بوابة الوفد:
2025-01-10@21:35:11 GMT

أقسى مفارقات الحياة

تاريخ النشر: 28th, May 2024 GMT

عندما تكون الحياة عبارة عن «مِحنة»، أو مكان مظلم يشعرنا بالوحدة، فإن مشاعرنا الإنسانية، قد تبدو كـ«جُزُرٍ منعزلة»، أو «صحراء قاحلة»، ثم نكتشف بمرور الوقت أننا في الحقيقة «منعزلون» عن الواقع البائس!
ربما تكون «الوِحْدة» تجربة شخصية وقاسية جدًا للبعض.. أو حتى الكثيرين، لكن الجميع قد ينالهم نصيب منها، بشكل أو بآخر، وإن كان لكلٍّ زاويته المختلفة، وحكايته التي عايَشَها في مرحلةٍ ما، من عمره.


في كثيرٍ من الأحايين تُروى قصص عن «العُزْلة» وآثارها النفسية والصحية والاجتماعية المدمرة، بل يمكن أن تُشَكِّل مسألة حياة أو موت.. وبالطبع لا نتحدث عن «المكان»، الذي قد يكون سببًا رئيسًا للشعور بالوحدة، رغم وجودكَ محاطًا بمَن حولك!
يقينًا، الإنسان كائن اجتماعي بطبعه، ولا أحد يهيم عِشْقًا بـ«العُزْلة»، كأقسى مفارقات الحياة، التي تخلق إنسانًا محطمًا وهَشًّا، يسحبه تيَّارها الجارف إلى منعطفٍ آخر من السلبية، قد تُسَمِّم حياته، وتقتله ببطء.
لعل الاكتئاب والانطواء ومشتقاتهما، مرتبطة بالوِحْدة والعُزْلة، حيث يكون الإنسان وحيدًا في حَشْدٍ من الناس، أو منعزِلًا عن أبنائه وأسرته وأصدقائه، أو في عمله.. فالأمر ليس مجرد كمْ مِنْ حولِك، ولكن ما نوعية علاقاتك بهم؟
لذلك، هناك نوعان من الوِحْدة، يُعْرَفان بالعُزْلة الاجتماعية، ويفتقران إلى دعم الروابط الوثيقة من أقرب المقربين، أو التمتع باتصال اجتماعي «صحي»، بعيدًا عن الدعم العاطفي الحقيقي.. أو المتوَقَّع.
عندما ننظر لذواتنا، يبدو أننا أصبحنا «ظاهريًا» أكثر تواصلًا من أيِّ وقتٍ مضى، مع إيقاع الحياة السريع، والتطور التكنولوجي، لكننا «فعليًا» ربما نكون أكثر وِحْدَةً وعُزْلَةً، رغم أننا «لسنا وحدنا»، بالمعنى الحرفي للكلمة!
وحيث إن الاتصال أحد الاحتياجات الأساسية المهمة للإنسان، للحفاظ على الصِّلات والروابط مع الناس، لكنه بالطبع ليس بديلًا ناجعًا للتواصل الشخصي، الذي يمكنه تخفيف الاحتقان من العُزْلة والوِحْدة، مما يعرضنا لانسحاقٍ نفسيٍّ كبير، أو انزوائنا وانعزالنا، من دون أدنى إحساس بالحاجة للتواصل مع الآخرين، حتى لو كانوا ضمن أفراد الأسرة أو الأصدقاء المقربين.. باعتبارهم «غرباء»!
لعل أصعب أنواع الوِحْدة، يكون نتيجة «الاغتراب» الاجتماعي.. أو العاطفي، لتجد نفسكَ مضطرًا للتعامل مع «مقربين»، وكأنك لم تعرفهم من قبل، فتُصاب بشتى أنواع الآلام التي يصعب علاجها.
إذن، نتيجة العُزْلة والوِحْدة قاسية وأليمة، خصوصًا عندما تدفعكَ للهروب ولو على حساب نفسك، لأن الانعزال يعني ببساطة أنْ تواجهَ مخاطرَ الحياةِ منفردًا، وفقدان الأمان والثقة في كل مَن حولك!
أخيرًا.. تظل «الوِحْدة» حالة عاطفية غير «مادية»، يمكن تفاديها بالتفاعل الإيجابي مع أشخاص «حقيقيين» يقدمون لك الحب والاهتمام، ولا يتركونك وحيدًا، أو فريسة لـ«العُزْلة»، التي تحتاج إلى أكثر من قولك «يمكنني تجاوز الأمر بسهولة»!
فصل الخطاب:
مهما رأيت من الوِحْدة أو العُزْلة جحيمًا لا يُطاق، فهما أفضل كثيرًا من الأقنعة المتعددة للبشر.

 

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: محمود زاهر العلاقات الاجتماعية

إقرأ أيضاً:

بحلول عام 2720 لن يكون هناك أطفال.. أزمة سكانية خطيرة في اليابان

توقعت دراسة حديثة أجرتها جامعة توهوكو اليابانية، أنه بحلول عام 2720 لن يكون هناك أطفال تحت سن 14 عاما بسبب استمرار انخفاض معدلات الولادة في البلاد.

ووفقا لدراسة أجراها الأستاذ الجامعي هيروشي يوشيدا استندت على إحصاءات عدد المواليد في اليابان عام 2024، أظهرت أنه بحلول يوم 5 يناير 2720 سيكون هناك طفل واحد فقط في اليابان عمره أقل من 14 عاما.

في حين أظهرت دراسة سابقة تم إجراؤها في 1 أبريل 2023، أنه لن يتبقى سوى طفل واحد تحت سن 14 عاما في اليابان بحلول 27 أكتوبر 2821، وبالتالي وفقا للدراسة الأخيرة فإن الانخفاض في عدد الأطفال في اليابان سيحدث قبل 100 عام مما كان متوقعا في عام 2023.

وتواجه اليابان أزمة حادة في انخفاض معدل ولادات الأطفال وشيخوخة السكان، وتشير توقعات المعاهد البحثية إلى أن عدد المواليد في العام الماضي كان أقل من 700 ألف طفل لأول مرة منذ بداية إجراء هذه الإحصائيات رغم أنه وفقا للحسابات الحكومية، كان من المفترض أن يحدث ذلك في عام 2038.

ووفقا للبيانات الأخيرة فإن حوالي 11% فقط من إجمالي سكان اليابان هم تحت سن 15 عاما، وما يقرب من 30% من السكان تزيد أعمارهم عن 65 عاما.

آخر تحديث: 8 يناير 2025 - 15:37

مقالات مشابهة

  • متى يكون الصداع علامة خطر؟.. مفاجئ ولا يتحسن بالمسكنات
  • الصدر عن انتخاب عون: عسى أن يكون باباً لأخذ الجيش اللبناني زمام الأمور
  • أمانة الشرقية: تطرح أكثر من 370 فرصة استثمارية لدعم جودة الحياة
  • السيد القائد: جرائم الإبادة التي أرتكبها العدو الإسرائيلي في غزة بلغت أكثر من 4 آلاف مجزرة منها 30 مجزرة هذا الأسبوع
  • إبراهيم عيسى: وزير التعليم نجح في إعادة الطالب للمدرسة وأنهى مهازل الغياب
  • إبراهيم عيسى: يجب تخصيص كل الميزانيات للتعليم وجعله على رأس الأولويات
  • عبد الغفار: نستهدف زيادة الالتحاق بالتعليم في مرحلة رياض الأطفال
  • رئيس الوزراء: تعيين 72 ألف معلم.. وبدء الإجراءات قريبا
  • بحلول عام 2720 لن يكون هناك أطفال.. أزمة سكانية خطيرة في اليابان
  • Anker تعلن عن شاحن جديد بقوة 140 وات في CES 2025