أكد د. أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية والقيادى بحركة فتح، أنه باعتراف إسبانيا وأيرلندا والنرويج بالدولة الفلسطينية يرتفع عدد الدول المعترفة بدولة فلسطين فى الاتحاد الأوروبى إلى 12 دولة، وفى الأمم المتحدة إلى 146 دولة. واعتبر «الرقب»، فى حوار خاص مع «الوطن»، ذلك خطوة مهمة ستتبعها خطوات مماثلة، وسيُبنى عليها قريباً للضغط على الاحتلال للانسحاب من الأراضى المحتلة عام 1967، تنفيذاً لقرارات الأمم المتحدة فى هذا الصدد.

. وإلى نص الحوار: 

ما دلالة اعتراف إسبانيا وأيرلندا والنرويج بالدولة الفلسطينية؟

- اعتراف إسبانيا وأيرلندا والنرويج بدولة فلسطينية خطوة مهمة جداً فى إطار دعم الشعب الفلسطينى، وتدل على أن العالم ملّ من إدارة الصراع، وآن الأوان لأن يحله. وإضافة إسبانيا وأيرلندا والنرويج جعلت عدد دول الاتحاد الأوروبى المعترفة بدولة فلسطين 12 دولة من أصل 27 «دولة عضو بالاتحاد»، وهذا دلالة على انتصار النضال الفلسطينى والحق الفلسطينى. طبعاً حجم التحريض الذى يقوم به الاحتلال ضد هذه الدول نتج عن خوفه من أن يكون هناك تثبيت للحق الفلسطينى من قِبل دول أوروبية أخرى، مثل إسبانيا وأيرلندا والنرويج. ولذلك رأينا عملية استدعاء سفراء الاحتلال من هذه الدول، وكذلك استدعاء سفراء هذه الدول فى تل أبيب وإرسال رسائل ضد هذه الخطوة.

هل تساعد هذه الخطوة فى دفع الصراع الإسرائيلى - الفلسطينى للتسوية من خلال حل الدولتين؟

- طبعاً نحن نعلم أن هذه خطوة أقرب إلى أن تكون معنوية، لأنه لا أحد يستطيع أن يُقيم الدولة الفلسطينية إلا بقرار دولى أولاً من مجلس الأمن ثم يفرض على الاحتلال. وحتى الآن هناك يمين متطرف لا يؤمن بالسلام مع الفلسطينيين، ولا يدفع باتجاه الانسحاب من الأراضى الفلسطينية وقيام الدولة الفلسطينية، وبالتالى هناك مُعيقات كبيرة جداً من الاحتلال للوصول إلى قيام الدولة الفلسطينية، لكن اعتراف هذه الدول يساعد بشكل أو بآخر على التعديل والضغط على الولايات المتحدة والاحتلال الإسرائيلى. وقد كان غياب الإرادة الدولية لإنهاء الصراع أزمة، لكن وصول عدد الدول المعترفة بالدولة الفلسطينية إلى 146، فهذا رقم مهم جداً وسيُبنى عليه فى المستقبل القريب، ويكون بمثابة نقطة ارتكاز للضغط على الاحتلال والولايات المتحدة الأمريكية، لإصدار قرار بانسحاب الاحتلال من الأراضى التى احتلها عام 67، تطبيقاً لقرار الأمم المتحدة فى هذا الشأن.

هل يقود هذا الإعلان فعلاً مزيداً من الدول الأوروبية ذات الثقل لإعلان اعترافها أيضاً بالدولة الفلسطينية؟

- نحن نعتقد أن هذه الخطوة ستليها اعترافات أوروبية مختلفة. طبعاً هناك دول حسمت الأمر بالاعتراف، مثل مالطا وسلوفينيا، ولكن نتوقع أن هناك دولاً أخرى من الاتحاد الأوروبى، حيث يتبقى قرابة 15 دولة لم تعترف بنا. وهناك دول طبعاً فى باقى آسيا، وإجمالى دول العالم، وتبقى طبعاً الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا. لكن أعتقد أن اعتراف 3 دول فى هذا الوزن سيُشجّع دولاً أخرى فى أوروبا للاعتراف بالدولة الفلسطينية، وقد يكون ذلك قريباً جداً، أى قبل نهاية هذا العام. طبعاً الاحتلال يحرّض على أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية هو دعم للإرهاب، حسبما يصنّفه الاحتلال، ولا يرى أنه دعم لنضال الفلسطينيين الذين يرى العالم أنه آن الأوان ليحققوا حلمهم بقيام دولتهم مثل باقى الشعوب.

لماذا أثار إعلان هذه الدول اعترافها بالدولة الفلسطينية غضب إسرائيل؟

- طبعاً الاحتلال الإسرائيلى يعيق أى اعتراف بالقضية الفلسطينية، وهو يتنكّر للفلسطينيين وحقهم فى قيام دولتهم الفلسطينية، ويتنكّر أصلاً للشعب الفلسطينى. فمجرد اعتراف دولى بالفلسطينيين هو بالنسبة له انتصار للحق الفلسطينى، وانتصار لدماء النساء والأطفال التى نزفت خلال 8 أشهر تقريباً، وبالتالى هذا يغيظ الاحتلال، فما بالك عندما أصدرت «الجنائية الدولية» مذكرات اعتقال لقيادة الاحتلال، مثل نتنياهو وأعضاء فى مجلس الحرب، فهذا بالنسبة لهم سيكون بمثابة اعتراف دولى كبير بإجرام الاحتلال، وهذا سيدفع باتجاه دول أخرى للاعتراف بذلك، مثل إسبانيا وأيرلندا والنرويج، خاصة مع ما لهذه الدول من وزن، وهذا سيُشجع دولاً أوروبية أخرى على الاعتراف بدولة فلسطين.

وما دلالة اقتراح وزير المالية الإسرائيلى سيموتريتش عدة إجراءات رداً على الاعتراف بالدولة الفلسطينية؟

- أهم من تصريحات سيموتريتش، قيام وزير الحرب الإسرائيلى جالانت بإلغاء فك الارتباط مع مناطق شمال الضفة الغربية بناءً على اتفاق انسحاب منها عام 2005. وبالتالى هى عودة بشكل كامل إلى مدن وقرى ومخيمات شمال فلسطين، وهذا يعنى العودة إلى جنين، وطولكرم، وقلقيلية على سبيل المثال، وإعادة بناء المستوطنات. وسيموتريتش صرّح بشكل واضح بأنهم سيعيدون بناء المستوطنات، رداً على هذا الاعتراف، إذاً من يعيق قيام دولة فلسطينية بشكل واضح هم غُلاة المتطرفين الذين يحكمون فى تل أبيب.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: فلسطين دول العالم المجتمع الدولي الاحتلال غزة إسبانیا وأیرلندا والنرویج بالدولة الفلسطینیة هذه الدول

إقرأ أيضاً:

رئيس الوزراء العراقي: يوم غد نخطو خطوة مهمة تأخرت لسنوات

رئيس الوزراء العراقي: يوم غد نخطو خطوة مهمة تأخرت لسنوات

مقالات مشابهة

  • المنظمات الأهلية الفلسطينية: قرار «الجنائية الدولية» خطوة محورية لمحاسبة إسرائيل
  • السلطة الفلسطينية ترحب بقرار اعتقال نتنياهو.. ولندن: نحترم استقلال «الجنائية الدولية»
  • "الحرية المصرى": قرار الجنائية الدولية خطوة مهمة لحماية الشعب الفلسطينى من جرائم الاحتلال
  • عاجل - مندوب فلسطين بالأمم المتحدة: موقف مصر الداعم للقضية الفلسطينية يؤكد العلاقات الأخوية ودورها الريادي
  • مندوب فلسطين بالأمم المتحدة يشيد بالدور المصري الداعم للقضية الفلسطينية ودورها الريادي بالمنطقة
  • العراق يعبر عمان بهدف أمين ويقطع خطوة مهمة في طريق للمونديال
  • الهباش: دون حل "القضية الفلسطينية" العالم سيظل يعاني من غياب الأمن والاستقرار
  • رئيس الوزراء العراقي: يوم غد نخطو خطوة مهمة تأخرت لسنوات
  • الشافعي عن انضمام مصر للتحالف العالمي لمكافحة الفقر والجوع: خطوة مهمة للغاية
  • قيادي بالشعب الجمهوري: مشاركة مصر بقمة العشرين تعكس تقدير العالم لمصر والسيسي