ماكرون: نحن لا نشن حربا ضد روسيا وشعبها
تاريخ النشر: 27th, May 2024 GMT
صرح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال كلمة ألقاها في الاحتفال بـ "يوم أوروبا" في مدينة درسدن الألمانية، بأن الدول الأوروبية لا تشن حربا ضد روسيا وشعبها.
ماكرون: لم يكن لدى أوروبا من قبل هذا العدد من الأعداء كما هو الحال الآنوقال ماكرون في الخطاب الذي تم بثه في صفحة قصر الإليزيه على منصة "إكس": "نحن الأوروبيين لا نشن حربا ضد روسيا والشعب الروسي"، مشيرا إلى أن دول الاتحاد الأوروبي تعتزم مواصلة تقديم المساعدة لأوكرانيا طالما كان ذلك ضروريا.
وفي الوقت نفسه، أكد الرئيس الفرنسي أن الأوروبيين يؤيدون تحقيق تسوية سلمية طويلة الأمد في أوكرانيا، وأضاف: "السلام لن يعني استسلام أوكرانيا، بل سيكون السلام الذي سيختاره الأوكرانيون أنفسهم".
ووصل الرئيس الفرنسي إلى ألمانيا في 26 مايو في أول زيارة دولة له منذ 24 عاما لعقد اجتماعات بين الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير والمستشار أولاف شولتس.
وبحسب جدول زيارة ماكرون الذي قدمه قصر الإليزيه من المقرر أن يعقد في 28 مايو اجتماعا لمجلس الدفاع والأمن المشترك، يليه اجتماع مشترك لمجلسي وزراء البلدين.
المصدر: RT
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: إيمانويل ماكرون الأزمة الأوكرانية الاتحاد الأوروبي العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا باريس كييف موسكو
إقرأ أيضاً:
ما الذي يحدُثُ في المنطقة العربية؟
عبدالرحمن مراد
تشهد الخارطة السياسية العربية تبدلات وتغيرات جيوسياسية وديمغرافية وبشكل متسارع، ويبدو أن الطوفان الذي انطلقت شرارته في أُكتوبر من عام 2023م سيكون زلزالاً يحدث متغيرات كبيرة في الواقع العربي، وسوف تشهد الخارطة العربية حركة ثورية عميقة تتجاوز كُـلّ ما كان كائناً لترسم واقعاً جديدًا يأتي قبل الاستعداد النفسي والثقافي له.
فما الذي يحدث في المنطقة العربية؟
سؤال لا بُـدَّ أن يحفر في الذاكرة، وهو يبحث عن إجَابَة منذ اندلعت ما يسمى “الربيع العربي”، وثمة ما يماثله من علامات الاستفهام اليوم بعد حركة التبدل التي نشهدها في واقعنا العربي اليوم.
وهل الشعوب هي من يتحكم في المسار الثوري، ومسار الأحداث؟
وإلى أين تتجه سفن المنطقة؟
أصبح الواقع مسؤولاً عن هذه الأسئلة وعن الإجَابَة عليها، وهو في كُـلّ تفاصيله يتحدث عن انحراف في المسارات العامة، الثقافية، والاجتماعية، والسياسية، ويتحدث عن غبن الشعوب، وعن استغفالها؛ فهي خارج سياق الأحداث وفي السياق هي الوقود للحدث، دون أن تصل إلى غاية، أَو تبلغ هدفاً، وكلّ حركة الواقع من حولنا تتحدث عن حركة مضطربة في اليمن، وفي ليبيا، وفي سوريا، وفي العراق، ومعاناة في مصر، وقلق في تونس، ومسار الأحداث يتجه إلى السيطرة على طرق الملاحة، فالقواعد الأمريكية تحط رحالها في البحر الأحمر والبحر العربي، وتسيطر على الجزر ذات الأهميّة الاستراتيجية، وتم انتزاع جزيرة صنافير وجزيرة تيران من السلطة المصرية، والسيطرة على جزيرة ميون وسقطرى، وحنيش الصغرى وحنيش الكبرى، واكتمل المشهد بإحكام السيطرة على خط الملاحة البحري في البحر الأحمر والعربي، ويبدو في المشهد الظاهر أمريكا وأدواتها من العرب، لكن كُـلّ هذا المهاد العسكري تديره المؤسّسة اليهودية التي تحلم بالدولة الموعودة الممتدة من النيل إلى الفرات.
الصراع الإقليمي الذي نلحظ كُـلّ يوم تفاصيله بين السعوديّة وإيران في النشاط العسكري والسياسي، هو في جوهره صراع على الدولة الإقليمية، ومركزية الدولة الإقليمية، لكن الصورة الباطنة لهذا الصراع هو بين “إسرائيل” وإيران في التنافس وليس بين السعوديّة وإيران كما يبدو في ظاهره؛ فحركة التبدلات تقول إن السعوديّة التي تمعن في العداوات لدول الطوق المحيطة بها، لن تكون هي الدولة القادرة على التنافس على مركز الدولة الإقليمية، لعدم قدرتها على التأثير في المسارات بحكم نمو المشاعر السلبية نحوها، عند شعوب دول الطوق الجغرافي، بالإضافة إلى حالة التوحش التي بدت عليها في حربها على اليمن، وغضب الكثير من الفرق والجماعات الدينية منها، وبذلك فهي تزرع لغيرها، وتمهد لفنائها من حَيثُ تظن أنها تحسن صنعاً؛ فحالة الانتقال في نظام الحكم السعوديّ من الأسرية والعشائرية، إلى الجماهيرية بالتركيز على الجيل الجديد محكوم عليها بالفشل؛ فالمستبد الذي يحاول أن يكون شعوبيًّا في الغالب يكون مصيره الفشل ويفقد سلطته، فالمملكة منذ التأسيس تقوم على حالة تناقض وهذا التناقض في التركيب كانت تنظم عقده المؤسّسة الدينية، فالتحول من العصبية العشائرية إلى العصبية الدينية كان سبباً في استقرار المملكة طوال كُـلّ العقود التي مضت، وإعلان الخروج على سلطة المؤسّسة الدينية والحد من دورها وفاعليتها بالانتقال إلى الشعوبية، يفسح المجال لعودة العصبيات العشائرية، وخَاصَّة بعد حركة التوقيف والاعتقالات، وإعلان الإصلاحات الاقتصادية، وتحرير الحياة الاجتماعية، واعتماد سياسة خارجية جديدة في المواجهة، والقيام بتغيير الرؤية الإسلامية في البلاد، وتحجيم دور رجال الدين، وتغيير منظومة الحكم التقليدية، بروح المستبد الذي يريد تجميع خيوط اللعبة السياسية بيده فيفقد كُـلّ شيء بعد ذلك.
تلك المؤشرات تدل على استحالة بقاء المملكة كدولة موحدة وقوية، بل تدل على مؤشرات التفكك والضعف والتلاشي، ومن هنا يصبح الحديث عن مركزية السعوديّة ضرباً من العبث الذي لا طائل منه؛ فتفكيك الدول على أسس عرقية وطائفية وثقافية سيجعل من “إسرائيل” هي الدولة التي تنافس إيران على موقع الدولة الإقليمية وليس السعوديّة التي تذهب اليوم إلى فناء مؤجل؛ بسَببِ غباء قادتها.
فالسعوديّة كما تبدو ليست أكثر من أدَاة أَو آلة تعمل لغيرها فجزيرتا صنافير وتيران لا مصلحة للسعوديّة فيهما ولكن لـ “إسرائيل” مصلحة استراتيجية كبرى فيهما، وإقلاق أمن لبنان ومناصبة حزب الله العداء لا مصلحة مباشرة للسعوديّة في ذلك بل مصلحة مباشرة لـ “إسرائيل”، والاستغراق في استهداف اليمن أرضاً وإنساناً ودولة لا مصلحة للسعوديّة فيه بل لـ “إسرائيل” التي ترغب في فرض الهيمنة على المنطقة وعلى المنافذ البحرية وطرق الملاحة، وأمام حركة التبدلات التي تجري على قدم وساق في المنطقة يجدر بنا الوقوف أمام الظاهرة ليس؛ باعتبَارها ثابتاً لا يمكن تحويله، بل؛ باعتبَار ما يحدث حركة تاريخية تحولية، لا بُـدَّ من التحكم بمسارها حتى نحقّق المصالح المرسلة لشعوبنا، فتفكيك السعوديّة وتحويلها إلى ثلاث دول، أثره على نهضة اليمن أثر إيجابي، لكنه يترك المجال مفتوحاً لـ “إسرائيل” في التمدد.
وفي السياق فقمع السعوديّة للمقاومة التي تناهض مشروع “إسرائيل” لا يصب في مصلحة السعوديّة التي تستهدف في وحدتها الوطنية، وكان الأجدر بالسعوديّة أن تعمل على دفع الضرر الذي يتهدّد وحدتها في قابل الأيّام والسنين وتؤجل المصالح التي تراها في العدوان على اليمن وبعض دول الجوار لها؛ لأَنَّه لن يأتيها ما تخشاه من اليمن أَو من دول الجوار لا في حاضرها ولا في مستقبلها فالمصالح مع اليمن مصالح مشتركة وما يجمع أكثر مما يفرق وكذلك هي مع دول الجوار.
نحن اليوم أمام لحظة تاريخية فارقة إما أن يحقّق العرب والمسلمون وجوداً فاعلاً أَو خضوعاً قد يستمر طويلاً لقوى الشر العالمية ولـ “إسرائيل” وبالتالي تذهب ريحهم ويفشلوا في تحقيق وجودهم على خارطة العالم ونظامه الدولي.