الحرب بين إسرائيل وحماس.. ما أهمية رفح للطرفين؟
تاريخ النشر: 28th, May 2024 GMT
مع بلوغ الحرب بين إسرائيل وحماس شهرها الثامن قريبا، تتجه أنظار العالم لمدينة رفح، جنوب غزة، حيث تحاول إسرائيل تنفيذ هجوم، الغرض منه "محاصرة حماس واستعادة الرهائن"، بحسب كبارة القادة الإسرائيليين.
وكانت إسرائيل لوحت منذ عدة أسابيع لنيتها تنفيذ هجوم واسع النطاق على المدينة التي لجأ إليها أكثر من مليون شخص هربوا من القصف في الشمال.
وتعترض الكثير من دول العالم، خاصة الولايات المتحدة، على خطط إسرائيل خشية وقوع مزيد من الضحايا في صفوف المدنيين الذين لجأوا إلى آخر ملاذ في غزة المحاصرة.
مركبات عسكرية إسرائيلية تعمل في الجانب الغزاوي من معبر رفح في 7 مايو 2024وليل الأحد الإثنين، نفذ الجيش الإسرائيلي هجوما على مخيم تل السلطان في المدينة ما أوقع 45 قتيلا وفق أرقام نشرتها السلطات الفلسطينية.
والإثنين، ساد غضب كبير أرجاء العالم على مستوى الدول والحكومات والمنظمات الدولية وغير الحكومية، حيث استيقظ العالم على صور الضحايا المدنيين والأشلاء التي تركتها الغارة الإسرائيلية.
غضب من غارة إسرائيل على مخيم برفح.. المشاهد المروعة تصدم العالم تختزل مدينة رفح جنوبي غزة، مآسي الفلسطينيين في القطاع المحاصر الذي يشهد منذ أكثر من نصف عام، حربا مدمرة أودت بحياة عشرارت الآلاف حتى الان.وحتى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، وصف الغارة بأنها "خطأ مأساوي"، بحسب صحيفة "هآرتس".
من جهته، وصف متحدث باسم الحكومة الإسرائيلية، الثلاثاء، الغارة بـ"الخطيرة والمؤلمة"، مؤكدا على مباشرة التحقيق في الحادثة.
وبعد أن قصفت أغلب المناطق في القطاع بدءا من الشمال، تسعى إسرائيل الآن لتنفيذ هجوم واسع على الجنوب حيث مدينة رفح المتاخمة لمصر.
أهداف إسرائيل في رفحتقول إسرائيل إن هدفها الأساسي من الهجوم على رفح هو إعادة الرهائن الذين تم اختطافهم في السابع من أكتوبر خلال هجوم حماس، ومنع الحركة من تنفيذ هجوم آخر على الإسرائيليين.
ويقول المسؤولون الإسرائيليون إنهم مصممون على إغلاق أنفاق تهريب الأسلحة والأشخاص بين غزة ومصر، وإنهاء نفوذ الجماعة الفلسطينية المدعومة من إيران على القطاع، والضغط على حماس للموافقة على صفقة من شأنها إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين.
فر نحو 800 ألف شخص من رفح في الأسبوعين الماضيينويعتقد الإسرائيليون أن العديد من الرهائن الذين يزيد عددهم عن 130، محتجزون في رفح.
ويعتقد العديد من المحللين الإسرائيليين، وفق موقع "اللجنة اليهودية الأميركية" أن الضغط على حماس في رفح قد يجبر المنظمة على الجدية في التفاوض مع إسرائيل وإطلاق سراح الرهائن.
وتعتبر إسرائيل، رفح، المعقل الأخير المتبقي لكتائب حماس العسكرية وقياداتها.
ألم الفقد يرافق عشرات الفلسطينيين مجددا بعد فقدان أقاربهم إثر القصف الليلي في #رفح.#الحرة #الحقيقة_أولا #شاهد_الحرة pic.twitter.com/NS6xVrugRP
— قناة الحرة (@alhurranews) May 27, 2024ويرى الإسرائيليون أن هزيمة كتائب حماس المتبقية في غزة أمر ضروري لضمان أن "الجماعة المدعومة من إيران لم تعد لديها القدرة على قتل الإسرائيليين" وفق اللجنة ذاتها.
ويعتقد أن العديد من كبار القادة، بما في ذلك زعيم حماس يحيى السنوار، ربما يتواجدون هناك.
وبينما تعد رفح ذات قيمة استراتيجية في جهود إسرائيل الرامية إلى هزيمة حماس بشكل كامل، فإن حماس تستخدم القطاع بأكمله في عملياتها، كما قال مسؤول المخابرات الإسرائيلية السابق آفي ميلاميد، لصحيفة "ذا هيل" البريطانية.
وقال ميلاميد: "تتصور حماس نفسها كلاعب إقليمي، وإسرائيل بحاجة إلى تقليص حجمها إلى حد لن تتمكن فيه من الاستمرار في لعب هذا الدور".
وتابع "طريقة القيام بذلك تتطلب في الواقع عنصرين رئيسيين، الأول هو سحق العمود الفقري العسكري لحماس بشكل كبير، وهو بالضبط ما تفعله إسرائيل الآن، والأمر الآخر هو تقليص دورها في غزة، وهي في الواقع المرحلة النهائية".
غضب من غارة إسرائيل على مخيم برفح.. المشاهد المروعة تصدم العالم تختزل مدينة رفح جنوبي غزة، مآسي الفلسطينيين في القطاع المحاصر الذي يشهد منذ أكثر من نصف عام، حربا مدمرة أودت بحياة عشرارت الآلاف حتى الان. أهمية رفح بالنسبة لحماستقع رفح بجوار مصر، وكانت في السابق واحدة من آخر الحدود التي تعمل في الأراضي الفلسطينية المحتلة والطريقة الوحيدة التي يمكن للفلسطينيين من خلالها مغادرة قطاع غزة.
لذلك، تنوي إسرائيل تدمير كل الأنفاق التي حفرتها حماس طيلة سنوات حكمها.
وبعد وقت قصير من سيطرة حماس على قطاع غزة، عام 2007، بدأت في حفر الأنفاق، التي تستميت الآن في حمايتها في جميع أنحاء القطاع، ولا سيما الجنوب ناحية رفح.
ومع بقاء قيادتها على حالها إلى حد كبير في رفح، فإن حماس تستطيع بسهولة أن تستخدم المنطقة كقاعدة لإعادة تأكيد سيطرتها على قطاع غزة بالكامل إذا انتهت الحرب.
قصف إسرائيلي استهدف مخيما للنازحين في رفحوقال جوناثان لورد، وهو زميل بارز ومدير برنامج أمن الشرق الأوسط في مركز الدراسات الدولية في حديث لمجلة "فورين بوليسي" إن مدينة رفح تبدو مختلفة بعض الشيء عن المدن الأخرى من حيث أهميتها الاستراتيجية لطرفي النزاع.
وقال لورد إن كتائب حماس التي تقاتل في رفح هم من السكان الأصليين للمنطقة، الذين يعتمدون على ممر فيلادلفيا، وهو عبارة عن شبكة كثيفة من الأنفاق.
وقد حاول الإسرائيليون إقامة جدار تحت الأرض لمنع حماس من استخدام الممر، لكنهم لم ينجحوا.
وقال أيضا "على الأرجح حماس متحصنة ومستعدة للقتال من مواقع حيث يمكنها الوصول إلى الأنفاق وإعادة الإمداد والقدرة على التسلل والهروب والتحرك".
وقال محللون إن حماس قد ترغب أيضا في أن يعيق المدنيون في رفح الطريق أمام الإسرائيليين، حيث أن الكثافة السكانية هناك تعيق أي عملية عسكرية دون وقوع خسائر بشرية فادحة وسط المدنيين.
في الصدد، قال كينيث ماكنزي، جنرال متقاعد من مشاة البحرية ورئيس القيادة المركزية الأميركية حتى عام 2022 "معركة رفح متعددة الأبعاد" في إشارة إلى أهميتها.
وأضاف أن حماس تريد فرض منطقها على الجيش الإسرائيلي، وتجبره على القتال في رفح تحت الأرض، وعلى سطح الأرض، والقتال أيضا في الغلاف الجوي المنخفض للأرض، لأنها ستطير على الأرجح بالكثير من الطائرات بدون طيار على كامل المنطقة وهذه الآلية تثبت أهميتها لدى الحركة الفلسطينية.
ولا تزال الحدود بين رفح ومصر مغلقة مؤقتا، ما يعني أن معظم الفلسطينيين لا يستطيعون المغادرة ولا يمكن دخول معظم المساعدات الإنسانية.
وتسيطر إسرائيل على جميع الحدود البحرية والبرية الأخرى عبر الأراضي الفلسطينية.
وتحولت المدينة إلى مخيم جماعي للاجئين، حيث فر أكثر من مليون شخص من أجزاء أخرى من قطاع غزة بحثاً عن ملجأ من القصف الإسرائيلي المكثف.
وقد أدى القصف عبر رفح إلى تحويل العديد من المباني إلى أنقاض، ما أسفر عن مقتل مئات الفلسطينيين.
ولا يزال الغذاء والمياه النظيفة نادرين، مما يثير مخاوف كبيرة بشأن الأزمة الإنسانية الإقليمية المتصاعدة.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: مدینة رفح العدید من قطاع غزة أکثر من فی رفح
إقرأ أيضاً:
العالم في 24 ساعة.. تل أبيب تحترق ودولتان تستعدان للحرب وأزمة خطيرة داخل إسرائيل وتصعيد روسي أوكراني (فيديو)
شهدت العالم خلال 24 ساعة الماضية، العديد من الأحداث الهامة، منها هجوم صاروخي تسبب في قطع الكهرباء وحرائق داخل تل أبيب، كما أصدرت دولتا السويد وفنلندا تحذيرات لمواطنيها استعدادا للحرب.
تل أبيب تشتعلأعلنت الشرطة الإسرائيلية، مساء اليوم، أن هجوما صاروخيا استهدف تل أبيب، مشيرة إلى أن القصف ألحق أضرارا بعدة مبان، وحافلة فارغة كانت بالقرب من المكان، كما أصيب 4 أشخاص بإصابات متفاوتة، وأظهرت لقطات متداولة على منصات التواصل الاجتماع اندلاع حريق في منطقة تجارية بين بني براك ورامات غان.
كما انقطع التيار الكهربائي جزئيا، قرب تل أبيب، بعد سقوط شظايا الصاروخ، حسبما أفادت قناة القاهرة الإخبارية.
من لم يفرح اليوم بصواريخ حزب الله وهي تحرق تل أبيب وتنتقم لدماء النساء والأطفال فليُراجع دينه. pic.twitter.com/AY1NCqK9Gh
— بلال نزار ريان (@BelalNezar) November 18, 2024 دولتان تستعدان للحربأعلنت السويد وفنلندا، اللتان انضمتا إلى حلف شمال الأطلسي بعد الحرب الروسية الأوكرانية، عن استعداداتهما لاحتمال اندلاع حرب، وأرسلتا منشورات تحث مواطنيهما على الاستعداد في مواجهة هذا الاحتمال، بالإضافة إلى إصدار أدلة محدثة للاستعداد المدني، تتضمن تعليمات حول كيفية البقاء على قيد الحياة في حالات الحرب والهجمات النووية، وفقًا لما ذكرته قناة «أي بي سي» الأمريكية.
وفي يناير الماضي، حذّر قائد الجيش السويدي السابق الجنرال ميكائيل بيدين، من ضرورة استعداد السويديين لحرب محتملة، ليتبع ذلك انضمام السويد رسميًا إلى حلف الناتو في مارس كعضو رقم 32، بعد فنلندا بعام تقريبًا.
الاحتلال الإسرائيلي يواجه أزمة حادة في صفوف الجيشكشفت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية عن أزمة نقص حاد في القوى البشرية يعاني منها جيش الاحتلال الإسرائيلي، حيث يحتاج إلى 10 آلاف جندي إضافي لتعويض الخسائر، وقد أشارت الصحيفة إلى أن بعض الجنود يخدمون لأكثر من 100 يوم متواصلة، وأن ثلث قتلى الجيش كانوا من جنود الاحتياط.
أشارت الصحيفة إلى أن مقتل 63 قائد سرية على يد الفصائل الفلسطينية أثر سلبًا على الكفاءة القيادية، كما أن رفض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تجنيد الحريديم، وسعيه لإنهاء الحرب على جنوب لبنان، يهدفان لتخفيف الضغط على قوات الاحتياط.
تصعيد محتمل بعد السماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ «أتاكمز»وعلي جانب آخر، مع تزايد الحرب الروسية الأوكرانية وافق الرئيس الأمريكي جو بايدن على تزويد كييف بصواريخ «أتاكمز» بعيدة المدى، مما يعزز قدراتها العسكرية بشكل كبير، لكنه قد يُصعّد الصراع مع روسيا.
وأشارت صحيفة «واشنطن بوست» إلى أن قرار واشنطن الموافقة على تزويد أوكرانيا بصواريخ «أتاكمز» القادرة على ضرب أهداف على مسافة 300 كيلومتر يتأثر بعوامل عدة، منها التهديد الروسي المتزايد بعد نشر 10000 جندي كوري شمالي على الحدود الأوكرانية، ويرى البعض أن بايدن يسعى لدعم كييف بشكل مكثف قبل تسليم السلطة لترامب، الذي أبدى تحفظات حول استمرار الدعم الأمريكي لأوكرانيا.
ومن جهة أخرى، من المتوقع أن ترد القوات الروسية بدعم من قوات كوريا الشمالية، بهجوم مضاد لاستعادة تلك المنطقة.