مليشيات الحوثي تعتقل قياديا مقرباً من الصريع صالح الصماد وتقتاده الى سجن سري
تاريخ النشر: 28th, May 2024 GMT
اعتقلت مليشيات الحوثي الانقلابية قياديا في الجماعه المصنفة عالميا على قوائم الإرهاب.
وقال القيادي الحوثي ورئيس مايسمى بالمكتب السياسي السابق للمليشيات المدعو صالح هبرة بأن سلطات جماعته الإرهابية في صنعاء اعتقلت القيادي الحوثي ومدير مكتب المجلس السياسي الأعلى السابق الصريع صالح الصماد.
واوضح هبرة في منشور على حسابه الرسمي على الفيسبوك رصدة محرر، مأرب برس بأن المليشيات اعتقلت القيادي الحوثي أحمد الرازحي مدير مكتب الصريع صالح الصماد منذ 6 أشهر واقتياده الى معتقل سري بعد ان تم استدعائه من قبل الجماعة لحضور دورة طائفية.
فيما يلي نص منشور القيادي الحوثي هبرة:
إليك أيها الأستاذ العزيز والوفي أحمد أحمد الرازحي، أقول: طال غيابك أيها الحبيب أحمد، طولت هذه الدورة، ألا يكفي دورة لأكثر من ستة أشهر!!!
أبوك متعب وقد أصبح مقعدًا وأمك متعبة جدًا... أولادك مشتاقون لك كامل الشوق..
غبت وقت امتحانات الماجستير التي كنت تحسب لها ألف حساب من الجد والاجتهاد والتحدي، وأضعت عامًا دراسيًا كاملًا حبيبنا الغالي، فأين أنت؟ وما نوع هذه الدورة التي غيبتك عنا لأكثر من ستة أشهر، وأحرمتك من رؤية أهلك ووالديك ومحبيك.
أستاذنا الغالي: غبت عنا وغاب معك ما عودتنا عليه من الأدب والتواضع والكرم والإحسان.. غبت عنا وغابت معك مكارم الأخلاق التي عودتنا عليها وتعودناها منك أيها العزيز وأقر لك بها محبوك وشانؤوك، طال الغياب أيها الأخ الخدوم المثابر والنبيل الذي لا تُمل مجالسته.
أنا أدرك أن لك حسادًا؛ لأنك متميز.. فهل لعقلك التعايشي وذكائك الوقاد علاقة بغيابك هذه الفترة في هذه الدورة؟؟
أدرك أنك كنت السّاعد الأيمن للشهيد الصماد.. فهل لذلك علاقة بغيابك في هذه الدورة.
يا أستاذ أحمد.. أخي وصديقي ورفيق دربي أجب علينا إن كان بإمكانك أن تجيب ولو برسالة أو مقطع صوت. بالله عليك أخبرني ما سبب هذ الغياب طوال هذه المدة، أم أن لصداقتنا ومحبتنا وسفرنا سويا علاقة بهذه الدورة؟
كم أنا مقهور لطول غيابك، وقلبي يقطر دمًا كلما تذكرتك يا أستاذ أحمد.
لم أطق أتحمل هذا الغياب منك أكثر من هذه الفترة.
آه يا زمن ما أبقت لي هذه الحياة شيئا أفرح به حتى آخر أصحابي ومن أستأنس بمجالسته غيَّبته عني؟ هل كتب عليّ أن أعيش بقية عمري جليس أحزاني؟ رفقا بي أيها الدهر الظالم إن كان لديك شي من المشاعر! ما لم فاقض ما أنت قاض.
المصدر: مأرب برس
إقرأ أيضاً:
هنادي: ضوءٌ لا يطفئه الغياب!!!
إنّا لله وإنّا إليه راجعون، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.”
تبكي العين، ويحزن القلب، ويعتصر الفؤاد ألماً، لكننا لا نقول إلا ما يرضي الله، فالصبرُ عند الفاجعة الأولى هو مقام الرضا، ونحن راضون بقضائه، مستسلمون لحكمته، واثقون أن من رحل في سبيل الحق، قد نال مقاماً لا يبلغه إلا الخالدون. ارتقت اليوم هنادي شهيدةً، لكنها لم تكن مجرد طبيبة تسعف الأجساد، بل كانت قلباً نابضاً بحب الوطن، تضمد جراحه كما تُضمّد أمٌّ جرح ابنها، وتثبّت أركانه في زمنٍ تُقلع فيه الأوتاد وتتداعى الجدران. لم تختر أن تكون مجرد عابرة في ممرات الألم، بل سارت فيه كما تسير الأرواح العظيمة: رفيقةً للجرحى، أختاً في الحزن، وأمّاً في الحنان. كانت هناك، لا لتشاهد، بل لتمنح مما تملك، من قلبها، من وقتها، ومن روحها.
هنادي… ما كان هذا المقام لغير الفرح، لكنّ اليوم يوم حزن، لأن قلبكِ – الصامد كالجبال، كان سَند الأبطال حين تهاوت من حولهم الحوائط، وكنتِ سراجاً يتّقد في محنةٍ أطفأت أنفاس الأمل، ضوءاً لا يهادن العتمة، ولا يلين أمام الريح، كأنكِ جئتِ لتقولي إن في القلب ما يكفي لينير ظلام العالم، وصوتَ طمأنينةٍ يتردد في أروقةٍ امتلأت بالخوف. اليوم، ارتقى الجسد… لكنّ الأرواح العظيمة لا تُقاس بالغياب، بل تسكن من أحبّوها في هيئة ضوء، تتوزعين فينا نوراً، وتبقين في الذاكرة سيرة لا تنطفئ. أنتِ بيننا كما الأنهار في جوف الأرض،قد يجفُّ المجرى، لكن الماء لا يفنى، والأثر لا يغيب. ولا تُنسى الأرواح التي وهبت للحياة معناها.
هنادي… يا من ارتقيتِ وفي يدك رسالة، وفي قلبكِ عهدٌ لا يخون، ارقدي مطمئنةً، فقد كتب الله لكِ أن تُختم المسيرة بالشهادة، وما هي إلا ميلادٌ آخر، في رحابٍ لا وجع فيها ولا خوف رحلتِ وأنت تؤدين رسالتك في أنبل الميادين فاشر السلطان، فسُجلتِ في دفاتر الخلود كما يحب الأحرار أن يُكتب لهم الرحيل: واقفين.
نسأل الله أن يتقبلكِ في عليين، حيث الأرواح التي لم تتلوث بالخذلان، مع النبيين والصديقين والشهداء… ونسأله أن يُسدل سكينةً على قلوب أحبّتك، ويمسح على حزنهم بحكمةِ الصبر.
أيّتها الراحلة عن ضجيج الدنيا… كيف طاوعكِ القلب أن تتركي الحياة بهذا الصمت المهيب؟ كيف مضيتِ ونحن بعدُ لم نُشبِع أرواحنا من ضحكتك، من عينيك، من ظلّك؟ نامِي قريرةَ العين، يا من أيقنتِ أن الجسد ليس كل الحكاية، وأن الأرواح تمرُّ من الحياة كما النسيم، لا يُرى… لكن يُحسُّ أثره في كل مكان. لقد عرفتِ قلوبنا أن الطمأنينة لا تُطلب من أرضٍ تتقلب فيها المعاني، بل تُولد في سماء الغياب، حيث لا يخون الضوء ولا يخفت اليقين.
إنه ليس موتاً يا هنادي، بل امتدادٌ آخر للنبض، فأمثالك لا ينطفئون، بل يتوهّجون في ذاكرتنا، كلما ضاقت علينا الأرض.
سلامٌ على روحك الطاهرة،
وسلامٌ على كل من سار في دربك، يحمل ضوءك دون أن يخاف العتمة.
وداعاً هنادي… يا أيقونة النبل والشرف والشجاعة،
وداعاً أيتها النبيلة يا من تركتِ لنا بصمةً من نور السماء، لنتمسك بها حين يضيق بنا هذا العالم المُتعب، ودّعتِنا جسداً، لكنكِ زرعتِ فينا ما لا يُفنى…وهكذا يرحل الكبار، يُودّعون الحياة وهم أكثر حضوراً في الغياب.
د. الهادي عبدالله أبوضفائر
abudafair@hotmail.com