قيادي في حماس: محرقة الخيام برفح تأتي للتغطية على فشل الاحتلال
تاريخ النشر: 27th, May 2024 GMT
قال القيادي في حركة حماس أسامة حمدان مساء اليوم الإثنين، إن محرقة الخيام في رفح تأتي للتغطية على الفشل الاستراتيجي والميداني للاحتلال الصهيوني، مؤكدا أنه لن يستعيد أسراه لدى المقاومة، إلاَّ وفق شروط المقاومة التي قُدّمت للوسطاء في مصر وقطر، عبر صفقة حقيقية وجادة، وكلّما تأخّر (نتن ياهو) وداعموه عن هذا الاستحقاق، فقد المزيد من أسراه حياته على يد جيشهم وبالقصف الصهيوني وبالصواريخ الأمريكية.
وفيما يلي ملخص بأبرز ما جاء في المؤتمر الصحفي لحركة حماس مواكبةً لتطورات العدوان الصهيوني المتواصل ضد قطاع غزة:
لليوم 234 يواصل الاحتلال الصهيوني عدوانه الهمجي وحرب الإبادة الجماعية ضد شعبنا الفلسطيني في قطاع غزَّة، مرتكباً أبشع المجازر والمذابح التي لم يسبق لها مثيلٌ في العصر الحديث، في استهتارٍ بكلّ القرارات الأممية والمواثيق الدولية، وانتهاك لكل القيم والأعراف والشرائع السَّماوية، وتأكيد لطبيعة هذا الاحتلال الفاشي الذي تأسّس كيانه على الإرهاب والمجازر.
لقد مارس العدو الصهيوني سلوكه الإجرامي منذ بدء هذا العدوان، متّخِذاً المدنيين العزَّل والأبرياء، والبُنى التحتية، والمرافق المدنية؛ هدفاً لحربه الإجرامية، فَقتل وأعدم بدم بارد حتَّى اليوم أكثر من 36 ألفاً ارتقوا شهداء، ونحو 81 ألفَ جريح، وأكثر 10 آلاف مفقود، أغلبهم من النساء والأطفال.
دمَّر الاحتلال المستشفيات والمدارس والمساجد والكنائس، وكافة المرافق المدنية، ولاحق النَّازحين إلى أماكن نزوحهم، وأحرق خيامهم، ومنع عنهم كل مقوّمات الحياة الإنسانية، وأمعن في حرب التجويع والتهجير والإبادة الجماعية.
مجازر الاحتلال مستمرة في رفح وجباليا وغزَّة، وكان آخرها: محرقة الخيام في محيط مقرّ وكالة الأونروا، التي استهدف فيها بقنابل وصواريخ الحقد والإرهاب الأمريكية الآلاف من أبناء شعبنا، وأغلبهم من الأطفال والنساء والمرضى والشيوخ، وهم نائمون في خيامهم، حيث تفحّمت جثامينهم الطاهرة، وتمزّقت أجسادهم أشلاء.
حصيلة مجزرة الخيام في رفح 45 شهيداً؛ منهم 23 من النساء والأطفال وكبار السن، و249 جريحاً.
كل المجازر التي ينفذها الاحتلال ضدَّ المدنيين والأبرياء من أبناء شعبنا هي في مناطق صنّفها العدو نفسه بأنها آمنة، ما يدلّل على إصراره وتعمّده ارتكاب هذه المجازر، ومحاولاته اليائسة تهجير أبناء شعبنا، عبر سوق الأكاذيب والادّعاءات من أجل تبرير جرائمه المروّعة بحق المدنيين.
يعدُّ توقيت تنفيذ هذه المجازر خلال اليومين الماضيين إعلانَ تحدٍّ من حكومة المجرم نتنياهو الصهيو-نازية، لقرارات محكمة العدل الدولية الأخيرة، التي أمرت بوقف العملية العسكرية في مدينة رفح.
المجتمع الدولي أمام مسؤولية تاريخية لوضع حدّ لهذه الغطرسة الصهيونية، ووقف عدوان هذا الكيان المارق الذي يحاول فرض نفسه قوةً فوق القانون الدولي، وفوق المحاسبة على جرائمه ومجازره، برعاية كاملة من الإدارة الأمريكية، الشريكة في كلّ هذه الجرائم بدعمه السياسي، وعتاده الذي يُقتَل به شعبنا، وتمويله غير المحدود لجريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة.
تأتي هذه المجزرة والجريمة البشعة في محاولة انتقامية من العدو الصهيوني وجيشه المهزوم والمدحور بإذن الله قريباً، بعد عجزهم عن مجابهة رجال الله أولي البأس الشديد الرّجال الرّجال.. من أبطال كتائب القسَّام وفصائل المقاومة الفلسطينية مقاومي شعبنا الأبطال في ميادين المعركة.
محرقة الخيام في رفح تأتي للتغطية على الفشل الاستراتيجي والميداني الذي يقض مضاجع أركان هذا الجيش المهزوم منذ السَّابع من أكتوبر، وتلقّيهم الضَّربات الموجعة والمتتالية على أياديهم المباركة، التي لن تكون آخرها عملية جباليا البطولية.
ادّعاء الاحتلال وجود مسلّحين في مكان المجزرة أثناء تنفيذها هو ادّعاء وقح وكاذب، تدحضه صور جثامين المدنيين الشهداء من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى أنَّ المنطقة تقع غرب رفح وهي بعيدة عن منطقة عمليات الاحتلال وتوغله في رفح.
ادّعاؤه بأنَّ هذا العدوان جاء وفق "القانون الدولي" هو محض افتراء على القانون الدولي واستخفافه به، وتؤكد هذه الجريمة الصهيو- نازية للعالم وبشكل قاطع حقيقة سلوك الكيان الصهيوني الذي تمرّس على الاستهتار بالقوانين وانتهاك كل المواثيق والأعراف الدولية، والتهرّب من المساءلة القانونية بدعم من الإدارة الأمريكية.
تتحمّل الإدارة الأمريكية ورئيسها بايدن شخصياً، المسؤولية الكاملة عن هذه المجزرة البشعة بحقّ النازحين في رفح، وعن كافة جرائم الاحتلال في قطاع غزَّة، وذلك باستمرارها في توفير الغطاء السياسي والعسكري للاحتلال، ومواصلة إمداده بالعتاد العسكري، والقنابل التي تقتل يومياً العشرات من الأطفال والنساء والمدنيين.
على مدار 234 يوماً من العدوان الصهيو- نازي، لم يحقّق هذا الاحتلال الصهيوني وأركان حربه المجرمون، وفي مقدّمتهم (نتن ياهو) أيًّا من أهدافهم العدوانية، سوى ارتكاب كلّ أصناف الإبادة الجماعية بحق أكثر من مليوني مواطن فلسطيني.
ها هو شعبنا العظيم في قطاع غزَّة لا يزال ثابتاً على أرضه صابراً محتسباً مرابطاً رغم الآلام والجراح والقهر والظلم، ملتحماً مع مقاومته الباسلة، التي لا تزال تثخن في جنود وضبّاط جيشه العدو الجبان، في كل محاور الاشتباك والقتال، ولا تزال صواريخها تنطلق من أرض غزَّة العزَّة، بفضل الله وقوّته.
بطولات كتائب القسَّام وسرايا القدس وفصائل المقاومة المستمرة في التصدّي الأسطوري لجيش الاحتلال في كافة المحاور من قطاع غزة، تكذب مزاعم الصهاينة بضرب المقاومة في غزَّة أو ردعها، وتؤكّد مجدّداً أنَّ رجالها الأبطال يديرون معركة طوفان الأقصى بكل قوَّة وبسالة وحكمة واقتدار.
محاولات الاحتلال اليائسة تصعيده العسكري عبر ارتكاب المزيد من المجازر في كامل القطاع لن تفلح في ممارسة الضغط من أجل تحقيق أيّ نصر مزعوم، وليس لهذا العدو الصهيو-نازي إلا الرّضوخ والاستجابة لشروط المقاومة.
استمرار التهرّب والمماطلة واستمرار القصف والعدوان، يعني أنَّ أسراهم قد لا يعودون إلاّ جثثاً، وربَّما لا يعودون.
حول ما يُتداول بخصوص المفاوضات، نؤكّد أنَّه لم يصلنا شيء من الوسطاء، والمطلوب بشكل واضح هو وقف العدوان بشكل دائم وكامل في كلّ قطاع غزَّة، وليس في رفح وحدها، وهذه نقطة الارتكاز، ونقطة البداية.
نجدّد دعوتنا إلى الشقيقة مصر، للعمل على إلزام الاحتلال بالانسحاب من معبر رفح، وإعادة فتحه أمام حركة المواطنين والمساعدات دون قيد أو شرط، والعمل بشكل عاجل على إخراج الجرحى للعلاج، فالمنظومة الصحية في قطاع غزة عموماً في حالة انهيار كامل، بفعل الاستهداف الوحشي الصهيو-نازي للمستشفيات والمراكز الطبية.
ندعو جماهير شعبنا في الضفة والقدس والداخل المحتل، إلى الانتفاض نصرة لأبناء شعبنا في غزة، والاشتباك مع قوات الاحتلال، وتفعيل وسائل المقاومة كافة ضد العدو الصهيوني.
نجدّد التحيَّة للمقاومين على جبهات الإسناد كافة، في لبنان واليمن والعراق، ونؤكَّد أنَّ ملحمة البطولة التي يخوضونها دعماً لأهلهم وإخوانهم في غزَّة، تُشكّل محطة تحوّل نوعية لصالح قضيتنا ومقاومتنا وصمود شعبنا، بل ونهضة أمَّتنا على طريق تحرير القدس وفلسطين بإذن الله.
ندعو جماهير أمتنا العربية والإسلامية، وأحرار العالم المنتفضين والمعتصمين والمحتجين في كل مكان، إلى تكثيف الحراك والفعاليات المنددة بحرب الإبادة الصهيو-نازية، والضغط لقطع كافة العلاقات مع هذا الكيان المارق، الذي يواصل استهتاره بالعالم أجمع، وبالقرارات الأممية، والمستمرّ في حرب الإبادة تلك ضد المدنيين العزل في قطاع غزَّة.
الرَّحمة للشهداء في هذه الملحمة، في كل جبهات المقاومة، والشفاء للجرحى والحريّة للأسرى والمعتقلين، والنصر القريب لشعبنا العظيم ولمقاومتنا الباسلة، وإنه لجهادٌ، نصرٌ أو استشهاد.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: قيادي بحماس محرقة الخيام رفح للتغطية فشل الاحتلال أسامة حمدان المقاومة العدوان الصهيوني قطاع غزة حركة حماس الإبادة الجماعیة محرقة الخیام العدو الصهیو الخیام فی قطاع غزة فی رفح
إقرأ أيضاً:
حماس تدعو لمسيرات وفعاليات نصرة لغزة وإدانة لحرب الإبادة على سكان القطاع
دعت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" الشعب الفلسطيني والشعوب العربية والإسلامية إلى الخروج في مسيرات وفعاليات نصرة لغزة وإدانة لحرب الإبادة على سكان القطاع.
وفي بيان صحفي، قالت حماس، "في ظل مواصلة العدو الصهيوني مجازره الوحشية بحق شعبنا في شمال قطاع غزة، واستمرار عمليات التطهير العرقي بحق مئات الآلاف من المواطنين العزل، وسط حصارٍ وتجويع، وعزل كامل عن العالم الخارجي".
وأضافت، "نوجه نداءنا إلى جماهير شعبنا الفلسطيني وجماهير أمتنا العربية والإسلامية، وإلى أحرار العالم، للخروج أيام الجمعة والسبت والأحد في كافة الساحات والميادين في مسيرات وفعاليات نصرةً لشعبنا ولإدانة حرب الإبادة والضغط لوقف العدوان، وتنديداً بالدعم الأمريكي والغربي للمجازر المروعة التي يتعرّض لها شعبنا في قطاع غزة".
وارتفعت حصيلة شهداء القصف الجوي الإسرائيلي الذي استهدف مدرسة لـ"الأونروا" تؤوي نازحين بمخيم الشاطئ غربي مدينة غزة الخميس، إلى 12 حتى الآن، معظمهم أشلاء، فضلا عن عدد من الجرحى.
وقالت مصادر محلية، إن جيش الاحتلال قصف مدرسة "شحيبر" في مخيم الشاطئ، التي تؤوي آلاف النازحين الفلسطينيين، مؤكدين أن الطواقم الطبية نقلت عددا كبيرا من الشهداء والجرحى بينهم أطفال ونساء.
ويضطر الفلسطينيون خلال نزوحهم إلى اللجوء للمدارس أو لمنازل أقربائهم أو معارفهم، والبعض يقيم خياما في الشوارع والمدارس أو أماكن أخرى مثل السجون ومدن الألعاب، في ظل ظروف إنسانية صعبة حيث لا تتوفر المياه ولا الأطعمة الكافية، وتنتشر الأمراض.
وحسب المكتب الإعلامي الحكومي، بلغ عدد النازحين داخل القطاع منذ بدء الإبادة مليوني شخص من أصل 2.3 مليون إجمالي الفلسطينيين فيه.
ويأتي ذلك بالتزامن مع مواصلة جيش الاحتلال حملة الإبادة التي ينفذها شمالي القطاع منذ 34 يوما ضمن "خطة الجنرالات" التي تهدف إلى تهجير السكان قسريا عبر ترهيبهم وارتكاب المجازر بحقهم.
وفي هذا السياق، تقصف قوات الاحتلال المنازل ومراكز الإيواء وتنسف وتدمر وتحرق أحياء سكنية كاملة إضافة إلى منع إدخال الطعام والمياه إلى المنطقة، ما خلف مئات الشهداء والجرحى في ظل تعطل شبه كامل لعمل طواقم الإسعاف والدفاع المدني نتيجة استهدافها أو منعها من تأدية مهامها.
وبدعم أمريكي ترتكب دولة الاحتلال منذ نحو 400 يوم إبادة جماعية بغزة، خلفت أكثر من 146 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.