ياسر العطا: حديث الهزيمة والجهل وتسويق الأوهام..!

د. مرتضى الغالي

تسمع لقادة الانقلابيين فتأخذك الدهشة من هذا التيه والضلال الذي يعمهون فيه..! وهكذا فعل ياسر العطا فذهب إلى الجهة العكسية من البحر التي ذهب منها موسى وهارون..!

شخص واحد يقرر إلغاء “الوثيقة الدستورية” التي مهرتها الثورة..ثم يقرر استبدالها بدستور جديد مكتمل الأركان لا يدري أحد متى تم إعداده.

.وربما كتبه هو والبرهان حتى يستطيعا تشكيل مجلس (سيادة) جديد وإعلان حكومة (تكنوقراط ) جديدة لإدارة الفترة الانتقالية التأسيسية..!

هذا هو “قائد منطقة أم درمان العسكرية” التي يتحدث عن انتصاراته وانجازاته وقرب إعلان النصر في تحرير كافة مناطق السودان..وأم درمان لا تزال تسقط فيها الدانات والمتفجرات وتقتل الناس في أحياء الجرافة وبانت وحارات الثورة..وهو يعلن بعضمة لسانه إن مليشيات الدعم السريع استولت على جنوب وشرق وغرب دارفور وموجودة في شمال دارفور وكردفان وولاية الجزيرة والخرطوم والخرطوم بحري وشرق النيل وبابنوسة والجنينة وسنار والنيل الأبيض..!

كل هذا (مجرد تقصير) يقول انه يعتذر عنه للشعب السوداني..!..فقدان كل هذه المناطق من الوطن وتركها للموت الأحمر وتشريد السودانيين في جهات العالم الأربع وتدمير جميع المرافق وإعادة السودان للعصور الوسطى مجرد تقصير يعتذر عنه ياسر العطا وينتظر السماح..!

ثم يقول إنهم تخلّوا عن حماية المواطنين في كل هذه المناطق بسبب مسؤوليتهم تجاه حماية الحدود..!!
انسحبوا من نيالا لنقص الذخيرة..! ومن مدني وولاية الجزيرة انتظاراً لتقرير لجنة التحقيق..وليس لأن قائد المنطقة رفض تسليم القيادة لكتيبة البراء وأعلن ابتعاده عن القيادة مرغماً..ثم عندما جاءت مليشيا الدعم السريع هرب البراؤون وتركوا المواطنين تحت سنابك الموت..!

شهود العيان قالوا إن القوات الأوكرانية عندما أرادت الانسحاب من إحدى القطاعات التي تقدمت فيها القوات الروسية نقلت المدنيين أولاً إلى مناطق آمنة داخل البلاد ثم انسحبت..لأن هذا واجب حماية المدنيين في أوقات الحرب..!

يواصل العطا ترديد اتهامات الفلول الكاذبة للقوى المدنية التي تقف ضد الحرب بأنها تناصر الدعم السريع..! ثم يعلن بعضمة لسانه انه لا يرفض التفاوض بل (يريد من الدعم السريع تنفيذ اتفاق جدة للانتقال إلى المراحل الأخرى)..! إذن الرجل يقبل التفاوض مع الغزاة كما يسميهم..!

رأيه الشخصي: لا مشكلة في منح روسيا قاعدة في أراضي السودان المطلة على البحر الأحمر وان يعطي أمريكا أيضاً قاعدة مجاورة وكذلك مصر والسعودية والكويت إن أرادت..لأن المكان واسع..! ويقول ما الغرابة في ذلك..!

يقول العطا إن حال عساكر الجيش بائس ولكنهم يفضلون ألا يستخدموا الخوذات وأحذية الميدان اقتداء بتاريخ الجندية السودانية.. وهم يرفضون استخدام السواتر في الحرب من باب الإيمان..! ولكنه لم يقل أين ذهبت الـ 80% من ميزانية الدولة المخصّصة للقوات النظامية..!

وعن حكاية كتائب الفلول يقول إنهم لا يريدون أي مقابل سياسي..وانه اجتمع بسبعة من قادتهم وقالوا له إنهم (مهنيون مغتربون) حضروا استجابة للاستنفار ولا يريدون أي موقع في السلطة (وسيكتفون بالأجر)..!

ورد في مقدمة كتاب (تاريخ الكذب) للفيلسوف الفرنسي “جاك دريدا” أن الكذب مرتبط بالتنكر للعهود والإخلال بالوعود والحنث بالقسم..! ولا يوجد كذب بغير قصد وإرادة ورغبة واضحة للخداع..! فالكاذب يتنصل بالكذب عن وعوده للآخرين بقصد إلهائهم عن كذبه بكذبات أخرى لخداعهم وتوجيه سلوكهم..وهو لا يكذب على نفسه…ولكنه يمارس التدليس والتلاعب بالأحداث والمواقف والآراء ولا يعي بالعواقب الوخيمة المترتبة على ذلك..! ومن الكذابين من يهبط بالكذب إلى الحضيض.. حيث أن الكذب يحتاج إلى درجة من الإتقان والحس الفني..! هل يملك العطا هذا الحس الفني..؟!

خلاصة خطاب ياسر العطا انه وجنرالاته ضد الثورة وليس ضد الدعم السريع..حبيبهم الذي انقلب عليهم..!

هذا الرجل يريد إيهامنا بأنه هو وإخوانه جنرالات الانقلاب يتحكمون في الاخونجية وكتائبهم..في حين إن العكس هو الصحيح..وإنهم ليسوا أكثر من بيادق وقطع شطرنج بين أيدي الكيزان..!

العطا يحاول أن يسوّق للشعب هزائمه في صورة انتصارات..! ولا بد أن نضع عقولنا في الرف..حتى نفهم كلامه ووعوده…وكما تساءل محمود درويش: هل على المواطن أن يُصاب بالسل حتى لا ينسى أن له رئه..! الله لا كسّبكم ..!

murtadamore@yahoo.com

الوسومأم درمان البرهان السودان د. مرتضى الغالي محمود درويش ياسر العطا

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: أم درمان البرهان السودان د مرتضى الغالي محمود درويش ياسر العطا الدعم السریع یاسر العطا

إقرأ أيضاً:

ولاية سنار.. معركة حاسمة في حرب السودان

بورتسودان- الشرق

قبل أن تُحكم قوات الدعم السريع سيطرتها على بقية أجزاء ولاية سنار، أعلن حاكم إقليم النيل الأزرق أحمد العمدة، المجاور للولاية حظر التجوال في الإقليم لمدة 12 ساعة يومياً، في خطوة تشير إلى أن سيطرة "الدعم السريع" على الولاية تدق ناقوس الخطر لولايات الجنوب الشرقي، ووسط السودان، وتهدد بفصلهم جميعاً عن شرق البلاد.

وأعلنت قوات الدعم السريع، سيطرتها على مدينة سنجة (عاصمة ولاية سنار ومركزها الإداري والعسكري)، حيث تضم المدينة أهم المؤسسات الأمنية، والتنفيذية والتي تبدأ بمكاتب والي الولاية، إضافة إلى رئاسة الشرطة، والمخابرات العامة.

وجاءت سنجة ضمن وضع عسكري تدحرج سريعاً نحو المواجهة البرية ما بين قوات الجيش السوداني، و"الدعم السريع"، عقب إعلان الأخير سيطرته على منطقة جبل موية الاستراتيجية، والتي تلتقي عندها شبكة الطرق الرئيسية التابعة لولايات سنار، والجزيرة، والنيل الأبيض.

10 أشهر من المحاولات
وتقدمت قوات من الدعم السريع نحو ولاية سنار في محاولة استمرت لأكثر من 10 أشهر، حاولت خلالها التوغل في سنار عقب سيطرتها على ولاية الجزيرة.

وأدت المحاولة إلى السيطرة على منطقة جبل موية، الشيء الذي أغرى "الدعم السريع" في التقدم نحو سنار المدينة، والتفكير في السيطرة على بقية أجزاء الولاية المهمة.

وتكتسب ولاية سنار أهمية جغرافية حيث تقع في الجزء الجنوبي الشرقي من السودان، وتجاور ولايات القضارف، والجزيرة، والنيل الأبيض، ومدخلاً لولاية النيل الأزرق، وتعد ولاية مفتاحية ونقطة وصل بين وسط السودان وشرقه، إذ أن موقعها يشكل بوابة رئيسية لشرق السودان والسيطرة عليها تعني الكثير.

منطقة حاكمة
الخبير العسكري فتح الرحمن محي الدين، أوضح في حديثه لـ"الشرق"، أن ولاية سنار تكمن أهميتها في أنها ولاية حدودية مع بلدان مثل إثيوبيا، وجنوب السودان، ومن يسيطر عليها يستطيع أن يفتح خطوط إمداد لقواته، مبيناً أن سيطرة "الدعم السريع" على كامل الولاية يمثل تحولاً كبيراً.

وقال محي الدين إن "القوات التي دخلت مدينة سنجة لم تكن كافية لاحتلال مدينة، إنما تريد نشر الهلع لدى المواطنين إلى جانب زيادة أعداد النازحين"، مبيناً أن هذه الأمر "يخدم أجندة إعلان المجاعة في السودان، ما يسمح بالتدخل الدولي".

فيما يرى الخبير العسكري عمر أرباب في حديثه لـ"الشرق"، أن "الدعم السريع" يعتمد في استراتيجيته على عزل القوات ومحاصرتها ومهاجمتها على شكل موجات، وهو مايحدث دائماً، ويسعى إلى محاولة السيطرة على المناطق الحاكمة، ما يجعل إمكانية هجومه على عدد من المناطق ممكناً.

وبسيطرة "الدعم السريع" على منطقة" جبل موية"، جعل إمكانية الهجوم على "سنجة، سنار، ربك، كوستي" ممكناً، كما تساهم السيطرة على مدينة سنجة في الهجوم على ولاية القضارف، والنيل الأزرق، والنيل الأبيض، وهي واحدة من تكتيكات "الدعم السريع" في استراتيجية عزل القوات عن بعضها البعض، إذ أصبحت قوات "سنار" محاصرة بعد أن كانت في وضعية الهجوم.

وأشار أرباب إلى أن هذا التكتيك يعجز الجيش عن مقاومته حتى الآن، إلّا من خلال الضربات الجوية، والتي لا تحقق القدر الكافي من تحييد قوات الدعم السريع أو القضاء عليها.

مفتاح دخول
فيما اعتبر عضو المكتب الاستشاري لقوات الدعم السريع أيوب نهار في تصريحات لـ"الشرق"، أن "سيطرة الدعم السريع على مدينة سنجة تُعد مفتاح دخول لولاية النيل الأزرق"، مبيناً أن هذه الخطوة "أربكت حسابات الجيش الذي يريد الهجوم على قواتنا في جبل موية".

وقال نهار إن "السيطرة على ولاية سنار تعد تمهيداً لما بعدها، فهي تربط ولايات النيل الأبيض والنيل الأزرق وسنار نفسها بشرق السودان، عقب سيطرة الدعم السريع على طريق ( بورتسودان- ود مدني )، إذ أصبح هذا الطريق هو الوحيد الذي يربط الوسط بشرقه".

وأوضح أن "السيطرة على سنار ستؤثر بصورة مباشرة على منطقة سيطرة الجيش في ولاية الجزيرة (المناقل) والنيل الأزرق والنيل الأبيض، وسيكون التأثير غير المباشر بقطع الطريق الرابط بين غرب السودان بوسطه"، مضيفاً: "سيطرتنا على ولاية سنار ستغيّر كثيراً من موازين القوى لصالحنا، ما يسهل سيطرتنا على ولايتي النيل الأبيض والأزرق".

وعن احتمالية أن تُضعف هذه الخطوة من تركيز "الدعم السريع" وتشتته بين أكثر من موقع، قال نهار: "لن تشتتنا أبداً، لأن قوات الدعم تسيطر على نحو 70% من أجزاء السودان"، حسب زعمه.

وأضاف: "على الرغم من محاولة جرّنا إلى حرب استنزاف في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور، وإدخالنا في حرب مجتمعية، لكن ذلك لم يؤثر علينا".

وتابع نهار: "نسيطر على كل مواقعنا والحدود مع ليبيا وتشاد ونحاصر الفاشر، وأي حديث عن أن خطوتنا في السيطرة على ولايات السودان سيضعفنا خاطئ".

مضاعفة أعداد النازحين
ويشير مراقبون إلى ضرورة أن يسعى الجيش لاستعادة مواقعه في ولاية سنار، والتي تعني استمرار خطوط الإمداد من شرق السودان إلى وسطه وغربه كذلك، كما أن فقدانها يعني فقدان وسط السودان، وخنق شرقه والتضييق عليه، وتحوّل كامل الشرق إلى وضعية الدفاع في ظل تمدد "الدعم السريع".

وقبل أن يصل موسم الخريف الى ذروته، تصبح السيطرة على الولايات الحاكمة أمراً مهما لكلا الطرفين، وذلك لوعورة الطرق البرية وانقطاعها بسبب الأمطار ما يجعل استخدام طريق "الأسفلت" في التنقل بين شرق السودان ووسطه أمراً حتمياً.

وتهجير سكان ولاية سنار يعني مضاعفة أعداد النازحين والفارين من الحرب ما يعجل بالكارثة الإنسانية.  

مقالات مشابهة

  • الجيش السوداني يحدد 4 شروط للتفاوض مع الدعم السريع
  • ياسر العطا: قواتنا جاهزة لنظافة العاصمة
  • السودان يعيش أسوأ «نزوح» في العالم وسط تحذيرات أممية من تداعيات الأزمة
  • السودان.. الجيش يحرّر مواطنين من معتقلات الدعم السريع
  • الدعم السريع تواصل تقدمها في سنّار بالسودان والقتال يتجدد في أم درمان  
  • حرب السودان: ثم ماذا بعد سنجة !!
  • البندقية التي تقتل السودانيين.. ماذا تريد من الأرض؟
  • قائد قوات الدعم السريع يعلّق على عقوبات الاتحاد الأوروبي
  • الانتحار السوداني ... متى يتوقف وكيف؟!
  • ولاية سنار.. معركة حاسمة في حرب السودان