صناعة السيارات الكهربائية في الصين.. عقد من التحوّل نحو الهيمنة العالمية
تاريخ النشر: 28th, May 2024 GMT
شهدت الصين في العقد الأخير تحولا إستراتيجيا نحو الهيمنة العالمية في صناعة السيارات الكهربائية.
وتجلى هذا التوجه بوضوح -وفقا لبلومبيرغ- قبل 10 سنوات في زيارة الرئيس شي جين بينغ عام 2014 لمقر شركة "سايك موتور كورب"، إحدى كبريات شركات صناعة السيارات بالصين، حيث أشار إلى أهمية تطوير مركبات الطاقة الجديدة كجزء من حملة الصين الطموحة لتحقيق مكانة عالمية في قطاع السيارات الكهربائية.
وتقتبس "بلومبيرغ" خطاب شي من تقرير لوكالة أنباء شينخوا، قال فيه "إن طريق التحول إلى دولة قوية في صناعة السيارات يكمن في تطوير مركبات الطاقة الجديدة".
من البدايات المتواضعة إلى القيادة العالميةووفقا لبلومبيرغ، فإن السوق الصينية كانت تشهد نموا مطردا منذ دخولها القطاع، حيث تم بيع حوالي 75 ألف سيارة كهربائية وهجينة محليا في عام 2014، مع تصدير حوالي 533 ألفا في العام ذاته.
وكانت شركات صناعة السيارات الأجنبية، مثل شركة فولكس فاجن وشركة جنرال موتورز، تهيمن على السوق الصينية من خلال المشاريع المشتركة.
زيارة شي جين بينغ لشركة سايك عكست أهمية تطوير مركبات الطاقة الجديدة كجزء من حملة الصين نحو العالمية (رويترز)وتشير بلومبيرغ إلى أن هذا التأثير الدولي كان حاسما في تحويل الصين من "دولة تركب الدراجات إلى دولة تقود السيارات".
ومع ذلك، فإن العلامات التجارية المحلية دون تعاون أجنبي كانت تعتبر أقل شأنا من حيث التكنولوجيا، وفقا للوكالة.
التحولات الإستراتيجية ودخول تسلاتشير بلومبيرغ إلى أن محور الصين الإستراتيجي للتركيز على السيارات الموفرة للوقود والطاقة البديلة كان مدعوما بمبادئ توجيهية نشرت في عام 2012، والتي مهدت الطريق لخطاب شي المؤثر بعد ذلك بعامين.
وتذكر الوكالة أن دخول شركة تسلا إلى السوق الصينية في عام 2019 كان بمثابة تحول كبير في القطاع، باعتبارها أول شركة تصنيع سيارات أجنبية تؤسس مصنع عمليات شاملا للسيارات الكهربائية في شنغهاي الصينية، ما حفز المنافسة المحلية، ودفع العلامات التجارية الصينية إلى المزيد من الابتكار في مجال السيارات الكهربائية.
توسع سوق السيارات الكهربائية في الصينوبحلول عام 2024، برزت الصين كأكبر سوق للسيارات في العالم لتصدر مبيعات السيارات الكهربائية، حيث تم تسليم 9.5 ملايين سيارة العام الماضي وحده، وفقا لبلومبيرغ.
وتشير بلومبيرغ إلى أن الصين تسيطر الآن على غالبية سلسلة توريد البطاريات الخاصة بالسيارات الكهربائية، متفوقة على عمالقة السيارات التقليديين.
وفي الربع الأخير من عام 2023، تفوقت شركة "بي واي دي" -شركة محلية صينية- على شركتي فولكس فاجن وتسلا، لتصبح أكبر منتج للسيارات الكهربائية في العالم.
التوترات التجاريةولم يكن صعود الصين في سوق السيارات الكهربائية خاليا من التحديات. ففي حين تسعى شركات صناعة السيارات الصينية إلى أسواق جديدة بسبب حرب الأسعار في الداخل وتباطؤ النمو، فإنها تواجه حواجز تجارية كبيرة في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، تقول بلومبيرغ.
الولايات المتحدة ضاعفت الرسوم الجمركية على الواردات من السيارات الصينية لتصل إلى أكثر من 100% (رويترز)واتهمت المنطقتان الصين بتصدير طاقتها الفائضة، مما أدى إلى تصاعد التوترات التجارية، حيث ضاعفت الولايات المتحدة، على سبيل المثال، الرسوم الجمركية على الواردات من السيارات الصينية إلى 4 أمثالها، لتصل إلى أكثر من 100%، وفي الوقت نفسه، يقوم الاتحاد الأوروبي بفحص السيارات الكهربائية الصينية، بحثا عن مزايا غير عادلة محتملة يتم الحصول عليها من خلال الدعم الحكومي للقطاع.
رد فعل بكين وآفاق المستقبلوردا على هذه الضغوط الدولية، هددت بكين باتخاذ إجراءات انتقامية، ووفقا لبلومبيرغ، أشارت غرفة التجارة الصينية لدى الاتحاد الأوروبي إلى أن الرسوم الجمركية على الواردات من السيارات ذات المحركات الكبيرة قد تزيد إلى 25% مقابل 15%.
وتسلط هذه النزاعات التجارية الضوء على التعقيدات الجيوسياسية المحيطة بسوق السيارات الكهربائية العالمية.
وعلى مدار العقد الماضي، أدت استثمارات الصين في قطاع السيارات الكهربائية، والتي بلغت حوالي 150 مليار يوان (21 مليار دولار) -وفق تقديرات أميركية- في البحث والتطوير، إلى إعادة تعريف صناعة السيارات ووضعها كرائدة في التحول العالمي نحو وسائل نقل صديقة للبيئة.
وعلى الرغم من خلفية التوترات التجارية الدولية، تظل رؤية الصين لمستقبل صناعة السيارات طموحة، مع توقعات باستمرار القيادة والابتكار حتى عام 2034 وما بعده.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات أسواق السیارات الکهربائیة صناعة السیارات الکهربائیة فی إلى أن
إقرأ أيضاً:
تدشين أول معمل لـ «Vector» العالمية لتطوير الأنظمة المدمجة
تدريب 500 ألف شاب لتلبية احتياجات سوق العمل المحلية والعالمية
افتتح معهد تكنولوجيا المعلومات (ITI) أول معمل لشركة Vector العالمية فى مصر والشرق الأوسط، والذى سيخصص لتطوير الأنظمة المدمجة، كما شهد الحدث أيضًا تخريج أول دفعة من شباب المهندسين المصريين المعتمدين من الشركة، فى إطار الشراكة بين معهد تكنولوجيا المعلومات والشركة الألمانية الرائدة فى حلول البرمجيات.
يعد المعمل الأول من نوعه فى مصر ومنطقة الشرق الأوسط، وهو إضافة قوية لقطاع التكنولوجيا المحلى، حيث سيتمكن المتخصصون من الوصول إلى أحدث التقنيات والأدوات الخاصة بتطوير الأنظمة المدمجة، وهو مجال حيوى فى صناعة السيارات والتكنولوجيا الحديثة.
أكد الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أن الوزارة تركز على تطوير البرمجيات المتخصصة والاستثمار فى هذا القطاع الحيوى، وقال: «نستهدف هذا العام تدريب 500 ألف شاب من خلال برامج متنوعة تهدف إلى تلبية متطلبات سوق العمل المحلى والعالمى من التخصصات التكنولوجية».
أثناء الاحتفالية، تم تخريج أول دفعة من المهندسين المصريين المعتمدين من شركة Vector، الذين حصلوا على شهادات معترف بها دوليًا، وبلغ عدد المهندسين الذين تم تخريجهم 40 مهندسًا متخصصًا فى مجالات مثل تصميم الدوائر الإلكترونية والأنظمة المدمجة والأمن المدمج، وقد تم توظيفهم فى وظائف دائمة بشركات عالمية فى هذه المجالات.
شدد طلعت على أن هناك 42 مهندسًا آخرين بصدد التخرج، بالإضافة إلى 100 مهندس آخرين من المتوقع تخرجهم لاحقًا، ما يعكس نجاح المبادرات التدريبية التى ينظمها المعهد.
أوضح وزير الاتصالات أن افتتاح المعمل المتخصص يمثل خطوة مهمة نحو تعزيز مكانة مصر كمركز إقليمى لتصدير خدمات تكنولوجيا المعلومات، وأضاف: «من خلال هذه المبادرات، نهدف إلى تعزيز مكانة مصر كمقصد رئيس لشركات التعهيد الأوروبية، وخاصة فى مجال صناعة السيارات».
كما أعرب عن ترحيب الوزارة بالشراكات الدولية مع شركات السيارات العالمية، مشيرًا إلى أن هذه الشراكات ستسهم فى دعم الابتكار ودفع النمو فى القطاع.
أكدت الدكتورة هبة صالح، رئيس معهد تكنولوجيا المعلومات، أن هذا الحدث يعكس التزام المعهد بتنمية الكوادر الشابة، حيث يسعى لتأهيل مهندسين متميزين فى مجالات متقدمة مثل الأنظمة المدمجة وبرمجيات السيارات، وأضافت: «أن إطلاق المعمل المتخصص فى برمجيات السيارات يُعد خطوة نوعية لدعم ريادة مصر فى تصدير البرمجيات المتطورة».
تابعت أن المعهد يعمل باستمرار على تمكين الشباب المصرى من خلال برامج تدريبية متقدمة تواكب أحدث التطورات التكنولوجية فى العالم.
تأتى هذه المبادرة فى إطار شراكة استراتيجية بين معهد تكنولوجيا المعلومات وشركة Vector الألمانية، وهى خطوة مهمة نحو تطوير قطاع برمجيات السيارات والأنظمة المدمجة فى مصر.
وأكد المهندس أحمد الظاهر، الرئيس التنفيذى لهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات (ITIDA)، أن الشراكات الدولية تسهم فى نقل المعرفة وتعزز تنافسية قطاع تكنولوجيا المعلومات المصرى عالميًا.
أكد نيلس فوجل، مدير العمليات فى شركة Vector أهمية التعاون بين شركته ومعهد تكنولوجيا المعلومات، مشيدًا بقدرات الشباب المصرى فى مجال الإلكترونيات والأنظمة المدمجة.
تتطلع مصر إلى دور ريادى فى صناعة البرمجيات والهندسة الرقمية، ومن خلال هذه المبادرات والشراكات الدولية، تسعى الوزارة إلى تعزيز مكانتها كمركز عالمى لتصدير الخدمات الرقمية، كما تشهد البلاد تطورًا ملحوظًا فى تدريب الكوادر البشرية، بما يسهم فى توفير وظائف مرموقة للشباب وتلبية احتياجات السوق العالمى.
شهد الحدث مشاركة متميزة من خبراء شركة Vector العالمية والمتخصصين من SEITech Solutions، حيث ناقشوا أحدث الاتجاهات فى صناعة السيارات والمعايير العالمية مثل AUTOSAR والمركبات المعرفة بالبرمجيات (SDVs)، ما يفتح المجال أمام فرص جديدة للتطوير المهنى والتوسع فى صناعة التكنولوجيا.
تعد هذه الفعالية نقطة انطلاق نحو مستقبل مشرق لصناعة الأنظمة المدمجة فى مصر، ومع استمرار التعاون بين معهد تكنولوجيا المعلومات وشركات عالمية مثل Vector، يتوقع أن تظل مصر فى مقدمة الدول المصدرة للتكنولوجيا والابتكار فى المنطقة.