تقلص حجم المساعدات التي دخلت قطاع غزة في شهر مايو بشكل كبير لدرجة أن مسؤولي الإغاثة الإنسانية يقولون إن عملياتهم معرضة لخطر التوقف، وإن خطر المجاعة أصبح أكثر حدة من أي وقت مضى، وفق صحيفة نيويورك تايمز.

وفي شمال غزة، ساعدت نقاط الدخول الجديدة من وصول كميات صغيرة من المساعدات الحيوية إلى الأفراد الذين كانوا الأكثر عرضة لخطر المجاعة منذ أشهر.

لكن هذه المساعدات غير كافية لدعم سكان غزة، وأغلبها لا يستطيع الوصول إلى المناطق الوسطى والجنوبية.

وحذرت الأمم المتحدة من مجاعة تلوح في الأفق في غزة، حيث نزح الغالبية العظمى من سكان القطاع البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة قبل سبعة أشهر.

وتؤكد الأمم المتحدة والمنظمات الدولية أن إيصال المساعدات عن طريق البحر أو إلقاءها من الجو لا يعوض عن فتح المعابر البرية والسماح بدخول المزيد من شاحنات المساعدات إلى غزة.

وفي الشهر الماضي، تعهدت إسرائيل بزيادة المساعدات إلى القطاع بعد أن أثار مقتل سبعة من عمال "المطبخ المركزي العالمي" في هجوم شنته القوات الإسرائيلية غضبا دوليا. 

وتحت ضغط من الرئيس الأميركي، جو بايدن، بدأ المسؤولون الإسرائيليون في السماح بعبور مساعدات إضافية عبر ميناء أشدود وفتحوا معبر إيريز في الشمال، والذي أغلقته إسرائيل بعد هجمات حماس في 7 أكتوبر. 

وبالتنسيق مع إسرائيل، قام الجيش الأميركي ببناء رصيف مؤقت لجلب المساعدات عن طريق البحر، وهو طريق مكمل للطرق البرية الرئيسية في الجنوب.

لكن إسرائيل أغلقت ذلك المعبر، وكذلك معبر رفح، الذي كانت تصل إليه أغلبية المساعدات. 

وقبل يوم واحد من اقتحام رفح، كانت قد عبرت 300 شاحنة مساعدات في يوم واحد من معبر رفح.

وقال جورجيوس بتروبولوس، رئيس مكتب المساعدات التابع للأمم المتحدة في رفح: "لقد كان رقما قياسيا بالنسبة لنا منذ اندلاع الحرب... كنا نقول: ربما نصل إلى الهدف المرجو. ثم فجأة اختفى كل شيء".

وتوقف تقريبا دخول شاحنات المساعدات عبر المعابر الجنوبية لغزة، منذ أن بدأت إسرائيل في السابع من مايو، عمليات عسكرية برية في مدينة رفح، سيطرت خلالها على الجانب الفلسطيني من المعبر الحدودي مع مصر.

وكانت الولايات المتحدة أعلنت إكمال إرساء الميناء العائم المؤقت قبالة شواطئ قطاع غزة، في خطوة طال انتظارها  من أجل زيادة إيصال المساعدات إلى القطاع المهدد بالمجاعة.

وقالت نيويورك تايمز في تقييم للأوضاع خلال شهر مايو، إن معبر رفح لا يزال مغلقا بعد أن سيطرت عليه إسرائيل.

أما معبر كرم أبو سالم، فأعادت إسرائيل فتحه في 8 مايو، لكن لم تدخل إلى هناك سوى كمية محدودة للغاية من المساعدات والوقود، ولم تدخل إليه أي إمدادات طبية تقريبا منذ ذلك الحين. 

ويدخل في المتوسط يوميا ثماني شاحنات مساعدات فقط.

ويوم الأحد، بدأت شاحنات مساعدات آتية من مصر، الدخول إلى غزة عبر معبر كرم أبو سالم.

وأعلن البيت الأبيض، الجمعة، أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، تعهد خلال مكالمة هاتفية مع الرئيس الأميركي، جو بايدن، "السماح بإدخال المساعدة الإنسانية التي تؤمنها الأمم المتحدة عبر معبر كرم أبو سالم" الحدودي مع إسرائيل في جنوب قطاع غزة، حتى يتم إعادة فتح معبر رفح.

وفي يوم الأحد، وصلت 126 شاحنة تحمل مواد غذائية ومساعدات أخرى من مصر إلى هذا المعبر، بحسب بيان للجيش الإسرائيلي.

وقال سام روز، المتحدث باسم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، إن شاحنات التوزيع التابعة للأمم المتحدة، التي وصلت إلى كرم أبوسالم لنقل المساعدات المصرية، اضطرت إلى الخروج بسبب مشكلة أمنية. 

وقال مسؤولون، من بينهم روز، إن المساعدات لم تعبر المعبر حتى يوم الأحد. 

وقال بتروبولوس وسكوت أندرسون، أحد كبار المسؤولين في الأونروا، إن منطقة المعبر لاتزال منطقة عسكرية نشطة وإن التحديات المتعلقة بالسلامة واللوجستيات يمكن أن تعيق المساعدات التي تصل إلى المعبر وتمنع جمعها وتوزيعها على الفور.

وكانت غارة إسرائيلية على مخيم مؤقت في رفح، مساء الأحد، أدت إلى مقتل 45 شخصا على الأقل. وقال الجيش الإسرائيلي إن الغارة استهدفت مجمعا لحماس.

أما بالنسبة لمعبري إيريز وإيريز الغربي، فقد وصلت منذ أوائل مايو أكبر كمية من المساعدات عبرهما مقارنة بالمعابر الأخرى لكنهما لا يلبيان سوى جزء صغير من الاحتياجات الإجمالية.

أما رصيف المساعدات الذي أقامته الولايات المتحدة فقد تم نقل حوالي 60 شاحنة من المواد الغذائية إلى المستودعات، وهو أقل من الهدف الذي حدده الجيش الأميركي.

وعلقت جماعات الإغاثة التوزيع مؤقتا، الأسبوع الماضي، بعد مشاكل أمنية.

والشاحنات الفارغة التي تتحرك من داخل غزة في طريقها لتحميل المساعدات من معبر كرم أبو سالم تقف في كثير من الأحيان لساعات طويلة خلف الشاحنات التجارية التي تحمل بضائع لبيعها في غزة، والتي يقول المسؤولون إن عددها يزيد عن 100 أو 200 شاحنة يوميا.

 وفي حين تقول المنظمات الإنسانية إنها ترحب بوصول الإمدادات التجارية، فإن معظم الناس داخل غزة لا يستطيعون تحمل تكاليفها، وقد لا تشمل الشاحنات التجارية الضروريات الأساسية.

ومن الصعب أيضا توصيل المساعدات إلى سكان غزة لأن عمليات إسرائيل الموسعة في الجنوب والشمال أجبرت ما يقرب من مليون شخص على الفرار إلى مناطق لا يتوافر فيها الكير من المأوى أو الغذاء أو الماء.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: معبر کرم أبو سالم الأمم المتحدة المساعدات إلى معبر رفح

إقرأ أيضاً:

إيران تكشف عن القاعدة العسكرية التي ستضربها في حال تعرضها لهجوم أميركي

صورة تعبيرية (وكالات)

في تصعيد جديد للتهديدات العسكرية بين إيران والولايات المتحدة، أعلنت طهران على لسان مسؤول عسكري رفيع المستوى أنها ستستهدف قاعدة "دييغو غارسيا" البريطانية الأميركية المشتركة في المحيط الهندي، إذا تعرضت لأي هجوم أميركي محتمل.

وتعد هذه القاعدة واحدة من أهم المنشآت العسكرية التي تستخدمها الولايات المتحدة وحلفاؤها في المنطقة، ما يرفع من حدة التوترات الإقليمية.

اقرأ أيضاً نتنياهو يطرح شرطين أساسيين لإنهاء الحرب في غزة 30 مارس، 2025 موجة ثانية من الغارات الأمريكية على صنعاء الآن.. الأماكن المستهدفة 28 مارس، 2025

ووفقًا لما نشرته صحيفة "تلغراف" البريطانية، أكد المسؤول العسكري الإيراني، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن إيران لن تتوانى عن استهداف القاعدة المذكورة ردًا على أي تحرك عسكري من الولايات المتحدة.

وأضاف أن طهران تعتبر هذه القاعدة جزءًا من التحركات الأميركية العسكرية في المنطقة، وبالتالي فإنها ستكون ضمن أهدافها الاستراتيجية في حال تعرضت إيران لأي هجوم.

وأوضح المسؤول العسكري الإيراني أن إيران لن تميز بين القوات الأميركية أو البريطانية أو أي قوات أخرى موجودة في القاعدة في حال تم استهداف إيران من هذه المنشآت أو من أي قاعدة عسكرية أخرى تقع ضمن مدى صواريخها.

وأضاف قائلاً: "عندما يحين الوقت، لن يهم إذا كنت جندياً أميركياً أو بريطانياً أو تركياً، فإنك ستكون هدفاً إذا استخدم الأمريكيون قاعدتك".

هذه التصريحات تأتي في وقت حساس، حيث تشهد المنطقة توترًا مستمرًا بين طهران وواشنطن على خلفية سلسلة من الأحداث العسكرية والتصريحات الحادة، ما يضع القاعدة البريطانية الأميركية على رأس قائمة الأهداف المحتملة في حال اشتعلت الأوضاع.

من جانبه، لم يصدر أي تعليق رسمي من الولايات المتحدة أو المملكة المتحدة بشأن تهديدات إيران، لكن هذا التصريح يعكس تصعيدًا لافتًا في لغة التهديدات العسكرية في المنطقة، مما يزيد من القلق الدولي بشأن تصاعد النزاع بين القوى الكبرى في الشرق الأوسط.

مقالات مشابهة

  • كاتب إسرائيلي: لسنا بحاجة للعيش في جيب أميركا
  • ماذا لو توقفت الأرض عن الدوران فجأة؟
  • مقرر أممي: إسرائيل مستمرة في استخدام الغذاء سلاحا ضد غزة
  • إيران تكشف عن القاعدة العسكرية التي ستضربها في حال تعرضها لهجوم أميركي
  • منظمة الصحة العالمية تواجه عجزا ماليا في 2025 جراء وقف المساعدات الأمريكية 
  • منظمة الصحة العالمية تدرس خفض موازنتها 20% عقب تجميد المساعدات الأمريكية
  • ماذا تضمنت رسالة ترامب إلى المرشد الإيراني؟
  • منظمات الصحة في العالم يحثوا الاتحاد الأوروبي على تمويل المساعدات الخارجية بعد الخفض الأمريكي
  • أفريقيا الخاسر الأكبر .. ما هي الأثار المترتبة على إغلاق الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ؟
  • تعرف على القنابل الخمسة التي تستخدمها إسرائيل في إبادة غزة