إسبانيا وأيرلندا والنرويج تُعطي دفعة لـ«دولة فلسطينية مستقلة».. واعترافها يدخل حيز التنفيذ غدا.. وخبراء: خطوة لدعم تنفيذ حل الدولتين
تاريخ النشر: 27th, May 2024 GMT
جاء قرار كل من إسبانيا وأيرلندا والنرويج بالاعتراف بـ«دولة فلسطينية مستقلة»، المقرّر أن يدخل حيز التنفيذ ابتداءً من غدا 28 مايو 2024، ليُشكل وفقاً لمسئولين أوروبيين وعرب وخبراء، «دفعة لجهود تسوية الصراع، وتكريس حق الشعب الفلسطينى فى تقرير مصيره، وأخذ خطوات فعلية لدعم تنفيذ حل الدولتين»، وتشجيع مزيد من الدول على دعم هذا المسار، فى مقابل «المزيد من تكريس عُزلة كل من إسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة».
وبانضمام الدول الأوروبية الثلاث يرتفع عدد دول الاتحاد الأوروبى المعترفة بدولة فلسطين إلى 12 دولة من أصل 27 دولة «عدد أعضاء الاتحاد»، بنسبة تقترب من 44.5% من إجمالى دول الاتحاد الأوروبى، كما يرتفع عدد الدول المعترفة بدولة فلسطين إلى 146 دولة من أصل 193 دولة بالأمم المتحدة، أى أن نحو ثلاثة أرباع الدول المنضمة للأمم المتحدة أصبحت تعترف بالدولة الفلسطينية.
واعتبر رئيس الوزراء الأيرلندى، سايمون هاريس، أن «الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة خطوة تم تنسيقها مع إسبانيا والنرويج، فى يوم تاريخى ومهم لأيرلندا وفلسطين»، موضحاً أن «هذه الخطوة تهدف إلى المساعدة فى دفع الصراع الإسرائيلى - الفلسطينى إلى التسوية من خلال حل الدولتين». وشدّد رئيس الوزراء الأيرلندى كذلك على أن الاعتراف بدولة فلسطينية لا يُقلل من إيمان أيرلندا بحق إسرائيل فى الوجود بسلام وأمن، وهو موقف قال إنه لا لبس فيه.
وفى مؤتمر صحفى مشترك بين وزراء خارجية الدول الأوروبية الثلاث، أمس، فى العاصمة البلجيكية بروكسيل، أكد وزير الخارجية الإسبانى خوسيه مانويل ألباريس، أن الدول الثلاث ستُعلن رسمياً، اليوم، الاعتراف بدولة فلسطين.
وقال وزير الخارجية الأيرلندى مايكل مارتن، إن الأسرة الدولية، بما فيها الاتحاد الأوروبى يتحدّثون عن دعم حل الدولتين على أساس الرابع من يونيو عام 1967 منذ عقود، لكننا لم نقترب من هذا الحل. وأوضح أن الدول الثلاث تُركز على كيفية المساهمة فى خطوات ملموسة، من أجل ضمان حق الفلسطينيين فى تقرير المصير، وتطبيق حل الدولتين. وتابع: عقدنا أمس اجتماعاً مع الدول الأوروبية والعربية، واتفقنا على ضرورة وقف الحرب العدائية فى غزة، واتخاذ خطوات واضحة لإقامة دولة فلسطينية.
وقال وزير الخارجية النرويجى إسبن بارث إيدى، إن الاعتراف بالدولة الفلسطينية جزء من مسار يهدف للوصول إلى عملية سلام فى الشرق الأوسط، داعياً الدول الأوروبية التى تنظر فى ذلك، لأن تتبع خطاهم.
وشدّد «إيدى» على ضرورة الوقف الفورى لإطلاق النار، وتعزيز الجهود الإنسانية والإغاثية، وضرورة تحديث التسوية السلمية بإقامة دولة فلسطينية، لكسر دوامة العنف فى قطاع غزة والضفة الغربية.
ولفت إلى أنه اجتمع مع وزير الخارجية السعودى فى مجموعة الدول الأوروبية العربية التى تضم 38 دولة و3 منظمات، من أجل وضع خطة سلام تلبى مطالب الفلسطينيين وحقوقهم، وخرج بدعم فكرة عقد مؤتمر لتطبيق حل الدولتين.
وعلى الصعيد العملى، أعلنت أيرلندا أيضاً أنها سترفع مستوى مكتبها التمثيلى فى الضفة الغربية المحتلة إلى سفارة كاملة، كما سيتم منح البعثة الفلسطينية فى أيرلندا وضع السفارة الكاملة، حسبما نقلت «سكاى نيوز عربية»، فيما توقعت مصادر دبلوماسية فلسطينية لـ«الوطن» أن يتكرّر الأمر نفسه مع كل من إسبانيا والنرويج.
وتوقع ألون ليل، المدير العام السابق لوزارة الخارجية الإسرائيلية، أن تكون لهذه القرارات آثار داخل إسرائيل والمجتمع الإسرائيلى، قائلاً: يمكن أن تكون لها أهمية إذا قرّرت دول أخرى، كما تأمل الدول الثلاث، الاعتراف بدولة فلسطينية، حسبما نقلت «سكاى نيوز عربية».
واعتبرت عبير ياسين، الخبيرة بمركز «الأهرام» للدرسات السياسية والاستراتيجية، والمتخصّصة فى القضية الفلسطينية، أن «قرار الاعتراف خطوة مهمة على المستوى الدبلوماسى وستكون لها تأثيرات على المدى البعيد، رغم أنه من غير المتوقع أن ينتج عنها فى المدى القصير خطوات عملية على صعيد وقف الحرب أو تحسين ظروف المواطنين الفلسطينيين».
وأضافت «ياسين»: هذه القرارات من شأنها أن تُغذّى حالة الزخم والحراك العالمى الحالى، ومن بينه الحراك الطلابى، الذى بات يطالب بإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية، باعتبار ذلك خطوة أساسية لحل الصراع.
واعتبرت «ياسين» كذلك أن قرارات الاعتراف الأخيرة بالدولة الفلسطينية من جانب هذه الدول الأوروبية الثلاث تشير إلى أن الرواية القائلة بأن الحل الأساسى للصراع هو الحل القائم على الدولتين والقدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية، قد تجاوزت أنصارها وداعميها التقليديين المتمثلين فى مصر والدول العربية والسلطة الفلسطينية، وأصبحت حالياً تدعمها دول جديدة.
ولفتت الخبيرة بمركز «الأهرام» للدراسات إلى أنه مع الضغط والحراك الشعبى وتزايد عدد الضحايا، وما تصفه بـ«الإحراج الشعبى»، من الممكن أن تنضم دول أخرى إلى هذا الزخم الذى يؤكد ضرورة إعلان الدولة الفلسطينية المستقلة، باعتبارها الأساس فى حل الصراع، وأن المفاوضات ليست هدفاً فى حد ذاتها، فى مقابل الرواية الأخرى التى تدافع عنها إسرائيل والولايات المتحدة، والقائلة إن الدولة الفلسطينية يجب أن تكون نتاج تفاوض، مع العلم بأن مسار التفاوض الذى بدأ منذ أكثر من 3 عقود لم يفضِ إلى شىء حتى الآن.
وبالإضافة إلى ما سبق، أشارت «ياسين» إلى أنه مع استمرار تزايد عدد الدول المؤيدة لفكرة الاعتراف بالدولة الفلسطينية وتحرير فلسطين، بجانب استمرار الحرب فى غزة، واستمرار الاستيطان، واعتداءات المستوطنين، والزخم الشعبى العالمى، والحراك الطلابى الرافض للحرب واستمرارها، فإن كل ذلك سيضغط على الدول الأخرى المتبقية، فى الاتحاد الأوروبى أو خارجه، لكى تعترف بالدولة الفلسطينية، على الأقل من ناحية أن هذه الدول تُقدّم نفسها كدول مُدافعة عن الحقوق والحريات، مثل فرنسا.
ومن شأن هذا الوضع، كما تضيف الخبيرة بمركز «الأهرام»، أن يؤدى إلى استمرار «عزلة إسرائيل والولايات المتحدة» المتزايدة، وهى العزلة التى تتأكد من خلال موقفهما السلبى من قرارات كل من محكمة «العدل الدولية» و«الجنائية الدولية»، وفكرة إصدار مذكرات اعتقال ضد نتنياهو ووزير الدفاع جالانت، وهو الأمر الذى أصبح مثار انتقاد من الجانب الغربى أيضاً وحتى من اليهود الأمريكان، باعتبار أن ذلك يخل بالنظام والقانون الدولى، وفى النهاية فإن من شأن استمرار كل تلك الضغوط أن يجعل من الصعب على أطراف معزولة التحكم فى العالم وفرض قراراتها عليه.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: فلسطين دول العالم المجتمع الدولي الاحتلال غزة الاعتراف بدولة فلسطین بالدولة الفلسطینیة الاتحاد الأوروبى الدول الأوروبیة وزیر الخارجیة دولة فلسطینیة حل الدولتین إلى أن
إقرأ أيضاً:
وزيرة الدولة لشؤون وزارة الخارجية الفلسطينية لـ«الاتحاد»: غزة جزء أصيل من أرض دولة فلسطين
عبدالله أبوضيف (رام الله، القاهرة)
أكدت وزيرة الدولة لشؤون وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، الدكتور فارسين أغابيكيان شاهين، مجدداً أن قطاع غزة جزء أصيل لا يتجزأ من أرض دولة فلسطين، التي تتمتع بالولاية السياسية والقانونية عليه، شأنه شأن باقي الأراضي الفلسطينية.
وقالت في حوار مع «الاتحاد» إنه قد تم وضع الخطط اللازمة لبدء تقديم الخدمات الأساسية لسكان غزة، بما يضمن تعزيز صمودهم في وطنهم، تمهيداً لإعادة الإعمار بمساهمة الأشقاء والأصدقاء حول العالم، مشيرةً إلى أن الأولوية لتثبيت وقف إطلاق النار، وتقديم المساعدات، وانسحاب القوات الإسرائيلية بالكامل، مع تولي الحكومة الفلسطينية ومؤسساتها مسؤولياتها في القطاع، ووقف جميع الإجراءات الأحادية، بما في ذلك الاستيطان ومحاولات ضم الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية.
وأوضحت شاهين أن الوقف الدائم لإطلاق النار والإدخال المستدام للمساعدات يمثلان مفتاح الإغاثة وإعادة الإعمار، وتعمل الحكومة الفلسطينية على خطة الإنعاش المبكر والاستجابة الطارئة، لمواجهة الوضع الإنساني الكارثي في غزة، وتركز الخطة على الاستجابة الفورية خلال الأشهر الستة الأول من وقف الحرب، بهدف توفير الاحتياجات الأساسية، وضمان استمرار الخدمات الحيوية للسكان.
وذكرت الوزيرة أن هناك جهوداً مكثفة لرفع مستوى التنسيق مع المؤسسات الإغاثية الدولية من أجل تسريع إدخال المساعدات وضمان وصولها بالكميات المطلوبة إلى الشعب الفلسطيني، بجانب إزالة الركام من الطرق والمنشآت الحيوية، لا سيما المستشفيات، وتقديم الخدمات الأساسية مثل المياه والكهرباء والاتصالات والصرف الصحي، وتأمين الإيواء للمتضررين، وتمكين الأطفال من استكمال تعليمهم.
وأضافت أن خطة الحكومة أُعدت بالتنسيق مع الجهات الأممية والدولية ذات الصلة، لضمان أكبر دعم دولي لتنفيذها، خاصة في ظل الدمار الهائل الذي خلّفه العدوان الإسرائيلي، والاستهداف الممنهج للبنية التحتية في قطاع غزة. وأعربت شاهين عن تقديرها الكبير لدولة الإمارات على دعمها المستمر للشعب الفلسطيني من خلال تقديم المساعدات الإنسانية والمساهمة في إعادة إعمار قطاع غزة، ورفضها لمخططات التهجير، كما أشادت بالمواقف العربية الداعمة، لا سيما من مصر، والأردن، والسعودية، والتي تتحمل أعباء إضافية دفاعاً عن القضية الفلسطينية.
وأعربت الوزيرة الفلسطينية عن فخرها بالموقف العربي الرافض لتهجير الشعب الفلسطيني من غزة، ورفض الظلم الذي يتعرض له، وإنهاء الاحتلال، وتمكين الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة في الحرية والاستقلال وتقرير المصير. كما عبرت عن ثقتها في القدرة على إفشال مخططات التهجير، مشددةً على أهمية تأكيد القمة العربية في القاهرة على ثوابت الإجماع العربي تجاه القضية الفلسطينية.
وشددت شاهين على استمرار الجهود الدبلوماسية والسياسية لحشد المزيد من الاعترافات الدولية بدولة فلسطين، داعيةً الدول التي تؤيد حلّ الدولتين إلى الإسراع بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، باعتباره حقاً مشروعاً وثابتاً للشعب الفلسطيني.
وأضافت أن الاعتراف بدولة فلسطين، ومنحها العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، يعد انتصاراً للحق الفلسطيني، وخطوة مهمة نحو حماية حلّ الدولتين، الذي يستند إلى إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.
وطالبت الدول التي اعترفت بدولة فلسطين بممارسة مزيد من الضغوط لتحويل الاعتراف إلى خطوات عملية، تسهم في كبح انتهاكات الاحتلال، وتمكين الحكومة الفلسطينية من أداء واجباتها في تلبية احتياجات الشعب الفلسطيني.
وشددت على أن حلّ الدولتين هو الخيار الوحيد الذي يحظى بإجماع دولي، مؤكدةً أن الحكومة الإسرائيلية تفتعل الأزمات لاستمرار العنف وإفشال أي فرصة لتطبيق هذا الحل.
وقالت إن إسرائيل ترفض علناً حلّ الدولتين وقرارات الشرعية الدولية، وتتجاهل الإجماع الدولي، وتواصل على الأرض تقويض أي فرصة لإقامة الدولة الفلسطينية، وتعتمد الخيار العسكري في التعامل، من دون تقديم بدائل منطقية.
وذكرت الوزيرة أن العمل متواصل لتعزيز التنسيق مع الدول العربية والإسلامية والدول الصديقة، لدعم رؤية السلام العربية في القمة العربية الطارئة المقبلة، والمشاركة الفاعلة في التحالف الدولي لتنفيذ حلّ الدولتين.
كما شددت على أهمية انعقاد المؤتمر الدولي للسلام في منتصف العام الجاري، برئاسة مشتركة من السعودية وفرنسا، داعيةً إلى اتخاذ إجراءات عملية رادعة لوقف الاستيطان، ودعت المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته في تثبيت وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم لإغاثة وإعادة إعمار قطاع غزة.