جريدة الرؤية العمانية:
2024-12-26@03:47:41 GMT

الهزيمة الاستراتيجية لكيان العدو

تاريخ النشر: 27th, May 2024 GMT

الهزيمة الاستراتيجية لكيان العدو

 

 

علي بن مسعود المعشني

ali95312606@gmail.com

 

استشعرتْ أمريكا هزيمتها الاستراتيجية وفقد مصالحها وحظوتها في المنطقة عام 2008، ليس بفعل ضربات المُقاومة في العراق ومستنقع أفغانستان فحسب؛ بل أضيف إليها لغة أرقام حقيقية أعدّها المعهد العربي الأمريكي "معهد جيمس زغبي" لاستطلاعات الرأي (وهو مركز بحثي لبناني أمريكي)؛ حيث أجرى استطلاعًا للرأي في 6 عواصم عربية "حليفة" لأمريكا، وخرج منها بالأرقام التالية: 84% يعتقدون أنَّ أمريكا هي الداعم الأكبر للكيان الصهيوني، وبالنتيجة هي عدو للعرب، و85% يؤمنون بأن ما تسمى بـ"إسرائيل" هي عدو تاريخي للعرب، و83% يعتقدون بأن امتلاك إيران لسلاح نووي هو قوة للعرب، وأن سماحة السيد حسن نصر الله هو الشخصية الأولى المُحببة لدى المصريين، يليه الرئيس السوري بشار الأسد، ثم الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد.

وبما أن الأمريكان خصوصًا والغرب عموماً، يؤمنون بمصداقية لغة الأرقام وحقيقة استشرافها المستقبلي، فقد قرروا تنفيذ خطة إعادة التموضع بالمنطقة عبر فصول "الربيع العبري" عام 2011، هذا الربيع الذي تركّز في من بقي شامخًا من أقطار جبهة الصمود والتصدي (سوريا، ليبيا، اليمن)، وأنقض على أقطار "حليفة" له (مصر، تونس) في بداية الربيع لزوم التضليل وحرف أنظار مركز المؤامرة وهدفها الحقيقي، وليبدو الربيع- وكما أسماه- عربيًا لتغييب العقل العربي.

نجحت أمريكا تكتيكيًا في إعادة إنتاج نفسها بالمنطقة عبر انتحال صفة "يسوع المُخلِّص" للشعوب من الحكام "الطُغاة" وحكم "العسكر"، وأعادت التموضع مؤقتًا عبر التنظيم الدولي للأخوان وثوار الناتو والجهاد الأطلسي، ولكنها مُنيت بهزيمة استراتيجية كبرى تتكشف تفاصيلها كل يوم، أقربها تنامي حجم الكراهية لها في المنطقة والعالم، وتقزمها التدريجي أمام القوى العالمية الصاعدة.

اليوم يأتي "طوفان الأقصى" ليحقق نصرًا استراتيجيًا على كيان العدو الصهيوني، الذي يمثل الاستثمار الاستراتيجي الوجودي لأمريكا والغرب في قلب الأمة العربية، وذلك بهدف تكريس ضعفها ووهنها وفرقتها، وتعطيل مشروعها الوحدوي النهضوي.

وطوفان الأقصى، وما ترتّب عليه من وحدة ساحات المُقاومة لاحقًا، وصعود نجمين غير متوقعين إلى صدارة مشهد المواجهة، وهما اليمن والفصائل العراقية، لم يبدد الحلم الاستراتيجي للكيان ورعاته بتصفية القضية الفلسطينية وتمرير ثقافة التطبيع بمسمياتها المختلفة؛ بل كشف عن وَهَن الكيان ورعاته وعجزهم عن تحقيق مبتغاهم، وكشف جميع بواطن القوة والضعف لدى الكيان ورعاته والمنبهرين به، وعاد عليهم بالوبال بفعل تجييش الرأي العام العالمي ضدهم، وسقوط سرديتهم التاريخية بأحقيتهم بأرض فلسطين.

تَنَكَّر العدو الصهيوني اليوم لعقيدته العسكرية المعروفة عنه والمتمثلة في "الحروب الخاطفة"، وخوضه لحرب الطوفان لثمانية أشهر، وقتله لأسراه، وتغابيه عن انهيار الدولة ومؤسساتها بالداخل، يقرأ منها بأن الكيان ولأول مرة في تاريخه يخوض حربَ وجودٍ ويستشعر ذلك، لهذا يوزع القتل والدمار على الأرض كمن سبقه من طُغاة وغزاة عبر التاريخ حين يستشعرون زوالهم.

فيما مضى، أفصح 23% من الصهاينة بأنهم سيغادرون فلسطين المحتلة في حال ثبوت تملك إيران لسلاح نووي، واليوم ووفق صحيفة "يديعوت أحرونوت" الصهيونية أقر 49% من الصهاينة بأن "إسرائيل" لم تعد أرضًا آمنة وصالحة للسكن! والله غالب على أمره.

قبل اللقاء.. رغم زلزال الطوفان وما أحدثه حول العالم، ما زال نتنياهو يُردد أسطوانة الكيان المشروخة بأن من يُعادي "إسرائيل" أو ينتقد سياساتها فهو بالضرورة مُعادٍ للسامية!!

وبالشكر تدوم النعم.

 

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الكيان الصهيوني يعترف لأول مرة بمسؤوليته عن اغتيال إسماعيل هنية

أفادت مصادر إعلام عبرية، أن يسرائيل كاتس، وزير جيش الاحتلال الصهيوني يعترف لأول مرة بمسؤولية الكيان الصهيوني عن اغتيال اسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، في العاصمة الإيرانية طهران، جويلية  الماضي.

وبحسب ما نقلته القناة الـ12 الصهيونية، فقد أدلى وزير الدفاع الصهيوني بتصريحات مساء اليوم الاثنين، قال فيها: “سنضرب الحوثيين بقوة، وسنستهدف البنى التحتية الاستراتيجية لهم، وسنقطع رؤوس قادتهم، تمامًا كما فعلنا مع هنية، والسنوار، ونصر الله في طهران، غزة، ولبنان، سنفعل ذلك في الحديدة وصنعاء”.

وللإشارة، اغتيل هنية بتاريخ 31 جويلية الماضي، في العاصمة الإيرانية طهران بعدما كان في زيارةٍ لها للمشاركة في مراسم تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان.  كما استشهد إلى جانبِ هنية حارسه الشخصي القيادي الميداني في كتائب القسّام وسيم أبو شعبان.

مقالات مشابهة

  • القيم الاستراتيجية للعمليات اليمنية الأخيرة ضد أمريكا و”إسرائيل”
  • المقاومة مستمرّة: الكيان الصهيوني تحت مجهر القانون
  • الأمم المتحدة تطلب رأي “العدل الدولية” في التزامات الكيان الصهيوني في فلسطين
  • الكيان الصهيوني يطلب تمديد إخلاء المستوطنات الحدودية شمالاً وجنوبا
  • الأمم المتحدة تطلب رأي العدل الدولية في التزامات الكيان الصهيوني في فلسطين
  • حماس تثمن مواقف وهجمات الحوثيين ضد الكيان الصهيوني
  • الكيان الصهيوني يعترف لأول مرة بمسؤوليته عن اغتيال إسماعيل هنية
  • الكيان الصهيوني يعلن اغتيال البيك رئيس جهاز الأمن في حماس
  • جرائم المليشيا الحوثية بحق الشعب اليمني تفوق جرائم الكيان الصهيوني في غزة
  • الكيان الصهيوني يُصدر أوامر بالإخلاء من عدة مناطق في الشجاعية