أخبارنا المغربية - عبدالاله بوسحابة

تزامنا مع مشاركته في المؤتمر الـ 36 للاتحاد البرلماني العربي بالجزائر، جدد الوفد البرلماني المغربي، أمس الأحد، التأكيد على دعم المملكة، بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، للقضية الفلسطينية، وعلى جهود جلالته من أجل الحفاظ على الوضع القانوني والتاريخي والحضاري للمدينة المقدسة.

وفي كلمة له باسم الوفد المغربي، تطرق "محمد صباري"، نائب رئيس مجلس النواب، لمبادرات وكالة بيت مال القدس ودورها في الحفاظ على الوجود الفلسطيني في المدينة المقدسة وباقي الأراضي المحتلة، ودعم صمود الأهالي الفلسطينيين أمام محاولات تغيير الطابع العمراني و التوازن الديموغرافي في فلسطين.

في ذات السياق، قال "صباري": "لقد كان السلام والتعايش وسيبقى أحد مكونات عقيدة الدبلوماسية المغربية، التي يقودها صاحب الجلالة"، مشيرا إلى أنه: "بالموازاة مع العمل من أجل هذا الهدف النبيل، ومن أجله، يجدر التذكير بمواقف المغرب الثابتة والتاريخية من أجل القضية الفلسطينية وبجهود صاحب الجلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس من أجل الحفاظ على الوضع القانوني والتاريخي والحضاري للمدينة المقدسة".

وذكر ذات المتحدث بالخطاب الذي وجهه صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى القمة العربية الـ 33 بالمنامة، والذي شدد من خلاله جلالته على أن: "الظروف الصعبة التي تمر بها القضية الفلسطينية، جراء العدوان الإسرائيلي السافر على قطاع غزة، تجعلنا أكثر إصرارا على أن تظل القضية الفلسطينية في جوهر إقرار سلام عادل ودائم في منطقة الشرق الأوسط"، مشيرا إلى أن: "الشعب الفلسطيني يناضل لعقود ضد الظلم التاريخي المفروض عليه، واليوم يبذل دماء غالية من أجل حقوقه الثابتة التي لا تقبل المساومة".

في سياق متصل، عرج "صباري" للحديث عن تداعيات الأوضاع العربية الراهنة على مكانة المجموعة العربية في الساحة الدولية، وانعكاساتها على القضية الفلسطينية، حيث يعاني الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ويلات العدوان الإسرائيلي، معربا عن أسفه لعدم تحرك المجتمع الدولي، وخاصة القوى المؤثرة في القرار الدولي، لوقف هذا العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني.

ودعا برلماني حزب "الجرار" في الصدد إلى ضرورة حشد الدعم السياسي للقضية الفلسطينية من خلال توحيد الموقف العربي وبناء بيئة عربية وعلاقات بين عربية قائمة على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، مع احترام سيادة الدول ووحدتها الترابية، قبل أن يؤكد على ضرورة التحرك في المحافل البرلمانية الإقليمية والدولية، لوقف العدوان ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني وحشد الدعم البرلماني لبناء سلام عادل ومستدام في المنطقة.

كما تطرق "صباري" أيضا للتحديات الجسيمة التي تواجه العالم العربي، خاصة مخططات تفكيك بعض الدول العربية، وازدياد الإرهاب، وتزايد الهجرات والنزوح واللجوء، و تأثيرات التغيرات المناخية والجفاف، حيث دعا بالمناسبة إلى ضرورة تجديد جذري في وسائل عمل مؤسسات العمل العربي المشترك، وكذا المجالس التشريعية العربية، بهدف ابتكار حلول فعالة من أجل تسخير إمكانياتنا وثرواتنا وتاريخنا العريق لتحقيق التقدم المنشود، وفق تعبيره.

يشار إلى أن أعضاء الشعبة الوطنية للبرلمان المغربي برئاسة "محمد صباري"، النائب الأول لرئيس مجلس النواب، تشارك في أشغال الدورة 34 للجنة التنفيذية والمؤتمر 36 للاتحاد البرلماني العربي الذي تحتضنه الجزائر، خلال الفترة ما بين 25 و27 مايو 2024، بمشاركة رؤساء المجالس ورؤساء وفود البرلمانات العربية، وبحضور ممثلي منظمات عربية وإقليمية ودولية.

ويضم وفد الشعبة البرلمانية في عضويته، عن مجلس النواب كلا من النائبة فاطمة خير والنائب حفيظ وشاك عن فريق التجمع الوطني للأحرار، والنائب عبد الرزاق احلوش عن الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية، والنائب فيصل الزرهوني عن الفريق الدستوري الديمقراطي الاجتماعي، وعن مجلس المستشارين، يضم ذات الوفد كلا من المستشار شيخ أحمدو ادبدا، عن فريق الأصالة والمعاصرة والمستشار عبد اللطيف مستقيم، رئيس فريق الاتحاد العام للشغالين بالمغرب.

المصدر: أخبارنا

كلمات دلالية: القضیة الفلسطینیة الشعب الفلسطینی صاحب الجلالة من أجل

إقرأ أيضاً:

تداعيات سقوط نظام الأسد على القضية الفلسطينية.. قراءة في ورقة علمية

أصدر مركز الزيتونة ورقة علمية بعنوان: "سقوط نظام الأسد في سورية والقضية الفلسطينية: التداعيات والمآلات" وهي من إعداد الباحث الأستاذ سامح سنجر. وتسعى هذه الورقة لقراءة وتحليل التداعيات الاجتماعية لسقوط النظام على اللاجئين الفلسطينيين في سورية. فبعد أن كان الفلسطينيون في سورية يتمتعون بكافة الحقوق المدنية للمواطن السوري، عانوا مع انطلاق الثورة السورية سنة 2011، من استهداف مخيماتهم وقصفها، حيث قُتل وفُقد ونزح المئات منهم، وانتُقِص من وضعهم القانوني في البلاد. وعقب سقوط نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة للسلطة، عادت المخيمات الفلسطينية لتشهد استقراراً نسبياً، خصوصاً بعد إطلاق سراح معتقلين فلسطينيين، واتّخاذ الإدارة السورية الجديدة خطوات لعودة النازحين الفلسطينيين، داخلياً وخارجياً، إلى أماكن سكنهم.

وتناولت الورقة التداعيات السياسية على الفصائل والسلطة الفلسطينية في سورية، حيث شهد حضور الفصائل الفلسطينية في سورية تقلبات نتيجة للأحداث السياسية في المنطقة. فبعد أن كانت علاقة الفصائل الفلسطينية في سورية مع نظام الأسد مبنية على الموقف السياسي من محور المقاومة والممانعة، لجأ هذا النظام لوضع معيار لعلاقته مع الفصائل بعد الثورة السورية سنة 2011، تمثَّلَ في الموقف من هذه الأزمة، وهذا ما وضع عدداً منها في موقف صعب، كحماس التي فضَّلت أن تخرج من سورية في كانون الثاني/ يناير 2012.

يشعر العديد من الفلسطينيين بالقلق من أن سقوط نظام بشار الأسد في سورية بما يعنيه من تراجع نفوذ إيران في المنطقة، شكل ضربة لمحور المقاومة وللقضية الفلسطينية.وعقب سقوط نظام الأسد، تلقّت الفصائل الفلسطينية رسالة "تطمينات" من "إدارة العمليات العسكرية للمعارضة السورية" بأنها لن تتعرض لها، وبادرت الفصائل إلى القيام بسلسلة خطوات تؤكد التزامها بالحياد، واتّفقت على تشكيل "هيئة العمل الوطني الفلسطيني المشترك"، التي تضم جميع الفصائل وجيش التحرير الفلسطيني، لتكون مرجعية وطنية موحدة تخدم المصالح الفلسطينية المشتركة.

وفيما يتعلق بالسلطة الفلسطينية، فقد اتّخذت موقفاً حذراً من سقوط نظام الأسد في سورية، ورأت الورقة أنّ مستوى العلاقة بين السلطة الفلسطينية والنظام الجديد في سورية سيتوقف على عاملين أساسيين؛ الأول هو موقف النظام الجديد في سورية من المشهد السياسي الفلسطيني بمختلف أطيافه، والثاني مرتبط بالمواقف الإقليمية والعربية من التغيير في سورية.

وناقشت الورقة التداعيات العسكرية على محور المقاومة، حيث يشعر العديد من الفلسطينيين بالقلق من أن سقوط نظام بشار الأسد في سورية بما يعنيه من تراجع نفوذ إيران في المنطقة، شكل ضربة لمحور المقاومة وللقضية الفلسطينية. وتتزامن هذه المخاوف مع اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان و"إسرائيل" الذي دخل حيز التنفيذ في تشرين الثاني/ نوفمبر 2024، مما يجعل غزة تبدو أكثر عزلة. كما تسعى "إسرائيل" للاستفادة من الوضع في سورية لفرض سيطرتها على المنطقة العازلة في هضبة الجولان، وإلى توسيع وجودها في منطقة عازلة كبرى تصل إلى حدود الأردن. ولكن من جهة أخرى، يشير البعض إلى أن سقوط النظام السوري قد يكون مفيداً للقضية الفلسطينية، من ناحية إيجاد حالة التحام شعبي أقوى مع القضية.

وتوقّعت الورقة أن ينعكس سقوط نظام الأسد وصعود المعارضة في سورية بشكل إيجابي على الأوضاع الاجتماعية للاجئين الفلسطينيين هناك، وعلى الأوضاع السياسية لفصائل المقاومة الفلسطينية وفي مقدمتها حركة حماس من خلال إعادة فتح مكاتبها في سورية، واستفادتها بشكل أفضل من الساحة السورية. ولأنّ الحالة في سورية ما زالت في مرحلتها الانتقالية، فمن السابق لأوانه إصدار أحكام قاطعة مستقبلية، وتبقى حالة التدافع بين الفرص المتاحة وبين المخاطر المحتملة هي السائدة في هذه المرحلة.

مقالات مشابهة

  • مساجد مصر تتزين بعلم فلسطين.. عيد الفطر يشهد تلاحما مع القضية الفلسطينية
  • محافظات مصر تحتشد عقب صلاة عيد الفطر لدعم القضية الفلسطينية
  • الألاف يحتشدون عقب صلاة عيد الفطر لدعم القضية الفلسطينية
  • رئيس الوزراء العراقي يؤكد موقف بلاده الثابت تجاه القضية الفلسطينية
  • الرئيس اللبناني: موقفنا ثابت بشأن دعم القضية الفلسطينية
  • السيسي يؤكد ثبات الموقف المصري من القضية الفلسطينية
  • عباس يشكر السيسي على موقفه من القضية الفلسطينية
  • تداعيات سقوط نظام الأسد على القضية الفلسطينية.. قراءة في ورقة علمية
  • النائب تيسير مطر لـ «الأسبوع»: مصر رفضت التهجير وموقفها من القضية الفلسطينية واضح
  • أبو كلل: القضية الفلسطينية ليست شيعية فقط،.. و لا للقرارات الارتجالية في قضايا الحرب