رئيس الطائفة الإنجيلية: تعاونِ غير مسبوق بين الدولةِ ومنظمات المجتمعِ المدني لتحقيقِ التنمية
تاريخ النشر: 27th, May 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أكد الدكتور القس أندريه زكي رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر، ورئيس الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية، أان مصطلحُ "الجمهورية الجديدة" هو أحدُ المصطلحات المهمة التي انتشرتْ خلال السنواتِ الماضيةِ، والذي دشَّنَه الرئيسِ عبدِ الفتاح السيسي، في الاحتفالِ الذي أُقيمَ باستادِ القاهرةِ، في يوليو عامَ 2021، بمناسبةِإطلاقِ مبادرةِ "حياة كريمة".
وكان الرئيسُ أيضًا قد أعلنَ عنها قبلَ هذا في الندوةِ التثقيفيةِ الثالثةِ والثلاثينَ للقواتِ المسلحةِفي مارس 2021. لكن ربَّما اتخذَ المصطلحُ إعلاميًّا بُعدًا محدودًا؛ إذ ارتبطَ بافتتاحِ العاصمةِ الإداريةِ الجديدةْ. وصحيحٌأنَّ العاصمةَ الإداريةَ الجديدةَ هي منَ الملامحِ المهمةِ للجمهوريةِالجديدةِ، لكنَّها لا تمثلُ كلَّ أبعادِ هذا المصطلحِ؛ إذ أكَّد الرئيسُ أن الجمهوريةَ الجديدةَ هي «جمهوريةُ التنميةِ والبناءِوالتطويرِ، وتغييرِ الواقعِ، وهي جمهوريةٌ تؤسِّسُ نَسَقًا فكريًّاواجتماعيًّا وإنسانيًّا شاملًا، وبناءَ إنسانٍ ومجتمعٍ متطـورٍ،تسودُهُ قيمٌ إنسانيةٌ رفيعةٌ».
دلالةِ المصطلحِ:
وأضاف “زكي” خلال الكلمة التي القاها ، اليوم الإثنين ، بالمؤتمر الذي ينظمه منتدى حوار الثقافات بالهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الإجتماعية تحت عنوان “بناء الجمهورية الجديدة : رؤية ثقافية” والمنعقد بالاسكندرية ، بانه ربما أُطلِق مصطلحُ "الجمهورية الجديدة" في حِقَبٍ تاريخيةٍ مختلفةٍ في عددٍ من البلدانِ بعدَ أن شهدتْ تغيراتٍسياسيةٍ كبيرةٍ؛ وهو -وفقًا لبعضِ الآراءِ- كان يعبِّرُ عن مرحلةٍزمنيةٍ جديدةٍ في عُمر الثورةِ الفرنسيةِ 1789، وأنَّ الساسةَوالمنظِّرين الفرنسيينَ استهدَفوا من خلالِ هذا المصطلحِ الحفاظَ على حالةِ الزخمِ والحراكِ السياسيِّ والديمقراطيِّوالاجتماعيِّ، وكذلك التعبيرَ عنْ رغبةٍ حقيقيةٍ في إحداثِ التغييرِ الذي يؤدِّي إلى غاياتٍ تحقِّقُ التقدمَ الإنسانيَّ على جميعِ الأصعدةِ؛ سياسيًّا واقتصاديًّا واجتماعيًّا.
ويشيرُ باحثونَ آخرونَ إلى أنَّ الجمهوريةَ الجديدةَ تخرجُ من رَحِمِ الواقعِإلى الواقعِ؛ فتَرَى مشكلاتٍ اجتماعيةً وصحيةً وسياسيةً،وتحاولُ وضعَ حلولٍ واقعيةٍ تستطيعُ تطبيقَها، وليستْ حلمًا في عالمٍ خياليٍّ يضعُ شروطًا وقواعدَ يصعبُ تحقيقُها. وبناءً على هذه الرؤيةِ الواقعيةِ، تنطلقُ الجمهوريةُ الجديدةُ منْ مبدأ "ما هو كائنٌ بالفعلِ"، أي أنها "وصفيةٌ وتقريريةٌ"، فتضعُ خطَطًاقريبةَ المدى وبعيدةَ المدى، مع مراعاةِ التحدياتِ الحاليةِوالمُحتَمَلَة؛ فهي ذات رؤيةٍ استشرافيةٍ مبنيةٍ على الواقع. وتنظرُ الجمهوريةُ الجديدةُ للإنسانِ باعتبارهِ منظومةً متكاملةً، ودونَ تمييزٍ من أيِّ نوعٍ؛ فالجميعُ له مكانٌ في هذه الجمهوريةِالجديدةِ. كما تحقِّقُ الجمهوريةُ الجديدةُ أيضًا مبدأَ"البراجماتية المثالية"، بمعنى أنْ يعملَ الجميعُ من أجلِالجميعِ، وأن يُوضعَ الفردُ المناسبُ في المكانِ المناسبِ لتحقيقِمبدأ المعياريةِ والإنجازِ والتميُّزِ.
ولقد وُلِدَت الجمهوريةُ الجديدةُ منْ رَحِم ثورة 30 يونيو 2013، معبِّرةً عن خطواتِ مصرَ الجادةِ إزاء تدشينِ عقدٍاجتماعيٍّ جديدٍ؛ يستهدفُ معالجةَ أخطاءِ الماضي، والعملَ وفقَآليةٍ وتخطيطٍ استراتيجيٍّ.
الجمهورية الجديدة والتنمية:
وتابع “زكي”: أرى في مصطلحِ الجمهوريةِ الجديدةِ بناءً يعتمدُ في الأساسِ على تعظيمِ جهودِ التنميةِ وتفعيلِ شموليةِ تأثيراتِها لتشملَ الجميعَ، والهدفُ الرئيسُ في هذا الأمرِ هو بناءُالإنسانِ المصريِّ عبرَ تطويرِ التعليمِ والصحةِ بشكلٍ أساسيٍّ، لتغييرِ وتحسينِ الأوضاعِ المعيشيةِ وتعزيزِ دورِهِ كمواطنٍيضطلعُ بواجباتِهِ السياسيةِ والاجتماعيةِ والاقتصاديةِ، من خلالِ تطويرِ الوعيِ المجتمعيِّ والتغييرِ في الأفكارِ والسلوكياتِوتنظيمِ الإدارةِ وسُبُلِ الحياةْ.
ولقد انطلقتِ الجمهوريةُ الجديدةُ في مصرَ أساسًا في مناسبةٍ تنمويةٍ كبيرةٍ، لهذا فهي تعبِّرُ عن توجُّهٍ تنمويٍّ واقعيٍّ يبحثُ التحدياتِ القائمةَ "ما هو كائنٌ بالفعلِ"، ويسعَى لتغييرِالوضعِ إلى "ما ينبغي أن يكون".
ويستندُ مفهومُ التنميةِ في الجمهوريةِ الجديدةِ إلى مبدأَيْن رئيسَيْن:
1. التنميةُ الاقتصاديةُ والاجتماعيةُ باعتبارها أساسًا للتنميةِ السياسيةِ، وتثبيتِ واستقرارِ مؤسساتِ الدولةِواستدامةِ اللُّحمةِ الاجتماعيةِ والتماسكِ المجتمعيِّ، بهدف التكاملِ بينَ الخططِ التنمويةِ للدولةِ والمجتمعِ.
2. حقوقُ الإنسانِ بمفهومها الشاملِ، من خلالِ وضعِالمعاييرِ والمحدِّداتِ والحقوقِ السياسيةِ والمدنيةِوالاقتصاديةِ والاجتماعيةِ والتنميةِ المستدامةِ، والأبعاد الأخرى التي تضمَّنها الجيلُ الثالثُ من حقوقِ الإنسانِلتعمل وفقها المؤسساتُ وتمثل هدفًا أمام أيِّ مشروعٍفي المجتمعِ؛ وبهذا لا تنفصلُ حقوقُ الإنسانِ عن أيِّجهودٍ تنمويةٍ، بل تمثل مُنطَلَقًا لها وأساسًا لتفعيلها.
وفي هذا السياقِ، ووفقَ الأهدافِ السبعةَ عشرْ للتنميةِالمستدامةِ للأممِ المتحدةِ، تم تطويرُ الاستراتيجياتِ الخاصةِللتنميةِ المستدامةِ 2030، والتي تركِّزُ على:
- الارتقاءِ بجودةِ حياةِ المواطنِ المصريِّ، وتحسينِ مستوى معيشتِه في مختلف نواحي الحياة.
- التأكيدِ على ترسيخِ مبادئِ العدالةِ الاجتماعيةِ والمشاركةِفي الحياةِ السياسيةِ والاجتماعيةِ.
- تحقيقِ نموٍّ اقتصاديٍّ مرتفعٍ ومستدامٍ يضمنُ الحياةَالكريمةَ.
- تعزيزِ الاستثمارِ في البشرِ وبناءِ قدراتِهِم الإبداعيةِ من خلالِ الحثِّ على زيادةِ المعرفةِ والابتكارِ والبحثِ العلميِّفي كافةِ المجالاتِ.
- مشاركةِ القطاعِ الخاصِّ ومؤسساتِ المجتمعِ المدنيِّ في التنميةِ.
- مراعاةِ ومنحِ أولويةٍ للقضايا ذاتِ البعدِ البيئيِّ ومواجهةِالتغيراتِ المناخيةِ.
وفي هذا الإطارِ أيضًا أودُّ أنْ أشيرَ إلى التعاونِ غيرِالمسبوق بينَ الدولةِ ومنظماتِ المجتمعِ المدنيِّ، والذي ساهمَ كثيرًا في تحقيقِ الكثيرِ من أهدافِ التنميةِ، والذي أثمر أيضًا عن تدشينِ التحالفِ الوطنيِّ للعملِ الأهليِّ التنمويِّ، والذي يتكونُ في الوقتِ الحاليِّ من 36 مؤسسةَ مجتمعٍ مدنيٍّ تتكاتفُجميعُها لتحقيقِ ملامحِ هذهِ الجمهوريةِ الجديدةِ.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الدكتور القس أندرية زكي رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر رئيس الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية الرئيس عبد الفتاح السيسي الجمهورية الجديدة بناء إنسان الجمهوریة الجدیدة من خلال
إقرأ أيضاً:
مياه الإسكندرية تعقد اجتماعًا لدعم التعاون بين المؤسسات الحكومية والمجتمع المدني.. صور
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
نظمت شركة مياه الشرب بالإسكندرية إجتماعًا للجنة المجتمع المدني، برئاسة المهندس أحمد جابر، رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب، لمناقشة سبل تعزيز التعاون مع مؤسسات الدولة ومنظمات المجتمع المدني بهدف تحسين جودة الخدمات ودعم التنمية المستدامة في محافظة الإسكندرية.
حضر الاجتماع عدد من الشخصيات البارزة، من بينهم اللواء محمود نافع، رئيس مجلس إدارة شركة الصرف الصحي بالإسكندرية، والدكتور عربي أبو زيد، وكيل وزارة التربية والتعليم، والدكتورة ماجدة الشاذلي، ممثلة المجلس القومي للمرأة، وعدد من ممثلي الوزارات والجمعيات الأهلية ومؤسسات المجتمع المدني، والأزهر، والكنيسة.
افتتح المهندس أحمد جابر الاجتماع بالترحيب بالحضور، مشددًا على أهمية التعاون بين المؤسسات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني لتحقيق أهداف مشتركة تخدم المجتمع، وتعزز من جودة الخدمات المقدمة للمواطنين، كما أكد أن هذه الجهود المشتركة تساهم في تحقيق التنمية المستدامة وبناء الثقة بين المؤسسات المختلفة والمواطنين.
كما رحب اللواء محمود نافع بالحضور، داعيًا إلى زيادة التعاون بين الجهات لتحقيق أفضل خدمة لسكان محافظة الإسكندرية، فيما تحدث فضيلة الشيخ عاصم محمود قبيصي عن ضرورة ترشيد استهلاك المياه والحفاظ عليها تماشيًا مع توجيهات الإسلام التي تحث على عدم الإسراف في الموارد، كما أضاف القس نوفير إلهام، ممثل البطريركية المرقسية.
إن المياه نعمة عظيمة وهبها الله لنا، وأمانة علينا أن نحسن استخدامها ونحافظ عليها، ودورنا كمؤسسات دينية هو تعزيز الوعي بأهمية الحفاظ على هذه الموارد الثمينة، وأن نغرس في قلوب الأجيال الجديدة قيم المسؤولية تجاه البيئة والموارد الطبيعية من خلال الشراكة مع شركة مياه الشرب بالإسكندرية ومختلف الجهات، كما نسعى لتعزيز مفهوم الاستدامة والإحسان في استخدام الموارد، ونتطلع لتكاتف الجهود لخدمة المجتمع وتوفير حياة كريمة ومستدامة لكل مواطن.
أشاد الدكتور عربي أبو زيد بالتعاون بين شركة مياه الشرب ومديرية التربية والتعليم لنشر الوعي حول أهمية الحفاظ على المياه بين الطلاب، مشيرًا إلى تنظيم ندوات توعوية في أكثر من 200 مدرسة بمحافظة الإسكندرية، وتزويد المدارس بقطع موفرة للمياه.
كما أثنت الدكتورة ماجدة الشاذلي على التعاون بين شركتي الصرف الصحي والمياه خلال السنوات الماضية، مما يسهم في تحسين الخدمات المقدمة للمواطنين ومواجهة التحديات المناخية التي تشهدها المحافظة.
يعد هذا الاجتماع خطوة هامة نحو تعزيز التعاون بين الجهات الحكومية والمجتمع المدني لتحقيق الأهداف المشتركة ورفع مستوى الوعي البيئي والمائي لدى المواطنين، مما ينعكس إيجابيًا على جودة الحياة في الإسكندرية.
1000006450 1000006449 1000006447 1000006444 1000006445 1000006448 1000006443 1000006446