانات عن العلاقات التجارية وإحصاءاتها اليومية والشهرية والسنوية”.
ويلفت صالح، إلى أن “اعتماد هذا النظام العالمي كليا في منافذ العراق سيؤدي تدريجيا إلى ضبط ملموس لأسعار البضائع وإيقاف التلاعب بها في الأسواق، والعمل يجري تدريجيا في المنافذ والجمارك حتى بلوغ العمل بالنظام على نسبة متكاملة خلال العام المقبل”.
هل سيحد من الفساد وعمليات التلاعب؟
ترى عضو لجنة الاقتصاد والاستثمار النيابية، دعاء كاظم، أن “هناك أهمية كبيرة لضبط دخول البضائع للعراق من خلال الإجراءات الجمركية مع تطبيق نظام الأسيكودا الذي سينظم هذه العملية بحسب المتطلبات العالمية”.
وتوضح كاظم، “هذا التطبيق سيوفر رصانة في الأرقام والكميات والنوعية ومنع دخول المواد الممنوعة، وهذه كلها نقاط ذات أهمية بالنسبة للاقتصاد العراقي المفتقر لهكذا نظام منذ سنوات طويلة”.
وتدعو الجهات المعنية إلى “الإسراع بإتمام التطبيق الكلي للأتمتة الإلكترونية على المنافذ لتكون الإجراءات موحدة بشكل كامل بين منافذ الإدخال الجمركي، فهذا العمل الإلكتروني سيحد من الفساد والتدخل البشري ماليا وإداريا في حسم الشحنات وإسعارها ونوعيتها”.
وتشدد كاظم على أن "هذه الخطوات الحكومية مهمة جدا لتعزيز الإيرادات وإيجاد قواعد بيانات رصينة للمستقبل”.
من جهته، يؤكد الأكاديمي والخبير الاقتصادي، مصطفى أكرم، أن “تطبيق نظام الأسيكودا مهم جدا للوضع الاقتصادي في العراق لما فيه من مميزات كبيرة لحصر إيرادات الدولة وتثبيت معايير الجودة”.
ويردف “النظام تابع لمؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية الاونكتاد وهو خطوة أساسية لرفع الإيرادات غير النفطية وإيقاف غسيل الأموال”.
ويردف “النظام تابع لمؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية الاونكتاد وهو خطوة أساسية لرفع الإيرادات غير النفطية وإيقاف غسيل الأموال”.
وينبه إلى أن “العمل بهذا النظام سيضع استمارة واحدة لكل حاوية بضائع في ساحة الترحيب، مع وجود جهاز حاسوب للسونار مرتبط بالنظام، إضافة إلى حاسوب آخر للجمارك مرتبط بالنظام العالمي الأسيكودا، فضلا عن حاسوب آخر لاستلام الرسوم الجمركية”.
ويشرح أكرم “هذه الإجراءات كلها ستتيح شفافية عالية في تمرير المعاملات الجمركية وفقا للوائح المنصوص عليها للنظام العالمي وتضبط إيرادات الدولة ونوعية البضائع التي تدخل وإبعاد المحظور منها”.
هل سيوقف عمليات التهريب؟
وبهذا الصدد، يقول مدير عام الهيئة العامة للجمارك حسن حمود العكيلي، إن نظام (الاسيكودا) قائم على ما يسمى بالتصريحة الجمركيَّة “البيان الجمركي” الخاص بالمنتجات أو البضائع المستوردة المعتمدة من الدولة الموردة للبضائع ويسهم بأدوارٍ مهمَّة في مكافحة الفساد عبر خفض معدل التدخل البشري، إذ يتولى تحديد أقيام التعرفة المفروضة عليها، فضلاً عن مساهمة الذكاء الاصطناعي في كشف أنواع البضائع المخبأة أو المراد تهريبها وكشفها استباقياً عبر اعتماد الترميز أو الكودات الخاصَّة بالحاويات الواصلة إلى المراكز الجمركيَّة، أو المعلومات المخزنة سابقاً عن الممنوعات أو المواد المحظورة.ويضيف، "نظام (الأسيكودا) هو نظامٌ جمركيٌّ مطبقٌ في أكثر من 100 دولة، والعراق هو الدولة 108 على مستوى العالم بتطبيق هذا النظام الجمركي وتتمُّ من خلاله تمشية المعاملة الجمركيَّة ومعالجة بياناتها وتقاطع وتبادل هذه البيانات مع المؤسسات المتداخلة بالعمل الجمركي ويتم إنجاز المعاملات الجمركيَّة منذ بداية تسلمها إلى مرحلة خروج البضاعة، فالمعاملة الجمركيَّة تبدأ من المانفيست (وهو بيان الحمولة سواء كان على الباخرة أو على الطائرة أو على المركبات) إلى خروج البضاعة (إذن الخروج) من المنفذ الحدودي، وهذا النظام مطبقٌ في أغلب دول العالم بضمنها دول الجوار ومن بينها الأردن، ولبنان، وفلسطين، وليبيا وكثير من الدول الأخرى".
ويكمل العكيلي، إنَّ "الجهة التي ساعدت الهيئة العامة للجمارك على تنصيب وتطبيق النظام وتدريب ملاكات الهيئة هي الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (الاونكتاد) التابع للأمم المتحدة، حيث تمَّ التعاقد معها في العام 2021، وتمت مباشرة العمل بالمشروع في ذات السنة خلال شهر كانون الأول. ومؤتمر التجارة والتنمية للأمم المتحدة هي المؤسسة المختصة لتقديم المساعدة بشكلٍ مباشرٍ بتطبيق هذا النظام وتطويره وتحديثه في العراق"..
الذكاء الاصطناعي
واحدة من أبرز ميزاته أنه يعمل وفق تقنيات الذكاء الاصطناعي، إذ يتم فحص البضائع ومقاطعة بياناتها وتحديد المخاطر بالعمل الجمركي أو ما يسمى بـ(إدارة المخاطر) ويتم تحديدها عبر البيانات التي تتم تعبئة النظام بها من خلال المعاملات الجمركيَّة، و لها شرحٌ يطول وتفاصيل لن نأتي على ذكرها لضرورات (أمنيَّة ومهنيَّة)، لعلَّ ليس من المناسب الحديث عنها الآن، يتم تحديد مدى خطورة البضائع وخطورة التاجر وخطورة وكيل الإخراج وخطورة النقل وخطورة وسيلة النقل وخطورة الطريق الذي سلكته البضاعة قبل الوصول إلى البلد، حتى طرق التغليف وطرق الشحن، كل تلك المعطيات يأخذها النظام بنظر الاعتبار، وتوجد تحليلاتٌ عبر الخوارزميات الموجودة بالنظام ومن بينها آليات الذكاء الاصطناعي، لتحديد مخاطر بعض تلك البضائع لغرض التعامل معها، وفق العكيلي.
ويضيف العكيلي، "في ذات الوقت فإنَّه بموجب نظام (الاسيكودا) سيتم إجراء المعاملات المحاسبيَّة والحسابيَّة على كل البضائع في قواعد متماثلة، وبالتالي ستؤدي هذه المعلومات إلى الحد من ضياعات الأموال والفساد والتجاوز والحدِّ من ارتكاب المخالفات وعمليات التهريب، وفي الوقت ذاته سيتم من خلال النظام توحيد إجراءات كل المراكز الجمركيَّة وفق صياغة وأسلوب واحد".
تقليل الفساد ويؤكد العكيلي، أنه "بموجب هذا المشروع الإلكتروني سيتم إيقاف معاملات أو بضائع محددة تمت تغذيَّة النظام ببياناتها الإلكترونيَّة سلفاً، بمعنى ما كان يمكن أنْ يمرَّ عبر الفساد أو اتفاقات مع بعض ضعاف النفوس من المشتغلين بالعمل الجمركي سواء كانوا موظفين أو وكلاء إخراج جمركي أو تجاراً سيتم تحديد تلك الممنوعات سلفاً في النظام وبالتالي لا يمكن إنجاز تلك المعاملات في المستقبل، كأنْ تكون بعض تلك البضائع الممنوعة تم إدخال بياناتها إلى ذاكرة النظام".
ويتابع، "وبالتالي لن يسمح بدخول تلك البضائع وإنجاز معاملاتها، وهذه واحدة من الميزات التي تساعد الهيئة العامة للجمارك على أداء واجباتها، وكذا الحال بالنسبة إلى الالتزام بالقيود التي تحدد من قبل الجهات المختصة في الدولة العراقيَّة، مثال ذلك بعض البضائع التي ينبغي استحصال إجازة للاستيراد قبل وصولها إلى المراكز الجمركيَّة، وبموجب ما تم تزويد النظام به من بيانات يتم تحديد تلك البضائع، وبالتالي لا يمكن إنجاز أي معاملة مشمولة بإجازة الاستيراد من دون ورود تلك الإجازة، أو إذا كان هناك أكثر من ألف بضاعة مشمولة بالفحص لأغراض التقييس والسيطرة النوعيَّة، كذلك تمَّ إدخال بيانات تلك البضائع بالنظام ولا يمكن إنجاز المعاملة من دون ورود شهادات الفحص والمطابقة، وهكذا باقي الجهات المتداخلة مع العمل الجمركي مثل وزارة الصحة ووزارة الزراعة وغيرها من تلك المؤسسات".
السنوات الطويلة التي احتاجها الاسيكودا
في النهاية، لابد من ذكر المراحل الكبيرة، والسنوات الطويلة التي احتاجها نظام الاسيكودا للوصول إلى النضج، إذ أكدت منظمة الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (الأونكتاد) في وقت سابق، انه في أكتوبر 2023، أطلقت الدولة العراقية برنامج ASYCUDAWorld - وهو برنامج رائد لأتمتة الجمارك بدعم من منظمة الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (الأونكتاد)، لرقمنة عمليات التخليص الجمركي والحد من مخاطر الاحتيال وتسهيل التجارة عبر الحدود.
وبحسب التقرير، فإن البرنامج - الذي يتوافق مع المعايير الدولية - يهدف إلى استبدال عمليات التخليص الجمركي اليدوية الورقية في العراق، مما يتيح للتجار استكمال جميع الأعمال الورقية اللازمة عبر الإنترنت لتوفير الوقت والتكلفة.
وشهد مطار بغداد الدولي - حيث ظهر نظام ASYCUDAWorld لأول مرة في العراق - نمواً في الإيرادات الجمركية بأكثر من 215% بين يناير ومايو 2024، مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق، وفقا للتقرير الذي كشف انه بين شهري يناير ومارس، ارتفعت معاملات الاستيراد في المطار بنسبة 120% مقارنة بالربع الأول من عام 2023، لتصل إلى أعلى مستوياتها في عقد من الزمان.
ويضيف التقرير، ان مجتمع الأعمال استجاب بفعالية للامتثال للإجراءات واللوائح الجديدة. فمنذ أكتوبر 2023، قدم أكثر من 2800 مُعلن حوالي 65600 إقرار إلى الجمارك من خلال ASYCUDAWorld.
وتم تشغيل البرنامج في أكبر 9 مكاتب جمركية في العراق والتي تمثل مجتمعة 81% من حجم التجارة الدولية للعراق، وفقا للتقرير.
وتشمل هذه العمليات الجمركية الواقعة على الحدود مع الدول المجاورة مثل الكويت والأردن والمملكة العربية السعودية، وكذلك في ميناء أم قصر المؤدي إلى الخليج العربي.
وأشادت وزيرة المالية العراقية طيف سامي – بحسب التقرير - ببرنامج ASYCUDAWorld لمساعدة العراق على "تحقيق الانضباط المالي، وتقليص الأخطاء، وتعزيز كفاءة الموارد الحكومية، وتوفير المعلومات الدقيقة".
ويبين التقرير انه تم التخطيط لاتفاقية إطلاق ASYCUDAWorld في مايو/ايار 2021، كجزء من شراكة العراق مع برنامج النظام الآلي للبيانات الجمركية (ASYCUDA) - وهو أكبر مشروع للتعاون الفني تديره منظمة الأمم المتحدة للتجارة والتنمية في أكثر من 100 دولة.
وتبين سيريمان: "إن عمل ASYCUDA في العراق مستمر، ولكن حتى في هذه المرحلة، فإننا نشهد بالفعل زيادة في أحجام التداول وتعزيز إيرادات الحكومة".يجمع عمل ASYCUDA في العراق 6 موظفين من منظمة الأمم المتحدة للتجارة والتنمية إلى جانب فريق مشروع وطني يضم خبراء في تكنولوجيا المعلومات والجمارك.
بالإضافة إلى ذلك، قام موظفو ASYCUDA بتدريب الفريق الوطني على استخدام النظام وصيانته بشكل مستقل، بما في ذلك الدورات التي عقدت في بغداد وزيارة ميدانية إلى مكاتب الجمارك في الأردن للتعلم من تجاربهم.
وبعد ذلك، قام الفريق الوطني العراقي بدوره بتدريب مستخدمي ASYCUDAWorld في العراق، مما ساعد أصحاب المصلحة الرئيسيين مثل شركات النقل اللوجستي والمصرحين وموظفي الجمارك على التعرف على النظام الجديد، بحسب التقرير.
ووفقا للتقرير، سيتم إطلاق ASYCUDAWorld في عرعر (التي تقع على الحدود مع السعودية) وطريبيل (التي تربط العراق بالأردن) بقيادة الفريق الوطني العراقي إلى حد كبير، مع دعم خبراء ASYCUDA الدوليين عن بعد.