قالت الدكتورة هند البنا، استشارية الصحة النفسية، إنّ الأطفال اهتموا بالقضية الفلسطينية، وتابعوا أحداثها عن كثب، ولكن هناك جزء كبير منهم تعرض للشعور بعدم الأمان جراء المشاهد المروعة التي شاهدوها خلال الأحداث الدائرة في قطاع غزة، وهناك من عانى من شدة اضطرابات نفسية شديدة.

تأثير الحروب على شخصية الأطفال 

وأضافت «البنا»، خلال لقائها مع الإعلامي محمد الباز، ببرنامج «الشاهد»، الذي يبث عبر قناة «إكسترا نيوز»، أنّ الأطفال الذين عانوا من هذه الاضطرابات تأثرت حياتهم بشدة، سواء الاجتماعية أو الدراسية، وهذا الأمر يتطلب علاجًا نفسيًا ودعمًا أسريًا، حتى يستطيعون الشعور بالطمأنة مرة أخرى، كما أن المجتمع عليه الدور الكبير في توعية الأطفال وتنمية فكرة الانتماء بداخلهم.

وتابعت: «رصدت بنفسي أيضا داخل عيادتي ضحايا الحروب من الأطفال في اليمن والسودان، واكتشفت أنهم يعانون بشكل ضخم من مشكلات نفسية خطيرة، فضلا عن القلق الدائم من الأصوات العالية التي يتعرضون لها، الأمر الذي تسبب لهم في أغلب الأحيان بفقدان الثقة في الأسرة نفسها».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الشاهد الأطفال

إقرأ أيضاً:

ما مدى خطورة موقع فور تشان الذي أدخله ماسك إلى قلب البيت الأبيض؟

في الأيام القليلة الماضية، أفادت وسائل الإعلام الأميركية بأن الملياردير إيلون ماسك سيتراجع عن دوره القيادي في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

يأتي ذلك بعد فترة بارزة قضاها بوصفه الرئيس غير الرسمي للوكالة غير الحكومية المعروفة باسم "دوج" (Department of Government Efficiency – إدارة كفاءة الحكومة)، وسلسلة من المبادرات السياسية – كان آخرها حملته من أجل انتخاب قاضٍ محافظ لشغل مقعد شاغر في المحكمة العليا بولاية ويسكونسن – والتي باءت بالفشل وأتت بنتائج عكسية.

لا يزال من غير الواضح كيف ومتى سيخرج ماسك من هذا المشهد، لكن المؤكد أنه سيخلّف وراءه أضرارًا دائمة تتجاوز بكثير أعماله التخريبية من خلال اختراعه "دوج". فقد أدخل ماسك، من خلال سلوكه على الإنترنت وخارجه، سياسة سامة وعبثية نشأت في هوامش الإنترنت الغامضة إلى مراكز السلطة في أعظم قوّة عظمى في العالم.

كان إيماؤه بتحية نازية خلال حدث بعد تنصيب ترامب في 20 يناير/ كانون الثاني مثالًا صارخًا على ذلك. وقد ردّ ماسك على الاتهام الموجّه إليه بأنه أدى التحية النازية بمزيج من الإنكار والفكاهة، وأطلق سيلًا من النكات ذات الطابع النازي عبر حسابه على منصة "إكس".

إعلان

ارتكاب فعل صادم ثم إنكاره الواضح هو حالة نموذجية من "التروولنغ" (trolling) – وهي ممارسة شائعة في أوساط الإنترنت الهامشية، حيث تسود وجهات النظر السياسية السامة والساخرة.

من بين هذه المساحات، هناك موقع سيئ السمعة يُدعى "4chan"، يُعتقد أن ماسك من رواده. ففي بداية هذا العام، قرر تغيير اسم حسابه على "إكس" إلى "Kekius Maximus"، ووضع صورة ملف شخصي لرمز "Pepe the Frog" – وهما رمزان أُخذا مباشرة من موقع 4chan. كما أشار إلى الموقع علنًا في منشوراته على "إكس".

على الرغم من أن الكثيرين قد سمعوا عن موقع 4chan، فلا يزال هناك القليل من الفهم العام لما هو عليه، وكيف يرتبط بصعود اليمين المتطرف في الولايات المتحدة.

ببساطة، هو موقع يمكن للناس من خلاله مشاركة رسائل نصية وصورية بشكل مجهول ودون الحاجة إلى تسجيل الدخول. يُعد مساحة للنقاش والفكاهة وبناء مجتمع إلكتروني. تأسس عام 2003، وبلغ عدد زواره 8.2 ملايين شهريًا في عام 2010، و22 مليونًا في عام 2021.

وبفضل الطبيعة المجهولة لبنية الموقع، يشعر المستخدمون بالثقة للتعبير عن آراء سياسية متطرفة أو إشكالية، غالبًا ما تكون مغطاة بطبقة من الفكاهة.

وقد أصبحت هذه الطريقة الساخرة في التعبير السياسي السمة المميزة للموقع. فكثيرًا ما تُطرح عبارات عنصرية أو تمييزية على أساس الجنس أو الميول الجنسية كـ "نكات"، وأي شخص يعترض عليها يُسخَر منه لكونه "بريئًا" أو "جادًا أكثر من اللازم".

يوجد تنبيه تحت المنتدى الرئيسي في 4chan، يقول:
"القصص والمعلومات المنشورة هنا أعمال فنية من الخيال والزيف. وحده الأحمق يصدق أي شيء يُنشر هنا".

ولهذا السبب تحديدًا، فإن الصحفيين والمعلقين الذين أخذوا إنكار ماسك لتحيته النازية على محمل الجد قد غاب عنهم المغزى تمامًا. فعند جمهور ماسك من اليمين المتطرف، فإن الجاذبية الحقيقية لتصرفه كانت تتعزز بفعل هذا الإنكار ذاته، لكونه قام بإيماءة نازية بشكل فاضح و"أفلت منها".

إعلان

لقد قام ماسك بفعل متمرّد ضد ما يُسميه "فيروس اليقظة الذهنية"، أو ما يُعرف تقليديًا بـ"ثقافة الصواب السياسي (PC)". وبإضافة عنصر الفكاهة، استطاع هو ومؤيدوه تعتيم وتشويش أي نقاش جادّ حول مخاطر تطبيع الرموز النازية.

كل هذا يُعدّ الوظيفة الأساسية لـ "التروولنغ". حيث يتم تقديمه كنوع من اللعب، أو استفزاز الآخرين "من أجل الضحك"، ويستخدمه الفاعلون اليمينيون المتطرفون لتحريك "نافذة أوفرتون" – وهي نطاق الآراء المقبولة اجتماعيًا- نحو اليمين.

فورًا بعد تحية ماسك، قامت شخصيات يمينية متطرفة مثل نيك فوينتيس وأندرو تايت بتقليد الإيماءة ذاتها، مستخدمين الأعذار نفسها التي استعملها ماسك. وهؤلاء من الأشخاص الذين اكتسبوا مكانة اجتماعية وسياسية كبيرة من خلال ثقافات الإنترنت الفرعية.

لكن، ليس اليمين المتطرف وحده من يستخدم الرموز والميمات المتداولة عبر الإنترنت لتحقيق أهدافه السياسية. في الواقع، قد يرى البعض أن هذه الثقافات الفرعية نشأت كرد فعل على ما يُعرف بـ "تحويل السياسة إلى ميمات".

في كتابها "اقتلوا كل المألوفين: حروب الثقافة الإلكترونية من 4chan وTumblr إلى ترامب واليمين البديل" (Kill All Normies)، تتتبّع أنجيلا ناغل أصول هذه الثقافات الفرعية إلى دورة الانتخابات الأميركية عام 2008. كثيرون يتذكرون ملصقات "الأمل" التي كانت شعارًا لحملة باراك أوباما، والتي انتشرت كالنار في الهشيم على الإنترنت. وبالنسبة إلى ناغل، كانت تلك لحظة محورية في استخدام الميمات سياسيًا.

لكن، رغم الخطاب الحالم والمثالي، لم تحقق إدارة أوباما وعودها. هذا التفاوت بين الرسائل السياسية والواقع أدّى إلى نقاشات عبر الإنترنت شجعت على الشك والريبة بوصفهما رد فعل طبيعي على النفاق السياسي.

بعد ذلك، في 4chan ومنصات مشابهة، أصبح أي شخص يُظهر دعمًا قويًا لحزب أو قضية أو حركة، هدفًا للسخرية. وقد ولّد هذا نظرة ساخرة وعدمية تجاه العالم ومكان الفرد فيه.

إعلان

وها نحن نعود إلى دورة انتخابات 2024، فنجد أن هذه الديناميكيات ما تزال حاضرة. اعتمدت حملة كامالا هاريس على إعادة تدوير حملة أوباما واستخدمت الميمات الفارغة ذاتها بدل التركيز على السياسات أو القضايا الواقعية.

ولم تكتفِ بذلك، بل اعتمدت على دعم المشاهير، واستخدمت في لافتة حسابها على "إكس" الخط والألوان نفسها التي استخدمتها مغنية البوب "تشارلي إكس سي إكس" في غلاف ألبومها Brat، في محاكاة لميم شهير.

أما المؤسسة السياسية الليبرالية في الولايات المتحدة، والتي كشفت خلال العام ونصف العام الماضيين عن عيوب عميقة، خصوصًا في تجاهلها لمعاناة الفقراء ودعمها المتفاخر لحرب إسرائيل الإباديّة في غزة، فلم تتعلّم شيئًا من دروس العقد ونصف العقد الماضيين.

فالاكتفاء برسائل جوفاء بينما تتفاقم أزمات الأميركيين -من التضخم الهائل، إلى التفاوت الطبقي، إلى انهيار المناخ- لا يُشعل حماس الناخبين.

السياسة ليست مجرد معركة ميمات. هذه حقيقة يجب أن يدركها الناس جميعًا، خصوصًا أولئك الذين أعادوا نشر تحية ماسك كنوع من السخرية. فرغم أن الكثيرين اعتقدوا أنهم يسخرون منه من خلال النكات، فقد ساهموا فعليًا في نشر المشهد وترسيخه بوصفه استعراضًا إعلاميًا.

علينا أن نُدرك أنه لا يمكننا أن نمزح للخروج من الفاشية. السبيل الوحيد لمواجهة المتنمرين الفاشيين هو رفض الدخول إلى ساحتهم، ورفض اللعب على شروطهم. علينا أن نُصر على أن تكون نقاشاتنا وأفعالنا متجذّرة في الواقع، وأن نرفض التشويش المتعمد الذي يمارسونه، وأن نبني قوة فعلية (خارج الإنترنت) لمقاومة صعود اليمين المتطرف.

هذه مهمة ليست سهلة على الإطلاق، خاصة بعد أن تسلل اليمين المتطرف إلى أعلى مراتب السلطة في الولايات المتحدة، وحقَّق مكاسب في أميركا الجنوبية وأوروبا.

إن تزاوج الخطاب الرمزي اليميني المتطرف مع الاستيلاء غير المسبوق على الثروات من قبل طبقة المليارديرات، وتزايد السلطوية في هذه الدول، قد دفع ذلك بالكثيرين نحو الإحباط واليأس.

إعلان

في مواجهة صعود شخصيات مثل ماسك، نحتاج إلى أمل مسيّس لمواجهة اليأس المقصود الذي يغذّي اليمين المتطرف. نحتاج إلى أمل صادق، قائم على إدراك أننا لا نستطيع تحمّل اللامبالاة، وأن هناك سبيلًا للمقاومة من خلال العمل الجماعي، وبناء بدائل جديدة، واحتضان رؤى مختلفة للمستقبل.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • ساكنة دوار ايكوت بجماعة تمصلوحت تتساءل عن مصير الوعود الذي تلقتها ببناء قسم للتعليم الأولي سنة 2023:
  • ثقب أسود يعود من سباته الطويل
  • أريد استعادة جلدي.. شباب يعمدون إلى إزالة الوشوم بسبب شعورهم بالندم
  • ما مدى خطورة موقع فور تشان الذي أدخله ماسك إلى قلب البيت الأبيض؟
  • صوتك حياتك… مبادرة لدعم الأطفال المصابين باضطرابات نفسية وسلوكية بثقافي القصير بحمص
  • أصوات رشاشات تُسمع في محيط تلة حمامص... هذا مصدرها
  • من غزّة إلى عمّان.. الطفل مصعب يخوض رحلة علاج من جراح حرب نفسية وجسدية
  • اليونسيف: أكثر من 400 ألف طفل بغزة معرضون للموت بسبب القصف أو الجوع أو المرض
  • دفاع ضحايا محمد الفايد: التعويضات ليست كافية بجرائم استمرت
  • الأونروا: الأطفال في غزة يعانون آثاراً مدمرة بسبب إغلاق المعابر