أنور الخنجري
مطرح المدينة يجب أن تبقى شاهدة على تاريخ حافل بالكثير من الملاحم الإنسانية والوطنية ومركزًا مهمًا للتجارة والتجار من مختلف المناطق العمانية أو أولئك القادمين من وراء البحار الذين اتخذوا منها مقرًا لتجارتهم، كيف لا وهي البندر الذي تطرح فيه بضاعتهم أو الميناء الذي تطرح فيه السفن مراسيها ومنها اتخذت مطرح اسمها.
تشتهر مدينة مطرح حالياً بسوقها الشعبي القديم، مقصد أغلب زوارها من سياح أجانب ومواطنين والذي قامت بلدية مسقط مشكورة بتجديده وتحسينه على عدة مراحل من الناحية الجمالية فقط دون النظر إلى هيكلية السوق من حيث المضمون، وما يمثله كسوق شعبي عماني قديم تضاعفت فيه المحلات التجارية عن ما كان عليه الوضع سابقًا، وهذا مؤشر جيد، إلا أن الجهات المعنية غفلت أو تغافلت- إن صح التعبير- عن إيجاد هيكلية واضحة المعالم لإدارة السوق وتنظيمه وحمايته من السيول والفيضانات المتكررة أو من الكوارث الأخرى لا قدَّر الله، كما لم تتمكن الجهات المعنية من تمكين الباعة العمانيين للعمل فيه رغم أن أغلب أصوله التجارية تابعة للبلدية وأوقاف لمساجد مختلفة مسؤولة عنها وزارة الأوقاف والشؤون الدينية.
ألا ينبغي أن يعاد النظر في وضع سوق مطرح التراثي وما به من تجاوزات وسيطرة فئة بعينها من الوافدين وكأننا في أحد أسواق شبه القارة الهندية باعة وبضاعة؟
سوق مطرح الشعبي توسع كثيرًا كما أسلفنا ومازالت هناك فرص كبيرة لزيادة مشاربه بإضافة المخازن المهجورة الواقعة أسفل قلعة مطرح الشامخة، هذه المنطقة غنية جدًا بالفرص الاستثمارية، بحكم موقعها وتشابك أزقتها ومبانيها المتواضعة، ولو أحسن ترميمها وصيانتها وتنظيمها بالطريقة المثلى لتستوعب أنشطة متنوعة كالمطاعم والمقاهي وصالات عرض التحف والأعمال الفنية وبيع التذكارات ومصنوعات الأسر المنتجة وغيرها مما يستحبه السائح أو الزائر لمدينة مطرح العتيقة، لكنَّا اليوم قد وفرنا فرص عمل عديدة وخلقنا جيلا من الباعة والتجار في سوق مطرح، وخير من يقوم بذلك هو أن تأخذ هيئة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة زمام المبادرة والعمل بالتعاون مع الملاك والتجار والمؤسسات الحكومية المعنية وبنك التنمية وغيرهم من أصحاب المصلحة لتحقيق هذا المشروع على أرض الواقع.
وأخيرًا، لماذا لا يكون لسوق مطرح الشعبي مُمثلًا مؤسسيًا يمثل التجار يتحدث باسمهم أمام الجهات المعنية ويكون مسؤولًا عن إدارة شؤون السوق وتنظيم التجارة فيه وحمايته من غدر الزمن والعمل مع الجهات المعنية في الحكومة لإعادة الروح العمانية إلى أزقته وأقسامه ليكون فعلًا سوقًا نفخر ونتفاخر به كأحد أقدم الأسواق في شبه الجزيرة العربية.
هل نرى يومًا تحركًا ملموسًا من قبل الجهات المعنية في هذا الجانب لإعادة الأمور إلى نصابها؟
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
الحشد الشعبي يرفض حله أو الاندماج في الجيش ويؤكد على استمرار المقاومة تحت راية خامئني
آخر تحديث: 3 مارس 2025 - 2:01 م بغداد/ شبكة أخبار العراق- قالت مصادر إطارية مسؤولة ، الاثنين، إن “الفترة الماضية شهدت حوارات غير معلنة ما بين أطراف حكومية من فريق رئيس الحكومة محمد شياع السوداني مع عدد من قادة الفصائل المسلحة من أجل تسليم تلك الفصائل السلاح ودفعها نحو الاندماج بالمؤسسات العسكرية الرسمية العراقية، وترك أي اعمال خارج إطار الدولة”.وأضافت ان “الفصائل وبعد جولة حوارات ونقاشات أبلغت وبشكل قاطع السوداني وفريقه رفضها الكامل لتسليم سلاحها أو الاندماج بأي من المؤسسات العسكرية والتأكيد على الاستمرار في نهج (المقاومة) والاستعداد الكامل للدفاع عن إيران ومشروع المقاومة بزعامة خامئني “.وأشارت المصادر، إلى أن “الحكومة أبلغت الفصائل بأن هذا القرار سوف يدفع كل من الولايات المتحدة الأمريكية وكذلك إسرائيل لاتخاذ خطوات ضدها خلال المرحلة المقبلة سواء اقتصادية أو عسكرية، وهذا سيدخل العراق بأزمات في غنى عنها”.وكان رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، أكد الشهر الماضي، أن حكومته تعمل على دمج الفصائل ضمن الأطر القانونية والمؤسساتية، لافتاً إلى أن الحكومة عازمة كذلك على بناء عراق جديد يستند إلى إرثه الحضاري العربي.وكانت وكالة رويترز نقلت في وقت سابق عن وزير الخارجية العراقي قوله إن الحكومة تحاول إقناع الفصائل المسلحة في البلاد بإلقاء السلاح أو الانضمام للجيش والقوات الأمنية الرسمية.