لجريدة عمان:
2025-03-04@09:30:16 GMT

الطغيان .. وإن طال

تاريخ النشر: 27th, May 2024 GMT

فعليًا نحن الآن على مفترق طرق في مرحلة ما بعد 7 أكتوبر، لسنا نحن فقط، بل العالم كله يواجه لحظات حاسمة ومصيرية، وهي لحظات معاكسة تماما لكل محطات الانكسار العربي الذي يكمل 75 عامًا من التراجع والهوان والذل والتعذيب في الشعوب.

لحظات فارقة في التاريخ تصنع لمرحلة مهمة وجديدة منه، وما قبل هذا التاريخ ليس كما بعده، وهي تنذر بأفول الطغاة والاستبداد واندحارهم كما هي في التاريخ، بعد أن خدعوا العالم من ادعاء نزولهم على القمر إلى بحثهم عن المقاومين بين جثث 15 ألف طفل شهيد.

مرحلة تشهد ارتفاع الكراهية في المجتمعات الغربية ضد التضليل والإبادة والحرمان من مقومات الحياة كالغذاء والدواء وحق العيش بكرامة، وتضليل ينسف روايات الذين يروّجون للحريات والمثلية وأحلام المجتمعات المدينة العصرية، للذين استطاعوا على مدى قرنين من الزمان وهم يملؤون رؤوسنا بانتصاراتهم الوهمية القديمة والحديثة، وللذين وثقوا تفوقهم في الحربين العالميتين الأولى والثانية في العصر الحديث ونعتوا الشعوب الأصلية التي استولوا على بلدانها بالتخلف والتوحش ولا زالوا جاثمين فيها.

7 أكتوبر أعاد كتابة القضية الفلسطينية وكأنها تولد من جديد، بغض النظر عن أولئك الذين ساندوا ودعموا الاحتلال وهبُّوا لنجدته من الانهيار الكلي بعد أن امتلأت قناعاتهم أن الأمة العربية لن تقوم لها قائمة ولن تتفوق على الأسطورة الصهيونية.

الوضع يختلف اليوم أمام هذا الصمود الجبار والكبير لفئة قليلة من المؤمنين بقضيتهم أمام جيش العالم، للذين يتساوى الموت والحياة في نظرهم، للذين يرون أنه لا حياة دون كرامة؛ لأنه الوطن وترابه والتوقان للحرية التي تمارسها شعوب العالم باستثنائهم هم فقط.

الانتكاسات المتتالية لجيش الاحتلال الإسرائيلي تقربه من الفشل يوما بعد آخر وتستهلكه وتعجز أمامه كل الحيل التي جربها في استعادة أسراه والذين لحقوا بهم من يومين وزاد عددهم عن السابق، وزادت معها معاناة قادته لما وصلوا إليه من تردٍّ وتخبُّط وتزايد الانقسامات فيه وفي مجتمعه المصطنع.

هذه الحرب المريرة على كل فلسطيني وفلسطينية رغم خسائر الأرواح والجرحى والموت والفواجع اليومية وتدمير الشجر والحجر والمدر، فإنها تقربه يومًا بعد آخر من حلم النصر، فكل المعطيات ليست في صالح المعتدي وسوف يصعب عليه الاستمرار في نهج الوحشية والإبادة الجماعية اليومية لهذا الشعب الأعزل الذي عوضه الله في صحو ضمير العالم وأعاد قضيته إلى الواجهة، كقضية ملحة تعضدها الشعوب النقية التي فاجأت العرب في نصرتها واعترافها المتأخر لعديد دولها والتي تمثل بداية الاعتراف الكلي.

رغم كل الظروف منذ 100 عام ومعاناة أهلنا في فلسطين من قبل احتلال أرضه المقدسة، فإن الحق وإن تأخر سوف يعود لأهله، وإن الله سيعوضهم على صبرهم الطويل وتحملهم كل ما يواجهوه يوميا من تغييب وإعدام وقتل وتشريد وهدم للبيوت وإبادة لشيخ وطفل وامرأة، سيعوضهم عن كل ألم مر وكل فراق للأحبة وكل نهب للأرض وتدمير للزرع وطغيان معتديه وإعدامات أبنائه أمام أحبائهم، سيعوضهم بقوة الإيمان والعقيدة والقدرة على مواجهة عدوهم بالصبر والبأس؛ لأنهم يسطرون ملحمة وفاء لحياة أجيال قادمة.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

لقاء خرج عن الأعراف والتقاليد.. خبير: مشادة ترامب وزيلينسكي غير مسبوقة

أكد أحمد سيد أحمد، خبير العلاقات الدولية، أن المشهد الذي دار أمس بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي داخل البيت الأبيض كان غير مسبوق في التاريخ الحديث.

رئيس وزراء بريطانيا يدخل على خط الأزمة بين ترامب وزيلينسكي .. ماذا فعل ؟لحظة طرد زيلينسكي.. من هو الرئيس الأوكراني الذي أثار استياء ترامب؟

وأوضح «سيد أحمد»، خلال مداخلة عبر شاشة «القاهرة الإخبارية»، أن البيت الأبيض شهد مئات اللقاءات بين الرؤساء الأمريكيين وقادة العالم، لكن ما حدث كان خروجًا كاملًا عن الأعراف والتقاليد الدبلوماسية.

وأشار، إلى أنه عادة ما تُجرى المؤتمرات الصحفية في اللقاءات الرسمية أمام الإعلام وفقًا لاتفاقات مسبقة حول التصريحات العلنية، مواصلا: «ترامب فاجأ العالم بمشهد غير مسبوق يعكس تطورات دراماتيكية».

وذكر، أن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، المسؤول عن العلاقات الخارجية، التزم الصمت ولم يتدخل بأي كلمة أو تصريح خلال هذا اللقاء. 

وأكد، أن ترامب يرى زيلينسكي عقبة أمام تحقيق وعوده الانتخابية بإنهاء الحرب الأوكرانية سريعًا وتحقيق السلام في أوكرانيا، حيث كان قد وعد بإنهاء الحرب في أيام.

مقالات مشابهة

  • ريال مدريد يستعد لدخول التاريخ أمام جاره أتلتيكو
  • مدرب أتلتيكو يتحدى «التاريخ الكارثي» أمام ريال مدريد!
  • موعد مباراة منتخب مصر أمام إثيوبيا بالتصفيات المؤهلة لكأس العالم
  • نيفيز: كأس العالم للأندية 2025 ستكون الأجمل في التاريخ
  • «الإمبراطور» يطارد التاريخ أمام السد في «نخبة آسيا»
  • ميتروفيتش يصل إلى الرياض بعد الفحوصات التي أجراها في صربيا
  • مؤشرات الضعف التدريجى للذراع الأيمن لقهر الشعوب “ الإمبريالية الأمريكية”
  • سلسلة لا تُقهر..فليك يقترب من كتابة التاريخ مع برشلونة
  • لقاء خرج عن الأعراف والتقاليد.. خبير: مشادة ترامب وزيلينسكي غير مسبوقة
  • الحاج حسن للذين يتحدثون عن السيادة: ألا تعتبرون أن إسرائيل تخرق السيادة عندما تقتل شبابًا لبنانيين؟