قال رئيس المجلس المصري للشئون الخارجية، السفير محمد العرابي، إن المجزرة التي ارتكبتها حكومة تل أبيب باستهداف المقاتلات الإسرائيلية لخيام النازحين في مدينة رفح الفلسطينية، وأدت إلى سقوط العشرات من الضحايا الأبرياء، تعد تحد سافر لقرارات محكمة العدل الدولية، مطالباً مجلس الأمن الدولي بالاضطلاع بدوره و مسئوليته والتدخل فوراً لوقف تلك الجرائم التي فاقت كل التوقعات ووضع حد لاستباحة دماء الأبرياء.

جاء ذلك خلال لقاء السفير العرابي في بروكسل- للمشاركة في أعمال منتدى شومان للأمن والدفاع - "ستيفانو سانينو" سكرتير عام جهاز الخدمة الخارجية للاتحاد الأوروبي، و "فرانسيسكو فونتان باردو" مدير مكتب الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي و "ميشيل فان دير لان" المدير العام لهيئة الأركان العسكرية للاتحاد الأوروبي، و السفير "خافيير كولومينا" الممثل الخاص للسكرتير العام لمنطقة القوقاز وآسيا الوسطى نائب مساعد سكرتير عام حلف الناتو.

وشدد على حتمية الانصياع لقرارات محكمة العدل الدولية باعتبارها أعلى سلطة قضائية في الأمم المتحدة، منبهاً إلى أن عدم احترام حكم المحكمة يضع مصداقية المجتمع الدولي على المحك ولاسيما الولايات المتحدة الأمريكية الداعم الرئيسي لحكومة تل أبيب.

وأكد أن استمرار الاحتلال الإسرائيلي في عملياته العسكرية خاصة على مدينة رفح الفلسطينية، غير مكترث بالقرارات الدولية و مطالبات المجتمع الدولي بضرورة وقفها، ينذر بكارثة كبرى بحق السلم والأمن في الشرق الأوسط والعالم أجمع.

وحذر العرابي من مخاطر استمرار مسلسل العمليات العسكرية الإسرائيلية في مدينة رفح الفلسطينية، وما تسببه من تداعيات كارثية على الوضع الإنساني في قطاع غزة بشكل عام، ومدينة رفح بشكل خاص التي تؤوي معظم سكان القطاع والنازحين، فضلاً عن تأثيرات تلك العمليات على السلام واستقرار في المنطقة.

ونوه إلى أن الوضع يزداد خطورة ما يحتم تضافر كافة الجهود الإقليمية والدولية للتوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، فضلاً عن ضمان نفاذ المساعدات الإنسانية والإغاثية للقطاع، لتلبية الاحتياجات الملحة لأبناء غزة الذين يواجهون كارثة إنسانية بكل المقاييس.

وأشار إلى ضرورة العمل على لجم إسرائيل وكبح جماحها والدفع قدما في سبيل احتواء التداعيات الكارثية التي سببها عدوان تل أبيب على الأراضي الفلسطينية، بجانب دعم المسار السياسي لتنفيذ حل الدولتين وإنهاء هذه الأزمة المستعصية منذ نحو 76 عاما.

وتحدث العرابي عن ضرورة الضغط على إسرائيل للوفاء بالتزاماتها باعتبارها القوة القائمة بالاحتلال وإزالة كل العقبات أمام عملية دخول المساعدات، وفتح جميع المعابر البرية مع قطاع غزة، و توفير الظروف الآمنة لأطقم الإغاثة الدولية لاستلام وتوزيع المساعدات في القطاع.

واستنكر العرابي حالة الصمت الدولي تجاه إمعان تل أبيب في تنفيذ سياساتها الممنهجة باستهداف المدنيين و الخدمات والبنية التحتية في القطاع بصورة شبه كاملة، فضلاً عن عمليات الإبادة الجماعية وتجويع الفلسطينيين في غزة، على نحو يُنذر بحجم الكارثة الإنسانية التي تعرض لها المدنيون في القطاع ونطاق الجرائم التي ارتكبت بحقهم.

وأبرز أن مصر أظهرت التزاماً راسخاً منذ بداية الأزمة تجاه ضرورة إدخال المساعدات الإنسانية والمواد الإغاثية للفلسطينيين في غزة بشكل كامل ودون عوائق، علاوة على جهود الإنزال الجوي و استقبال الجرحى الفلسطينيين، وتسهيل إقامة عدد من المستشفيات الميدانية ومراكز الإيواء لتخفيف معاناة النازحين داخل القطاع.

واختتم العرابي بالتأكيد على ضرورة العمل والتنسيق بين مختلف القوى الدولية لإيجاد الأفق السياسي لتنفيذ مقررات الشرعية الدولية ودعم إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، لتعيش في سلام جنباً إلى جنب مع إسرائيل.

اقرأ أيضاًالسفير محمد العرابي: مصر حالياً تصنف من الدول الراسخة ولن نتنازل عن ذلك

العرابي: مصر شكلت موقفًا إقليميًّا ودوليًّا رافضًا لشنِّ عملية عسكرية على رفح الفلسطينية

العرابي: الدبلوماسية المصرية تؤدي دوراً استثنائياً في التعامل مع كافة الأزمات

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: رفح السفير محمد العرابي العرابي رفح اليوم مجزرة رفح رفح الفلسطینیة تل أبیب

إقرأ أيضاً:

الخارجية الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي بوقف جرائم إبادة وتهجير الفلسطينيين

طالبت وزارة الخارجية الفلسطينية المجتمع الدولي الاهتمام بالتقارير التي تصدر عن الهيئات والمنظمات الدولية والأممية ذات المصداقية، بشأن حجم الكارثة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة، نتيجة للتصعيد الإسرائيلي المتواصل.

وأشارت الخارجية الفلسطينية إلى أن الوقف الفوري لجرائم الإبادة والتهجير والنزوح القسري على أكثر من مليوني فلسطيني هو المدخل الصحيح لحماية المدنيين، وتثبيتهم في أرض وطنهم، وأن إصرار المجتمع الدولي على عودة قطاع غزة للشرعية الفلسطينية المعترف بها دوليًا، وتمكين الحكومة الفلسطينية من ممارسة مهامها وصلاحيتها في القطاع، والشروع الفوري في إغاثة الشعب الفلسطيني، وتنفيذ خطة الإعمار الفلسطينية العربية، هو الذي يفشل مخططات الحكومة الإسرائيلية الهادفة لفصل الضفة عن القطاع، وتقويض أية فرصة لتجسيد دولة فلسطين على الأرض كحل سياسي ممكن للصراع.

مقالات مشابهة

  • الجنائية الدولية: رفض هنغاريا لاعتقال نتنياهو يستدعي إحالتها لمجلس الأمن
  • الخارجية الفلسطينية: اقتحام نتنياهو لشمال غزة يهدف لإطالة جرائم الإبادة
  • افحيمة: قرار تعيين عون يمثل اعتداءً سافرًا على صلاحيات المؤسسة التشريعية
  • الخارجية الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي بوقف جرائم إبادة وتهجير الفلسطينيين
  • الرئيس السيسي وأمير الكويت يؤكدان على ضرورة إيجاد تسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية
  • الاتحاد الأوروبي: مستعدون لتدريب قوات الأمن الفلسطينية
  • رئيس جهاز الأمن الوطني: تسليم السجناء العراقيين في مخيم الهول ضرورة أمنية
  • ورشة عمل في المحويت حول برنامج التوسع الزراعي في المحافظة
  • مجزرة جديدة بخان يونس والاحتلال يفرج عن 10 أسرى
  • الاتحاد الأوروبي: زيادة الدعم المالي للسلطة الفلسطينية بحزمة 1.6 مليار يورو