لجريدة عمان:
2024-11-16@00:42:23 GMT

الاستثمار في وسائل التواصل الاجتماعي

تاريخ النشر: 27th, May 2024 GMT

منذ سنوات قليلة انتشرت وسائل التواصل الاجتماعي على نطاق واسع، وتعددت منصاتها وأهدافها؛ فهي عالم افتراضي يتم من خلاله تبادل الأفكار والرؤى والمعلومات، وتمتاز بسهولة تداول الأخبار وسرعة وصولها للجمهور؛ إلا أنها تواجه تحديات تتمثّل في كونها بيئة خصبة لتداول الشائعات ونشر المعلومات غير الدقيقة أو المغلوطة.

ونتيجة لذلك لم تستطع منافسة وسائل الإعلام الرسمية في التواصل مع الجمهور وتوضيح الحقائق وسحب الثقة منها خاصة فيما يتعلق بالأحداث المرتقبة مثل القرارات والقوانين الرسمية. وعموما هي تقنيات حديثة تتطور باستمرار وتتغير ميزاتها، مما يفقدها استدامة الاستخدام، وربكة الاعتماد عليها في الجوانب الاستثمارية والتجارية، مما يدفعنا لسؤال جوهري: هل هناك فرص للاستثمار في وسائل التواصل الاجتماعي؟ قبل أن نجيب على هذا السؤال سنقتبس مقولة للأستاذ في جامعة نيويورك «سكوت جالوواي»، الذي أشار إلى أن «وسائل الإعلام الاجتماعي ليست لعبة الداما، بل هي لعبة الشطرنج»، ورغم عدم اقتناع البعض بأهمية وسائل التواصل الاجتماعي في الجوانب الاقتصادية، إلا أن ما يطلق عليهم المشاهير في هذه الوسائل الإلكترونية استطاعوا جني الكثير من الأموال دون بذل كثير من الجهود سوى توظيف بعض هواياتهم ومهاراتهم في التسويق عن السلع والخدمات. وهنا نستذكر قصة «جاري فاينرتشاك» الذي استطاع مضاعفة رأس ماله بنحو 12 مرة من أربعة ملايين دولار إلى 50 مليون دولار بسبب استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بعد أن اكتشف أنه عندما أنفق 15 ألف دولار للتسويق باستخدام البريد الإلكتروني المباشر، استطاع الحصول على 200 زبون جديد فقط، وعند استخدام اللوحات الإعلانية أنفق 7500 دولار، واستطاع الحصول على 300 زبون جديد فقط، لكن عندما وظّف وسائل التواصل الاجتماعي في منصة X (تويتر سابقا) في التسويق، حصل على 1800 زبون جديد بتكلفة دولار واحد فقط.

من هذه القصة نستنتج أنه ليس بالضرورة عدم نجاح الحملات التسويقية بالطرق التقليدية، لكن توظيف التقنيات الحديثة في الترويج واستهداف المنصات الإلكترونية التي يرتادها الأشخاص باستمرار، يمثل نجاحا للمؤسسة وجمهورها، وربما يعود لقضاء الأشخاص أوقاتا أكثر في وسائل التواصل الاجتماعي، مما يساعد الحملات الإعلامية والترويجية على تحقيق نجاح مبهر نتيجة ظهور الوسم أو المنشور الرائج في كل عملية بحثية يقوم بها الشخص.

قبل فترة وجيزة اطلعت على نتائج دراسة أجرتها شركة ألتيميتر كابيتال للاستثمار كانت النتائج تشير إلى أن الشركات التي تستعين بوسائل التواصل الاجتماعي في حملات الترويج لمنتجاتها وخدماتها تتخطى منافسيها في جميع الدخول والأرباح. وتوصّلت الدراسة أيضا إلى أن مبيعات الشركات الأعلى نشاطا على وسائل التواصل الاجتماعي استطاعت تحقيق معدل نمو يبلغ 19% على المدى المتوسط، فيما توصّلت الدراسة إلى أن الشركات الأقل نشاطا على وسائل التواصل الاجتماعي شهدت انخفاضا في مبيعاتها بمقدار 6٪. هذه الدراسة نستطيع إسقاط نتائجها على أرض الواقع؛ إذ أنه من الملاحظ أن المؤسسات الصغيرة والمتوسطة غير النشطة في الحملات التسويقية الإلكترونية، لم تحظ بمستوى الإقبال المجتمعي مقارنة بغيرها التي وظّفت المنصات الإلكترونية خاصة الإنستجرام للترويج عن خدماتها ومنتجاتها سواء عبر حساباتها الرسمية أو بالاستعانة بمشاهير التواصل الاجتماعي كما يحبّذ المتابعون أن يطلق عليهم.

هل أصبحت علوم الاقتصاد، والاجتماع، والإدارة عوامل نجاح المؤسسات الاستثمارية والمؤسسات الناشئة؟ في رأيي نعم خاصة على المدى المتوسط ما لم يتم استكشاف أدوات تسويقية أخرى أو بديلة عن المنصات الإلكترونية. وهذه العلوم الثلاثة ما لم يتم إدماجها جيدا في الحملات التسويقية، لن تستطيع تحقيق عوائد استثمارية مجزية أو تعظيم إيرادات الاستثمار في وسائل التواصل الاجتماعي. من المهم أن يتم فهم الجمهور قبل القيام بالحملات التسويقية، وقبل القيام بذلك، ينبغي دراسة المجتمع الافتراضي في وسائل التواصل الاجتماعي بشكل موسّع، ودراسة أبعاد المتفاعلين نفسيا واجتماعيا واقتصاديا؛ لتحقيق الغاية من التسويق في هذه المنصات الإلكترونية، ولا ضير أن تتوسع دراسة الجدوى الاقتصادية لأي مشروع لتشمل الجانب الاجتماعي والنفسي للجمهور وللسوق عموما. إلا أنه من المهم فهم التحديات المحيطة بوسائل التواصل الاجتماعي مثل الحسابات المزيّفة التي ربما توجّه المتفاعلين بعيدا عن الحملات التسويقية، مما يؤدي إلى عدم نجاح الحملة، والأخبار المضللة أو غير الدقيقة التي ينشرها البعض عن المنتج أو الخدمة، مما يدفع المتفاعلين لتناقل هذه الأخبار السلبية عن السلعة؛ فينعكس سلبا على الحملة التسويقية، أو دخول حسابات مغرضة في وسائل التواصل الاجتماعي، تهدف إلى إشغال المتفاعلين بأمور أخرى لتقلل من أهمية الحملة التسويقية.

حقيقة من خلال ما أراه من وجود كثير من الأشخاص على وسائل التواصل الاجتماعي، وبدء انتشارها على نطاق واسع، وتنوّع أساليبها ومنهجياتها في توفير منصات للتفاعل، أرى من الجيد الاستفادة منها والاستثمار فيها لتحقيق الأرباح والدخول عبر الترويج للسلع والخدمات، وكذلك الاستفادة منها في التسويق لاستثمارات مختلف القطاعات الاقتصادية.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: فی وسائل التواصل الاجتماعی المنصات الإلکترونیة إلى أن

إقرأ أيضاً:

«وحدات المرأة الآمنة» حملة إعلامية توعوية على مواقع التواصل الاجتماعي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

 أطلق المجلس القومي للمرأة حملة إعلامية توعوية على وسائل التواصل الاجتماعي للتعريف بـ"وحدات المرأة الآمنة"، تمتد على مدار أسبوعين، وذلك في إطار  حملة الـ16 يوم من الأنشطة للقضاء على العنف ضد المرأة ، وضمن جهود المجلس القومى للمرأة المستمرة لحماية النساء والفتيات من العنف والقضاء عليه.

 تتضمن الحملة مجموعة من المنشورات والفيديوهات علاوة على فيديو انفرجراف للتعريف بالوحدات وآليات عملها وما تقدمه من خدمات، وشارك فى الحملة نشوى الحوفى ومجموعة من الشخصيات المؤثرة على مواقع التواصل الاجتماعى .

مقالات مشابهة

  • طبيب نفسي: وسائل التواصل الاجتماعي مثل الأكسجين.. ولا بأس بالترند الإيجابي
  • مواقع التواصل الاجتماعي وفوضى الشعر!
  • المغرب..احداث خلية لتتبع ارباح مؤثري التواصل الاجتماعي
  • استشاري: 90% من المنصات والتطبيقات الإلكترونية تحظر المواقع عن الأطفال
  • ضبط متهم بالترويج للسحر والدجل عبر مواقع التواصل الاجتماعي بالإسكندرية
  • أبو العلا يتقدم بطلب إحاطة بشأن تداول "حقن التخسيس" عبر مواقع التواصل الاجتماعي
  • الصيدليات الإفتراضية تغزو مواقع التواصل الاجتماعي
  • «الإمارات للإعلام» يدعو للالتزام بضوابط الإعلانات عبر وسائل التواصل الاجتماعي
  • «وحدات المرأة الآمنة» حملة إعلامية توعوية على مواقع التواصل الاجتماعي
  • السعودية بين أكثر 10 دول تقضي أكبر وقت على وسائل التواصل الاجتماعي