عبد القوي السباعي

في خطابه الأسبوعيّ وتعليقاً على الإسناد اليمني لغزة، قال السيد القائد -يحفظه الله-: “مهما فعلنا فَموقفُ الشعب وسقفُه لا يزالُ أعلى وأكبر وأعظم”، “هذا الشعبُ العزيز بهُــوِيَّته الإيمانية، بضميره الإنساني الحي، بوجدانه ومشاعره التي تترجم حقيقة إيمانه”، ومستحضراً بفخرٍ واعتزاز ما سمعه عن أحد الآباء، القول: “إن كانت تستطيعُ القوةُ الصاروخية أن تحوّلنا إلى صواريخ فتطلق بنا فنحن جاهزون، ونهب أنفسنا لذلك، أَو كان في أجسادنا أَو دمائنا مادة يمكن أن تستفيد منها القوة الصاروخية في التصنيع للصواريخ، فنحن جاهزون لأن نبذل أنفسنا لتستخرج منَّا ذلك”.

هكذا تشابهت المواقف والتحَرّكات، وتشابهت الأحاسيس والمشاعر، وتشابه الوعي والإدراك لدى أحرار الأُمَّــة، في خضم (طوفان الأقصى)، لدرجة استحالة أن يؤثر عليها ما يقوم به المرتبطون بالأعداء، بكل أساليبهم ووسائلهم المتعددة؛ بُغيةَ كبح جماح هذه المواقف وكَيِّ هذا الوعي، الذي صنع كُـلّ المجاهدين في “اليمن وفلسطين ولبنان والعراق وإيران”، وجَسَّدَ العقيدةَ التي يحملونها، ورسَّخَ خيار الجهاد في مواجهة أعداء الأُمَّــة.

شاهدنا وسمعنا منذ البداية الأولى للطوفان -ولا نزال- رسائل أهل غزة لمجاهديهم: “لن نستسلم أَو نركع، استمروا.. حتى وإن استشهدنا جميعاً.. اجعلوا من أجسادنا منصات لإطلاق صواريخكم”، بمثل هذه المواقف وبهكذا إيمان ووعي وتَحَــدٍّ وصمود وثبات ستنتصر فلسطين وشعبها ومقاومتها، برغم محاولات الصهيونية، في نسج قصص الأباطيل وادِّعاءات السراب، إلا أن ذلك لم يزعزع إيمانهم ووعيهم أَو يوهن من عزائمهم.

وهذا ما لمسناه في مواقف الأحرار في دول المحور، وما نشاهده ونلمسه أَيْـضاً في موقف الشعب اليمني الأصيل، ضمن معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدَّس”، موقف نجده في تحَرّكاتهم، نقرأهُ في وجوههم، نشاهده في تعبيرهم الصادق وتفاعلهم المُستمرّ، وحضورهم لميادين الاحتشاد والنصرة، في كُـلّ الساحات، ومختلف الفعاليات، ونراهم في ميادين التدريب، جاهزين باندفاعٍ وإصرار، برغبةٍ واهتمام، بألمٍ وحرقة، وهم يشاطرون الشعب الفلسطيني آلامه وانتصاراته.

نعم؛ هكذا يظهر اليمانيون، وهكذا يجب أن تبدو عليه كُـلّ شعوب الأُمَّــة؛ فبعد 8 أشهر من القتل والسحل والتشريد، من الألم والخوف، من الجوع والحصار والعدوان المتواصل على أهلنا في غزة، وأمام كُـلّ تلك المشاهد التي تعجز العقول عن استيعاب حجمها وفظاعتها، يجب أن تنهضَ بمسؤولياتها ويكون لها موقف في هكذا معركة تاريخية.

معركة مفصلية حدّدت مسارات وتوجّـهات شعوب العالم أجمع، وغربلتهم وفرزتهم إلى مسارَينِ لا ثالث لهما:- إما المسار المترجم لكل معاني الإنسانية والمتجسد للتعاليم الدينية والقيمية والأخلاقية، والذي تشكل وتعاظم في كُـلّ أنحاء العالم؛ دعماً للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة المحقة، وبات هذا المسار فعلاً سنداً له أثره، وشوكة في حلق الاحتلال وداعميه، بعد أن اتخذ في سبيل ذلك مختلفَ أساليب التضامن والنصرة، وكافةَ وسائل الدعم والإسناد، وكل أشكال الحضور والتفاعل.

وإمَّا مسارٌ خاضِعٌ لآلة الدعاية والتدجين الصهيونية الأمريكية، يعكس توجيهاتها وتوجّـهاتها، ويردّدُ فبركاتها التضليلية، ويعيش واقعَها المزيَّفَ المنحط، والمتنصل عن الفِطرة الإنسانية.. فلأيِّ المسارَين تنتمي أيها العربي المسلم؟

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

القمر في مرمى النيران.. صور تكشف عن المسار المتوقع للكويكب المدمر

صور مرعبة جديدة، كشفت عن المسار المتوقع للكويكب المدمر للمدن المتجه نحو الأرض، ومخاوف اصطدامه بالكوكب خلال السنوات القادمة، وما أثار حالة قلق العلماء أيضًا أن الأرض ليست الجسم الوحيد المعرض للخطر، بل القمر في مرمى النيران.

مخاطر جديدة عن الكويكب المدمر

"القمر معرض لخطر اصطدام الكويكب المدمر" هكذا أوضحت الصور التي كشف عنها الدكتور ديفيد رانكين، مهندس العمليات في مشروع مسح كاتالينا للسماء التابع لجامعة أريزونا، مشيرًا إلى أن حساباته توضح احتمال اصطدام 2024 YR4 بالأرض في 22 ديسمبر 2032 بنسبة تصل إلى 2.1%.

ووفق تقرير نشرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، أن نسبة اصطدام الكويكب المدمر بالأرض في الواقع أقل قليلا من التقديرات السابقة، التي أشارت إلى أن هناك فرصة بنسبة 2.3% للاصطدام، وفي الوقت ذاته، يتوقع العالم أن تكون هناك فرصة بنحو 0.3% لاصطدام الكويكب المدمر بالقمر.

الكويكب المدمر

في حال ضرب الكويكب المدمر الأرض، فإن التأثير قد يؤدي إلى إطلاق انفجار من الطاقة يعادل 15 ميجا طن من مادة تي إن تي؛ أي ما يعادل 100 مرة أقوى من القنبلة الذرية التي ألقيت على هيروشيما خلال الحرب العالمية الثانية.

جدير بالذكر، إنه تم اكتشاف الكويكب المدمر لأول مرة بواسطة محطة نظام التنبيه الأخير لتأثير الكويكبات على الأرض ATLAS الممولة من وكالة ناسا في ديسمبر من العام الماضي، وسرعان ما دق ناقوس الخطر عندما ضاعفت وكالة ناسا احتمالية اصطدام كويكب بالأرض من 1.2% إلى 2.3%.

ورغم أن هذا الاحتمال قد انخفض قليلاً الآن، فإن الكويكب المدمر، لا يزال الوحيد الذي تبلغ احتمالية اصطدامه أكثر من 1%، وهو ما يجعله أكبر تهديد للأرض حتى الآن، ومع ذلك، فإن حسابات الدكتور رانكين تقدم إمكانية جديدة مخيفة بأن الكويكب قد يصطدم بالقمر بدلا من ذلك.

وفي حالة اصطدام الكويكب بالقمر، فمن المرجح أن يهبط في المنطقة الممتدة جنوبًا من بحر الآلام، وهي عبارة عن سهل كبير من الحمم المتصلبة، إلى فوهة تايكو.

مقالات مشابهة

  • كأس آسيا تحت 20 عاما.. العراق يواجه السعودية لتصحيح المسار
  • وزير أردني: قمة القاهرة واجتماع الرياض سينتجان موقفًا عربيًا موحدًا لتعزيز الأمن والاستقرار
  • الرئيس اليمني يؤكد موقف اليمن الثابت الى جانب الشعب الفلسطيني وحقه في اقامة دولته المستقلة
  • «التربية»: الدراسة المنزلية متاحة للمواطنين والمقيمين «ذاتياً»
  • الحوثي يدعو الدول العربية لدعم غزة وحماية الأمن القومي العربي
  • محمد العرابى: متوقع تراجع ترامب عن كثير من المواقف
  • مدرب توتنهام يتمسك بـ «تصحيح المسار»
  • دولمؤتمر باريس تشجع المسار اللبناني الجديد
  • نافذة من ميونخ تناقش المسار التفاوضي لإنهاء حرب أوكرانيا
  • القمر في مرمى النيران.. صور تكشف عن المسار المتوقع للكويكب المدمر