بوادر كارثة إنسانية بالفاشر مع استمرار المعارك بين الجيش والدعم السريع
تاريخ النشر: 27th, May 2024 GMT
الفاشر- تصف هاجر الحاج علي، وهي نازحة مقيمة في مركز إيواء حي التيمانات وسط مدينة الفاشر عاصمة شمال إقليم دارفور غرب السودان، الوضع في المدينة بالصعب للغاية.
وتقول للجزيرة نت إن قذيفة سقطت، الأحد، في المركز ألحقت أضرارا بأحد المساكن، مما أجبر بعض المقيمين على المغادرة والخروج للبحث عن ملاذ آمن، فيما بقي آخرون ممن لم يجدوا مكانا يلجؤون إليه، على الطرقات وأرصفة الشوارع دون مأوى.
بدورها، أفادت الناشطة المحلية فاطمة إبراهيم للجزيرة نت بأن سكان المدينة، بمن فيهم النازحون الذين يقيمون في مراكز الإيواء، يواجهون صعوبات جمة في الحصول على المياه الصالحة للشرب والغذاء الكافي.
وأوضحت أنهم يفتقرون إلى أدنى مقومات الحياة الكريمة، في ظل استمرار عمليات القصف المدفعي على المناطق السكنية، وأشارت إلى نقص الإمدادات الأساسية، مما يزيد من معاناة الناس وقالت إن الأوضاع المعيشية في المدينة تزداد سوءا يوما بعد آخر.
ووفق الناشطة فاطمة إبراهيم، تضررت منازل كثيرة أو دُمرت بالكامل، مما أجبر العديد من السكان على النزوح إلى مناطق أكثر أمانا مع وجود نقص في الرعاية الصحية اللازمة.
وناشدت المسؤولين في الهيئات الدولية والمنظمات الإنسانية بالتدخل العاجل لتقديم المساعدات الضرورية للسكان المحتاجين، والتخفيف من آثار الأزمة الإنسانية المتفاقمة في مدينة الفاشر.
في الأثناء، قال حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، عبر صفحته على فيسبوك، إن العالم يشاهد بصمت ما يجري في مدينة الفاشر من انتهاكات بواسطة قوات الدعم السريع المدعومة من دول أعضاء في الأمم المتحدة.
ووصف هذه الانتهاكات بأنها مشهد من أفلام الحركة الخيالية لأنها "تُمارس بواسطة الأشخاص أنفسهم الذين قاموا بالتطهير العرقي والإبادة الجماعية في إقليم دارفور عام 2003″، وفق قوله.
وأكد مناوي أن الدوافع الكامنة وراء هذه العملية "هي إثنية بحتة، خالية من أي اعتبارات أخلاقية أو حتى أسباب سياسية". وأفاد بأنه سيخاطب أمين عام الأمم المتحدة ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي برسائل رسمية خلال الساعات المقبلة، معربا عن أمله في الحصول على ردود إيجابية تتناسب مع مسؤولياتهم.
اهتمام دولييقول المستشار السياسي لحركة جيش تحرير السودان- المجلس الانتقالي- الفاضل كايا إن خطابات مناوي للهيئات الدولية ستلقى اهتماما كبيرا منها، نظرا لخطورة الوضع في الفاشر.
وأضاف للجزيرة نت، أن هذه المنظمات لها تاريخ طويل في التعامل مع الأزمات الإنسانية في إقليم دارفور، وطالب مجلس الأمن الدولي والمنظمات الدولية والإقليمية بمراجعة موقفها تجاه ما يجري لشعب دارفور "من إبادة جماعية وتطهير عرقي يستهدف النازحين الذين هم ضحايا لهؤلاء منذ عام 2003".
كما أكد ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية المدنيين في دارفور والتصدي لانتهاكات حقوق الإنسان التي تحدث بشكل مستمر في المنطقة. وشدد على أهمية تقديم المساعدات الإنسانية الضرورية للسكان المتضررين والعمل على إيجاد حل سياسي دائم للأزمة في الإقليم.
ووفقا للمحلل السياسي محمد سليمان، فإن خطابات حاكم الإقليم تُعَد في غاية الأهمية، ولربما تُعزز الجهود الدولية للتصدي للانتهاكات والوصول إلى حل سياسي للأزمة.
وأوضح أن العالم بات مطالبا بالتحرك بحزم حيال ما يجري في السودان، خاصة في الفاشر، وقال للجزيرة نت إن هناك "فظائع" تُرتكب يوميا بحق المدنيين العزل فيها، مع اتساع دائرة العنف في مختلف المدن.
وبرأيه "لا حل يلوح في الأفق" لوقف الانتهاكات المتصاعدة وذكر أن المدنيين يتعرضون لانتهاكات واسعة النطاق حيث سقط العشرات منهم ضحايا، داعيا المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لوقف هذه الانتهاكات والعمل على إيجاد حل سياسي شامل للأزمة في السودان.
تحذيراتفي غضون ذلك، أدانت منظمة "شباب من أجل دارفور" (مشاد) -في صفحتها على فيسبوك- ما قامت به قوات الدعم السريع بمدينة الفاشر، الأحد، من إغلاق للمصدر الرئيسي للمياه بمنطقة قولو، واعتبرت ذلك انتهاكا جديدا لحقوق المدنيين.
وحذرت من هذه الخطوة التي قالت إن "مليشيا السافنا وثقتها عبر فيديو يوجه فيه أحد قادتها بإغلاق مصدر المياه الرئيسي"، ودعت المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإدانتها ومخاطبة "المليشيا" بعدم محاربة المدنيين العزل.
ويعد خزان قولو غرب الفاشر أحد أهم المشروعات الحيوية المنتجة للمياه في المدينة تم تشييده في عام 1947 على يد المستعمر الإنجليزي.
ومنذ ذلك الوقت، ظل هذا الخزان المصدر الرئيسي والوحيد للمياه في المدينة، حيث يضمن إمداد السكان بالمياه النقية على مدار العام. ويُعتبر أحد أهم المرافق الحيوية فيها نظرا لأهميته القصوى في الحفاظ على استمرارية إمدادات المياه.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات إقلیم دارفور مدینة الفاشر فی المدینة للجزیرة نت
إقرأ أيضاً:
مقتل (30) عنصرا من مليشيا الدعم السريع بالمحور الشرقي لمدينة الفاشر
جددت الفرقة السادسة مشاة بالفاشر مواصلة القوات المسلحة عملياتها البطولية في ميدان الكرامة لتأمين مدينة الفاشر ودحر مليشيا التمرد.
وكشفت أن القوات المسلحة قد نصبت يوم أمس الجمعة ، كمينآ محكمآ بالمحور الشرقي لمدينة الفاشر ، في عملية نوعية بتخطيط هندسي ، وعسكري متقدم ، تمكنت خلاله من القضاء على (٣٠) عنصرآ من المليشيا كانوا يستعدون لمهاجمة دفاعات القوات المسلحة ، بجانب تدمير اربع سيارات ” لاندكروزر ” للعدو ، تاركة أشلاء عناصره متناثرة على مد البصر .
وقالت الفرقة في إيجازها الصحفي الصادر ، أن سلاح الجو السوداني ، نفذ يوم أمس غارات جوية نوعية إستهدفت مطار نيالا ، وعدة مواقع إستراتيجية للعدو، مكبدآ إياه خسائر فادحة في الأرواح والعتاد.
واضافت أن تلك الضربات قد شكلت صدمة كبيرة داخل صفوف المليشيا ، حيث إندلعت خلافات حادة بين قياداتهم ، وسط تبادل الاتهامات بالتضليل والتقصير، مما أدى إلى حالة من التوتر والتفكك داخل معسكراتهم.
وأضأفت الفرقة ، أن هذه العمليات قد أثبتت زيف ، ومزاعم العدو بامتلاكه منظومات دفاع جوي قادرة على تحييد طيراننا الحربي، حيث ظلت سماء نيالا تحت السيطرة الكاملة لسلاح الجو السوداني، الذي يواصل ضرباته المركزة بدقة عالية، مؤكدة أن ذراعها طويل، ولن تترك للمليشيا أي مساحة آمنة.
ولفتت الفرقة أن المليشيا وفي تصرف يائس يعكس حالة التخبط ، قامت بإطلاق أعيرة نارية بصورة عشوائية نهار أمس ، علي أحياء الفاشر ، مما أدي إلي اصابة خمسة مواطنين بجروح متفاوتة حيث تم إسعافهم علي الفور.
وأوضحت الفرقة ، أن القوات المسلحة بالتنسيق مع القوات المشتركة ، والشرطة ، والمخابرات العامة ، وقوات العمل الخاص ، تواصل عمليات التمشيط ، والهجوم المباغت علي أوكار العدو في المحاور الجنوبية ، والشرقية ، والغربية ، حيث أسفرت تلك العمليات خلال الأسبوع الماضي عن تحقيق نجاحات كبيرة ، تمثلت أبرزها في ، الاستيلاء على كميات ضخمة من الأسلحة والذخائر ، مما عزز من القدرات القتالية.
واكدت الفرقة السادسة مشاة ، إستقرار الأوضاع بمدينة الفاشر بالكامل ، مع استمرار التقدم الميداني للقوات المسلحة في جميع المحاور ، وسط معنويات عالية ، وإستعداد قتالي كامل للتصدي لأي تحركات معادية. وترحمت علي ارواح الشهداء.متمنية الشفاء العاجل للجرحي والعودة للمفقودين .
سونا
إنضم لقناة النيلين على واتساب