كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن معارضة أمريكية لخطة أوروبية تقضي بإدانة إيران بشأن برنامجها النووي، موضحة أن سبب هذه المعارضة نابع من خشية تأثير الخطة على الانتخابات الرئاسية المقررة في الولايات المتحدة في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل.

وقالت الصحيفة إن "واشنطن تحاول إقناع الدول الأوروبية بعدم مفاقمة التوتر في الاجتماع المقبل بالوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة"، منوهة إلى أن إدارة الرئيس جو بايدن تقوم بالضغط على حلفائها الأوروبيين للتراجع عن خطط توبيخ لإيران، بسبب ما حققته من تقدم في برنامجها النووي.



وأشارت إلى أن الولايات المتحدة تحاول إبقاء التوترات مع طهران منخفضة قبل الانتخابات الرئاسية، مبينة أن واشنطن تعارض خططا بريطانية وفرنسية لإدانة إيران في الاجتماع المقبل للوكالة، والمقرر في بداية شهر حزيران/ يونيو المقبل.

وذكرت أن الخلافات برزت في وقت تعمقت فيها مخاوف المسؤولين الغربيين من نشاطات إيران النووية، مضيفة أنه لدى طهران ما يكفي من مواد انشطارية مخصبة لإنتاج ثلاث قنابل نووية، وذلك بحسب بيانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

ولفتت إلى أن بعض المسؤولين الأمريكيين يرون أن إيران قد تكون عرضة للتقلبات، وهي تمضي لعقد انتخابات لاختيار رئيس جديد بعد وفاة إبراهيم رئيسي، بتحطم طائرته المروحية يوم الأحد الماضي.



وأشارت الصحيفة إلى أنه طالما أكدت إدارة بايدن بأنها تريد حلا دبلوماسيا للبرنامج النووي الإيراني، وفي الوقت نفسه يحذر الدبلوماسيون الغربيون أن الفشل في التحرك سيقوض سلطة الوكالة الدولية للطاقة الذرية وسياستها لمنع انتشار الأسلحة النووية، ويقولون إنه سيضعف مصداقية الضغط الغربي على إيران، وهم محبطون مما يرونه جهودا أمريكية لتقويض نهجهم.

وقال مسؤول أمريكي إن واشنطن "تنسق عن قرب" مع شركائها الأوروبيين، وقبل لقاء الوكالة الشهر المقبل، مضيفا أن أي "تكهنات بشأن القرارات سابقة لأوانها".

وتابع المسؤول: "نزيد من الضغوط على إيران عبر العقوبات والعزلة الدولية"، في إشارة إلى الإجراءات التي اتخذتها مجموعة الدول السبع بعد الهجمات الصاروخية الإيرانية ضد إسرائيل الشهر الماضي. وقال مسؤول أمريكي ثان إنه من "الخطأ الكامل" الافتراض أن الولايات المتحدة تحاول تجنب أي عقبات مع إيران قبل الانتخابات الأمريكية.

وكان آخر توبيخ للوكالة الدولية وجه لإيران في تشرين الثاني/ نوفمبر 2022، حيث حذر المسؤولون الأوروبيون في فيينا وبشكل دائم إنهم سيتحركون ضد طهران، إن لم تحد من مواصلة نشاطاتها النووية وتزيد من التعاون مع الوكالة.

وفي قلب النزاع، مخاوف الدول الأوروبية وبخاصة فرنسا وبريطانيا من أن الولايات المتحدة لا تملك استراتيجية للتعامل مع التقدم الذي أحرزته إيران في برامجها النووية.

وقال الدبلوماسيون الأوروبيون إن إدارة بايدن تبدو غير راغبة، إما بمتابعة جهود دبلوماسية حثيثة مع إيران اتخاذ إجراءات عقابية ضد تجاوزات إيران النووية. وكانت الدول الأوروبية من أكبر الداعمين للاتفاقية النووية عام 2015 والتي رفعت معظم العقوبات الدولية على إيران مقابل قيود مؤقتة على برامجها النووية. وحاولت الدول الأوروبية الحفاظ على المعاهدة بعد خروج دونالد ترامب منها عام 2018. واعتبرت إدارة بايدن مسألة إحياء المحادثات النووية أولوية لها في السياسة الخارجية بعد دخول البيت الأبيض، إلا أن المحادثات انهارت في آب/أغسطس 2022 بعد تشدد إيران في مطالبها. ومنذ ذلك الوقت حاولت الولايات المتحدة احتواء التوترات مع إيران.



ويرى المسؤولون الأمريكيون أن اوروبا تستطيع عمل الكثير للضغط على إيران، بما في ذلك قطع البنوك الإيرانية العاملة في القارة وتصنيف الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية. وقالوا إنهم نسقوا جهود العقوبات ضد إيران مع الدول الأوروبية، بسبب عمليات بيع ونقل صواريخها وبرامج المسيرات. ولدى الولايات المتحدة خططها لزيادة الضغط على إيران، حيث طلبت من الوكالة الدولية للطاقة الذرية إعداد تقرير شامل يحدد كل الأمثلة التي رفضت فيها إيران التعاون معها.

ومع أن التقرير لن تكون له تأثيرات أوتوماتيكية، إلا أن جهدا مماثلا كذلك في عام 2021 ركز الاهتمام الدولي على برنامج إيران النووي، سيعمل على زيادة الزخم كي يتحرك العالم ويفرض عقوبات على إيران.

ويقول المسؤولون الأمريكيون إنه لو لم تغير إيران مسارها، فتقرير كهذا يمكن أن يعزز الحجة من أجل إعادة فرض العقوبات على إيران والتي رفعت بموجب معاهدة 2015، والتي كانت خيارا ينتهي عام 2025.

ويضيف المسؤولون الأوروبيون أنه تم إبلاغهم بأن واشنطن تفكر بالطلب من الوكالة، لكي تقدم التقرير بعد الانتخابات في تشرين الثاني/ نوفمبر، ولكن ليس لديهم خطط لطلب هذا. وتعتبر إيران على عتبة إنتاج القنبلة النووية وهناك مخاوف غربية من أنها قد تحاول الدخول في نادي الدول النووية.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية إيران إيران امريكا أوروبا البرنامج النووي صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الوکالة الدولیة للطاقة الذریة الولایات المتحدة الدول الأوروبیة على إیران إیران فی إلى أن

إقرأ أيضاً:

طالبان وترامب.. هل تحقق الإدارة الأمريكية الجديدة حلم الشرعية الدولية للحركة؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تُعَدُّ العلاقة بين حركة طالبان وإدارة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب واحدة من أكثر القضايا إثارة للجدل في السياسة الدولية الحديثة، فقد أثارت الاتفاقيات التي أبرمتها الإدارة السابقة مع الحركة تساؤلات حول مدى مساهمتها في تسهيل عودتها للسلطة مرة أخرى في منتصف أغسطس 2021م بعد تنفيذ قرار الانسحاب الأمريكي من أفغانستان وترك البلاد سهلة في يد الحركة التي كانت وصلت لمرحلة من النفوذ جعلها أكثر قوة من نظام الرئيس الأفغاني أشرف غني. ومع إعلان فوز ترامب في انتخابات الرئاسة الأمريكية، يبرز تساؤل جوهري حول موقف طالبان من إمكانية عودته إلى السلطة، ودور العلاقات السابقة في تحديد الموقف الحالي للحركة.

طالبان وإدارة ترامب السابقة

شهدت فترة رئاسة دونالد ترامب تحولًا كبيرًا في التعامل مع حركة طالبان. فقد دخلت الإدارة الأمريكية في عهده في مفاوضات مباشرة مع الحركة عام 2018 في العاصمة القطرية الدوحة، وركزت إدارة ترامب وقتها على تحقيق الانسحاب أمريكي من أفغانستان، وهو الأمر الذي كان مستحيلًا وقوعه بالإدارات الأمريكية السابقة التي رفضت التفاوض المباشر مع الحركة.

وفي فبراير 2020، وقعت الولايات المتحدة "اتفاق الدوحة" مع حركة طالبان، وصفته إدارة ترامب بـ"التاريخي".

ونص الاتفاق على انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان مقابل ضمانات من طالبان بعدم السماح باستخدام الأراضي الأفغانية كمنصة لشن هجمات إرهابية على حلفائها أو التعرض لمصالحهم. كما تعهدت طالبان بالدخول في مفاوضات مع الحكومة الأفغانية لتقاسم السلطة، وهو الأمر الذي لم يتحقق على أرض الواقع.

وتم تنفيذ الانسحاب الأمريكي الكامل من أفغانستان في أغسطس 2021 خلال إدارة جو بايدن بعد أسابيع قليلة من وصوله إلى البيت الأبيض في الانتخابات الماضية والتي تمكن فيها بايدن من الإطاحة بترامب، ولم تكن هناك خطة واضحة لما بعد الانسحاب الأمر الذي كان بمثابة منح طالبان الضوء الأخضر للعودة مرة أخرى إلى السلطة.

إدارة ترامب وشرعية طالبان

وكانت ممارسات إدارة ترامب السابقة بمثابة اعتراف ضمني بموافقة الولايات المتحدة على تسليم السلطة لحركة طالبان رغم أنها لم تترك خريطة طريق واضحة لما بعد الانسحاب الأمر الذي أسقط البلاد في حالة من الاضطراب لاتزال قائمة إلى الآن، ويمكن أجمال أهم تلك الممارسات فيما يلي:

أولا: التفاوض المباشر مع طالبان: 

وهو أمر كان مستحيلًا في الإدارات السابقة لإدارة ترامب، وقد منح هذا التفاوض الحركة اعترافًا ضمنيًا بأنها قوة شرعية يمكن أن تكون شريكًا سياسيًا للولايات المتحدة في المستقبل.

ثانيًا: عدم وجود ممثلين لحكومة أشرف غني في الاتفاق:

جاء اتفاق الدوحة المباشر بين الولايات المتحدة وطالبان ممثلة في مكتبها السياسي بالعاصمة القطرية، خاليً من وجود ممثلين للحكومة الأفغانية، أو وجود ممثلين للرئيس الأفغاني أشرف غني، الأمر الذي عزز من موقف طالبان وأضعف موقف الحكومة التي كانت تُعتَبَر شريكًا رئيسيًا للولايات المتحدة في السابق.

ثالثًا: تخفيف العقوبات على قيادات طالبان:

رغم بقاء حركة طالبان وأغلب قياداتها على قوائم الإرهاب الأمريكية، فقد مهدت الاتفاقيات الطريق لتخفيف القيود والعقوبات المفروضة على الحركة وكان أن بدأت الولايات المتحدة تنظر في هذا الملف بعيون مختلفة فهي تغض الطرف أحيانًا عن وجود أسماء خطيرة في حكومة طالبان المؤقتة، كما لم تعدد تتحدث عن أسماء قيادات آخرين لايزالون على قوائم الإرهاب.

من خلال هذه الممارسات بدا أن إدارة ترامب لديها استعداد للتعامل مع طالبان ككيان سياسي بديل للحكومة الشرعية في البلاد المتمثلة في حكومة أشرف غني، وهو ما أتاح للحركة الزخم اللازم للعودة إلى السلطة بعد الانسحاب الأمريكي في ظل ضعف منافسيها على السلطة وقد أعطى ذلك انطباعًا بأن الولايات المتحدة هي التي تساند طالبان.

طالبان وإدارة ترامب الجديدة

لم تخف حركة طالبان ترقبها لنتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وسارعت وزارة الخارجية في حكومة طالبان في السادس من نوفمبر الجاري بإصدار بيان حول نتائج الانتخابات والتي فاز فيها دونالد ترامب أعربت فيه  عن أمل "إمارة أفغانستان الإسلامية" في "أن تتخذ إدارة الحكومة القادمة خطوات واقعية لتحقيق تقدم ملموس في العلاقات الثنائية بين البلدين وفتح فصل جديد في العلاقات".

وقال وكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية في حكومة طالبان شير محمد عباس ستانكزي في تصريحات صحفية عقب فوز ترامب، إنه حكومته تنظر إلى فترة ترمب، على أنها "فرصة لفتح قنوات واقعية للعلاقات الثنائية والانفتاح على أفغانستان، التي مازالت ترزح تحت وطأة العقوبات إضافة إلى انعدام اعتراف دولي بحكومتها" التي يتزعمها هبة الله أخوند زاده.

وذكر ستانكزي، أن أفغانستان "فتحت صفحة جديدة بعد حروب استمرت لأكثر من 4 عقود"، معتبراً أن "السلام عاد إلى البلد ولن نسمح بعودة الفوضى والاقتتال، لذلك أيادينا مبسوطة بالسلام لجميع الجهات، ونتوقع من كل الأطراف أن تساعد في تجنيب بلدنا كل ما يهدد أمنها واستقرارها".

قالت الحكومة الأفغانية التي تقودها حركة طالبان إنها تريد بداية جديدة مع الولايات المتحدة في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترامب، وتأمين حصولها، بعد طول انتظار، على أكثر من 9 مليارات دولار من احتياطيات النقد الأجنبي للبلاد التي جمدتها إدارة الرئيس جو بايدن منذ 3 سنوات.

ونقلت وكالة بلومبيرغ للأنباء في 12 نوفمبر الجاري عن رئيس المكتب السياسي لطالبان في قطر محمد سهيل شاهين قوله في رسالة نصية "نسعى إلى كتابة فصل جديد من العلاقات مع إدارة ترامب المقبلة، ونريدها أن تقابل ذلك بالمثل".

وأضاف شاهين "نريد رفع التجميد عن جميع احتياطيات بنك دا أفغانستان (البنك المركزي الأفغاني) وإعادتها إلينا".

ماذا بعد؟

عودة ترامب إلى السلطة قد تفتح الباب أمام سيناريوهات جديدة للتعامل مع طالبان، خصوصًا فيما يتعلق بالاعتراف الدولي بها كحكومة شرعية  معترف بها في المنظمات الأممية ، أو في الجانب الاقتصادي من خلال الإفراج عن أموالها المجمدة في الولايات المتحدة.

مقالات مشابهة

  • إيران تتهم الولايات المتحدة بمعارضة استكمال عملية السلام اليمنية
  • البيت الأبيض: الولايات المتحدة لن تغير موقفها النووي بعد أن خفضت روسيا سقف أستخدام ترسانتها النووية
  • الولايات المتحدة تهنئ ليبيا على نجاح الجولة الأولى من الانتخابات البلدية
  • خمسا المساعدات لأوكرانيا تأتي من الولايات المتحدة.. وهذه أكبر الدول الداعمة لكييف
  • أسطورة المثالية الأمريكية.. تشومسكي يفند زيف شعارات الولايات المتحدة
  • صعيد أمريكي: هل تُهدد الولايات المتحدة العلاقات التركية بتصريحات حول حماس؟
  • المتحدث باسم الكرملين:"روسيا مستعدة للتطبيع مع الولايات المتحدة"..تفاصيل تعديل العقيدة النووية الروسية
  • مقترح إماراتي أمام الولايات المتحدة بهدف تأمين الملاحة الدولية في البحر الأحمر
  • طالبان وترامب.. هل تحقق الإدارة الأمريكية الجديدة حلم الشرعية الدولية للحركة؟
  • واشنطن بوست: الولايات المتحدة قد تواجه قريبا تهديدا أقوى من الأسلحة النووية