اللاذقية-سانا

شارك غبطة البطريرك يوحنا العاشر بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس في احتفالية اليوبيل الألماسي لتأسيس المدرسة الثانوية الوطنية الخاصة باللاذقية.

وفي كلمة له بهذه المناسبة قال غبطة البطريرك: إن هذه الدار كانت منذ تأسيسها صرحاً ومنارةً للعلم، يشع على الجميع حاملاً إرث كنيسة أنطاكية، تراثنا الروحي والتعليمي والحضاري في تبني العلم والمعرفة سبيلاً للنهوض بالمجتمع من خلال التركيز على العملية التربوية بحيث يكون تقديم المعرفة والعلم ضمن عملية تربوية هدفها الأول والأخير بناء الإنسان وتربيته على القيم الأسمى.

وأكد البطريرك يوحنا أن بناء الإنسان هو اللبنة الأولى لبناء المجتمع والوطن، وشدد على دور الكنيسة والمجتمع والمدرسة في غرس القيم والمبادئ عند الأبناء، قيم نتقاسمها مع سائر الأديان والفطرة الإنسانية التي زرعها الله في كل منّا، وخصّ في حديثه كنيسة أنطاكية للروم الأرثوذكس التي استشعرت منذ البدء أهمية العملية التربوية التعليمية وجهودها عبر الأزمنة فأسست مدارسها التي استظلت بالأديرة والكنائس ومنها مدرسة الآسية في دمشق والغسانية في حمص ومدرسة البلمند ومدرسة دير جاورجيوس الحميراء في عشرينيات القرن الماضي وأيضاً المدارس المسكوبية وغيرها الكثير، بما يدل على إرادة قوية للاهتمام بالعلم والمعرفة يوم كانت الحاجة للطعام تحدياً كبيراً.

وفي ختام كلمته أثنى البطريرك على جهود المطران اثناسيوس فهد ميتروبوليت اللاذقية والمشرفين على هذا الصرح والكوادر التدريسية والإدارية وجميع العاملين والطلاب، رافعاً الدعاء بالحفظ والصون لسورية وشعبها وقائدها.

وتحدّث إلياس فياض مدير الثانوية عن تاريخ بناء المدرسة التي حلت محل كنسية مارسابا ليتبدل نور الكنيسة الروحاني إلى نور علمي وأخلاقي، مشيراً إلى أن البداية كانت فكرة لمعت في ذهن الباحث والعلامة جبرائيل سعادة فأضاءت العقول ورسمت ملامح مصنع للمبدعين من الأطباء والمهندسين والمحامين والضباط والمعلمين الناجحين الذين تخرجوا في صفوفها والعديد من الرجال والنساء الذين رفدوا المجتمع والوطن ولا تزال أسماؤهم خالدةً في ذاكرة التاريخ مثل الشهيد الاستثنائي البطل جول جمال والشهيد البطل لويد ميشيل تيروز وغيرهم الكثير ممن تربوا على حب الوطن فجبلوا بدمائهم الطاهرة تراب هذا الوطن لتنبت فيه زهرة الكرامة والكبرياء.

وأكد فياض أن المدرسة مستمرة في نهجها التربوي والتعليمي لما فيه خير وبناء الإنسان وترسيخ مبادئ التربية والتميز والتفوق الدراسي بتضافر جهود العاملين فيها وإدخال مفهوم ضمان الجودة والاعتمادية وتقييم الأداء.

وفي تصريح للصحفيين وجّه محافظ اللاذقية المهندس عامر هلال التحية والتقدير لكوادر المدرسة وما يبذلونه من جهود لتنشئة جيل زاده العلم والمعرفة، يسهم في بناء المستقبل وإعادة الإعمار لتكون سورية أكثر إشراقاً بعقول وسواعد أبنائها.

تضمنت الاحتفالية عرض فيلم وثائقي قصير عن تاريخ المدرسة إضافة إلى فقرات موسيقية وغنائية قدمها كورال الثانوية الوطنية وفقرة مشاعر طلابية وتكريم الجهات الداعمة والطلاب المتفوقين.

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

إقرأ أيضاً:

محمد أبوالعلا يكتب: ميلاد جديد لمصر الحديثة

ثورة الثلاثين من يونيو 2013 لم تكن مجرد حدث تاريخى، بل كانت ضرورة حتمية لإنقاذ مصر من حكم جماعة الإخوان الإرهابية والكوارث التى ترتبت على سياساتها من عنف وإرهاب. لقد شهدت مصر خلال حكمهم تدهوراً على كافة الأصعدة، مما دفع الشعب المصرى للانتفاض بثورته الباسلة، مسطراً فصلاً جديداً من فصول النضال الوطنى.

ففى حياة الأمم والشعوب، هناك أيام تظل محفورة فى الذاكرة الوطنية بأحرف من نور، وتأتى ثورة الثلاثين من يونيو كواحدة من هذه الأيام الخالدة فى تاريخ مصر. لقد كانت هذه الثورة تجسيداً لإرادة شعبية جارفة، حيث انتفض الشعب المصرى بثورته الباسلة التى أيدها ودعمها الجيش المصرى البطل، فى ملحمة وطنية لا تُنسى، مهدت الطريق لتأسيس الجمهورية الجديدة بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى.

فقد أسقطت هذه الثورة حكم الفاشية الدينية، وأعادت الأمور إلى نصابها الصحيح، مؤذنة ببداية حقبة جديدة من البناء والتطوير. كانت الخطوة الأولى نحو بناء دولة مصرية حديثة متطورة هى إنشاء بنية تحتية عملاقة، شهد لها القاصى والدانى، حيث تم تنفيذ مشروعات قومية ضخمة لم تشهد مصر مثلها من قبل، مما نقل البلاد إلى مصاف الدول الكبرى. وفى قلب هذه المشروعات، كان بناء جيش مصرى قوى ومجهز بأحدث التقنيات من الأولويات، ليكون درعاً وسيفاً للوطن، يحمى مقدراته ويردع كل من تسول له نفسه الاقتراب منها. هذا الجيش، الذى أصبح الأكبر والأقوى فى منطقة شديدة الاضطراب والتعقيد، لعب دوراً حاسماً فى الحفاظ على أمن واستقرار مصر.

لكن التنمية فى مصر لم تقتصر على البنية التحتية والدفاع، بل امتدت إلى الإنسان المصرى ذاته. فالإنسان المصرى هو هدف التنمية ووسيلتها، ومن هذا المنطلق، جاءت ثورة 30 يونيو لتضع الأسس السليمة لبناء الإنسان المصرى والنهوض به. أطلقت الدولة عشرات المبادرات فى مجالات الصحة والتعليم والإسكان والثقافة، بهدف إخراج المصريين من دائرة الفقر والمرض وضعف التعليم، وتحقيق حياة كريمة لجميع المواطنين.

فقد شهدت مصر طفرة فى تحسين جودة الحياة، بفضل هذه المبادرات. توسعت الخدمات الصحية والتعليمية، وشُيِّدت مشاريع إسكانية كبرى، مما أحدث نقلة نوعية فى حياة المصريين، وأضفى عليها طابعاً جديداً من الأمل والتفاؤل بالمستقبل. ستظل ثورة الثلاثين من يونيو يوماً خالداً فى ذاكرة المصريين، رمزاً للكرامة والحرية، وتجسيداً لإرادة شعب لا يقبل الظلم ولا يرضى بالتبعية. كانت هذه الثورة بداية لمسار جديد نحو بناء مصر الحديثة، وتعكس روح التحدى والصمود لدى الشعب المصرى. لقد أكدت هذه الثورة أن المصريين قادرون على صنع مستقبلهم بأنفسهم، وسيظل يوم الثلاثين من يونيو محفوراً فى ذاكرة الوطن كعلامة فارقة فى تاريخه، ورمزاً للفداء والعزة، يلهم الأجيال القادمة للسعى نحو بناء وطن قوى ومزدهر

مقالات مشابهة

  • إفتتاح المدرسة الدولية الجزائرية الموسم المقبل
  • رئيس الباطنة بـ "طب عين شمس" يبرز جهود الدولة للنهوض بقطاع الصحة بعد 30 يونيو
  • تطوّرات بشأن إغلاق مدارس سودانية في مصر
  • محمد أبوالعلا يكتب: ميلاد جديد لمصر الحديثة
  • نشوى الديب تكتب: نداء شعب.. واستجابة جيش
  • حفل تكريم أبطال تحدي القراءة العربي بموسمه الثامن في دار الأسد للثقافة باللاذقية
  • وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات يشارك في احتفالية جمعية اتصال بمناسبة مرور 20 عاما على تأسيسها
  • وزير الاتصالات يشارك في احتفالية جمعية اتصال بمناسبة مرور 20 عاما على تأسيسها
  • الموت يغيب الزميلة عصمت مكداشي.. وشلالا والجميل يستذكرانها: وداعاً
  • الأحد.. احتفالية الإنتاج الثقافي بذكرى ثورة 30 يونيو في الهناجر