الجميل أمام وفد نقابة المحررين: لبنان مخطوف و حزب الله يتحكّم بمصيره
تاريخ النشر: 27th, May 2024 GMT
أكّد رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" النائب سامي الجميّل أنّ "لبنان مخطوف، وأنَّ حزب الله يتحكم بمصيره، فهو من يفرض الحرب والسلم وترسيم الحدود ويريد فرض رئيس للجمهورية على اللبنانيين". وفي الملف الرئاسي، أكد رئيس "الكتائب" أنهُ في غياب أي قرار من الطرف الآخر بملاقاة اللبنانيين والمعارضة الى منتصف الطريق والتفاهم على رئيس توافقي، وانه اذا صفت النيات، نكون امام خيارين: اما ان يذهب حزب الله الى الحوار بمنطق البحث عن اسم جديد او ان نذهب الى جلسة بدورات متتالية، وهاتان الحالتان تدفعان الأمور الى الأمام دون الحاجة الى لجان واجتماعات وتشاورات.
الجميّل كان يتحدث امام وفد من مجلس نقابة محرري الصحافة اللبنانية برئاسة النقيب جوزيف القصيفي زاره في مكتبه في بكفيا في اطار جولة يقوم بها الوفد على القيادات السياسية والحزبية. رئيس "الكتائب" شدد أمام الوفد على تمسك الحزب بالمبادىء التي يحملها منذ تأسيسه وعرض قراءته لواقع الأزمة التي يمر فيها لبنان ورؤيته للحلول التي يمكن ان تخرجه من ازمته. وقال إن "الحرب التي يخوضها حزب الله في الجنوب تحت عنوان الهاء اسرائيل لسيت دفاعاً عن لبنان، بل هو اتخذ قراراً بشن هجوم من لبنان لم يطلع عليه لا الحكومة ولا مجلس النواب بل فرضه على الجميع"، وأضاف: "نحن لا نريد الغاء أحد ولكننا نطالب بأن تكون لنا الحقوق بالتساوي مع الآخرين فلا يجوز ان يمتلك فريق السلاح دون الآخرين وان يدعي حصرية الدفاع عن الوطن وحمايته دون الآخرين والا فإنه يعمد الى الترهيب والتخوين كما لو كان في لبنان مواطنون درجة اولى وآخرون درجة ثانية معتبراً ان المساواة ركن اساسي في بناء دولة عادلة". ورداً على سؤال، أكد أن الجو في لبنان غير صحي والجو الطائفي الى نمو لأنه وليد الشعور بالغبن نتيجة تغييب مشاركة فئات واسعة من اللبنانيين عن قرارات مصيرية ما يزيد الشعور بعدم المساواة. ولفت رئيس الكتائب الى انه لا يجوز ان يبقى مجلس النواب مغيباً عن مناقشة ما يجري في الجنوب وهذا من صلاحياته البديهية بحكم التكليف الذي منحه اللبنانيون الى ممثليهم وهذا مطلب كررناه اكثر من مرة ومن مجلس النوابـ رافضاً ان تتكرر واقعة ترسيم الحدود التي ابرمت من دون علم النواب وان يستمر اقصاء المجلس عن القيام بواجبه في قرار السلم والحرب وهذا اكبر دليل على ان لبنان مخطوف. وشدد الجميّل على ان لا احد يسعى الى الحرب او يريدها من اللبنانيين، وقال: "حزب الكتائب أكثر من يعرف معنى الحرب وثمن ان تخسر الرفاق والأحباء". القصيفي وتحدث باسم الوفد النقيب جوزيف القصيفي، فقال: "من منطلق مسؤولية النقابة التي تضم في صفوفها صحافيات واعلاميات وصحافيين واعلاميين من كل أطياف اللون اللبناني، وتعكس غنى التنوع الذي يميز وطننا عن سواه من البلدان، وبدافع من هذه المسؤولية التي نحرص على الاضطلاع بها، نرغب في الوقوف على رأيكم في الأوضاع الراهنة من كل جوانبها، خصوصا انكم ترأسون حزبا كبيرا وعريقا، كان لعقود طويلة من السنين من اكبر الاحزاب اللبنانية وأكثرها حضوراً وتأثيراً". وأضاف: "إن لبنان هو وطن لجميع ابنائه بكل مكوناته، وأن قدر ابنائه وقضاءهم العيش معاً. إن هذا الموضوع يستلزم ادبيات تخاطب تأخذ في الاعتبار واقع لبنان، فلا تحد، ولا رفع سقوف، ولا إثارة حساسيات وعصبيات، ولا شعبوية، تخل باساسات الأمن الوطني، وتدفع إلى صدامات، وقديماً قيل: أول الحرب كلام". وأكمل: "هذا الكلام نطلقه من هنا، مع تسجيلنا الاستنكار الشديد لحادث إطلاق النار على بيت الكتائب المركزي في الصيفي، وهو برسم جميع القيادات. إن المطلوب هو الحوار والحوار والحوار من دون قيود، ومن دون فيتوات متبادلة. الحوار هو الذي يمد جسور التواصل، ويجمع الضفاف بالكلمة السواء التي إليها ندعو. لا تقلبات السياسة الخارجية، ولا تبدل موازين القوى، ولا الرهانات على نتائج مفترضة لحروب في الإقليم، يمكن أن تحسم الخلافات بين اللبنانيين، وحدهما التفاهم، وارادة التوافق تفتحان الطريق إلى ما يصبو اليه لبنان من حلول دائمة وثابتة تجعل منه فعلا دولة كاملة الاوصاف والمواصفات".
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
ضياء الدين بلال يكتب: القوة الخفية التي هزمت حميدتي (2-2)
سألني كثيرون عن عدم ذكر شرائح مجتمعية مهمة كان لها إسهام كبير في هزيمة مشروع حميدتي الانقلابي.
لكن القائمة التي أوردتها لم تكن حصرية لمصادر القوة الخفية الناعمة في الدولة السودانية، بل كانت مجرد نماذج، دون أن يعني ذلك امتيازها على الآخرين.
بدأت أشعر بالقلق من أن معارك جديدة ستنشب بعد الحرب الحالية، محورها: من صنع النصر؟ ومن كانت له اليد العليا فيه؟!
لا شك أن هناك من لعبوا أدوارًا مركزية في هزيمة مشروع الميليشيا بعيدًا عن الأضواء، وسيأتي ذكرهم في يوم ما.
بعض الأصدقاء والقراء لاموني على عدم ذكر مشاركة السلفيين وجماعة أنصار السنة، وآخرون تساءلوا عن عدم الإشارة إلى دور الشعراء وكبار المغنيين، مثل الرمز والقامة عاطف السماني.
أما اللوم الأكبر فجاء من عدد كبير من القراء، بسبب عدم التطرق لدور الإعلاميين، لا سيما في الفضائيات ووسائل التواصل الاجتماعي.
نعم، لم تكن الحرب التي اندلعت في السودان يوم 15 أبريل 2023 مجرد مواجهة عسكرية تقليدية بين جيش نظامي ومجموعة متمردة، بل كانت حربًا شاملة استهدفت الدولة والمجتمع معًا.
فبينما كانت الرصاصات والقذائف تحصد الأرواح، كانت هناك معركة أخرى، لا تقل ضراوة، تدور في ميدان الوعي والمعلومات، حيث لعب الإعلام الوطني الحر دورًا محوريًا في التصدي لهذا المشروع الغاشم.
في بدايات الحرب، أصيبت مؤسسات الدولة بالشلل، وغابت الأجهزة التنفيذية والإعلام الرسمي.
أما القوات المسلحة، فكانت محاصرة بين الهجمات الغادرة ومحاولات التمرد فرض واقع جديد بقوة السلاح.
وفي تلك اللحظة الحرجة، برز الإعلام كسلاح أمضى وأشد فتكًا من المدافع، يخوض معركة الوعي ضد التزييف والخداع، ويقاتل بالحجة والمنطق لكشف الحقائق ودحض الأكاذيب.
راهن المتمردون ومناصروهم على التلاعب بالسردية الإعلامية، فملأوا الفضاء الرقمي بالدعاية والتضليل، محاولين قلب الحقائق وتقديم أنفسهم كقوة منتصرة تحمل رسالة الحرية والديمقراطية.
لكن الإعلام الوطني الحر كان لهم بالمرصاد، فكشف فظائعهم، وفضح انتهاكاتهم، وعرّى أكاذيبهم.
لم تعد جرائمهم مجرد روايات ظنية مبعثرة، بل حقائق موثقة بالصوت والصورة، شاهدة على مشروعهم القائم على النهب والدمار وإشاعة الفوضى.
لم يكتفِ الإعلام بتعرية التمرد، بل حمل لواء المقاومة الشعبية، فكان منبرًا لتحفيز السودانيين على الصمود، وحشد الطاقات، وبث روح الأمل.
اجتهد الإعلام الوطني في رفع معنويات الجيش، مؤكدًا أن هذه ليست نهاية السودان، وأن القوات المسلحة ستنهض مهما تكالبت عليها المحن، وأن الشعب ليس متفرجًا، بل شريك أصيل في الدفاع عن وطنه.
لم يكن هذا مجرد تفاعل إعلامي عابر، بل كان إعادة تشكيل للوعي الجمعي، وصناعة رأي عام مقاوم يحمي السودان من السقوط في مستنقع الفوضى.
ومع مرور الوقت، استعاد الجيش أنفاسه، وعاد أكثر تنظيمًا وقوة، والتحم بالمقاومة الشعبية التي بشّر بها الإعلام.
وهكذا، تحولت الحرب من مواجهة بين جيش ومتمردين إلى معركة وطنية كبرى ضد مشروع تدميري عابر للحدود.
لقد أثبت الإعلام الوطني أن الكلمة الصادقة، حين تكون في معركة عادلة، تملك من القوة ما يعادل ألف طلقة، وأن الوعي، حين يُدار بذكاء وصدق، يصبح درعًا لا يخترقه التضليل، وسيفًا يقطع أوهام الباطل من جذورها.
هكذا انتصر السودان في معركة الوعي، وهكذا هُزم التمرد قبل أن يُهزم في ميادين القتال.
ضياء الدين بلال
إنضم لقناة النيلين على واتساب