لجريدة عمان:
2024-12-17@16:44:55 GMT

الاستثمار في وسائل التواصل الاجتماعي

تاريخ النشر: 27th, May 2024 GMT

منذ سنوات قليلة انتشرت وسائل التواصل الاجتماعي على نطاق واسع، وتعددت منصاتها وأهدافها؛ فهي عالم افتراضي يتم من خلاله تبادل الأفكار والرؤى والمعلومات، وتمتاز بسهولة تداول الأخبار وسرعة وصولها للجمهور؛ إلا أنها تواجه تحديات تتمثّل في كونها بيئة خصبة لتداول الشائعات ونشر المعلومات غير الدقيقة أو المغلوطة.

ونتيجة لذلك لم تستطع منافسة وسائل الإعلام الرسمية في التواصل مع الجمهور وتوضيح الحقائق وسحب الثقة منها خاصة فيما يتعلق بالأحداث المرتقبة مثل القرارات والقوانين الرسمية. وعموما هي تقنيات حديثة تتطور باستمرار وتتغير ميزاتها، مما يفقدها استدامة الاستخدام، وربكة الاعتماد عليها في الجوانب الاستثمارية والتجارية، مما يدفعنا لسؤال جوهري: هل هناك فرص للاستثمار في وسائل التواصل الاجتماعي؟ قبل أن نجيب على هذا السؤال سنقتبس مقولة للأستاذ في جامعة نيويورك «سكوت جالوواي»، الذي أشار إلى أن «وسائل الإعلام الاجتماعي ليست لعبة الداما، بل هي لعبة الشطرنج»، ورغم عدم اقتناع البعض بأهمية وسائل التواصل الاجتماعي في الجوانب الاقتصادية، إلا أن ما يطلق عليهم المشاهير في هذه الوسائل الإلكترونية استطاعوا جني الكثير من الأموال دون بذل كثير من الجهود سوى توظيف بعض هواياتهم ومهاراتهم في التسويق عن السلع والخدمات. وهنا نستذكر قصة «جاري فاينرتشاك» الذي استطاع مضاعفة رأس ماله بنحو 12 مرة من أربعة ملايين دولار إلى 50 مليون دولار بسبب استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بعد أن اكتشف أنه عندما أنفق 15 ألف دولار للتسويق باستخدام البريد الإلكتروني المباشر، استطاع الحصول على 200 زبون جديد فقط، وعند استخدام اللوحات الإعلانية أنفق 7500 دولار، واستطاع الحصول على 300 زبون جديد فقط، لكن عندما وظّف وسائل التواصل الاجتماعي في منصة X (تويتر سابقا) في التسويق، حصل على 1800 زبون جديد بتكلفة دولار واحد فقط.

من هذه القصة نستنتج أنه ليس بالضرورة عدم نجاح الحملات التسويقية بالطرق التقليدية، لكن توظيف التقنيات الحديثة في الترويج واستهداف المنصات الإلكترونية التي يرتادها الأشخاص باستمرار، يمثل نجاحا للمؤسسة وجمهورها، وربما يعود لقضاء الأشخاص أوقاتا أكثر في وسائل التواصل الاجتماعي، مما يساعد الحملات الإعلامية والترويجية على تحقيق نجاح مبهر نتيجة ظهور الوسم أو المنشور الرائج في كل عملية بحثية يقوم بها الشخص.

قبل فترة وجيزة اطلعت على نتائج دراسة أجرتها شركة ألتيميتر كابيتال للاستثمار كانت النتائج تشير إلى أن الشركات التي تستعين بوسائل التواصل الاجتماعي في حملات الترويج لمنتجاتها وخدماتها تتخطى منافسيها في جميع الدخول والأرباح. وتوصّلت الدراسة أيضا إلى أن مبيعات الشركات الأعلى نشاطا على وسائل التواصل الاجتماعي استطاعت تحقيق معدل نمو يبلغ 19% على المدى المتوسط، فيما توصّلت الدراسة إلى أن الشركات الأقل نشاطا على وسائل التواصل الاجتماعي شهدت انخفاضا في مبيعاتها بمقدار 6٪. هذه الدراسة نستطيع إسقاط نتائجها على أرض الواقع؛ إذ أنه من الملاحظ أن المؤسسات الصغيرة والمتوسطة غير النشطة في الحملات التسويقية الإلكترونية، لم تحظ بمستوى الإقبال المجتمعي مقارنة بغيرها التي وظّفت المنصات الإلكترونية خاصة الإنستجرام للترويج عن خدماتها ومنتجاتها سواء عبر حساباتها الرسمية أو بالاستعانة بمشاهير التواصل الاجتماعي كما يحبّذ المتابعون أن يطلق عليهم.

هل أصبحت علوم الاقتصاد، والاجتماع، والإدارة عوامل نجاح المؤسسات الاستثمارية والمؤسسات الناشئة؟ في رأيي نعم خاصة على المدى المتوسط ما لم يتم استكشاف أدوات تسويقية أخرى أو بديلة عن المنصات الإلكترونية. وهذه العلوم الثلاثة ما لم يتم إدماجها جيدا في الحملات التسويقية، لن تستطيع تحقيق عوائد استثمارية مجزية أو تعظيم إيرادات الاستثمار في وسائل التواصل الاجتماعي. من المهم أن يتم فهم الجمهور قبل القيام بالحملات التسويقية، وقبل القيام بذلك، ينبغي دراسة المجتمع الافتراضي في وسائل التواصل الاجتماعي بشكل موسّع، ودراسة أبعاد المتفاعلين نفسيا واجتماعيا واقتصاديا؛ لتحقيق الغاية من التسويق في هذه المنصات الإلكترونية، ولا ضير أن تتوسع دراسة الجدوى الاقتصادية لأي مشروع لتشمل الجانب الاجتماعي والنفسي للجمهور وللسوق عموما. إلا أنه من المهم فهم التحديات المحيطة بوسائل التواصل الاجتماعي مثل الحسابات المزيّفة التي ربما توجّه المتفاعلين بعيدا عن الحملات التسويقية، مما يؤدي إلى عدم نجاح الحملة، والأخبار المضللة أو غير الدقيقة التي ينشرها البعض عن المنتج أو الخدمة، مما يدفع المتفاعلين لتناقل هذه الأخبار السلبية عن السلعة؛ فينعكس سلبا على الحملة التسويقية، أو دخول حسابات مغرضة في وسائل التواصل الاجتماعي، تهدف إلى إشغال المتفاعلين بأمور أخرى لتقلل من أهمية الحملة التسويقية.

حقيقة من خلال ما أراه من وجود كثير من الأشخاص على وسائل التواصل الاجتماعي، وبدء انتشارها على نطاق واسع، وتنوّع أساليبها ومنهجياتها في توفير منصات للتفاعل، أرى من الجيد الاستفادة منها والاستثمار فيها لتحقيق الأرباح والدخول عبر الترويج للسلع والخدمات، وكذلك الاستفادة منها في التسويق لاستثمارات مختلف القطاعات الاقتصادية.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: فی وسائل التواصل الاجتماعی المنصات الإلکترونیة إلى أن

إقرأ أيضاً:

حقيقة تهديد سيدة بالإساءة لسمعتها على مواقع التواصل الاجتماعي

كشفت الاجهزة الامنية تفاصيل تداول مقطعى فيديو بموقع التواصل الإجتماعى إدعت خلالهما إحدى السيدات بقيام بعض الأشخاص بتهديدها والإساءة لسمعتها نتيجة نشرها لتفاصيل بعض القضايا عبر مواقع التواصل.

 بالفحص تبين أنه بتاريخ 5 الجارى تبلغ لقسم شرطة أول الزقازيق بالشرقية من الشاكية بتضررها من قيام (3 أشخاص – مقيمين بدائرة قسم شرطة ثان الزقازيق) بنشر مقطع فيديو على مواقع التواصل الإجتماعى يتضمن تهديدها بنشر صور مخلة لها والتعدى عليها بالسب .

الداخلية تحقق في بلاغ بوجود أعمال منافية للآداب داخل نادي صحي بمدينة نصربـ 450 ألف جنيه.. طرح لوحة جديدة بمزاد المرور

وبمواجهة المشكو فى حقهم نفوا ما نسب إليهم ، وإتهموا الشاكية بنشر أخبار كاذبة بمواقع التواصل الإجتماعى من بينها واقعة مشاجرة "تم ضبط طرفيها" ، وقيام الشاكية بمناصرة أحد طرفيها ، مما دعاهم لنشر مقطعى الفيديو المنوه عنهما ، لحثها على عدم النشر فى محاولة للتهدئة والصلح بين الطرفين .

يُشار إلى أنه تبين عدم صحة ما تم تداوله بشأن تهديد الشاكية بإلحاق الأذى بها والإساءة لسمعتها .

وتم إتخاذ الإجراءات القانونية حيالهم.



 

مقالات مشابهة

  • ما قصة المقابر الجماعية في سوريا التي ضجت بها منصات التواصل الاجتماعي؟
  • الآن.. حدث بارز مساء اليوم بصنعاء يشعل منصات التواصل الاجتماعي(التفاصيل)
  • 3 أشهر مهلة لشركات التواصل الاجتماعي لتحسين السلامة أو مواجهة غرامات ضخمة
  • ممثل الأعلى لتنظيم الإعلام: شبكات التواصل الاجتماعي تنتهك القيم
  • سعر حذاء رئيس المخابرات التركية إبراهيم قالن يثير الجدل!
  • لمكافحة استغلال الأطفال عبر الإنترنت.. السويد تدرس فرض حدود عمرية على وسائل التواصل الاجتماعي!
  • حذيفة مدحت: إجراءات صارمة من مواقع التواصل الاجتماعي ضد مروجي الشائعات في ٢٠٢٥
  • الإفتاء: وسائل التواصل الاجتماعي أكثر المصادر نشرًا للفتاوى العشوائية والمضللة بنسبة 39%
  • مفتي الجمهورية: وسائل التواصل الاجتماعي ساعدت على انتشار فوضى الفتاوى
  • حقيقة تهديد سيدة بالإساءة لسمعتها على مواقع التواصل الاجتماعي