مسجد عثمان بن عفان بجدة يشهد لأول مرة أعمال تنقيب عن عهوده التاريخية
تاريخ النشر: 27th, May 2024 GMT
يشهد مسجد عثمان بن عفان التاريخي لأول مرة أعمال تنقيب للوقف على مرتكزاته التراثية عبر عهوده التاريخية المختلفة؛ بجهود فريق إدارة العناية بالآثار في برنامج جدة التاريخية، الذي يضم علماء آثار وخبراء دوليين ومحليين في مجالات البحث والتنقيب ودراسة التاريخ.
وكشف برنامج «المشروع» الذي يقدمه الإعلامي عبدالله الأسمري على شاشة قناة السعودية أنه تم وضع الإجراءات الخاصة بأعمال التطوير بحيث لا تؤثر على أعمال التنقيب في المنطقة، إذ إن كافة أعمال مشروع التنقيب عن آثار جدة التاريخية يشرف عليه برنامج جدة التاريخية.
وتابع برنامج «المشروع» أعمال البحث والتنقيب في موقع مسجد عثمان بن عفان، وما يمثله هذا الموقع كـ «كتاب ثلاثي الأبعاد لتاريخ جدة الإسلامي» يحكي العصور الإسلامية المختلفة من الأموي والعباسي وعهود الخلفاء الراشدين، وأن قد يصل فريق التنقيب إلى العصر الجاهلي باكتشاف عشرات الآلاف من القطع والبقايا الأثرية التي لا تقدر بثمن أهمها خشب الابنوس الذي تم إرسال عينات منه إلى مختبر متخصص في المانيا الذي أكد أن عمر هذا الخشب يعود إلى أكثر من 1400 عام.
وأكد المستشار التنفيذي ببرنامج جدة التاريخية المهندس سامي نوار، البدء في تطوير المواقع والتنقيب عن الآثار، وقد انطلق الفريق بتحديد عدد من المواقع للعمل فيها كمرحلة أولى، وهي إلى جانب مسجد عثمان بن عفان قلعة الشونة وموقع الكدوة، وموقع السور الشمالي للمنطقة التاريخية، بالتنسيق مع هيئة التراث وإحدى الشركات العالمية المتخصصة.
ونوه بالاهتمام بالمنطقة التاريخية في جدة انطلاقًا من القيمة التاريخية لهذا المكان الذي هو أساس كل أعمال التطوير. مشيرًا إلى ما وصلت له الأعمال في التنقيب عن موقع السور التاريخي لجدة والبوابات، الذي يُعد ذا أهمية تاريخية بالغة، إذ يمثل أهم خطوط الدفاع عن جدة ضد أي هجمات عسكرية من البرتغاليين، والذي بناه حسين كردي أحد أمراء المماليك في العام 1509م، كسور محصن بقلاع وأبراج مزودة بالمدافع وأحاط السور بخندق زيادة في التحصين.
وبين أن جدة قد صمدت في ذلك الوقت وردت الغزاة ومعها صمد السور لعقود طويلة حتى العام 1947م، حين خرجت جدة من حدود سورها وأزيل السور. مضيقًا أنه مع اهتمام برنامج جدة التاريخية بالتنقيب عن كنوز هذه المدينة تم الكشف موقع السور التاريخي وجارٍ العمل على دراسة ما عثر عليه حول السور.
وذكر المهندس نوار أنه تم الوصول بحمد الله إلى أساسات البوابة الشمالية (باب المدينة) الذي دخل منه الملك المؤسس جدة، وتم الكشف عدد كبير من الاكتشافات الأثرية في الموقع وجارٍ العمل على تحديد موقع السور من كل الاتجاهات.
وقال: إن العمل جارٍ على إزالة كل المباني المستحدثة الملاصقة لقلعة الشونة وقد تم الانتهاء من الواجهة الغربية للقلعة لتكون موقعًا سياحيًا مهمًا، وسيتم تهيئته لاستقبال السياح وكل زوار جدة التاريخية.
وأفاد بدوره مدير مشروع أول بإدارة العناية بالآثار ببرنامج جدة التاريخية اوتو باجي أن لجدة تاريخًا عريقًا ومهمًا خصوصًا أنها مدينة إسلامية بفضل ما تمتلكه من مواقع مهمة تاريخيًا مثل: مسجد عثمان بن عفان، إذ ذكر أنه يتم حاليًا التعرف على كثير من التاريخ الإسلامي عبر مساجد في مصر أو العراق أو تركيا في حين أن الأرض التي خرج منها الإسلام لكل العالم تمثل أهمية بالغة في رواية قصة هذا الدين.
وأردف يقول: إن مسجد عثمان بن عفان يمكن أن يكون من أهم المساجد التي قد تكشف لنا الكثير من التفاصيل التاريخية، إذ إن العمل مستمر منذ حوالى ثلاث سنوات ونصف، وقد وصلنا إلى أدلة أثرية تثبت أهمية المسجد تاريخيًا، ويمثل هذا المسجد الأول من نوعه الذي يتم التنقيب فيه.
من جانبها أوردت مدير إدارة العناية بالآثار ببرنامج جدة التاريخية الدكتورة لورنس هابيوت أن جدة مدينة مهمة تاريخيًا، وتعرف من خلال المصادر التاريخية فقط مثل الكتب وروايات المسافرين والوثائق، وتفتقد لأي دليل أثري علمي يوثق ويؤرخ لتاريخها، لكن جهود المسؤولين اليوم تعطي الكثير من الأدلة المادية لجدة، هذه المدينة التي اختارها الخليفة عثمان بن عفان في عام 647م لتكون ميناء لمكة، فاكتسبت منذ ذلك التاريخ أهمية كبيرة لاستقبالها الحجاج والتجار، لكن كان السؤال دائمًا كيف وأين عاشوا؟ وكيف كانت مظاهر الحياة في ذلك الوقت؟ وأي نوع من السفن والأدوات كانوا يستخدمون؟ الكثير من الأسئلة التي لم تكن لها إجابات، لكن مع أعمال التنقيب والبحث والدراسة ستكشف بالتأكيد إجابات لكل هذه التساؤلات.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الخلفاء الراشدين تنقيب عن آثار مسجد عثمان بن عفان برنامج جدة التاريخية برنامج جدة التاریخیة مسجد عثمان بن عفان التنقیب عن موقع ا
إقرأ أيضاً:
محافظ بني سويف ووزير الأوقاف يتفقدان بدء تنفيذ أعمال تطوير مسجد السيدة حورية
اصطحب الدكتور محمد هاني غنيم محافظ بني سويف، وزير الأوقاف فضيلة الدكتور أسامة الأزهري ،في زيارة لمسجد السيدة حورية، لتفقد بدء تنفيذ خطة تطوير المسجد ،التي سيتم تنفيذها بالتنسيق بين المحافظة ووزارتي الأوقاف والسياحة والآثار، ومؤسسة مساجد لترميم وتطوير وتشغيل ورفع كفاءة بيوت الله والعناية بها وصيانتها.
جاء ذلك بحضور: السيد بلال حبش نائب المحافظ.اللواء سامي علام السكرتير العام المساعد، النائب على بدر عضو مجلس النواب.عبدالرحمن نصار وكيل وزارة الأوقاف، علي يوسف رئيس مدينة بني سويف، محمد الشهاوي المدير التنفيذي لمؤسسة مساجد،عمرو مصطفى رئيس قطاع التطوير المؤسسي بالمؤسسة ، الداعية الشيخ جابر البغدادي، محمد على خلاف رئيس مجلس إدارة مؤسسة ومسجد السيدة حورية وعدد من رجال الدين المسيحي
حيث تفقد الوزير والمحافظ بدء أعمال تطوير المسجد، واستمعا من لتفاصيل خطة التطوير، التي تراعي كافة الأبعاد والجوانب التاريخية والثقافية، للحفاظ على الطابع الأثري والديني للمسجد، بالإضافة إلى تطوير البنية التحتية للمرافق والخدمات المقدمة للزوار والمصلين، بجانب تنفيذ أعمال الصيانة والترميم للمبنى.
وأشار المحافظ إلى تكليفاته بتشكيل لجنة فنية مختصة بالمحافظة من التخطيط العمراني والمكتب الفني والشئون القانونية والمختصين من الأوقاف والأثار والجهات ذات الصلة، لمتابعة ومراجعة كافة الإجراءات اللازمة للبدء في التنفيذ من خلال إجراء الدراسات القانونية والفنية المطلوبة،مؤكدا دعمه الكامل للمشروع الذي ستشرف عليه وزارتا الأوقاف والآثار، لاسيما في ظل أهمية ومكانة المسجد في المجتمع السويفي بشكل خاص، ورواده من مختلف محافظات مصر، خاصة وأن هذا المشروع سيسهم في تعزيز الهوية الثقافية والدينية للمحافظة ويُعد إضافة هامة لزوار المسجد من كل ربوع مصر.
وتجدر الإشارة إلى أن مسجد السيدة حورية يُعد من أبرز المساجد التاريخية في محافظة بني سويف، وهو مكان ذو طابع ديني وثقافي عميق في نفوس أبناء المحافظة وزوارها من مختلف أنحاء مصر، ويعتبر من المعالم البارزة التي تسعى محافظة بني سويف للحفاظ عليها وتطويرها خاصة وأنه تمثل وجهة دينية وسياحية مرموقة.