إدانات واسعة لمجزرة الخيام .. ومطالبات بتحرك دولي عاجل لوقف حرب الإبادة على غزة
تاريخ النشر: 28th, May 2024 GMT
العدو يرد على قرار العدل الدولية بمجزرة مروعة استهدفت النازحين في رفح
الثورة / قاسم الشاوش
يوم بعد يوم تزداد ضراوة الجرائم والمجازر الوحشية والإبادة الجماعية الصهيونية ضد أبناء فلسطين في قطاع غزة وتحويل القطاع إلى مدينة أشباح بعد تدمير العدو الصهيوني كل مناحي الحياة، ولم يسلم حتى الأطفال حديثي الولادة ووجدوا أنفسهم في معركة صعبة للبقاء على قيد الحياة.
ومع اقتراب الحرب على غزة من شهرها التاسع أثبتت حقائق ومحطات العدوان الصهيوني على أبناء فلسطين في غزة وغيرها من الأراضي الفلسطينية الشراكة الفاعلة للولايات المتحدة الأمريكية في فتل وسفك دماء الفلسطينيين ومأساتهم الممتدة لعقود من الزمن ودعمها الصريح لهذا الكيان الغازي بالمال والسلاح في جريمة نازحي رفح التي خلفت عشرات الشهداء والجرحى في تحدٍ صارخ للقانون والنظام الدوليين. وهذه جريمة تضاف إلى جرائم العدو الصهيوني المتواصلة ضد أبناء غزة .
وفي هذا السياق ارتكب العدو الصهيوني جريمة حرب وإبادة جماعية جديدة حيث قصفت طائراته بالقنابل الأمريكية مخيمات النازحين في منطقة ادعى أنها مصنفة ضمن ما يسميه (المناطق الآمنة) شمال غرب مدينة رفح، وهي منطقة مكتظة بخيام تأوي مئات الآلاف من النازحين. وأدت لاستشهاد اكثر من 45 فلسطينياً غالبيتهم من النساء والأطفال وكبار السن وإصابة 249 . بجروح واندلاع حرائق كبيرة وهائلة أتت على النازحين وخيامهم وممتلكاتهم.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة: إن طواقم الإسعاف وقفت حائرة أمام نقل الشهداء والجرحى نتيجة عدم وجود مستشفى في مدينة رفح يتسع لهذه الأعداد الكبيرة.
وأعلن المكتب الإعلامي في غزة أن العدو الصهيوني قصف أكثر من عشرة مراكز نزوح تابعة لوكالة الأونروا خلال الساعات الماضية كان سابقاً زعم أنها (مناطق آمنة).
بدوره، قال الهلال الأحمر الفلسطيني في بيان له: إن المنطقة التي استهدفها العدو الصهيوني في رفح منطقة إنسانية سبق أن أجبر الفلسطينيين على النزوح إليها.
وعقب هذه المجزرة المروعة دعت القوى الفلسطينية، أمس كافة دول العالم وهيئاته ومنظماته إلى تطبيق قرارات محكمة العدل الدولية والتحرك العاجل من أجل الوقف الفوري للجرائم التي ترتكبها قوات العدو الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني.
وبحسب وكالة (فلسطين اليوم)، قالت القوى الوطنية والإسلامية في بيان لها، إن جريمة قصف خيام النازحين شمال غرب رفح، هي دليل إضافي على جرائم الإبادة التي ترتكبها حكومة العدو وجيشها النازي بحق الشعب الفلسطيني في الوقت الذي يزعم فيه بأنه يتخذ الإجراءات الكافية لحماية المدنيين.
وأضافت القوى، أن الإدارة الأمريكية شريك في قتل الأطفال وإزهاق الأرواح فهي من تصرّ على منع وقف الحرب وتستمر في تزويد العدو الصهيوني بشتى القذائف الفتاكة والسلاح المدمر والمحرم دوليًا الذي يقتل الأطفال ويدمر المباني فوق رؤوس الآمنين.
ولفتت إلى أن هذه الجريمة تؤكد فاشية العدو الذي يعوض فشله عبر ممارسة الإرهاب بالقتل والإبادة الجماعية ضد المدنيين العزل
إلى ذلك أدانت هيئات حقوقية وحكومية وفصائل فلسطينية وجهات متعددة المجزرة الصهيونية الدامية التي استهدفت خيام النازحين في رفح جنوب قطاع غزة، ونجم عنها عشرات الشهداء والجرحى أغلبهم أطفال.
وفي هذا السياق أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، أن ارتكاب العدو الصهيوني مجزرة قتل جماعي لنازحين فلسطينيين في رفح إمعان في رفض وتجاهل قرار محكمة العدل الدولية بضرورة وقف الهجوم العسكري على المدينة.
وقال المرصد: إن الكيان الصهيوني واصل شن عشرات الغارات على رفح وقتل أكثر من 70 فلسطينيا خلال اليومين التاليين لقرار محكمة العدل الدولية بوقف الهجوم على المدينة وحماية مئات آلاف المدنيين فيها.
وأشار إلى أن الكيان الصهيوني رد على قرار محكمة العدل والمطالب الدولية بوقف هجماتها بقصف مخيم للنازحين شمال غرب مدينة رفح مساء الأحد الفائت ما خلف عشرات الضحايا بين شهيد ومصاب ومفقود.
بدورها، أدانت الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني “حشد” بأشد العبارات المجزرة البشعة والمحرقة التي ارتكبتها قوات العدو الصهيوني في مخيم النازحين غرب مدينة رفح.
وقالت في بيان لها: إن المجزرة خلفت عشرات الشهداء والجرحى الذين أحرقت أجسادهم وتفحمت جراء استهداف خيم النازحين بثمانية صواريخ من الطائرات الحربية تسببت في إحراق الخيم وقتل واستشهاد ٤٠ شهيدا وإصابة قرابة ٦٠ آخرين معظمهم أطفال ونساء بجراح مختلفة ناهيك عن حرق عشرات الخيام في المخيم البركسات التابع لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين.
من جهتها أكدت القوى الوطنية والإسلامية في بيان لها: أن هذه الجريمة “تؤكد فاشية الاحتلال وأنه يعوض فشله عبر ممارسة الإرهاب بالقتل والإبادة الجماعية ضد المدنيين العزل”.
وأضافت: إن هذه الجريمة هي دليل إضافي على جرائم الإبادة التي ترتكبها حكومة الاحتلال وجيشها بحق الشعب الفلسطيني في الوقت الذي يزعم ويعلن كذبًا وتضليلًا بأنه يتخذ الإجراءات الكافية لحماية المدنيين.
وتابعت: إن هذا الأمر يفرض على كافة دول العالم وهيئاته ومنظماته تطبيق قرارات محكمة العدل الدولية والتحرك العاجل من أجل الوقف الفوري لسفك دماء المدنيين الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ.
وأكدت الفصائل أن الإدارة الأمريكية “شريك في قتل الأطفال وإزهاق الأرواح”، لإصرارها على منع وقف الحرب، واستمرارها بتزويد الاحتلال بشتى القذائف الفتاكة والسلاح المدمر والمحرم دوليًا.
فيما طالبت منظمة العفو الدولية المحكمة الجنائية الدولية بالتحقيق في جرائم الحرب التي يرتكبها الكيان الصهيوني في قطاع غزة.
ويواصل العدو الصهيوني عدوانه على قطاع غزة، برا وبحرا وجوا، منذ السابع من شهر أكتوبر الماضي، ما أسفر عن استشهاد 35,984 مواطنا فلسطينيا، جلهم من الأطفال والنساء، وإصابة 80,643 آخرين، في حصيلة غير نهائية، إذ لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض.
ويعانى أهالي قطاع غزة، جراء العدوان وقيود العدو الصهيوني خلال أكثر من سبعة أشهر، “مجاعة” وشيكة بسبب القيود التي فرضها كيان العدو على إمدادات الغذاء والماء والدواء والوقود مما تسبب في وفاة عدد من الأطفال وكبار السن.
كما يعاني سكان شمال القطاع البالغ عددهم نحو 700 ألف نسمة، من نقص حاد في المواد الغذائية والخضروات، نتيجة استمرار إغلاق الكيان الصهيوني للمعابر الحدودية وعدم دخول الشاحنات إلى الشمال، ما يعيد “شبح المجاعة” إلى الواجهة من جديد، وفقًا لمسؤولين محليين ومنظمات دولية.
ويشكل الأطفال نحو نصف المجتمع الفلسطيني، وقال جهاز الإحصاء الفلسطيني في بيان له: إنه من المتوقع أن يبلغ عدد الأطفال دون 18 سنة منتصف عام 2024م في دولة فلسطين 2432534 طفلاً (بواقع 1364548 طفلاً في الضفة الغربية، و1067986 طفلاً في قطاع غزة)، وتشكل نسبة الأطفال في فلسطين نحو 43 في المائة من إجمالي السكان (41 في المائة في الضفة الغربية و47 في المائة في قطاع غزة).
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: محکمة العدل الدولیة الشعب الفلسطینی الشهداء والجرحى الکیان الصهیونی العدو الصهیونی الفلسطینی فی النازحین فی فی قطاع غزة مدینة رفح فی رفح
إقرأ أيضاً:
خبير دولي بمنع الإبادة الجماعية يقدم نصائح للسوريين.. هكذا ستحاكمون الأسد
ناشد الزميل الرفيع بمركز "سيمون سكودت" لمنع الإبادة الجماعية والسفير الأمريكي الأسبق لشؤون الجريمة الدولية، ستيفن راب السوريين بالاحتفاظ بالوثائق التي يعثرون عليها في المقرات والمراكز الرسمية للمخابرات والسجون وذلك لأهميتها في ملاحقة الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد.
وأضاف راب في تصريحات لشبكة "سي ان ان" الأمريكية، أن هناك وثائق إدانة ضد الأسد أكثر من تلك التي كانت موجودة ضد الرئيس اليوغسلافي الأسبق، سلوبودان ميلوسيفيتش: " بالنسبة لي، إنها لحظة من البهجة، لحظة لم نعتقد أبدًا أنها ستأتي. وقلبي مع السوريين وهم يقفون كسوريين أحرار كما كانوا اليوم في الصلاة في جميع أنحاء البلاد. لكن بالطبع حزين. أشعر بحزن شديد لخسارة أكثر من نصف مليون شخص، على الأقل 100 ألف منهم تعرضوا للتعذيب حتى الموت في آلية الموت والاختفاء والاعتقال والتعذيب والقتل المتبعة بالنظام السوري".
وتابع: "أنا رئيس لجنة العدالة والمساءلة الدولية (CIJA)، لدينا 25 سوريًا يعملون معنا، وكانوا على الأرض في كل منطقة تم تحريرها خلال الأسبوعين الماضيين، الرسالة الرئيسية هي عدم إتلاف هذه المستندات، والحفاظ عليها، وتأمينها، والتأكد من أننا نبدأ في فهم ما هو متاح في الملفات المختلفة، نحن نقدر ما لا يقل عن مائة وثيقة بالمراكز الرئيسية حيث يمكن العثور على هذه المستندات المهمة، لدينا 1.3 مليون صفحة من الوثائق الآن، لكن هناك 10 أضعاف إن لم يكن أكثر، ستحكي لنا قصة كيف قُتل هؤلاء الـ 100 ألف، ستخبرنا القصة الكاملة لمازن حمادة، والتي ستخبرنا من شن الهجمات الكيميائية، وما إلى ذلك، ومن كان المشاركة في اتخاذ هذا القرار، كل هذا سيكون ضروريا".
وأكد أن "الضحايا يطالبون بالعدالة والعدالة العادلة، والعدالة التي تسمح بقول الحقيقة هي ما يحتاجه السوريون بشدة، لكنها يجب أن تكون عملية يقودونها ومن أجلهم".
واستطرد: "أعتقد أن هذا يخبرنا أيضًا بمدى خطورة هؤلاء الجناة، أعني، كما تعلمون، كان (مازن حمادة) سيكون شاهدًا في المحاكمات التي ستأتي، والتي من شأنها أن تعطي صوتًا إنسانيًا لعشرات الآلاف من الصفحات من الوثائق التي لدينا، وأعتقد أنها توضح لنا أن هذا هو عمل جدي، بالمقابل ستكون هناك مقاومة وستكون هناك جهود للحصول على شهود وستكون هناك جهود لتدمير الوثائق وستكون هناك جهود لعرقلة العدالة، من قبل أولئك الذين سيخسرون من كشفها، أولئك الذين قادوا آلة الموت هذه، وهذا كما تعلمون، إنه تحدٍ هائل".
ومضى بالقول: "الذين نفذوا هذا القتل الجماعي، أعني، ما لا يقل عن 100 ألف شخص تعرضوا للتعذيب حتى الموت في السجون، وبعد ذلك، بالطبع، كل الطرق الأخرى التي قُتل بها الناس هذا العام، كقصف المستشفيات، أعني أنهم قصفوا مستشفيات في حلب أكثر من أي هدف آخر.. رعب سقوط حلب في عام 2016، والانتقال من مستشفى إلى آخر وحتى تحت الأرض لمحاولة إنقاذ الناس عندما استهدفهم هذا النظام، وبعد ذلك استخدموا الغاز السام لأن هؤلاء الأشخاص دخلوا تحت الأرض. ووصلت غازات مثل الكلور إلى باطن الأرض، وهي أثقل من الهواء، ومن ثم الغازات الأخرى، خاصة تلك المستخدمة في شرق جودة وخان شيخون، الغاز السام، غاز السارين، الذي تم حظر استخدامه منذ 99 عاماً ونصف، ونتيجة لذلك، قُتل أكثر من نصف مليون شخص وأُجبر نصف السكان على ترك منازلهم".
يذكر أنه في 8 كانون الأول/ ديسمبر الجاري، سيطرت فصائل سورية على العاصمة دمشق وقبلها مدن أخرى، مع انسحاب قوات النظام من المؤسسات العامة والشوارع، لينتهي بذلك عهد دام 61 عاما من حكم نظام حزب البعث، و53 سنة من حكم عائلة الأسد.