أطياف
صباح محمد الحسن
الشركاء!!
طيف أول:كل الحكايات التي بدأت
انتهت بقصص أخرى
صوتٌ سكن الوجع حنجرته
استدار على الجهة الأخرى للحرب
وابتهل.. أن أمطري سلاماً
وليس العسكريون ولا السياسيون وحدهم القادرون على وقف الحرب وصناعة ووضع ركائز السلام، ولا المجتمع الخارجي ولا الداخلي والمنظمات الدولية التي بيدها تحقيق السلام لوحدها
الإعلام كسلطة رابعة هو سلاح ذو حدّين له القدرة على تجييش الشعوب وله القدرة أيضا على تسكينها، يلعب دورا رئيسياً ومهما في تأطير الفكر السلمي داخل المجتمع وله القدرة في إشاعة روح الحرب والإنتقام، آلة التعمير والتدمير.
وبعد عام ويزيد وفي الإسبوع الماضي إمتدت يدُ لتوقف الأصوات المنادية باستمرار الحرب في السودان تزامن معها إستهداف لبعض المنابر الإسفيرية المحرضة على القتال، وفي ذات الوقت ودون سابق إنذار تحولت الآلة الإعلامية الداعمة الي خط الحرب والتي ساهمت في إستمرارها لأكثر من عام مما جعلها تخلف خسائر في الأرواح بقتل الآلاف من المدنيين ونزح بسببها الملايين ودُمرت البنية التحتية دمارا يكشف عن غُبن واضح لعملية (محو ملامح الوطن)
ومثلما كانت الطلقات والقصف للدمار كان للإعلام دوره الخطير والمؤثر في تأجيج الصراع ونفخ كير الحرب وبث خطاب الكراهية والعنصرية والتفرقة المناطقية والتمييز على أساس العرق الأمر الذي كان ولازال له أثره الواضح والذي تسبب في إتساع رقعة الصراع والألم عند المواطن إعلام زيّن لقادة طرفي الصراع طريق القتل وساهم في دمار وطنه، وليته حقق بنعم للحرب غاية او كان دعما للنصر والحسم
وبعد أن ساهم في كل هذه الخسائر، والأرواح ادرك اليوم انه كان مخطئا وعاد ليدعم وقف الحرب ولكنه لم يجد شعبا ولا وطنا فالبلاد تيتمت بعد أن هجرها المواطنون والشعب ترمّل بعد أن فقد أمانه
وقفت او أُوقفت هذه الأصوات بعد أن أيقنت أن الدعوة للحرب لاعلاقة لها بالرسالة الإعلامية السامية الهادفة و تتعارض مع هذه المهنة الرسالية ولا تتماشى مع مشاعر الإنسانية السوية وتكشف عن دواخل يعيش فيها وحش يكبر كل يوم مع عمر الحرب
ولكن هل تقبل عقلية المتلقي هذا التحول لأبواق الحرب ليكونوا رسل سلام بين ليلة وضحاها سيما أن مشاعر الإنسانية قد يحدث أن تستيقظ عند شخص وتأبى أن تصحو من غفوتها عند آخر، ولكن أن تكون اليقظة جماعية في آن واحد فهذا يعني ويكشف أن ثمة من يمسك بأداة تحكم لإدارتها, اذن ان كانت وحدة الخطاب الإيجابية لدعم وقف الحرب تخضع لسيطرة جهة ما مثلما كانت تسيطر عليها في خطابها السلبي ضد وقف الحرب، فهذا يعني أن هناك إيمان ويقين بوقف الحرب عند من يديرون الحرب نفسها، وهذا هو الملفت
والخطاب الاعلامي لا ينفصل عن الخطاب السياسي, تشتيته وتشبيكه يستند الي القناعات السياسية لوقف الحرب او إستمرارها
إذن بطريفة أكثر وضوحا إن كان الإعلام الكيزاني وصل الي قناعة وضرورة أن تتوقف الحرب فهل هذا يعني إنعكاسا لرغبة القيادة الكيزانية والأمنية في ضرورة تحقيق الهدف نفسه!!
ولماذا وصلت الي هذه النتيجة في الوقت الذي لم تتوقف فيه المعارك بين طرفي الصراع
وليغير إعلام الفلول ثوبه يعني ان هناك ثلاثة احتمالات لترويض وكبح جماح الرغبة في إستمرار الحرب.
وهي أن قوة أكبر رفعت عصاها على قيادات الحرب الراعية للإعلام ان كانت امنية او تنظيمية وأجبرتها بطريقة ما على توجيه الخطاب الإعلامي من قِبلة الحرب الي وجهة السلام
او تأكيد صحة المعلومات التي تكشف عن أن الخزينة التي تنفق اموالها على الحرب نضب معينها وجفت وقرر اكثر من ثلاثة من رجال الأعمال التوقف عن دعم المعارك ومعلوم أن الذي يصل الي قناعة ويتوقف عن دعم الحرب لن يكون مجبرا ليدعم الإعلام المؤجج لنيرانها لتستمر.
او أن غرفة صانع القرار السياسي قررت ملياً الذهاب الي التفاوض فهي لاحاجة لها للآلة الاعلامية التي تنادي بالحرب حتى لا تهزم او تعرقل هذا الخيار.
طيف أخير:#لا_للحرب
إن تبرأ غندور من الحركة الإسلامية سيجد نفسه مؤتمر وطني وإن تبرأ من الوطني سيجد نفسه حركة إسلامية!!.
الجريدة
الوسومأطياف الجيش الحركة الإسلامية السلام السودان المؤتمر الوطني المجتمع الدولي صباح محمد الحسن غندورالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: أطياف الجيش الحركة الإسلامية السلام السودان المؤتمر الوطني المجتمع الدولي صباح محمد الحسن غندور وقف الحرب
إقرأ أيضاً:
الصراع «التركى - الإسرائيلى» فى سوريا!
حقيقة هذا الصراع وتفاصيله، ربما تسبق انهيار نظام بشار الأسد فى سوريا، ورأينا على الأرض، ما كانت تخطط له كل من «أنقرة» و«تل أبيب»، قبل سنوات من هذا الانهيار السريع، مع مناورات سياسية وعسكرية، تتنافس فيما بينها البلدان، على توسيع مناطق النفوذ والقوة، ليس لأجل المصلحة السورية، كما- دائماّ- ماكانت تدعى تركيا، بغطاء محاربة إرهاب تنظيم الدولة «داعش»، من ناحية، وتهديدات حزب العمال الكردستانى، من ناحية أخرى، فى حين كانت إسرائيل تواصل اعتداءاتها، بمبررات تحييد أى هجوم إيرانى أو من حزب الله، انطلاقاً من الأراضى السورية، وهى كلها ذرائع لتحقيق مطامع توسعية، المخفى منها أكثر خطورة مما هو علناّ.
** الأكثر إيلاماً وحَزَناً فى المشهد السورى، غير الذى يتعلق باستيلاء جماعة إرهابية على السلطة «هيئة تحرير الشام»، أن يتثبت المجتمع العربى مكانه، ومثله المجتمع الدولى، من دون العمل على إنقاذ الدولة الوطنية السورية، فيما حلوا وفوداً على العاصمة «دمشق»، منحوا الإدارة «الإرهابية» شرعية سياسية «مجانية»، لا أعرف إن كان رغباً أو رهباً، ومع ذلك، لن يغادرنا أمل العودة العربية «القومية» للدولة السورية، ولشعبها العربى السورى «القومى»، ولعل مؤتمر «العقبة» الأردنى، ولاحقه مؤتمر «الرياض» السعودى، أن يكونا منصة نهوض عربى، تتبنى تسوية سياسية بملكية سورية، تستبعد عنها «الغرباء»، ومالهم من «أذرع».. ترفع علماً غير العلم السورى.
[email protected]