كشفت دراسة علمية بجامعة إدنبره في إسكتلندا أن أكثر من 300 مليون طفل في جميع أنحاء العالم، يقعون ضحايا للاستغلال والاعتداء الجنسي عبر الإنترنت كل عام.

وبحسب الدراسة التي نشرتها صحيفة "ذا غارديان" البريطانية، اليوم الاثنين، فإن 12.6% من أطفال العالم، أي نحو 302 مليون شخص من فئة الأطفال والشباب، وقعوا ضحايا لمحادثات وصور ومقاطع فيديو ذات محتوى جنسي دون رضاهم في عام 2023.

ووفق الدراسة، تعرضت نسبة مماثلة، أي 12.5%، للإغراء عبر الإنترنت، مثل الحديث الجنسي غير المرغوب فيه، الذي يمكن أن يشمل إرسال رسائل وأسئلة وطلبات من قبل البالغين أو الشباب الآخرين.

ويمكن أن تتخذ الجرائم أيضا شكل "الابتزاز"، حيث يطلب المحتالون الأموال من الضحايا للحفاظ على خصوصية الصور، وإساءة استخدام تقنية الذكاء الاصطناعي للتزييف العميق، حسب الدراسة.

ويشير البحث إلى أن الولايات المتحدة منطقة عالية الخطورة بشكل خاص، حيث إن واحدا من كل 9 رجال في الولايات المتحدة (أي ما يعادل 14 مليونا تقريبا)، اعترف بارتكاب جرائم ضد الأطفال عبر الإنترنت في مرحلة ما.

ووجدت الدراسات الاستقصائية أن 7% من الرجال البريطانيين، أي ما يعادل 1.8 مليون، اعترفوا بذلك، فيما قال آخرون إنهم سيسعون لارتكاب جرائم جنسية جسدية ضد الأطفال، إذ اعتقدوا أن الأمر سيبقى سرا.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة "تشايلد لايت" بول ستانفيلد إن "هذا على نطاق مذهل يعادل في المملكة المتحدة وحدها تشكيل خط من المجرمين الذكور، يمكن أن يمتد على طول الطريق من غلاسكو إلى لندن، أو ملء استاد ويمبلي 20 مرة".

وأضاف "إن المواد المتعلقة بإساءة معاملة الأطفال منتشرة جدا، لدرجة أنه يتم الإبلاغ عن حالات ​​​​إلى منظمات المراقبة والشرطة مرة واحدة كل ثانية في المتوسط. هذه جائحة صحية عالمية ظلت مختفية لفترة طويلة جدا. إنه يحدث في كل بلد، وينمو بشكل كبير، ويتطلب استجابة عالمية".

وتابع "نحن بحاجة إلى التصرف بشكل عاجل والتعامل مع الأمر باعتباره مشكلة صحية عامة يمكن الوقاية منها. الأطفال لا يستطيعون الانتظار".

من جانبه، قال المدير التنفيذي للإنتربول ستيفن كافانا إن الأساليب التقليدية لإنفاذ القانون تواجه صعوبات في مواكبة هذه التطورات، "يجب علينا أن نفعل المزيد معا على المستوى العالمي، بما في ذلك تدريب المحققين المتخصصين، وتبادل البيانات والمعدات بشكل أفضل لمكافحة هذا الوباء بشكل فعال والضرر الذي يلحقه بحياة الملايين من الشباب حول العالم".

ثلث مستخدمي الإنترنت بالعالم من الأطفال

ويشير تقرير لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف" عن حالة أطفال العالم لعام 2017 "الأطفال في عالم رقمي"، أن الأطفال والمراهقين الأقل من 18 عاما يشكّلون نحو ثلث مستخدمي الإنترنت في مختلف أنحاء العالم.

وﺗﺒﯿﻦ أن اﻷﻃﻔﺎل ﯾﺪﺧﻠﻮن اﻹﻧﺘﺮﻧﺖ ﺑﺄﻋﻤﺎر أﺻﻐﺮ مما كان عليه الأمر من ﻗﺒﻞ، ففي ﺑﻌﺾ اﻟﺒﻠﺪان ﯾﻜﻮن معدل الاستخدام دون 15 سنة ﻣﻤﺎﺛﻼ للمعدل عند البالغين فوق 25 سنة.

ويشير التقرير إلى أن الفئة العمرية من الشباب (أي الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عاما) هي الفئة الأكثر استخداما للإنترنت، وعلى مستوى العالم 71% منهم متصلون بالإنترنت مقابل 29% غير متصلين بالإنترنت (346 مليونا) من الشباب.

وصنف الباحثون المخاطر التي يواجهها الأطفال على الإنترنت إلى ثلاث فئات: مخاطر المحتوى، ومخاطر الاتصال، ومخاطر السلوك.

وحث على محو "الأمية الرقمية" وإبقاء الأطفال مطلعين ومشاركين وآمنين على الإنترنت عن طريق زيادة التعاون بين الحكومات وخبراء التقنية لتطوير منصات ومناهج تقنيات المعلومات والاتصالات في المدارس الابتدائية إلى المدارس الثانوية، كما دعا إلى الاستثمار في تدريب المعلمين في مجال التقنية الرقمية وتعليم الأطفال على مخاطر الإنترنت، وكيف يحمون أنفسهم منها.

مشروع قانون لتجريم التودد للأطفال عبر الإنترنت

وفي عام 2002، أصبح تجريم التودد للأطفال عبر الإنترنت أكثر إلحاحا في بريطانيا بعد اختفاء طفلتين تبلغان من العمر 10 سنوات بعد أن استخدمتا الكمبيوتر.

وقتها، قالت وزارة الداخلية البريطانية إنها قد تتقدم بمشاريع قوانين لملاحقة من يحاولون الإيقاع بالأطفال عبر شبكة الإنترنت، بهدف استغلالهم جنسيا.

وأعلنت وزارة الداخلية أن قوة الإنترنت الخاصة التابعة للحكومة تعكف على صياغة مشروع قانون لتجريم التودد للأطفال عبر الإنترنت.

آليات قانونية لحماية الطفل من جرائم الاستغلال الجنسي عبر الإنترنت

وفي دراسة بجامعة تيسمسيلت في الجزائر، أكد الباحث شاكر سليمان أنه في ظل تطور تقنيات الاتصالات، بات من الضروري وجود حماية قانونية للأطفال عبر شبكة الإنترنت لمواجهة استغلالهم جنسيا.

ويمكن إرجاع حظر الاستغلال الجنسي للأطفال إلى اتفاقية الأمم المتحدة الصادرة عام 1949، والخاصة بحظر الاتجار بالأشخاص واستغلال دعارة الغير، أي قبل ظهور شبكة الإنترنت، اعتبرت الأمم المتحدة استغلال الأطفال جنسيا فعلا مجرما.

ومن الاتفاقيات التي تعنى بحماية الطفل من الاستغلال الجنسي، اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل لسنة 1989 لمكافحة بغاء الأطفال واستغلالهم جنسيا، حيث نصت المادة 34 على أن "تتعهد الدول الأطراف بحماية الطفل من كل أشكال الاستغلال الجنسي أو الانتهاك الجنسي".

ولهذه الأغراض تتخذ الدول الأطراف، بوجه خاص، جميع التدابير الملائمة الوطنية والثنائية والمتعددة الأطراف لمنع حمل أو إكراه الطفل على القيام بأي نشاط جنسي غير مشروع، أو الاستخدام الاستغلالي للأطفال في الدعارة، أو في غيرها من الممارسات الجنسية غير المشروعة، أو الاستخدام الاستغلالي للأطفال في العروض والمواد الإباحية.

وأقرت اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل لسنة 1951 التزاما قانونيا يقضي بوجوب اتخاذ جميع التدابير الملائمة لحماية الطفل ضد جميع أنواع الاستغلال الجنسي، والأفعال الجنسية غير المشروعة، ومن أخطرها استغلالهم في الأعمال الإباحية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الاستغلال الجنسی الأمم المتحدة عبر الإنترنت للأطفال عبر

إقرأ أيضاً:

10 نصائح أساسية لسلامة طفلك على منصات الألعاب

في الوقت الذي يمكن أن تكون فيه الالعاب الالكترونيه ممتعة ومفيدة للأطفال في بعض الحالات، يمكنها أيضًا أن تشكل مخاطر على صحتهم البدنية والعقلية والاجتماعية، ولضمان تجربة آمنة وممتعة لهم على منصات الألعاب ينبغي التقيد ببعض النصائح.

أبرز المخاطر

وهناك العديد من المخاطر المرتبطة بالألعاب الإلكترونية وتأثيرها على الأطفال وتتضمن:
الإدمان على الألعاب: يمكن أن يؤدي اللعب المفرط إلى الإدمان؛ ما يترتب عليه قضاء الأطفال وقتًا طويلًا أمام الشاشات على حساب النشاطات الأخرى مثل الدراسة أو التفاعل الاجتماعي أو ممارسة الرياضة. وهذا قد يؤثر على صحتهم النفسية والجسدية.
التأثير على الصحة البدنية: الجلوس لفترات طويلة أمام الشاشات يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية مثل السمنة، وضعف البصر، وآلام في الظهر والعنق نتيجة للوضعية غير الصحيحة أثناء اللعب. كما قد تؤدي الألعاب إلى قلة النشاط البدني، وهو أمر ضار لنمو الأطفال.
التأثير على الصحة النفسية: بعض الألعاب التي تحتوي على مشاهد عنف قد تؤدي إلى زيادة مستويات القلق أو التوتر عند الأطفال. وهناك أيضًا بعض الدراسات التي تشير إلى أن الألعاب العنيفة قد تؤدي إلى زيادة العدوانية في سلوك الأطفال.

التأثير على العلاقات الاجتماعية: عندما يفرط الأطفال في اللعب على الإنترنت أو في ألعاب الفيديو، قد يصبحون منعزلين اجتماعيًا؛ ما يقلل من تفاعلهم مع الأصدقاء والعائلة. كذلك قد يعانون من قلة المهارات الاجتماعية، وصعوبة التواصل والتفاعل مع الآخرين.
التعرض لمحتوى غير لائق: بعض الألعاب الإلكترونية قد تتضمن تفاعلات مع لاعبين آخرين من مختلف الأعمار والثقافات. وهذا يعرض الأطفال لخطر التعرض لمحتوى غير لائق، مثل العنف أو الألفاظ البذيئة، وقد يتعرضون أيضًا للتهديدات أو التنمر عبر الإنترنت.
مشاكل النوم: اللعب المتأخر ليلًا أو التعرض للأضواء الزرقاء من الشاشات قد يؤدي إلى مشاكل في النوم، مثل الأرق؛ ما يؤثر على صحة الأطفال النفسية والبدنية.
الانعزال عن التعليم: عندما يركز الطفل بشكل مفرط على الألعاب الإلكترونية، قد يقل اهتمامه بالدراسة أو الأنشطة الأخرى المفيدة مثل القراءة أو تعلم مهارات جديدة؛ ما يؤثر على تحصيله الأكاديمي.
تقليل المخاطر
من خلال اتخاذ بعض التدابير، يمكن تقليل المخاطر المرتبطة بالألعاب الإلكترونية وضمان تجربة آمنة ومفيدة للأطفال. ومن أبرز ما يمكن القيام به:
تحديد وقت اللعب: من المهم تحديد وقت محدد للأطفال للعب بالألعاب الإلكترونية. ويمكن استخدام أدوات لضبط وقت اللعب على الأجهزة.
التحقق من تصنيف الألعاب: تأكد من أن الألعاب التي يلعبها الطفل مناسبة لعمره وتوفر محتوى تعليميًا أو ترفيهيًا آمنًا. مع العلم أن معظم منصات الألعاب توفر تصنيفات عمريّة توضح محتوى اللعبة، مثل العنف أو الكلمات غير المناسبة.
مراقبة الأنشطة عبر الإنترنت: يجب أن يتواصل الأهل مع الأطفال حول نوعية الأشخاص الذين يتفاعلون معهم عبر الإنترنت.
تشجيع الأنشطة البديلة: تشجيع الأطفال على ممارسة الرياضة أو القيام بأنشطة أخرى تسهم في تطوير مهاراتهم الاجتماعية والعقلية.
تفعيل الرقابة الأبوية: استخدام الأدوات المتاحة على الأجهزة للحد من الوصول إلى محتوى غير مناسب.
مراقبة التفاعلات: في حال كان الطفل يلعب ألعابًا عبر الإنترنت مع لاعبين آخرين، يجب مراقبة تفاعلاته. وينصح بالتحقق من المحادثات النصية أو الصوتية للتأكد من عدم تعرض الطفل للتنمر أو محتوى غير لائق.
إعداد كلمة مرور: من الأفضل أن تكون حسابات الأطفال محمية بكلمة مرور لضمان عدم الوصول إلى الألعاب أو المحتويات غير المناسبة.
التعليم والتوعية: تحدّث مع الأطفال عن كيفية حماية خصوصيتهم أثناء اللعب عبر الإنترنت، مثل عدم مشاركة معلومات شخصية أو كلمات المرور مع الآخرين.
الابتعاد عن الألعاب العنيفة: يُفضل أن يتجنب الأطفال الألعاب التي تحتوي على مشاهد عنف أو محتوى غير لائق؛ لأن هذه الألعاب قد تؤثر على سلوكهم وتفكيرهم.
مراجعة بيانات الخصوصية: تأكد من أن إعدادات الخصوصية في منصات الألعاب تضمن حماية الطفل من الوصول إلى محتوى غير لائق أو تفاعل مع غرباء.
ومن خلال اتباع هذه الإجراءات، يمكن ضمان تجربة آمنة وممتعة للأطفال على منصات الألعاب.

إرم

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • لسه فاكر كلام اهلك السلبي عنك؟.. تعرف على آثار الأذى النفسي للأطفال
  • رحلة إبداعية
  • دراسة تكشف عمر تدهور صحة القلب للأطفال
  • انعقاد لقاء الجمعة للأطفال بمسجد الهياتم ضمن مبادرة بداية جديدة
  • منظمة أممية : غزة أصبحت مقبرة للأطفال وكل طرقها تؤدي إلى الموت!
  • انطلاق برنامج لقاء الجمعة للأطفال بمسجد سيدي عبد الوهاب بمطوبس
  • 4 اختراعات وابتكارات ليس لها أي فائدة.. أبرزها القلم الطائر وقفص الطفل
  • 3.2 مليون شخص حول العالم يموتون سنوياً بسبب تلوّث الهواء داخل المنازل
  • الثقافة تقدم ورشا متنوعة ضمن فعاليات أسبوع «أهل مصر» للأطفال بشرم الشيخ
  • 10 نصائح أساسية لسلامة طفلك على منصات الألعاب