تأسيس الجيش المصرى لأول مرة عام 1820
تاريخ النشر: 28th, May 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
محمد على باشا نجح في بناء اقوى الجيوش في المنطقة في 16 عاما فقط (1839/1823 )
-انتصر الجيش المصري في جميع معاركه وهزم جيش الخلافة العثمانية في معارك عديدة في حرب الشام الأولى 1831 والثانية 1839
- معركة (قونية 1833)
-معركة نصيبين ( 1839)
احتل المصريون الأناضول واستغاث العثمانيون بإنجلترا وفرنسا عام 1833 ودعوا الى اتفاق كوتاهيه بأن يتخلى السلطان لمحمد علي عن سوريا وإقليم أضنة مع تثبيته على مصر وجزيرة كريت والحجاز، في مقابل جلاء الجيش المصري عن باقي بلاد الاناضول
سلم الأسطول العثماني نفسه إلى حاكم مصر في الإسكندرية دون قتال عام 1839
تكتل الحلفاء ضد مصر في معاهدة لندن وتم تحجيم قدراتنا العسكرية في 18 الف جندي بدلا من 276 الف وحرماننا من بناء أي سفينه حربية جديدة
تم تسريح ما تبقى من الجيش في 1882 ابان الاحتلال الإنجليزي لمصر عصر الخديوي توفيق وعاشت مصر بلا جيش حتى 1936 ( 55 سنه كاملة)
كانت مصر تعج بالمماليك والعثمانيين والفرنسيين والانجليز وبايع اعيان الشعب المصري اللواء محمد على قائد الفرقة الألبانية العثمانية القادمة لمصر لإخراج الاحتلال الفرنسي حاكما على مصر في عقد مكتوب في يوم 17 مايو 1805 .
- وبعد احتلالات عديدة منع المصريين من «دخول الجيش» ومن «امتلاك الأرض» أيضا على مدى أكثر من 27 قرنا
دخل المصريون الجيش في العام ١٨٢٣ إبان حكم محمد على باشا، ففي العام ١٨٢٠ قرر الباشا اللواء محمد على تأسيس جيش نظامي بعيدًا عن الجنود من المرتزقة الأتراك حيث كلف الكولونيل الفرنسي سيف ببناء الجيش والذى احضره الى مصر في العام 1819
بدأت الحكاية ضد الباشا الذى ولاه المصريون حاكما لمصر بتمردين من قبل جنوده المرتزقة الأتراك وكادوا أن يقتلوه مرة في العام ١٨٠٧ وأخرى في العام ١٨١٥، حيث فر الباشا هاربًا من قصره في الأزبكية إلى قصره في القلعة ليلا بعد أن أخبره أحد قواده «عابدين بك» بما سيحدث له.
كان الباشا اللواء قد رأى بأم عينه سبعة ولاه لمصر يتساقطون في أربع سنوات فقط، وعاش تفاصيل درامية رصدها بنفسه لثورة الجنود المرتزقة على الولاة نتيجة عدم الوفاء بمخصصاتهم.
١٨٠١/١٨٠٢ «ناصح باشا، كشك باشا»
١٨٠٣ «خسروا باشا / طاهر باشا / أحمد باشا»
١٨٠٤ «على الجزايرلى باشا / خورشيد باشا»
أدرك الباشا (اللواء) تلك الدائرة الجهنمية بين الوالى/ والمرتزقة الأتراك/ والفلاحين المصريين.
كان هناك دائمًا احتمالان فقط، إما أن يفيض النيل ويزرع المصريون وينجح الوالى في جمع الضرائب ويرهق كاهل الفلاحين المصريين، فيدفع مرتبات الجند فيرضيهم ويغضب عليه الفلاحون،
أو لايفيض النيل ويعجز الوالى عن فرض الضرائب على الفلاحين فيرضى عنه الفلاحون ويقتله الجنود المرتزقة أو يسجنوه في القلعة لعجزه عن الوفاء برواتبهم وعطاياهم!!
دفع ذلك الباشا الذى ظل يراقب الواقع بدقة ويعايشه على مدار سنوات اقامته الاولى بين المصريين إلى بناء جيش وطنى مصرى نظامي قوى
ولأنه كان مدركا أن إنشاء جيش وإسطول يحتاج إلى موازنة ضخمة فقرر على الفور ان يلجأ الى الفلاح المصرى وان يشاركه مباشرة وهو ماتطلب إلغاء الالتزام عام ١٨١٤ ومصادرة عقود الأراضى الزراعية، التى يضع الملتزمون أيديهم عليها، بفكرة خبيثة ادعى عبرها جمعها من الملتزمين الأتراك وغيرهم لمراجعتها ثم أحرقها على الفور، وضع يده على أراضى الدولة وأراضى الوقف وفرض الضرائب على الوسايا التى كانت مخصصة للملتزمين ودخل في شراكة مباشرة مع الفلاح المصري، أعطاه كل متطلباته للزراعة وجعل الباشا اللواء من النيل «أنيلة عديدة» وشق الترع والمصارف والقنوات، وزرعت مصر وحصدت وباعت وصدرت وربحت الميزانية أموالا طائلة فتمكن من بناء اقوى جيش وأسطول في ذلك الزمان في تاريخ البلاد.
بدأ محمد على باشا عام ١٨٢٠ بإنشاء المدرسة الحربية في أسوان وبتجنيد بعض مماليكه واستقدم العبيد من السودان ولكن فشلت التجربة ومات معظم العبيد. ولم يتبقى سوى 3 الاف من عشرين ألف
وفى العام ١٨٢٣ فكر الباشا في تجنيد المصريين لأول مرة لكنه خشى على الزراعة مصدر دخل البلاد فأرسل الكشافين ليميزوا بين من يعمل بالزراعة ومن لا يعمل، فترك الفلاح يزرع واخذ من لايعمل بالزراعة الى الجيش
ونجح الباشا في تجميع أول ٤ آلاف مصرى وتدريبهم عاما ونصف وفى يونيو ١٨٢٤ تم تخريجهم بنجاح باهر فاغتبط الباشا وأمر بعرض عسكرى كبير لهم وإنزالهم إلى القاهرة وأنشأ معسكرا عاما للجيش بالخانكة وأبو زعبل،
أنشأ محمد على باشا مدرسة الموسيقى عام ٢٤ ومدرسة قصر العينى التجهيزية، ومدرسة أركان الحرب بالخانكة ومدرسة البحرية بالإسكندرية عام ٢٥ ومدرسة الطب العسكرى عام ٢٧ وفى العام ١٨٢٩ أنشأ الباشا دار الصناعة برياسة الفرنسى مسيو دى سريزى.
وفى العام ١٨٣١ أنشأ مدرسة المدفعية بطرة، وأنشأ ترسانة القلعة ووالتى تضم مصانع السلاح والمدافع ويعمل بها ٩٠٠ عامل مثبتون، وآخرون باليومية وينتجون ٦٥٠ بندقية في الشهر تتكلف الواحدة ١٢ قرشًا،
وأنشأ مصنع البنادق في القلعة يعمل به ١٢٠٠ عامل يصنعون ٩٠٠ بندقية في الشهر تتكلف الواحدة ٤٠ قرشًا
وأقام معامل البارود في القاهرة والبدرشين والفيوم وأهناس والطرانة لإنتاج ١٥ قنطار بارود سنويًا،
وبنى القلاع والاستحكامات وعهد إلى الفرنسى المسيو (جليس) بالإشراف على بنائها وتجهيزها في القاهرة والإسكندرية وأبوقير والبرلس ورشيد ودمياط
وأنشأ دار صناعة السفن في بولاق ثم السويس ثم الخرطوم ثم الإسكندرية.
وفى عام ٣١ أنتجت دار الصناعة أول سفينة عملاقة تحمل ١٠٠ مدفع،
كما قرر الباشا الهيكل التنظيمي للجيش وعين إبراهيم باشا ابنه قائدا عاما له، كما عين محمد بك لاظوغلي ناظرا للجهادية وقسم الجيش إلى فرق ولواءات و أورطات وسرايا، حتى بلغ تعداد الجيش عام ٣٩ «٢٧٦» ألف و643 من الضباط والجنود وعمال المصانع الحربية.
تكون الجيش المصري عام 39 من «٨ فرق» ضمت ٣٠ آلاى للمشاة و٢٠ آلاى للفرسان و٣ آلاى للمدفعية أي ( 8 فرق) (53 آلاى) + 40 أورطات «كتايب» لسلاح المهندسين
حيث ضمت كل فرقه مجموعة من الالاى وكل آلاى مجموعة من الاورطات (من 4 الى 6 ) وكل أورطة مجموعة من البلوكات (الاورطة الواحدة 5 ضباط +32 جاويش + 64 أومباشى + 16 ترمبتجى + 640 جندى + 654 جندى استكشاف)
وبلغت نفقاته «٧٥٤ ألف جنيه» و604 جنيه عام ٣٧، حيث كانت ميزانية مصر ٢،٥ مليون جنيه.
بدأت الرواتب بـ١٥ قرشا للعسكرى نفر و٣٠ قرشا للشاويش و٦٠ قرشا للصول و٢،٥ جنيه للضابط الملازم ثانى و٣،٥ جنيه للملازم أول واليوزباشى ٥ جنيهات و١٢ جنيها للصاغ، بومباشى ٢٥ جنيها، قائمقام ٣٠ جنيها و٨٠ جنيها للميرالاى و١١٠ للواء وانتهت ب ١٢٥ جنيها للفريق قائد الألوية.
كان معنى الوطن قد غاب لدى المصريين مع طول التبعية العثمانلية واعتقد المصريون أنهم مجرد رعايا للسلطان العثمانى «خليفة المسلمين» وغاب معنى الوطن، وهو ما جعل حلم الباشا يواجه الصعاب، مر الباشا بصعاب عديدة إبان قراره بالتجنيد الإجبارى للمصريين في أول الأمر، فهم لايفهمون عن أى شيء سيدافعون وبعضهم ظنوا أنهم سيصبحون جنود الباشا وليسوا جنود الوطن، فاعتقدوا أن الجندية من أعمال السخرة، فحدث تمرد شعبى وثورة في الصعيد والمنوفية وبعض بلدان الدلتا من الأهالى ضد الباشا،
وهجر المصريون القرى خوفًا من حضور ضباط التجنيد الذي يأخذ ابناءهم ثم ضاقت بهم السبل، فقطعوا أصابع ذويهم وفقأوا أعينهم وخلعوا أسنانهم الأمامية، وفشل كل ذلك مع الباشا، الذى قبض على ذويهم وأدخل المشوهين والمعاقين إلى الجيش، وخصص لهم كتيبة تضمهم، فلجئوا للهروب من المعسكرات،
لكن معالجات الباشا للموضوع واهتمامه بنظافتهم وذيهم وطعامهم بنفسه ومكافآتهم الشهرية وإعطائهم المواد التموينية إلى ذويهم أنهى الموضوع.
وبعد مرور 16 عاما فقط من العام 1823 وفى العام ١٨٣٩ تحديا كان الجيش المصرى هو أقوى جيوش المنطقة وأقوى من جيش الخلافة نفسه، وكان الأسطول المصرى هو الأقوى بعد إنجلترا وفرنسا وروسيا.
انتصر الجيش المصرى في جميع معاركه وشارك في معارك دولية عالمية ضخمة وهزم جيش الخلافة العثمانية نفسه واحتل المصريون الأناضول واستغاث العثمانيون بإنجلترا وفرنسا وروسيا وسلم الأسطول العثمانلى نفسه إلى الباشا حاكم مصر في الإسكندرية دون قتال.
وإذا كان محمد على قد بنى مصر الحديثة فإن التجار والفلاحين هم من دفعوا وحدهم فاتورة ذلك البناء العظيم.
بعد انتصار الجيش المصري على الخلافة العثمانية انتصارا ساحقا للمرة الثانية بعد معركة قونية في معركة نصيبين وتسلم الاسطول البحري التركي نفسه لباشا مصر في العام 1839 ودخول الجيش المصري إلى أوربا واسيا تجمع الحلفاء وتدخلوا لضرب قوة مصر التي استفحلت بشدة وعقدوا معاهدة لندن وتم تخفيض جيش مصر من 276 الف الى 18 الف فقط وحرمانها من تصنيع أي سفينه حربية ومات الباشا في العام 1848
وفى 1882 ابان حكم الخديوي توفيق احتلت إنجلترا مصر وقامت بتسريح ما تبقى من جيش مصر وقتها 12 الف جندي وضابط ولم يعد لمصر جيش يحميها
وعاشت مصر بلا جيش حتى العام 1936 ليبدأ مصطفى النحاس باشا في بناء جيش مصر الجديد بعد ان نجح في عقد معاهدة الصداقة 1936 مع بريطانيا العظمى والتي ارخت لاستقلال مصر من جديد مع وجود قاعدة عسكرية بريطانية قوامها 10 الاف جندي بريطاني مدتها 20 عاما لحماية مصر وحتى تتمكن مصر من بناء جيش لها.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: محمد علي باشا الخلافة العثمانية محمد على باشا الجیش المصری وفى العام فی العام باشا فی ٥ جنیه مصر فی
إقرأ أيضاً:
بين السرقة والتدمير.. مواقع أثرية من ضحايا إبادة إسرائيل لغزة
على مدار أكثر من 15 شهرا، حوّل الجيش الإسرائيلي البلدة القديمة الواقعة في قلب مدينة غزة التي ضمت إرثا حضاريا يمتد لمئات السنين إلى شاهد على حرب إبادة جماعية لم تستثن حتى الحجر.
نيران الإبادة التي امتدت على طول القطاع ودمرت 88% من بناه التحتية بما يشمل المنازل والمؤسسات الحيوية، وفق تقديرات المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، حوّلت المعالم الأثرية للبلدة القديمة إلى أنقاض.
كذلك تعرضت بعض القطع الأثرية النادرة التي كانت تتربع في صدارة متحف "قصر الباشا" الأثري للسرقة من الجيش الإسرائيلي الذي توغل برًّا في المنطقة وأحالها دمارا، وفق ما قالته مديرة المتحف ناريمان خلة للأناضول.
وتتكون البلدة القديمة في غزة من 4 أحياء رئيسية هي الشُّجاعية والدرج والتفاح والزيتون، تعرضت بشكل متعمد لاستهداف إسرائيلي مكثف خلال أشهر الإبادة، ووثق تقرير سابق للجزيرة نت بالصور والفيديوهات الخاصة أهم تلك المعالم التاريخية والأثرية المتضررة جراء الحرب والتي تزيد على 200 موقع.
بعض المواقع الأثرية لم يكتف الجيش الإسرائيلي باستهدافها جوا بالقصف بل عمد إلى تجريف أجزاء واسعة منها بالكامل في محاولة لطمس الهوية الفلسطينية، بحسب خلة.
إعلانوأشارت خلة إلى أن أبرز المواقع التي تعرضت للدمار خلال العملية البرية للجيش الإسرائيلي التي طالت البلدة في ديسمبر/كانون الأول 2023 كان "قصر الباشا" والمسجد العمري وحمام السمرة وكنيسة "بيرفيريوس" وبعض البيوت الأثرية.
مثّل "قصر الباشا" الواقع في حي الدرج آخر النماذج من القصور المتبقية في قطاع غزة على مر الحضارات.
هذا القصر الذي كان يمزج بين العمارتين المملوكية والعثمانية أحالته إسرائيل إلى ركام؛ فلم يبق منه إلا بقايا بعض الجدران التي صنعت من الحجارة الرملية في العهد المملوكي والصخرية والجيرية في العهد العثماني.
وعلى أطلال هذا المعلم الأثري، نصب نازحون فلسطينيون خيامهم وحولوا الموقع إلى مأوى بعدما دمرت إسرائيل منازلهم خلال حرب الإبادة.
خلة تروي بحزن تاريخ "قصر الباشا" الذي ضربه التدمير الإسرائيلي المتعمد، قائلة إن "عمر هذا القصر يعود لنحو 900 سنة، إلى نهاية الدولة المملوكية (1260-1516) وبداية العثمانية (1516-1917)".
ومع مرور الزمن ونظرا للتغيرات التاريخية التي مرت بها المنطقة، تم تغيير وظيفة هذا القصر من إدارة حكم مدينة غزة وسن القوانين إلى وظائف شرطية وتعليمية، بحسب خلة.
وفي عام 2010 تم تحويل جزء من مبنى القصر إلى متحف يجمع عددا من القطع الأثرية التي تعود إلى عصور مختلفة كاليوناني والروماني والبيزنطي والإسلامي، وفق قولها.
قالت خلة إن الجيش الإسرائيلي خلال عمليته البرية للمنطقة "هدم وجرف معظم مبنى قصر الباشا، وسرق بعض القطع أو القطع الأثرية الموجودة داخله".
وبينما لم تشر خلة إلى القطع الأثرية التي سرقها الاحتلال، أفاد مراسل الأناضول بأن الجزء الذي كان يقع فيه المتحف تم تجريفه بالكامل.
المسجد العمري أُسس قبل أكثر من 1400 عام، ويعد من أكبر مساجد غزة وأعرقها تعرض هو أيضا للقصف والتجريف الإسرائيلي.
إعلانكذلك يعد العمري ثالث أكبر مسجد في فلسطين بعد المسجدين الأقصى وأحمد باشا الجزار في عكا، ويوازيه بالمساحة جامع المحمودية في يافا، إذ تبلغ مساحته 4100 متر مربع أما مساحة فنائه فتصل إلى 1190 مترا مربعا.
تقول خلة إلى الجيش الإسرائيلي عمد خلال الفترة نفسها في ديسمبر/كانون الأول 2023 إلى "تجريف المسجد العمري وقصفه".
وأوضحت أن أبرز ما استهدفته إسرائيل بالمسجد كان قسم المكتبة التي تعود للعهد المملوكي وضمت بين جنباتها "المخطوطات والكتب النادرة التي كانت تستخدم بين الباحثين والأكاديميين الفلسطينيين".
حمام السمرةفي السياق، تعرض أيضا حمام السمرة لتدمير إسرائيلي متعمد خلال الإبادة الجماعية، وبذلك تكون إسرائيل قد دمرت آخر الحمامات التاريخية في القطاع.
وتقول خلة إن "حمام السمرة (الحمام التاريخي) الوحيد المتبقي في مدينة غزة قام الاحتلال الإسرائيلي بهدمه بالكامل".
وأعربت عن آمالها في إعادة تأهيل وبناء المواقع الأثرية بغزة "بسواعد المواطنين ووزارة الآثار ودعم المؤسسات الدولية".
وأشارت إلى أن تلك المواقع تمثل تاريخ الفلسطينيين، ولا بد من "الحفاظ عليها للأجيال القادمة لدراستها".
كنيسة بريفيريوسلم تسلم دور العبادة لدى المسيحيين أيضا من الاستهداف الإسرائيلي المتعمد خلال الإبادة التي أسفرت عن سقوط ضحايا في صفوفهم.
وتعمّد الجيش في 19 أكتوبر/تشرين الأول 2023 استهداف كنيسة القديس "بريفيريوس" بمدينة غزة، ثالت أقدم كنيسة في العالم إذ يعود البناء الأصلي فيها لعام 425 للميلاد.
هذا القصف أسفر عن مقتل 19 شخصا لجؤوا إلى مبنى الكنيسة هربا من الغارات الإسرائيلية.
وأوضحت خلة أن القصف المتعمد للكنيسة كان محاولة إسرائيلية "لطمس الهوية الفلسطينية بالكامل وتهجير الفلسطينيين من أرضهم".
بدوره، يقول المسيحي رامز الصوري (47 عاما) الذي فقد 12 فردا من عائلته خلال قصف الكنيسة من بينهم 3 من أبنائه "تعرضت الكنيسة لهجمة صاروخية أدت إلى استشهاد عدد كبير من أبناء المجتمع المسيحي".
وأوضح أن ضحايا القصف الإسرائيلي للكنيسة كانوا من "المدنيين السالمين والمسالمين الذين لجؤوا إليها".
إعلانوذكر أنه بالنسبة لأبناء المجتمع المسيحي بغزة، فالخيار الوحيد الذي كان مطروحا أمامهم خلال الحرب هو التوجه إلى الكنيسة باعتبارها "ملاذا آمنا لأي شخص كان يحاول النجاة بنفسه وأطفاله".
وأشار إلى أن توجه المدنيين للاحتماء بالكنائس والمساجد خلال الحرب يأتي من باب أنها من "المحرمات" التي يحظر استهدافها، لكنه استدرك قائلا "للأسف، لم يكن هناك محرمات لدى الاحتلال".
ولفت إلى أن الجيش الإسرائيلي كان معنيا بإلحاق الأضرار المادية بالكنسية والبشرية في المجتمع المسيحي.
وعلى مدى عقود تناقصت أعداد المسيحيين في غزة بفعل الهجرة، وقبل الإبادة الجماعية كان عددهم لا يزيد على ألفي شخص، حسب مؤسسات مسيحية.
ويتبع نحو 70% من مسيحيي قطاع غزة طائفة الروم الأرثوذكس، بينما يتبع البقية طائفة اللاتين الكاثوليك.
وخلال الإبادة الإسرائيلية المستمرة بالقطاع تضررت 3 كنائس بشكل كبير، كذلك استهدف الجيش الإسرائيلي المركز الثقافي الأرثوذكسي في حي الرمال الجنوبي غربي مدينة غزة، بحسب المكتب الإعلامي الحكومي.
وبحسب المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، فإن إسرائيل دمرت خلال أشهر الإبادة 206 مواقع أثرية وتراثية في القطاع.
وبدعم أميركي ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 و19 يناير/كانون الثاني 2025 إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 160 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.
وفي 19 يناير/كانون الثاني الماضي بدأ سريان اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل للأسرى بين "حماس" وإسرائيل، يتضمن 3 مراحل تستمر كل منها 42 يوما، مع اشتراط التفاوض بشأن المرحلة التالية قبل انتهاء المرحلة الراهنة.