أعلن اجتماع المانحين الدوليين في بروكسل، الاثنين، أنه سيتم تخصيص نحو 8.1 مليار دولار في شكل منح وقروض لدعم السوريين المتضررين من الحرب، وفق وكالة أسوشيتد برس.

وتجاوزت هذه التعهدات مبلغ الـ 4.07 مليار دولار الذي ناشدت الأمم المتحدة جمعه، لكنها مثلت انخفاضا كبيرا مقارنة بالمبالغ التي تم التعهد بها في السنوات السابقة، ما يعكس تعثر سعي المانحين في ظل تركيز انتباه العالم على صراعات أخرى، بما في ذلك الحروب في أوكرانيا والسودان، والحرب بين إسرائيل وحماس في غزة.

وخلال مؤتمر العام الماضي، تعهد المانحون بتقديم 10.3 مليار دولار، وذلك بعد بضعة أشهر من الزلزال الذي بلغت قوته 7.8 درجة وضرب تركيا وشمال سوريا، ما أسفر عن مقتل أكثر من 59,000 شخص، بما في ذلك 6,000 في سوريا.

والمبلغ المعلن هذا العام، مخصص للسوريين داخل البلاد التي مزقتها الحرب، وكذلك لحوالي 5.7 مليون لاجئ سوري في تركيا ولبنان والأردن المجاورة، والتي تعاني من أزمات اقتصادية.

وقالت وكالة فرانس برس إن المبلغ وصل 5,4 مليار دولار. ونقلت عن المفوض الأوروبي المسؤول عن المساعدات الإنسانية، يانيز لينارسيتش، قوله إنه بالإضافة إلى منح أكثر خمسة مليارات دولار وعد المانحون بتوفير 2,5 مليار  دورلا أخرى على شكل قروض.

وقال جوزيب بوريل مسؤول السياسية الخارجية بالاتحاد عند بدء المؤتمر "التزامنا لا يمكن أن ينتهي بالتعهدات المالية وحدها".

وأضاف "على الرغم من الافتقار إلى تقدم في الآونة الأخيرة، لا بد أن نعيد مضاعفة جهودنا لإيجاد حل سياسي للصراع، حل يدعم تطلعات الشعب السوري لمستقبل سلمي وديمقراطي."

وواجهت وكالات الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية في السنوات الأخيرة تحديات كبيرة بسبب تقلص الميزانيات، وقد أعرب المسؤولون الإنسانيون عن استيائهم من تخفيضات الميزانية التي أجبرت على تقليص برامج المساعدات رغم الارتفاع الحاد في معدلات الفقر.

وأدى النزاع في سوريا، الذي اندلع في عام 2011، إلى مقتل ما يقرب من نصف مليون شخص ونزوح نصف سكان البلاد البالغ عددهم 23 مليون نسمة. 

ولعدة سنوات، ظل الصراع مجمدا إلى حد كبير، كما توقفت الجهود لإيجاد حل سياسي ينهيه. 

وفي غمرة ذلك، انزلق ملايين السوريين إلى دائرة الفقر، ومنهم من لا يزال يعاني من صعوبة الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية مع تدهور الاقتصاد.

وأعاد المؤتمر التأكيد على ضرورة محاولة إحياء خارطة الطريق المتعثرة التي تقودها الأمم المتحدة لإنهاء النزاع، حتى مع تصاعد العداء تجاه اللاجئين السوريين في البلدان المضيفة.

وفي لبنان، الذي يستضيف حوالي 780 ألف لاجئ سوري مسجل ومئات الآلاف من الآخرين غير المسجلين، طالبت السلطات بعودة اللاجئين إلى ما يسمى بـ "المناطق الآمنة" في سوريا، حتى قبل التوصل إلى حل سياسي ينهي الحرب.

وترى منظمات الإغاثة ومعظم الدول الغربية أن هذه الأماكن غير موجودة وأن الأوضاع في سوريا ليست مناسبة بعد، للعودة الآمنة.

وفي بروكسل، أعادت ثماني دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي، التي دعت إلى إعادة تقييم الأوضاع في سوريا للسماح بعودة اللاجئين، تكرار هذه الدعوات خلال المؤتمر. 
وكانت قبرص، التي تقول إنها تواجه صعوبات في التعامل مع زيادة الهجرة السورية، من بين هذه الدول، كما عبرت المجر عن مواقف مماثلة.

وأكدت منظمات الإغاثة على ضرورة إيجاد حلول أكثر استدامة، وخاصة من خلال تعزيز جهود التعافي المبكر لإصلاح البنية التحتية والمساعدة في خلق فرص عمل في سوريا، كشرط أساسي لعودة اللاجئين.

وقال ستيفان ساكاليان، رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سوريا، لوكالة أسوشيتد برس "كلما زاد عدد الأشخاص الذين يفتقرون إلى الخدمات الأساسية والأمان والسلع الأساسية، كلما أصبح من الصعب تمهيد الطريق نحو الاستقرار والمصالحة والعودة".

وأضاف "إذا أردنا ضمان عودة اللاجئين بشكل دائم، علينا أن نوفر للناس إمكانية العودة طوعاً وبأمان وفي بيئة سليمة".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: ملیار دولار فی سوریا

إقرأ أيضاً:

منظمة الهجرة: سوريا ليست مستعدة لعودة اللاجئين على نطاق واسع

قالت المديرة العامة لمنظمة الهجرة الدولية، التابعة للأمم المتحدة، إيمي بوب، إن سوريا ليست مستعدة بعد لاستقبال عودة أكثر من 6 ملايين لاجئ في الخارج، ولهذا السبب "لا تشجع هذه المنظمة على عمليات العودة على نطاق واسع إلى البلد العربي".

وأشارت بوب، وهي من أوائل رؤساء الوكالات الأممية الذين زاروا سوريا عقب سقوط نظام بشار الأسد، إلى أن "المجتمعات غير مستعدة لاستيعاب جميع السكان النازحين، نعتقد أن عودة ملايين الأشخاص من شأنها أن تخلق صراعاً في مجتمع هش".

I'm here in #Damascus, as part of a @UN delegation, at this key moment in the country's history. Syrians are looking ahead with hope to the practical realities of rebuilding their country.#Syria deserves full support of the int'l community, and IOM stands ready to assist. pic.twitter.com/H6PgKuCN6H

— Amy Pope (@IOMchief) December 17, 2024

وأوضحت المديرة العامة، أن السلطات الانتقالية "ليس لديها القدرة على تلبية احتياجات ملايين الأشخاص وتحتاج إلى دعم دولي"، وذلك بعد اجتماعها في دمشق مع وزير الشؤون الاجتماعية والعمل في حكومة تصريف الأعمال السورية، فادي القاسم.

وقد نقل لها الوزير حرصه على عودة المنظمات الدولية مثل منظمة الهجرة الدولية، التي طردها نظام الأسد عام 2018، إلى البلاد لتشارك في عملية إعادة إعمار تشجع المزيد من اللاجئين والنازحين على العودة إلى ديارهم.

International Organization for Migration chief Amy Pope says the UN agency was not advising the large-scale return of refugees to Syria before the situation stabilised after the fall of Bashar al-Assad.

"People have the right to return home, but we are not advising any sort of… pic.twitter.com/dR0idMHfUj

— Middle East Eye (@MiddleEastEye) December 18, 2024

وقالت بوب: "نأمل أن تستمر عمليات العودة هذه على نطاق أوسع بكثير مما هو عليه حالياً (حيث يصل عددهم إلى الآلاف)، لكن هدفنا الآن هو أنهم عندما يعودون، يجدون مكاناً مستقراً، حيث يمكنهم الحصول على سكن ولا يضطرون إلى النزوح مرة أخرى".

وأشارت إلى أن العديد من مجتمعات اللاجئين أرسلت أحد أفرادها "كمقدمة" إلى سوريا، لرؤية حالة منازلهم من أجل تقييم ما إذا كان من الآمن عودة بقية أفراد أسرهم أو مجموعة العائلات.

وأضافت المسؤولة الدولية أن "هناك أشخاصاً يعودون بشكل عفوي، ونحن نشجعهم على الحصول على الدعم للعودة، ولكن كلما كانت سوريا أكثر استقراراً وسلاماً، كلما زاد تشجيع أفراد المجتمعات الأخرى على العودة".

وأبرزت بوب أنه علاوة على 6 ملايين لاجئ في دول مثل تركيا ولبنان والأردن وألمانيا، هناك أكثر من 7.2 مليون نازح داخل سوريا، حيث لا يزال 16 مليون نسمة بحاجة إلى المساعدات الإنسانية. وتابعت "إنها دولة على مفترق طرق، حيث يسود جو من الأمل والتفاؤل"، مذكرة بأن سوريا لا تزال تخضع للعقوبات الدولية، لذا يجب زيادة الاستثناءات من هذه العقوبات لتعزيز أعمال التنمية وإعادة الإعمار.

مقالات مشابهة

  • تخصيص 6 ملايين دولار لدعم اللاجئين بسبب النزاع في السودان بمصر
  • الحوثيون يضعون موانئ اليمن تحت القصف الإسرائيلي الأمريكي.. خسائر بقيمة 313 مليون دولار
  • جماعة الحوثي: 313 مليون دولار خسائر غارات إسرائيل على موانئ الحديدة
  • خبير سياسي: سوريا تسير نحو الاستقرار رغم مخاوف الصراع الأمريكي التركي
  • سوريا جنة.. أصالة تبعث برسالة مؤثرة للسوريين عبر أغنيتها الوطنية الجديدة
  • «آي صاغة»: 1 % تراجعًا في أسعار الذهب بالبورصة العالمية خلال أسبوع
  • الصراع العربي- الإسرائيلي والاقتصادات العالمية (3-3)
  • 10 جنيهات ارتفاع في أسعار الذهب بالأسواق المحلية
  • مبيعات البنك المركزي العراقي تتجاوز مليار دولار الأسبوع الماضي
  • منظمة الهجرة: سوريا ليست مستعدة لعودة اللاجئين على نطاق واسع