تواصلت الإدانات الدولية المنددة بالمجزرة الكبيرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في مخيم للنازحين في رفح جنوبي قطاع غزة وتسببت باستشهاد 45 شخصا على الأقل، أغلبهم نساء وأطفال، وإصابة عشرات آخرين.

فمن جهته، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن بلاده "ستبذل كل ما في وسعها" لمحاسبة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والسلطات "الهمجية" و"القتلة" غداة الضربات على رفح.

وأضاف "إن هذه المجزرة التي وقعت بعدما طالبت محكمة العدل الدولية بوقف الهجمات، كشفت مجددا عن الوجه القاسي والغادر للدولة الإرهابية".

وتابع أنه "تماما مثل زعيم ألمانيا النازية أدولف هتلر، ورئيس يوغوسلافيا السابقة سلوبودان ميلوشيفيتش والزعيم السابق لصرب البوسنة رادوفان كاراديتش وغيرهم من فراعنة التاريخ الذين يعجبون بهم، لن يتمكنوا من تجنب أن تحل عليهم اللعنة".

بدوره، استهجن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الضربات الإسرائيلية على مخيم للنازحين برفح، وقال على منصة إكس إنه يشعر "بالغضب".

وأضاف أن "تلك العمليات يجب أن تتوقف، ليس هناك مناطق آمنة في رفح للمدنيين الفلسطينيين"، داعيا إلى "الاحترام الكامل للقانون الدولي ووقف فوري لإطلاق النار".

من جهته، أدان رئيس الوزراء الأيرلندي سيمون هاريس القصف الإسرائيلي لمخيم النازحين برفح ووصفه بأنه "مروع" ويثير تساؤلات جدية حول القانون الدولي.

وقال في تصريحات صحفية بالعاصمة دبلن، إن "قصف مركز يذهب إليه الناس ويحضر الآباء أطفالهم ليكونوا آمنين، في ليلة على حين غرة، أمر مروع".

ولفت هاريس إلى أن أيرلندا كانت إحدى دولتين وقّعتا على رسالة تدعو إلى مراجعة اتفاقية الشراكة التجارية بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل. وأضاف "لا أعتقد أن الاتحاد الأوروبي يجب أن يخاف من هذه المراجعة".

وتابع "أنا فخور بأن أيرلندا اعترفت بدولة فلسطين مع النرويج وإسبانيا، ولكن في الوقت الحالي يموت الأطفال وتتعرض مراكز النازحين للقصف، هذه حركة خسيسة".

كما وصف مسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الضربات الإسرائيلية على مخيم النازحين برفح بأنها "مروعة"، وقال "أدين هذا الأمر بأشد العبارات"، مؤكدا أنه "يجب وقف هذه الهجمات فورا".

كما أكد بوريل على وجوب تطبيق قرار محكمة العدل الدولية الداعي لوقف الهجمات العسكرية على رفح، وقال إن "الجميع متفق على أن قرارات محكمة العدل الدولية ملزمة ويجب تنفيذها".

من طرفه وصف مفوض وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فيليب لازاريني، الأوضاع برفح بأنها "مأساوية" وقال إن الصور الواردة من المدينة "مرعبة ومزعجة تماما".

وقال في مؤتمر صحفي عقب لقائه رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي في بيروت "نعاني في إدخال المساعدات إلى قطاع غزة، ورأينا أمس صورة مزعجة ومرعبة للضحايا هناك، والاتصالات غير متوفرة مع الزملاء على الأرض".

وكشف عن أن 14 جهة مانحة (من أصل 16 أوقفت التمويل) استأنفت مساهماتها للوكالة، والولايات المتحدة أعلنت أنها لن تستأنف تبرعاتها قبل مارس/آذار المقبل، وبريطانيا أيضا لم تستأنف تمويلها"، كما أفاد بأن "192 من موظفي الوكالة قتلوا في قطاع غزة، وهذا أمر غير مسبوق".

من ناحيتها، تجاهلت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، الإدانة الصريحة لإسرائيل بعد مجزرة الخيام برفح، مؤثرة التحول إلى موضوع المساعدات حيث قالت إن بلادها "تدعم فكرة نشر بعثة للاتحاد الأوروبي عند معبر رفح الحدودي بقطاع غزة".

وتابعت "نحن الأوروبيين سنسهم في إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة في حال تم تسهيل دخولها إلى القطاع"، موضحة أنهم يعتزمون دراسة الأمر مع "الأطراف الإقليمية ومع العالم العربي".

وأدان الاتحاد الأفريقي المجزرة الإسرائيلية، وقال رئيس المفوضية الأفريقية، موسى فكي، إن الغارات الجوية الإسرائيلية المروعة في مخيم النازحين في رفح دليل على أن إسرائيل تواصل انتهاك القانون الدولي مع الإفلات من العقاب.

وأضاف أنها ازدراء لحكم محكمة العدل الدولية الذي أمر بإنهاء عملها العسكري في رفح، مشددا على ضرورة التقيد بقرار محكمة العدل الدولية ووقف إطلاق النار فورا.

إدانة واستنكار عربيان

ونددت الدول العربية بالمجزرة الإسرائيلية في مخيم للنازحين برفح، معتبرة أنها "انتهاك" للقوانين والقرارات الدولية.

فقد حذّر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، من مخاطر العملية الإسرائيلية في رفح، وأكد ضرورة تكثيف الجهود لاحتواء الموقف وإنهاء الحرب، وعلى "ضرورة الانخراط الدولي الجاد في تطبيق حل الدولتين وفقًا لقرارات الشرعية الدولية".

وكانت الخارجية المصرية وصفت في وقت سابق ما جرى في رفح أمس الأحد بأنه "حادث مأساوي"، وطالبت مجلس الأمن الدولي بالتدخل لضمان إنهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة والعمليات بمدينة رفح.

وشددت على أن المجزرة تعد "إمعانا في مواصلة استهداف المدنيين العزّل والسياسة الممنهجة الرامية لتوسيع رقعة القتل والدمار في قطاع غزة لجعله غير قابل للحياة".

فمن جهتها، اعتبرت وزارة الخارجية القطرية أن القصف الإسرائيلي "انتهاك خطير للقوانين الدولية". وشدّدت على "ضرورة التزام السلطات الإسرائيلية بقرار محكمة العدل الدولية الداعي لوقف الهجمات العسكرية على رفح".

ودعت الخارجية القطرية المجتمع الدولي إلى "تحرّك عاجل للحيلولة دون ارتكاب جريمة إبادة جماعية، وتوفير الحماية التامة للمدنيين".

كما أدانت السعودية "بأشدّ العبارات استمرار مجازر قوات الاحتلال الاسرائيلي، ومواصلتها استهداف المدنيين العزل في قطاع غزة، وآخرها استهداف خيام النازحين الفلسطينيين".

ودعت السعودية المجتمع الدولي إلى "التدخل الفوري لوقف المجازر التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي".

واستنكرت الكويت العدوان الإسرائيلي على خيام النازحين برفح، وقالت إن ذلك يكشف ارتكاب إسرائيل "بشكل جلي والعالم أجمع إبادة جماعية غير مسبوقة وجرائم حرب صارخة تستدعي تدخلا فوريا وحازما من المجتمع الدولي".

كما أكدت سلطنة عُمان أن "هذه الأفعال الشنيعة تستوجب تدخلًا دوليًّا رادعًا بما في ذلك فرض المجتمع الدولي عقوبات على إسرائيل".

ودعا الأردن إلى محاسبة المسؤولين عن الهجوم الإسرائيلي الجديد، وذكر بيان لوزارة الخارجية أن الهجوم الإسرائيلي "تحد صارخ لقرارات محكمة العدل الدولية وانتهاك جسيم للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني".

وطالب بيان الخارجية الأردنية بـ"تأمين الحماية للمدنيين العزّل في غزة ولمنظمات الإغاثة وموظفيها".

كما استنكر البرلمان العربي "المجزرة البشعة التي قام بها كيان الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين الفلسطينيين في مخيمات النازحين برفح".

وأكد أن "كيان الاحتلال تجاوز كل القوانين والأعراف والقرارات الدولية والشرعية التي تدعو إلى وقف فوري للعدوان ووقف الهجوم العسكري على مدينة رفح".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات محکمة العدل الدولیة المجتمع الدولی النازحین برفح قطاع غزة فی مخیم فی رفح

إقرأ أيضاً:

السعودية تحذر من التصعيد الإسرائيلي بلبنان وتنضم لجهود دولية للتسوية

حذرت السعودية، الأحد، من تداعيات التصعيد الإسرائيلي في لبنان، مؤكدة انضمامها لجهود دولية تهدف إلى ترسيخ وقف فوري لإطلاق النار.

 

جاء ذلك خلال كلمة المملكة في الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها التاسعة والسبعين بمدينة نيويورك، ألقاها وزير الخارجية فيصل بن فرحان.

 

وأكد الوزير السعودي على "ضرورة الحفاظ على استقرار لبنان، واحترام سيادته، بما يتوافق مع القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن".

 

وشدد على أن "غياب المساءلة والعقاب رغم استمرار الانتهاكات الإسرائيلية للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، يشجعها على التصعيد".

 

ابن فرحان اعتبر أن "هذا التصعيد لن يحقق الأمن والاستقرار لأي طرف، وينذر بعواقب خطيرة، وتوسيع رقعة العنف والحروب، والمزيد من التهديد لأمن المنطقة واستقرارها".

 

وأوضح أن المملكة "تنضم إلى الجهود الدولية الهادفة إلى ترسيخ وقف فوري لإطلاق النار (في لبنان)، بما يتيح المجال للتوصل إلى تسوية دبلوماسية مستدامة".

 

ودعا بيان مشترك صدر فجر الخميس عن 12 دولة ومنظمة، بينها الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية، إلى وقف مؤقت لإطلاق النار بين إسرائيل و"حزب الله"، وذلك لإتاحة الفرصة للجهود الدبلوماسية.

 

ومنذ 23 سبتمبر/ أيلول الجاري، يشن الجيش الإسرائيلي "أعنف وأوسع" هجوم على لبنان منذ بدء المواجهات مع "حزب الله" قبل نحو عام، ما أسفر عن 816 قتيلا بينهم أطفال ونساء، و2507 جرحى، وفق رصد الأناضول لبيانات السلطات اللبنانية.

 

في المقابل، يستمر دوي صفارات الإنذار في إسرائيل، إثر إطلاق "حزب الله" مئات الصواريخ على مواقع عسكرية ومستوطنات ومقر "الموساد" بتل أبيب، وسط تعتيم صارم على الخسائر البشرية والمادية، حسب مراقبين.

 

وتتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها "حزب الله"، مع الجيش الإسرائيلي قصفا يوميا عبر "الخط الأزرق" الفاصل، منذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، أسفر حتى السبت، عن "1673 شهيدا، منهم 104 أطفال و194 امرأة، و 8 آلاف و603 جرحى" لبنانيين، وفق وزارة الصحة اللبنانية.

 

وبشأن الأوضاع في قطاع غزة، قال ابن فرحان إن "الممارسات الوحشية الإسرائيلية (في غزة) أودت منذ العام الماضي بحياة عشرات آلاف المدنيين الفلسطينيين، معظمهم من النساء والأطفال، جراء قصف وقتل وتدمير وتجويع ممنهج، وسط كارثة إنسانية كبرى، تتفاقم يوما بعد يوم".

 

وأضاف أن "المملكة قدمت أكثر من 5 مليارات دولار من المساعدات للشعب الفلسطيني".

 

وخلفت الحرب الإسرائيلية المتواصلة على القطاع منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي أكثر من 137 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.


مقالات مشابهة

  • البنك الدولي : نعمل على مجموعة واسعة من الأنشطة المتوافقة مع أولويات الإمارات
  • المتحدث باسم الخارجية الإيرانية: إيران لن تترك أيا من "الأعمال الإجرامية لإسرائيل" من دون رد
  • إدانات دولية للهجوم الإرهابي في مقديشو الذي أسفر عن مقتل أكثر من 30 شخصًا
  • جهود دولية للتهدئة.. الهجمات الإسرائيلية تفاقم أزمات لبنان
  • أستاذ علاقات دولية: مصر تفضل الحلول السلمية .. وسياساتها الخارجية متوازنة
  • أستاذ علاقات دولية: مصر تفضل الحلول السلمية.. وسياساتها الخارجية متوازنة
  • السعودية تحذر من التصعيد الإسرائيلي بلبنان وتنضم لجهود دولية للتسوية
  • وزير الخارجية: العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة وصمة عار على جبين المجتمع الدولي
  • وزير الخارجية: العدوان الإسرائيلي على غزة وصمة عار على جبين المجتمع الدولي
  • دول أوروبية وعربية وإسلامية تطلق مبادرة جديدة لإقامة دولة فلسطين