قالت السلطات الأوكرانية إن مسيرات روسية استهدفت ميناء "إسماعيل"، أحد الموانئ جنوب غربي مقاطعة أوديسا، وهو أحد أكبر الموانئ النهرية للحبوب في أوكرانيا ويقع على نهر الدانوب على الحدود مع رومانيا، مما أدى لتعطيل العمل في الميناء، وتسجيل ارتفاع في أسعار الحبوب.

وقال المتحدث باسم الإدارة العسكرية في مدينة أوديسا إن الهجوم أوقع أضرارا بالميناء وصوامع الحبوب، في حين أكدت مصادر توقف العمليات في الميناء الذي يعد الطريق البديل الرئيسي لتصدير الحبوب الأوكرانية منذ توقف التصدير عبر موانئ البحر الأسود منتصف يوليو/تموز الماضي.

ووفقا لقيادة عمليات الجنوب في الجيش الأوكراني، فإن المسيرات الروسية أُطلقت من بحر آزوف عبر البحر الأسود لضرب الميناء والبنية التحتية لمنطقة جنوب أوديسا على نهر الدانوب، وهو ما أدى إلى اندلاع حرائق في صوامع الحبوب بالميناء، وألحق أضرارا جسيمة بالمنشآت الصناعية والمبنى الإداري للميناء.

ويأتي الهجوم بعد أيام قليلة من ضرب طائرات مسيرة روسية مستودعات الحبوب في "ريني" الواقعة على نهر الدانوب بجوار الأراضي الرومانية.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن الهجمات الروسية على الموانئ وصوامع الحبوب في أوديسا تستهدف الأمن الغذائي العالمي.

وطالب زيلينسكي العالم بالاستجابة عندما يتم استهداف الموانئ المدنية، وعندما يقوم من وصفهم بالإرهابيين بتدمير صوامع الحبوب عمدا، وفق تعبيره.

وكشف ألكسندر كوبراكوف، نائب رئيس الوزراء الأوكراني، عن أن الهجمات الروسية أتلفت ما يصل إلى 40 ألف طن من الحبوب كانت متجهة لدول أفريقية والصين وإسرائيل.

وانعكست هذه الهجمات على أسعار الحبوب عالميا، إذ قفزت أسعار القمح بنسبة 4.7%، أما أسعار الذرةـ فقد ارتفعت بنسبة 2%.

انتقادات وطلب دعم

وفي ردود الفعل الدولية، اتهمت فرنسا روسيا بتعريض الأمن الغذائي العالمي للخطر "على نحو متعمد من خلال تدمير بنى تحتية أساسية لتصدير الحبوب".

وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الفرنسية في بيان "إنها تسعى لتحقيق مصلحتها الخاصة على حساب السكان الأكثر ضعفا عبر رفع أسعار المنتجات الزراعية، ومحاولة منع أحد منافسيها الرئيسيين من تصدير منتجاته" وهي أوكرانيا.

بدوره، اعتبر رئيس رومانيا كلاوس يوهانيس -الذي تقع بلاده بمحاذاة أقصى جنوب أوكرانيا عند الدانوب- أن الهجمات الروسية المتكررة على البنى التحتية الأوكرانية على النهر "غير مقبولة".

من جانبه، دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان -في اتصال هاتفي- نظيره الروسي فلاديمير بوتين إلى تجنب أي "تصعيد" في البحر الأسود في إطار النزاع مع أوكرانيا، حسبما ذكرت الرئاسة.

وقالت الرئاسة التركية إن أردوغان أكد لبوتين أن التوقف الطويل الأمد لمبادرة نقل الحبوب لن يكون في صالح أحد، وأن الدول الفقيرة هي المتضرر الأكبر جراء ذلك. وشدد أردوغان على أن تركيا ستواصل اتصالاتها الدبلوماسية لضمان الاستمرار في صفقة تصدير الحبوب.

من جهته، أكد بوتين استعداد بلاده للعودة فورا إلى اتفاق تصدير الحبوب إذا أوفى الغرب بتعهداته المنصوص عليها في الاتفاق.

وكان الكرملين قد أعلن عن محادثات هاتفية بين الرئيس فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان تناولت اتفاق تصدير الحبوب عبر الموانئ الأوكرانية على البحر الأسود.

وطلب بوتين من أردوغان دعم تركيا لتصدير موسكو الحبوب، وتاليا كسر العقوبات الغربية المفروضة عليها.

وقال الكرملين عقب الاتصال بين الرئيسين إنه "نظرا إلى الحاجات الغذائية للدول الأكثر حاجة، تتم دراسة الخيارات للسماح بإيصال الحبوب الروسية (…) ثمة إرادة بالتعاون في هذا المجال مع تركيا".

ومنذ انسحابها من اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود في يوليو/تموز الماضي، كثفت روسيا هجماتها على منشآت حيوية لتخزين الحبوب الأوكرانية المعدة للتصدير.

وسمح الاتفاق بمغادرة نحو 33 مليون طن من الحبوب من الموانئ الأوكرانية، مما خفف من حدة المخاوف حيال نقص المواد الغذائية في الدول الأضعف.

ومع إغلاق البحر الأسود فعليا، بات ميناءا إسماعيل وريني على الدانوب الآن طريق التصدير الرئيسي للمنتجات الزراعية الأوكرانية عبر رومانيا المجاورة.

تطورات ميدانية

وفي التطورات الميدانية الأخرى في أوكرانيا، قال رئيس الإدارة العسكرية في كييف سيرخي بوبكو إن الدفاعات الجوية الأوكرانية أسقطت 10 مسيرات من طراز شاهد استهدفت العاصمة كييف خلال الساعات الماضية.

وأضاف بوبكو أن المسيرات هاجمت كييف في وقت واحد، ومن عدة اتجاهات وتم تدميرها من قبل الدفاعات الجوية وسقط حطامها في 3 مناطق في العاصمة وتسببت في أضرار مادية.

وفي موسكو، قالت وسائل إعلام روسية إنه تم تسليح ما تعرف بكتائب الدفاع الذاتي الإقليمي في منطقة بيلغورود جنوب غربي البلاد على الحدود مع أوكرانيا.

وحضر حاكم الإقليم فياتشيسلاف غلادكوف مراسم تسليم العتاد الذي يضم بنادق آلية وطائرات مسيرة ومدافع مضادة للطائرات.

وكان قد أُعلن تشكيل تلك الكتائب من أهالي المنطقة عقب تعرضها لهجمات من مسلحي ما سُمي بفيلق حرية روسيا.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: البحر الأسود تصدیر الحبوب

إقرأ أيضاً:

الرئاسة الأوكرانية: مستعدون لقبول وقف إطلاق النار 30 يوما إذا وافقت روسيا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أكدت الرئاسة الأوكرانية، أن كييف مستعدة لقبول وقف إطلاق النار لمدة 30 يومًا إذا وافقت روسيا، وفقا لما نقلته فضائية القاهرة الإخبارية، اليوم الأربعاء.

كما أكدت الرئاسة الأوكرانية أهمية وقف إطلاق النار لبدء توفير ضمانات حقيقية وشروط نهائية للسلام، لافتة إلى أن عودة المساعدات الأمريكية دليل واضح على أن دعم أوكرانيا سيظل قائما دون أي تغيير.

وفي سياق متصل، صرح وزير الخارجية الأوكرانية، بأنهم مستعدون لتشكيل فريق للعمل على خارطة طريق من أجل التوصل إلى وقف إطلاق النار مع روسيا.

وتابع وزير الخارجية الأوكراني، أن أوكرانيا هي الدولة التي تريد إنهاء الحرب أكثر من أي دولة أخرى وهي التي تريد سلاما عادلا.

مقالات مشابهة

  • أخبار التوك شو | مفاجأة مدفع رمضان .. ورحمة أحمد في مقلب رامز .. وبوتين يطالب أوكرانيا بالاستسلام
  • فرنسا تدعو روسيا لقبول مقترح الهدنة مع أوكرانيا
  • محادثات مثمرة بين ترامب وبوتين ودعوات لقبول الاتفاق بشأن أوكرانيا
  • رغم الخلاف مع أمريكا بشأن روسيا... بيربوك تؤكد على أهمية وحدة الغرب
  • وزير خارجية أوكرانيا: وافقنا على مقترح أمريكا لوقف إطلاق النار وبوتين يضع شروطا
  • شاهد.. صيادون بلا مراكب ولا دعم في ميناء الناقورة جنوبي لبنان
  • محمد بن سلمان وبوتين يبحثان الجهود لحل الأزمة الأوكرانية
  • روسيا تقصف سفينة تحمل القمح الأوكراني إلى الجزائر
  • روسيا تعلن طرد القوات الأوكرانية من 5 قرى في كورسك
  • الرئاسة الأوكرانية: مستعدون لقبول وقف إطلاق النار 30 يوما إذا وافقت روسيا