قبل ان تنزل ستاير النسيان على واقعة حبيبة الشماع أو «فتاة الشروق» كما لقبها الإعلام، التى ماتت قفزا من سيارة «أوبر»، بعد أن حاول اختطافها الذئب البشرى الذى كان يقود السيارة! وقبل مضى شهرين على هذه الواقعة، ظهرت ضحية جديدة اوائل الشهر الحالى فى التجمع حين طلبت «أوبر» لتوصيلها إلى الشيخ زايد، وعندما شعرت بمحاولات التحرش، مضى بها مسرعا إلى صحراء مدينة نصر، لاغتصابها تحت تهديد السلاح مستخدما الة حادة «كتر» فأحدث إصابة فى يدها، وعند صراخها تجمع المارة وقادوه إلى قسم البوليس!
والمثير فى الأمر أنه رغم تعدد وقائع التحرش فى الأيام القريبة الماضية من سيارات النقل الذكى، والتى تكررت قبل يومين مع طالبة الثانوية العامة فى حدائق الاهرام، لكننا لم نسمع أو نر تحركا ملموسا من جانب الأجهزة المسئولة التى أطلقت هذه الخدمة، وأقصد بها وزارتى النقل والداخلية اللتان يجب عليهما تصويب هذه الخدمة ووضع إجراءات صارمة لضبطها، وفقا للائحة المنظمة لقانونها منذ عام 2019.
قد يكون مقبولا أن يلغى السائق الرحلة فجأة بعد عشر دقائق من انتظاره، أو أن يتعلل بأن المشوار لابد أن يدفع «نقدا» وليس عن طريق الفيزا، أو يحجب الباقى من قيمة الاجرة بحجة «الفكة» أو لا يفتح التكييف مدعيا أنه يحتاج إصلاحا أو تعطل فجأة فى المشوار السابق، قد نقبل ذلك رغبة فى إنجاز مشوار هام أو أداء مهمة مستعجلة، لكن المرفوض بشدة أن يصل عدم الانضباط إلى التحرش بالراكبات أو الراكبين وتهديد من يستخدمه!
إن هذه الخدمة تحتاج إلى وقفة صارمة من جانب وزارتى النقل والداخلية، خاصة وأن اللائحة التنفيذية لقانونها، تنص على ضوابط حاسمة لا يجرى تفعيلها، هل نعلم أنه قبل اختيار السائقين لابد من إخضاعهم لعينة عشوائية، نقيس من خلالها انضباطهم الاخلاقى والتزامهم القانونى حتى يصرح لهم بركوب هذه السيارات؟، فهل تقوم شركات النقل الذكى بتطبيق هذه الاختبارات؟، أم أنها تلجأ للوساطة أو الرشوة لتعيين البعض من الباب الخلفى!
كما تنص اللائحة على ضرورة توافر اللياقة الصحية للسائق، من خلال الكشف الطبى بالقومسيون العام، حتى تتأكد سلامة قواهم العقلية ولياقتهم البدنية، بعد إخضاعهم لتحليل المخدرات. والسؤال من من هذه الشركات التزمت بفسخ العقد مع السائق حال تعاطيه الكحوليات أو المخدرات، ويبقى الالتزام الأهم بنص اللائحة، أن يضع السائق كافة بياناته «اسمه كاملا ورقمه القومى وعنوانه» فى بدج واضح داخل السيارة حتى يعرف من يركب سيارته هذه البيانات، بعيدا عن تطبيق الموبايل الذى يمكن إلغاؤه فى لحظة
وسؤالنا هنا: من من تلك الشركات قامت بتطبيق هذه الإجراءات الرقابية والتزمت بنص اللائحة حتى تتمكن من فسخ عقد السائق وإلغاء كرته، عند صدور ثلاث شكوى بعدم التزامه؟
إن تلك الضوابط والإجراءات لابد من تطبيقها حتى لا تتكرر هذه الجرائم مع ضحايا جدد، فى ضوء ما طالبت به لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بمجلس النواب برئاسة النائب احمد بدوى، لضمان أمن وسلامة مستخدمى هذه السيارات، من خلال استحداث وسائل حماية إضافية وبصفة خاصة مراقبة عملية النقل البرى، عبر الكاميرات والتسجيل الصوتى والتأكيد أيضا، على قيام جميع الشركات العاملة فى هذا المجال بتوفير مركز لاستقبال الشكاوى وتسجيلها بشكل منتظم على أن تكون قاعدة بيانات الشكاوى مرتبطة إلكترونيا بتوقيع الجزاء على الشركة المخالفة، وحتى يتم تطبيق تلك الإجراءات، ستظل شركات النقل الذكى متهمة فى عيون من يستخدمها!
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: عبدالعظيم الباسل واقعة حبيبة الشماع فتاة الشروق سيارة أوبر
إقرأ أيضاً:
نشطاء يطالبون بمحاكمة فورية لملاكم بريطاني اعتدى على سائق تركي
ووفقا لحلقة 2025/4/30 من برنامج "شبكات"، فقد استقل الملاكم البريطاني المحترف روس كيتشن قبل أيام سيارة أجرة من مطار إسطنبول الدولي متجها إلى منطقة تقسيم التاريخية وسط المدينة.
وقبل وصول كيتشن إلى وجهته في منطقة أيوب سلطان اندلع خلاف بينه وبين السائق قادر بيشار (56 عاما) على قيمة الأجرة، مما دفعه إلى الاعتداء عليه بطريقة عنيفة جدا.
وتداول نشطاء مقطع فيديو يظهر اعتداء الملاكم البريطاني على السائق داخل السيارة وحاول خنقه وأصر على عضه في أنفه مرات عدة، قبل إنزاله ومواصلة ضربه في الطريق.
وأحدث هذا الاعتداء تشوهات للسائق الذي وجده أحد زملائه ملقى على جانب الطريق وقد فقد وعيه، فنقله إلى المستشفى وهو في حالة حرجة.
وتم إدخال بيشار إلى العناية المركزة وهو يواجه خطر الموت بعد أن كسرت جميع عظام وجهه، في حين ألقت الشرطة القبض على الملاكم الذي اتهمته النيابة العامة بالاعتداء المتعمد، وقررت حبسه على ذمة التحقيقات بعدما اعترف بالاعتداء على السائق.
وحشية وإرهابوتفاعلت مواقع التواصل مع هذه الواقعة التي قال نشطاء إنها تعكس وحشية الملاكم البريطاني المتعمدة وتعطشه للدم، وطالبوا بمحاكمة فورية له.
فقد كتب رسول "سواء أحببتم سائقي سيارات الأجرة أم لا لكن ضرب السائق بهذه الطريقة الوحشية هو إرهاب وتعطش للدماء، تجب محاكمته وسجنه فورا".
إعلانكما كتب أمير "كملاكم سابق يمكنني القول إنه لا توجد طريقة لشرح ضرب شخص ما بهذا الشكل الهمجي، لقد كان متعمدا في ضرب العيون والأنف والوجه بوحشية".
أما رانجير فكتب "أنا لا أحب سائقي سيارات الأجرة، لكن هذا الفعل كارثي وإجرامي، يجب على الدولة معاقبته بأشد العقوبات، ولو فعلنا نحن ذلك في بلادهم لقتلونا".
وأخيرا، كتب شاهين دوراك "لا تصدروا أحكاما سيئة ضد السائق يا عديمي الضمير، فالجميع ليسوا سواسية، مهما حدث، لا يمكن أن يعتدي أحد على أي إنسان بهذه الوحشية ويوصله إلى هذه الحالة".
وتمثل تهمة "الإصابة المتعمدة" الموجهة إلى الملاكم البريطاني جريمة جسيمة في القانون التركي، وتصل عقوبتها إلى السجن المشدد لـ8 سنوات أو أكثر في حال بقي السائق التركي على قيد الحياة.
30/4/2025