جريدة الوطن:
2025-02-16@22:40:21 GMT

قمة كبار آسيا.. قراءة في التوقيت والرسائل

تاريخ النشر: 28th, May 2024 GMT

قمة كبار آسيا.. قراءة في التوقيت والرسائل

 

اتجاهات مستقبلية

قمة كبار آسيا.. قراءة في التوقيت والرسائل

 

 

 

 

 

للمرة الأولى منذ خمس سنوات انعقدت القمة الثلاثية بين زعماء الصين واليابان وكوريا الجنوبية في العاصمة الكورية سيول، في وقت حساس يواجه فيه العالم تحديات اقتصادية وسياسية كبيرة. جاءت القمة بهدف تعزيز التعاون الإقليمي وتحقيق الاستقرار في منطقة شرق آسيا التي تعد من أكثر المناطق ديناميكية وتأثيرًا في العالم.

خلفية القمة وأهميتها

تعدُّ القمم الثلاثية بين هذه الدول الثلاث جزءًا من جهود مستمرة لتعزيز الحوار والتعاون بين القوى الاقتصادية الكبرى في آسيا. وتأتي هذه القمة في سياق توترات متزايدة على الصعيدين الإقليمي والدولي، بما في ذلك التنافس الاقتصادي مع الولايات المتحدة، والتحديات البيئية، والمسائل الأمنية المتصلة ببرنامج كوريا الشمالية النووي.

وقد اتسعت أجندة القمة لتشمل عدة مجالات ذات أولوية للدول الثلاث: أولها، التعاون الاقتصادي حيث ناقش الزعماء سبل تعزيز التكامل الاقتصادي والتجاري بين بلدانهم. وتركزت المباحثات على إزالة الحواجز التجارية، وتعزيز سلاسل التوريد، ودعم المشاريع الابتكارية والتكنولوجية المشتركة. ويعتبر التعاون الاقتصادي أمرًا حيويًا لتحقيق الاستقرار والنمو المستدام في المنطقة. أما ملف الأمن الإقليمي، فقد كان موضوعًا محوريًا في المباحثات، خصوصًا في ظل التوترات في شبه الجزيرة الكورية. ناقش الزعماء سبل تخفيف التوترات وتعزيز الحوار مع كوريا الشمالية، بالإضافة إلى تعزيز التعاون الدفاعي لمواجهة التهديدات المشتركة، ولم تغفل القمة أهمية النقاش حول التحديات البيئية، حيث  تطرقت أيضًا إلى قضايا البيئة والتغير المناخي. وتم التأكيد على أهمية التعاون في مواجهة التحديات البيئية، مثل تلوث الهواء والمياه، والكوارث الطبيعية.

وقد ناقش الزعماء كيفية العمل معًا لتحقيق أهداف التنمية المستدامة وتقليل الانبعاثات الكربونية. وقد كان لملف التبادل الثقافي والتعليمي موضعًا في هذه القمة، حيث شمل جدول الأعمال أيضًا مناقشات حول تعزيز التبادل الثقافي والتعليمي بين الدول الثلاث. كما تم التأكيد على أهمية التعاون في مجالات التعليم، والسياحة، والثقافة لتعزيز التفاهم المتبادل وبناء جسور التواصل بين الشعوب. أما عن أهم النتائج والتوقعات المترتبة على القمة فقد خرجت القمة بعدة اتفاقيات تهدف إلى تعزيز التعاون في المجالات المذكورة. من المتوقع أن تسهم هذه الاتفاقيات في تقوية العلاقات بين الصين واليابان وكوريا الجنوبية، مما يساعد على تحقيق الاستقرار والنمو في المنطقة. وشدد الزعماء على ضرورة استمرار الحوار والعمل المشترك لمواجهة التحديات المشتركة وتحقيق المصالح المتبادلة. وبرغم النجاحات التي حققتها القمة، فإن التحديات التي تواجهها الدول الثلاث وإقليم شرق آسيا لاتزال قائمة؛ فالتوترات السياسية، والتنافس الاقتصادي، والقضايا الأمنية تستدعي مزيدًا من الجهود والتنسيق بين الدول الثلاث. لذا يتعين على الزعماء مواصلة العمل على تعزيز الثقة المتبادلة والتعاون البنَّاء لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة.

في الختام، تُعتبر القمة الثلاثية لزعماء الصين واليابان وكوريا الجنوبية، في سيول، خطوة مهمة نحو تعزيز التعاون الإقليمي في شرق آسيا. ونجاح هذه القمة يبرز أهمية الحوار والتعاون في مواجهة التحديات العالمية، وتحقيق التنمية المستدامة لجميع الشعوب المعنية، كما أنها قد تكون رسالة للقوى الكبرى عن احتمالات التحرك الإقليمي للتعامل مع التحديات بعيدًا عن أروقة المؤسسية التقليدية الدولية أو الإقليمية.


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

وزير الخارجية يستعرض جهود مصر لتحقيق التوازن بين ملفيّ النمو الاقتصادي والتحول الأخضر

استعرض الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة خلال لقائه اليوم، الجمعة، بميونخ مع جيسيكا روزول Jessika Roswall مفوضة البيئة والمياه والاقتصاد الدائري التنافسي الأوروبية، الجهود التي تقوم بها مصر لتحقيق توازن بين ملفيّ النمو الاقتصادي والتحول الأخضر.

ونوه الوزير عبد العاطي بإطلاق مصر أول سوق طوعية منظمة ومراقبة لشهادات خفض الانبعاثات الكربونية الطوعية في مصر.

وأعرب وزير الخارجية عن الترحيب بترفيع العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبي في إطار الشراكة الاستراتيجية والشاملة، وذلك من خلال تعميق التعاون في المحاور الستة الرئيسية، وخاصة محوريّ "الطاقة المتجددة" و"دعم الصمود في مجال المياه" لما يمثلاه من ركيزتين رئيسيتين للتعاون بين الجانبين.

كما تطرق الدكتور عبد العاطي للجهود التي تقوم بها مصر في إطار تحولها لمركز إقليمي لتداول وإنتاج وتوزيع الطاقة المتجددة، مستعرضاً المشروعات التي تعاقدت عليها مؤخراً لإنتاج الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء.

وأشاد الوزير عبد العاطي بتوقيع الجانبين المصري والأوروبي على "الإعلان المشترك حول المياه" على هامش مؤتمر المناخ COP 28، باعتبارها خطوة كبيرة في مجال التعاون البيئي طويل الأمد بين الجانبين في مجال المياه، مشيراً إلى أهمية التعاون في تعزيز الأمن المائي في مصر من خلال الإدارة المستدامة لمواردها المائية.

وتناول الجانبان - خلال اللقاء - أبرز مخرجات مؤتمر المناخ الأخير COP 29.

مقالات مشابهة

  • "مؤتمر المحيط الهندي" يبحث بمسقط تعزيز التعاون الإقليمي في المجالات البحرية والأمنية
  • البديوي: دول مجلس التعاون تسعى لتحقيق الأمن والسلم الإقليمي والدولي
  • نيجيرفان بارزاني وفيدان يبحثان تعزيز العلاقات والاستقرار الإقليمي
  • "ملتقى الأعمال العُماني السعودي" يبحث في مسقط تعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري.. الأربعاء
  • مناقشة تعزيز «التعاون الاقتصادي والتجاري» مع فلسطين
  • وزير الخارجية يستعرض جهود مصر لتحقيق التوازن بين ملفيّ النمو الاقتصادي والتحول الأخضر
  • ‏‎التخطيط تشارك بالورشة التدريبية لبرنامج التعاون الإقليمي لحوض المتوسط
  • ‏‎التخطيط تشارك في الورشة التدريبية لبرنامج التعاون الإقليمي لحوض المتوسط
  • ‏المشاط تلقى الكلمة الافتتاحية في الورشة التدريبية لبرنامج التعاون الإقليمي لحوض المتوسط
  • السيسي ورئيس وزراء ماليزيا يؤكدان الحرص على تعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري