حركة “حماس” تحمل أمريكا مسؤولية مجزرة رفح وتتعهد بإخضاع الاحتلال لشروطها
تاريخ النشر: 28th, May 2024 GMT
الجديد برس:
أكد القيادي في حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، أسامة حمدان، مساء الإثنين، أن المجزرة في رفح هي “محاولة انتقامية” من الاحتلال الإسرائيلي بعد عجزه عن مجابهة فصائل المقاومة الفلسطينية.
وفي مؤتمر صحفي من العاصمة اللبنانية بيروت، حمّل حمدان الإدارة الأمريكية المسؤولية الكاملة عما جرى في رفح ويجري في قطاع غزة، مؤكداً أن مجزرة رفح والمجازر الأخرى “تنسف الروايات الإسرائيلية والأمريكية بشأن وجود مناطق آمنة في القطاع”.
وقال إن استخدام صواريخ أمريكية دقيقة كما يصفها الاحتلال الإسرائيلي في هذه المجازر “يؤكد أن ما يجري هو إبادة جماعية متعمدة برعاية الولايات المتحدة”، مؤكداً أن هذه المجازر وغيرها “تثبت زيف حديث الاحتلال عن وجود مناطق آمنة في القطاع”.
وأوضح حمدان أن كل المجازر التي وقعت في مناطق توصف بالآمنة “تؤكد أن الحديث عن هذه المناطق ليس إلا استدراجاً للمدنيين”، واصفاً ما قام به الاحتلال خلال اليومين الماضيين يؤكد استخفافه بقرارات محكمة العدل الدولية ويضع المجتمع الدولي أمام مسؤولية وقف هذه الجرائم التي تقع برعاية أمريكية.
وحمّل القيادي في حماس الاحتلال مسؤولية كل ما تقوم به حكومة بنيامين نتنياهو -التي وصفها بالمتطرفة- بحق المدنيين الفلسطينيين، وقال إن الاحتلال “يهرب من فشله في مواجهة المقاومة إلى ارتكاب المجازر بحق الأطفال والنساء”.
ونفى وجود أي مقاتلين في مخيمات النازحين التي استهدفها الاحتلال، وقال إن صور جثامين المدنيين الشهداء من الأطفال والنساء تدحض هذه المزاعم، مشيراً إلى أن المنطقة التي تعرضت للقصف تقع غربي رفح وهي بعيدة عن منطقة عمليات الاحتلال.
وقال حمدان إن ما يقوم به الاحتلال في القطاع يؤكد عدم اكتراثه بالقرارات الدولية ولا بالقانون الدولي، ويؤكد تعوّده على الهروب من المحاسبة بغطاء أمريكي كامل.
وأضاف أن الولايات المتحدة “تتحمل مسؤولية مجزرة رفح بشكل كامل، لأنها تواصل تزويد الاحتلال بالأسلحة والدعم السياسي على نحو يمكنه من الاستمرار في جرائمه بحق المدنيين”.
وأشار إلى أن توقيت تنفيذ المجازر في اليومين الماضيين، هو بمثابة “إعلان تحدٍ من حكومة نتنياهو لقرار محكمة العدل الدولية”.
وجدد حمدان التأكيد على أن الاحتلال الإسرائيلي “لن يستعيد أسراه إلا بالرضوخ لشروط المقاومة التي قدمتها للوسطاء في قطر ومصر”، وقال إن مواصلة العدوان “يعني خسارة حياة مزيد من الأسرى في القصف الإسرائيلي”.
وقال إن المماطلة في المفاوضات “تعني أن الأسرى الإسرائيليين لن يعودوا إلا جثثاً وربما لن يعودوا أبداً”، مؤكداً أن المقاومة لم تتلق أي شيء من الوسطاء.
وأضاف “المطلوب بشكل واضح هو وقف العدوان بشكل دائم وكامل في كل قطاع غزة، وليس في رفح وحدها، وهذه نقطة الارتكاز ونقطة البداية”.
وأكد حمدان أن “المجتمع الدولي بدوله وحكوماته ومؤسساته وهو يرى حرب الإبادة الصهيو- نازية من خلال الجرائم والمجازر البشعة، المتواصلة بحق أبناء شعبنا في قطاع غزة؛ مطالب اليوم، وليس غدا، باتخاذ موقف واضح بإدانتها ورفضها”.
وقال إن حديث الإسرائيليين عن وجود مقترح جديد “ليس إلا محاولة للتملص من قرار محكمة العدل الدولية والتهرب من تداعيات طلب مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية وشراء الوقت لمواصلة المجازر في غزة”.
وأضاف “وافقنا على مبادرة قدمها الوسطاء بعد موافقة الاحتلال عليها وبالتالي لن يكون هناك أي تفاوض قبل تنفيذ ما تم الاتفاق عليه من وقف العدوان وسحب قوات الاحتلال وعودة النازحين وبدء الإعمار وفق خطة واضحة، وتبادل الأسرى لا بد أن يكون وفق خطة واضحة”.
وقال إن أي محاولة لتبادل الأسرى دون توافر هذه الضمانات “لن يكتب لها النجاح”، مؤكداً أن المنطقة “لن تشهد أي استقرار طالما بقيت إسرائيل فيها”.
ولفت القيادي في حركة “حماس” إلى أن بطولات القسام وسرايا القدس وفصائل المقاومة، تُكذب مزاعم الاحتلال بضرب المقاومة أو ردعها، كما حيا الملحمة البطولية التي يخوضها المقاومون في جبهات الإسناد.
كذلك، دعا حمدان المجتمع الدولي إلى “ترجمة القرارات الدولية، وعلى رأسها محكمة العدل، إلى عقوبات بحق الاحتلال”، مجدداً الدعوة إلى مصر من أجل مطالبة الاحتلال بإعادة فتح معبر رفح الحدودي.
وتعليقاً على سقوط جندي مصري في تبادل لإطلاق النار مع قوات الاحتلال عند معبر رفح البري، قال حمدان إن الحركة لا تملك أي تفاصيل بشأن الواقعة أكثر مما تناولته وسائل الإعلام، لافتاً إلى أن ما جرى يؤكد أن الاحتلال “لا يحترم أي معاهدات ولا يفهم إلا لغة القوة”.
وختم أسامة حمدان حديثه داعياً أبناء الضفة الغربية والأراضي المحتلة عام 1948 إلى الانتفاض نصرةً لأهلهم في غزة.
ويأتي هذا الإعلان بعد أن أقدم جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء الأحد، على ارتكاب مجزرة جديدة بحق النازحين بقصفه خيامهم المنصوبة في مستودعات وكالة “الأونروا” في رفح جنوبي قطاع غزة، أسفرت عن استشهاد قرابة 70 مدنياً جلهم من الأطفال والنساء، وجرح أكثر من 300 آخرين، في تأكيد على تخبط الاحتلال وتمسكه بالجرائم والمجازر للهروب من الهزائم والضغوط الشعبية.
وأفاد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، بأنّ الاحتلال ارتكب مجزرة مروعة من خلال قصف مركز ومقصود لمركز نزوح بركسات الوكالة شمالي غربي محافظة رفح، حيث قصف المركز، بأكثر من 7 صواريخ وقنابل عملاقة تزن الواحدة منها أكثر من 2000 رطل من المتفجرات.
ودان مسؤولون رسميون وجهاتٍ دولية عديدة، المجزرة التي ارتكبها الاحتلال في رفح، باعتبارها تحدياً صارخاً لقرار المحكمة الدولية، الصادر الأسبوع الماضي.
ودعت المقررة الخاصة للأمم المتحدة في الأرض الفلسطينية المحتلة، فرانشيسكا ألبانيز، إلى فرض عقوبات على “إسرائيل”.
وأكدت ألبانيز أن الإبادة الجماعية في غزة لن تنتهي بسهولة ومن دون ضغوط خارجية، داعيةً إلى “تعليق الاتفاقيات مع إسرائيل والتجارة والشراكة والاستثمارات، فضلاً عن المشاركة في المنتديات الدولية”.
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: الاحتلال الإسرائیلی محکمة العدل قطاع غزة وقال إن فی غزة فی رفح إلى أن
إقرأ أيضاً:
“غزة ليست للبيع”.. أوروبا تنتفض ضد خطة التهجير التي يتبناها ترامب
20 فبراير، 2025
بغداد/المسلة: أثار إعلان دونالد ترامب عن خطته لتهجير سكان غزة قسرًا ردود فعل أوروبية غاضبة، حيث اعتبرها العديد من القادة فضيحة وانتهاكًا صارخًا للقانون الدولي. ورغم أن الخطة لم تتجاوز مرحلة الاقتراح، فإنها وُجهت بإدانة واسعة من العواصم الأوروبية، التي رأت فيها تطهيرًا عرقيًا غير مقبول وخطوة تزيد من تفاقم الأزمة بدلاً من حلها.
المستشار الألماني أولاف شولتس وصف تصريحات ترامب بأنها “فضيحة وتعبير فظيع حقًا”، مؤكدًا أن “تهجير السكان أمر غير مقبول ومخالف للقانون الدولي”.
أما وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، فصرّحت بأن “غزة، مثل الضفة الغربية والقدس الشرقية، أرض فلسطينية”، مشددة على أن أي محاولة لطرد سكانها ستؤدي إلى المزيد من الكراهية والمعاناة.
في بريطانيا، أعرب رئيس الوزراء كير ستارمر عن معارضته الصريحة للخطة، مؤكدًا في جلسة برلمانية أن “أهل غزة يجب أن يعودوا إلى ديارهم، ويُسمح لهم بإعادة البناء”، مشيرًا إلى أن دعم هذه العملية هو السبيل الوحيد لتحقيق حل الدولتين. كما شدد على ضرورة الحفاظ على وقف إطلاق النار في القطاع، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية.
إسبانيا، من جهتها، ردّت بحزم على المقترح الأميركي، إذ أكد رئيس الوزراء بيدرو سانشيز أن بلاده “لن تسمح بتهجير الفلسطينيين”، معتبرًا أن “احترام القانون الدولي في غزة واجب كما هو في أي مكان آخر”. بينما شدد وزير الخارجية الإسباني على أن “غزة جزء من الدولة الفلسطينية المستقبلية”.
وفي فرنسا، رفض الرئيس إيمانويل ماكرون خطة ترامب، معتبرًا أن “غزة ليست أرضًا فارغة بل يسكنها مليونا شخص، ولا يمكن ببساطة طردهم منها”، مضيفًا أن “الحل ليس في عمليات عقارية، بل عبر مقاربة سياسية”. كما أصدرت وزارة الخارجية الفرنسية بيانًا أدانت فيه الخطة، مؤكدة أنها تشكل “خطورة على الاستقرار وانتهاكًا خطيرًا للقانون الدولي”.
أما سلوفينيا، فقد وصفت وزيرة خارجيتها تانيا فايون تصريحات ترامب بأنها تعكس “جهلًا عميقًا بالتاريخ الفلسطيني”، بينما أكدت الحكومة الإيطالية أنها تدعم حل الدولتين، معربة عن استعدادها لإرسال قوات لحفظ الاستقرار في القطاع.
ورغم الرفض الأوروبي الواسع، كان هناك استثناء واحد، حيث رحب زعيم اليمين المتطرف الهولندي خيرت فيلدرز بالخطة، داعيًا إلى ترحيل الفلسطينيين إلى الأردن. غير أن الحكومة الهولندية أكدت أن موقفه لا يمثلها، مجددة دعمها لحل الدولتين.
الرفض الشعبي للخطة كان قويًا أيضًا، إذ شهدت عواصم أوروبية مثل لندن وبرلين ودبلن وستوكهولم وأوسلو مظاهرات حاشدة، شارك فيها آلاف المتظاهرين رافعين شعارات مثل “لا للتطهير العرقي” و”غزة ليست للبيع”. كما عبرت الصحافة الأوروبية عن استنكارها، حيث وصفت مقالات عدة المقترح بأنه “مضي بأقصى سرعة نحو التطهير العرقي”، محذرة من أن ترامب يقوض ما تبقى من القانون الدولي.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author AdminSee author's posts