يستعد المسلمون في جميع أنحاء العالم إلى استقبال عيد الأضحى المبارك، وتجهيز الأضاحي باعتبارها سنة مؤكدة لدى جمهور الفقهاء، بحسب ما أكدته دار الإفتاء المصرية، حيث قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «مَا عَمِلَ آدَمِيٌّ مِنْ عَمَلٍ يَوْمَ النَّحْرِ أَحَبَّ إِلَى اللهِ مِنْ إِهْرَاقِ الدَّمِ، إِنَّهَا لَتَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِقُرُونِهَا وَأَشْعَارِهَا وَأَظْلافِهَا، وَإِنَّ الدَّمَ لَيَقَعُ مِنَ اللهِ بِمَكَانٍ قَبْلَ أَنْ يَقَعَ مِنَ الأرْضِ، فَطِيبُوا بِهَا نَفْسًا» رواه الحاكم وصححه، إلا أن البعض قد لا يعلم ما سنن وأحكام الأضحية، وهو ما يستعرضه هذا التقرير.

سنن وأحكام الأضحية

وهناك سنن وأحكام خاصة بالأضحية يجب أن يعلمها المسلم الراغب في تقديم الأضحية؛ حتى يضمن الحصول على الثواب والأجر كاملا بحسب ما أكدته دار الإفتاء المصرية عبر موقعها الرسمي، وهي كالتالي:

- إذا كان الشخص قادرا على الذبح بنفسه فعليه بذلك، ولكن استثنى الشافعية الأنثى أو الكفيف، فلهما الحق في توكيل شخص آخر عنهما بالذبح.

- التسمية عند الذبح فيقول المضحي: «باسم الله والله أكبر»، ويفضل أن يصلي أيضا على النبي عليه الصلاة والسلم، كما يستحب قول دعاء: «اللهم منك ولك، إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له، وبذلك أُمرت، وأنا من المسلمين؛ وذلك لحديث فاطمة رضي الله عنها الآتي ولغيره».

- يستحب المبادرة بالتضحية عن باقي أعمال العيد والتشريق، حيث قال الله عز وجل: «وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ» [آل عمران: 133].

- ويجب ربط الأضحية وتقليدها بشيء في عنقها قبل يوم النحر بأيام؛ كما يجب تجليلها، أي تغطيتها وتلبيسها لباسا جل؛ لصيانتها قياسًا على الهَدي.

- ويتسحب للمضحي تسمين الأضحية أو شراءها ثمينة؛ تعظيما لشعائر الله، وإن كانت شاة ينبغي أن تكون كبشًا أبيض عظيم القرن خصيًّا، كما جاء في حديث أنس رضي الله عنه: «أنه صلى الله عليه وآله وسلم ضحَّى بكبشين أملحين موجوءين».

- ومن سنن الأضحية أن يزيل المضحي شيئا من شعره أو أظافره إذا دخل أول ليلة من عشر ذي الحجة؛ تشبهًا بالحجيج.

أحكام الأضحية

ومن سنن وأحكام الأضحية أنه يشترط فيها كغيرها من الذبائح من الحيوانات الحية، وهى إزهاق روحها بالذبح، وتكون صيدا من صيد الحرم، كما يجب أن تكون سالمة من العيوب والأمراض، فضلا عن أن تكون ملك للمضحي بها، كما يتسحب توزيع الأضحية «ثلث للمضحي، وثلث للهدية، وثلث للفقراء».

ويبدأ وقت الأضحية من بعد صلاة عيد الأضحى، وينتهي بغروب شمس الثالث عشر من شهر ذي الحجة.

ويعد الغرض من الأضحية هو شكر الله سبحانه وتعالى على على نعمة بلوغ الأيام الفاضلة من العام والتوفيق للأعمال الصالحة لأنها خير الأيام عن الله عز وجل ودلل على ذلك بقوله تعالى في أول سورة الفجر «والفجر وليال عشر»، والمقصود بليال عشر هم العشر الأوائل من ذي الحجة، التي يتقرب فيها المؤمنون بالأعمال الصالحة إلى الله كصوم يوم عرفة وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلًا.

الأضحية هي أسوة بشروع سيدنا إبراهيم بذبح إبنه إسماعيل

وكما هو معلوم أن الأضحية هي أسوة بشروع سيدنا إبراهيم بذبح إبنه إسماعيل ففداه الله بكبش عظيم ودلل الله عز وجل على ذلك بقوله تعالى في سورة الصافات «وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ»

وتم تشريع الأضحية بالقرآن والسنة والإجماع والدليل على مشروعيته قوله تعالى «فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ» في سورة الكوثر والمقصود بهذه الآية، أن يصلي المسلم ثم يذبح.

أجمع جمهور العلماء على وجوبها –لأنها سُنة مؤكدة – بمعنى أنه لا إثم في تركها لكن المسلم يضيع على نفسه منفعة وأجرًا وثوابًا كبيرًا إذا كان قادرًا على القيام بها ولم يفعلهلكن العلماء إختلفوا حول اعتبار الأضحية سُنة عين أي واجبة على كل مسلم قادر أم أنها سُنة كفاية وهو الرأي الذي أدلى به الشافعية والحنابلة؛ لكن الرأي الأرجح أن المسلم يقوم بالتضحية عن نفسه وعن أهل بيته ولو بشاة واحدة

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الأضحية سنن الأضحية عيد الأضحى

إقرأ أيضاً:

آداب ينبغي التحلى بها الحاج في تأدية المناسك.. تعرف عليها

ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول (ما هي الآداب التي ينبغي أن يتحلى بها الحاج أثناء تأديته مناسك الحج؟

حكم الحج لمريض الزهايمر.. الأزهر للفتوى يوضحهل يجوز لمن لا يصلي مطلقًا أداء فريضة الحج؟.. الإفتاء تجيبآداب الحج

وقالت دار الإفتاء إن الله تعالى يقول في سورة البقرة: ﴿الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ﴾ [البقرة: 197]. أي: أوقات الحج أشهر معلومات، فمَن نوى وأوجب على نفسه فيهن الحج وأحرم به فعليه أن يجتنب كلّ قول أو فعل يكون خارجًا عن آداب الإسلام ومؤديًا إلى التنازع بين الرفقاء والإخوان؛ فإنَّ الجميع قد اجتمعوا على مائدة الرحمن، وهذا يقتضي منهم أن يتعاونوا على البر والتقوى لا على الإثم والعدوان.

وأخرج الشيخان البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ حَجَّ للهِ فلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ».

وعبَّر سبحانه عن أشهر الحج بأنها معلومات؛ لأنَّ العرب في الجاهلية كانوا يعرفونها، وهي: شهر شوال وذو القعدة والأيام العشرة الأُوَل من شهر ذي الحجة، وقد جاءت شريعة الإسلام مقررة لما عرفوه، ثم حضهم سبحانه على فعل الخير بعد نهيهم عن اجتراح الشر فقال: ﴿وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ﴾ [البقرة: 197]. 

أي: اتركوا أيها المسلمون كل قول أو فعل لا يرضي الله تعالى، وسارعوا إلى الأعمال الصالحة خصوصًا في تلك الأزمنة والأمكنة المفضلة، واعلموا أنه سبحانه لا يخفى عليه شيء من تصرفاتكم، وتزودوا بالزاد المعنوي المتمثل في تقوى الله وخشيته، وبالزاد المادي الذي يغنيكم عن سؤال الناس، وأخلصوا لي قلوبكم ونواياكم يا أصحاب العقول السليمة والمدارك الواعية.

وسائل الكسب المشروعة في الحج

وتابعت دار الإفتاء: ثم بيَّن سبحانه أنَّ التزوّد بالزاد الروحي لا يتنافى مع التزود بالزاد المادي متى توافرت التقوى فقال: ﴿لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ﴾ [البقرة: 197]. أي: لا حرج ولا إثم عليكم في أن تطلبوا رزقًا حلالًا ومالًا طيبًا عن طريق التجارة أو غيرها من وسائل الكسب المشروعة في موسم الحج، وما دام ذلك لا يحول بينكم وبين المناسك، وقد نزلت هذه الآية حين تحرَّج أقوام عن مباشرة البيع والشراء في أيام الحج فأباح لهم ذلك ما داموا في حاجة إلى هذه المبادلات التجارية حتى يصونوا أنفسهم عن ذلّ السؤال.

ثم أرشدهم سبحانه إلى ما يجب عليهم عند الاندفاع من عرفات إلى غيرها فقال: ﴿فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ﴾ [البقرة: 198]. أي: فإذا ما انتهيتم من الوقوف بعرفات واندفعتم منها بسرعة وتزاحمتم إلى المزدلفة فأكثروا من ذكر الله تعالى ومن طاعته عن طريق التلبية والتهليل والتسبيح والتكبير والدعاء؛ ﴿وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ﴾ [البقرة: 198]. 

أي: واذكروا الله تعالى ذكرًا دائمًا حسنًا مماثلًا لهدايته لكم؛ فإنكم لولا هذه الهداية منه سبحانه لكم لكنتم من الباقين على جهلهم وضلالهم؛ ﴿ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللهَ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [البقرة: 199]. أي: واعلموا أيها المسلمون أنَّ من الواجب عليكم أن تجعلوا إفاضتكم من عرفات لا من المزدلفة.

وأضافت دار الإفتاء أن هذا هو المكان الذي اختاره الله تعالى لعباده للإفاضة، واستغفروا الله سبحانه من كل ذنب؛ فإنه عز وجل هو الكثير الغفران والواسع الرحمة، ثم بيَّن سبحانه السلوك السوي الذي يجب عليهم أن يسلكوه بعد فراغهم من أعمال الحج؛ فقال: ﴿فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا﴾ [البقرة: 200]. 

أي: فإذا ما انتهيتم من عبادتكم وأديتم أعمال حجكم فأكثروا من ذكر الله وطاعته كما كنتم تكثرون من مفاخر آبائكم، بل عليكم أن تجعلوا ذكركم لخالقكم سبحانه أشدّ وأعظم من ذكر مفاخر الآباء بعد انتهائهم من أفعال الحج، فالمقصود منها التحريض على الإكثار من ذكر الله تعالى والزجر عن التفاخر بالأحساب والأنساب.

طباعة شارك دار الإفتاء الآداب الحاج مناسك الحج آداب مناسك الحج آداب الحج وسائل الكسب المشروعة في الحج

مقالات مشابهة

  • هل ثبت عن النبي الدعاء بعد التشهد الأخير في الصلاة؟.. الإفتاء توضح
  • شروط ذبح الأضحية 2025 وتوزيعها.. الإفتاء توضح المعايير وكيفية الاختيار عند الشراء
  • قبل الحج| الإفتاء تقدم 18 نصيحة للحجاج.. تعرف عليها
  • حكم التصرف في العربون قبل تسليم المبيع.. الإفتاء توضح
  • فضل الصدقة على المسلم.. تبارك المال وتطهر القلب
  • آداب ينبغي التحلى بها الحاج في تأدية المناسك.. تعرف عليها
  • الحكمة من اختلاف صلاة الجنازة عن أداء باقي الصلوات.. دار الإفتاء توضح
  • حكم الصلاة على النبي لطلب الشفاء من الأمراض.. الإفتاء توضح
  • الإفتاء توضح حكم التعويض المالي الناتج عن القتل الخطأ في حوادث السيارات
  • حكم قضاء الصلاة الفائتة .. دار الإفتاء توضح