نتنياهو مهاجما منتقديه: تقومون بالعمل نيابة عن السنوار
تاريخ النشر: 28th, May 2024 GMT
شن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هجوما على منتقدي إدارته للحرب على قطاع غزة ومحادثات التهدئة مع "حماس"، سواء من المعارضة أو من داخل الحكومة خلال خطابه في الكنيست.
ونفى نتنياهو أن يكون النهج الذي يتبعه هو العائق الأساسي الذي يحول دون التوصل إلى صفقة تضمن الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة، وزعم أنه "منذ نهاية ديسمبر الماضي وحتى الآن تلقيت 5 طلبات من فريق التفاوض لإبداء المزيد من المرونة في الشروط (الإسرائيلية) وتوسيع صلاحية المفاوضين، وصادقت على كافة المقترحات".
كما شن نتنياهو هجوما حادا على المسؤول عن ملف الأسرى والرهائن الإسرائيليين من قبل الجيش الجنرال في الاحتياط نيتسان ألون دون أن يسميه، وقال: "أولئك الذين يئسوا مدعوون لرفع راية سوداء، أو راية استسلام بيضاء"، وكان ألون قد عبر في جلسات مغلقة تسرب مضمونها لوسائل الإعلام، عن استيائه من إدارة نتنياهو لملف الأسرى.
وكان استخدام نتنياهو لمصطلح راية سوداء لافتا، إذ حاول من خلاله وصم منتقدي إدارته للحرب على غزة ومفاوضات تبادل الأسرى بهوية سياسية معينة، إذ إن حركة "الرايات السوداء" هي حركة احتجاجية مناهضة له وتتهمه بـ "تقويض الديمقراطية في إسرائيل"، علما بأن معظم الانتقادات الموجهة ضده بشأن الحرب تصدر حول المستوى المهني.
وأضاف أن "الإحاطات المتكررة بأننا العقبة أمام التوصل إلى صفقة هي مخادعة وكاذبة، لا تؤذي عائلات الرهائن فحسب، بل تؤدي إلى شيء أسوأ، تجعل من عملية تحريرهم بعيدة المنال". وتابع: "بدلا من توجيه اللوم للسنوار، فإنه يتم توجيهه لإسرائيل. السنوار سعيد لأن هناك من يقوم بالعمل من أجله، ويرى أن إسرائيل تقدم المزيد والمزيد من التنازلات".
وجاءت كلمات نتنياهو في ظل حضور عائلات أسرى محتجزين في قطاع غزة لجلسة الكنيست، حيث رفعت لافتات عليها صور ذويها وطالبت نتنياهو بـ "النظر في أعينهم". كما قاطع زعيم المعارضة يائير لبيد خطاب نتنياهو في أكثر من مناسبة وطالبه بـ "تحمل المسؤولية" والاستقالة من منصبه، كما دعاه إلى "التوقف عن ترديد الشعارات" والعمل على إعادة الأسرى بـ "أي ثمن".
وكرر نتنياهو موقفه بشأن "النصر المطلق" في الحرب الإسرائيلية على غزة، وقال: "أسمع هنا (في الكنيست) في الاستوديوهات أنهم يكررون باستمرار استحالة النصر. أيها المواطنون الإسرائيليون، إذا كنتم تريدون النصر والقوة، فاستمعوا إلى المحاربين. لن أرفع راية الاستسلام البيضاء، سأواصل القتال حتى النصر".
وتابع "يجب ممارسة الضغط على حماس، ونحن نفعل ذلك. أنا لست مستعدا للاستسلام لأعدائنا. هذا يمنح إيران ومحور الشر نصرا هائلا. أنا أقف في وجه الضغوط من الداخل والخارج، ليس هناك بديل عن النصر المطلق. في كل جيل، يستنهضون أنفسهم لقتلنا (في اقتباس من التوراة)، لقد تغلبنا عليهم، وهذا الشيء نفسه سيحدث هذه المرة".
وعن المجزرة التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي في رفح عبر استهداف مأوى للنازحين ما أسفر عن مقتل 45 مدنيا، قال نتنياهو: "الليلة الماضية كان هناك خلل في رفح، وسوف نقوم بالتحقيق فيه. بالنسبة لنا، أي شيء يحل بغير المتورطين هو مأساة، وبالنسبة لحماس هو إستراتيجية؛ وقال إن هناك طلبات متكررة لإسرائيل بـ "تقديم تنازلات".
وأضاف "لبيد وأصدقاؤه يقولون لي أن أتخذ قرارات. أنا أتخذ قرارات، ولكن ليس القرارات التي يريدونها"؛ بدوره شن لابيد هجوما على نتنياهو، وقال: "لا يمكنك أن تظل رئيسا للحكومة، لأنك رهينة بيد المتطرفين في حكومتك. أنت لا تفعل ما تعرف أنه صحيح، لأنك خائف حتى الموت من (الوزيرين) إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموترتش".
وشدد لبيد على أن نتنياهو "يتسبب في تفويت فرصة تاريخية للتوصل إلى اتفاق سلام إقليمي، يؤدي إلى تسوية في غزة وفي الشمال. وقال: "كل ما لديك لأن تقوله هو لا لحماسستان ولا لفتحستان، لأن هذا هو ما تبقى من قيادتك - القوافي. لقد حان الوقت لكي تفعل الشيء المطلوب لمرة واحدة في حياتك: اذهب إلى بيتك".
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: بنيامين نتنياهو استقالة الضغط الكنيست متطرف استخدام احتجاج محارب
إقرأ أيضاً:
قتل الجنود يزيد وتيرة الهجوم على نتنياهو.. وباراك وأيالون يدعوان للعصيان
يبدو أن خسائر جيش الاحتلال منذ أن تابعت المقاومة عملياتها في قطاع غزة قد زادت من وتيرة وحدة الهجوم على رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو الذي يراه كثير من الإسرائيليين عقبة في وجه استعادة الأسرى أحياء من قطاع غزة.
وفي حديث للإذاعة العبرية الرسمية، الأحد، وجّه رئيس وزراء الاحتلال السابق إيهود باراك أصبع الاتهام مجددا إلى نتنياهو بخلط الأوراق.
وتابع: "إسرائيل فعلا على حافة هاوية وديمقراطيتها ومكانتها الدولية في خطر، ونتنياهو هو المسؤول عن النزيف".
وأضاف: "نتنياهو يسعى لنسج صورة مزورة في أذهان الإسرائيليين والعالم مفادها أنه على تنسيق تام مع الرئيس الأمريكي ترامب، لكن الحقيقة أن ترامب تراجع عن فكرة الريفييرا في غزة منذ زمن بعيد، ومنشغل في قضايا أخرى، والآن هو يستعد لزيارة المنطقة وحساباته مختلفة عن حسابات نتنياهو، وهذا انعكس في تصريحاته الأخيرة".
وقال باراك أيضا إنه يتفق بكل كلمة مع رئيس الشاباك الأسبق عامي أيالون في دعوته للعصيان المدني.
وكان أيالون قد شارك في مهرجان خطابي في تل أبيب احتجاجا على استمرار الحرب وتعطيل الصفقة، فدعا الإسرائيليين إلى التمرد وقال: "اخرجوا للشوارع. فعصيان غير عنيف هو واجب مدني لكل مواطن كجزء من المعركة على هوية وروح الدولة التي أسسها الآباء".
وفي كلمته تناول أيالون التصريح الذي تقدم به رئيس الشاباك رونين بار ضد نتنياهو لقضاة محكمة العدل العليا وقضى بأن هذا "حدث تأسيسي في كفاحنا في سبيل الهوية اليهودية والديمقراطية لإسرائيل".
وتابع: "من قرأ التصريح يرى ويفهم – العلم الأسود الذي يلزمنا بعدم الطاعة – رفع منذ الآن!"، مضيفا: "عندما يوضح رئيس الوزراء لرئيس الشاباك أنه في لحظة الحقيقة عليه أن يطيع الحكومة وليس قرار المحكمة، يكون العلم الأسود قد رفع".
واتهم أيالون نتنياهو بأنه طالب رئيس الشاباك بأن "يلاحق ويبلغ عن مواطنين يستغلون حقهم القانوني في الاحتجاج"، وكذا بخرق الاتفاق لإعادة المخطوفين.
وهاجم رئيس الأركان الأسبق دان حلوتس نتنياهو في ذات التظاهرة، وقال: "المتهم نتنياهو هو تهديد واضح، ملموس وفوري على وجود دولة إسرائيل.. هو يقاتل ضد مواطنيه، وظاهرا يتعاون، من خلال رجال مكتبه، مع دولة إرهاب – قطر".
ودعا حلوتس الجمهور إلى أن يطلب جوابا على السؤال "هل توجد خيانة من داخل قدس أقداس دولة إسرائيل؟". وأضاف أن "المتهم ليس جديرا وليس أهلا لأن يكون رئيس وزراء، يتصرف كآخر المجرمين، يحتقر قضاته ويهينهم".
من جهتها نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية عن جيش الاحتلال أن لديه نقصا بنحو 10 آلاف جندي بسبب استمرار الحرب على قطاع غزة وعدم فاعلية مساعي تجنيد اليهود الحريديم.
وقالت الصحيفة إن الجيش الإسرائيلي بدأ بإجراء تعديل يلزم الجنود بالبقاء بعد انتهاء خدمتهم النظامية بسبب نقص العدد، وأوضحت أن الأمر العسكري يفرض على الجنود النظاميين الخدمة في الجيش 4 أشهر إضافية.
وفي مقابلة مع "القناة 12" العبرية قال باراك، السبت، إن "إسرائيل تقف على حافة الهاوية"، محذراً من تداعيات خطيرة تهدد مستقبل دولة الاحتلال الإسرائيلي وهويتها.
وأشار إلى وجود "خطر آني وحقيقي يهدد أمن الدولة ونظامها الديمقراطي وهويتها ومستقبلها"، محمّلاً نتنياهو المسؤولية عن هذه الأوضاع، وقال: "نخوض حرباً عبثية ليس بدافع الضرورات الأمنية، بل بسبب حاجة نتنياهو السياسية لاستمرار الحرب".
وأشار إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي سبق أن أعاد احتلال العديد من مناطق القطاع دون تحقيق نتائج حاسمة.