قالت جندية احتياط إسرائيلية إنها شاهدت حالات تحرش جنسي قام بها معتقلون فلسطينيون من قوة "النخبة" في حركة حماس، بحق حارسات السجن الذي يقبعون فيه بالقرب من قطاع غزة.

وتشير شهادة الجندية، التي وردت في تقرير لصحيفة "تايمز اوف إسرائيل" نقلا عن القناة الـ13 الإسرائيلية، إلى سجن سدي تيمان، وهو قاعدة عسكرية تم تحويلها إلى سجن يضم المسلحين الذين تم القبض عليهم على خلفية مشاركتهم في الهجوم الدموي يوم السابع من أكتوبر.

وكان هذا السجن محور تحقيق صحفي لشبكة "سي أن أن" الأميركية حيث تم نقل شهادات مروعة عن تعرض المعتقلين لإساءات بالغة، وهي تهم نفاها الجيش الإسرائيلي في حينها.

كما أنها ليست المرة الأولى التي ترد فيها تقارير عن تعرض المكلفات حراسة معتقلين بتهم تتعلق بالإرهاب لحالات تحرش واعتداء جنسي، وسبق أن تمت إثارة هذه القضية في الصحف الإسرائيلية.

وتقول جندية الاحتياط إن أعضاء من قوة "النخبة" في حماس، الذين زج بهم في السجن الواقع في صحراء النقب، يخضعون لحراسة مجندات يتعرضن للتحرش الجنسي بانتظام.

وقالت "تايمز أوف إسرائيل" إنه منذ السابع من أكتوبر، تم اعتقال أكثر من 4000 شخص يشتبه في أنهم إرهابيون. وبينما تم اعتقال البعض في إسرائيل في الأيام التي تلت الهجوم، تم القبض على الغالبية العظمى منهم في غزة أثناء الغزو البري.

وقالت الجندية إنه تم تكليفها بحراسة منفذي الهجمات عندما تم استدعاؤها للخدمة الاحتياطية في 7 أكتوبر.

وفي السجن الذي "يضم نحو 1000 من أخطر الإرهابيين" تعرضت "كل حارسات السجن لشكل من أشكال التحرش الجنسي، من إلقاء القبلات، والتعليقات الجنسية، إلى البصق على الأرض عندما يسمعون النساء يتحدثن".

وأضافت أنها خلال سنوات خدمتها في الجيش وفي الخدمة الاحتياطية، مرت بالكثير من التجارب الصعبة، لكنها تشعر بالأسف بشكل خاص تجاه "الفتيات البالغات من العمر 18 عاما اللاتي يجب عليهن بدء خدمتهن العسكرية بهذه الطريقة".

وأظهرت صورة حصلت عليها القناة 13 من السجن أن المجندات يجب أن يقفن إلى جانب المساجين أثناء حراستهم.

وتشير الجندية في شهادتها إلى أن المكان الأخطر هو المستشفى الميداني الذي تم إنشاؤه للمعتقلين، الذي لا يتمتع بالقدر الكافي من الإجراءات الأمنية.

وتشير إلى أنه "أثناء علاج الإرهابيين في المستشفى، تتم إزالة الأصفاد ويتعين على الحارسات مراقبتهم على مقربة منهم... هناك بضع ثوان في كل مرة يمكنهم خلالها فعل أي شيء لنا".

وتشير إلى واقعة حدثت أثناء عملها، حين سمعت صوت صراخ جندية في المستشفى فذهبت لترى ما كان بإمكانها تقديم المساعدة لها. وعندما وصلت، سحب معتقل ملابسه الداخلية إلى الأسفل "وبدأ بإمتاع نفسه وهو ينظر في عيني المرأتين ويبتسم".

وقالت الجندية إنها أمرته بالتوقف لكنه تجاهلها.

وأضافت: "لقد رأيت في عينيه أنه استمتع حقا بإذلالنا".

وأبلغت الجندية رؤوساءها بالحادثة، وتم إبلاغها بأنه سيتم اتخاذ الإجراءات المناسبة، "ولكن لم يتم فتح تحقيق ولم تكن هناك عواقب". 

وعندما طلبت مرة أخرى القيام بشيء حيال ذلك، قيل لها أن تترك الأمر كما هو.

وقالت: "قال لي (قائدي): لنترك هذا الأمر بيننا".

ومن جانبها، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للقناة 13 إنه "تم إبلاغ القادة في المنشأة بالحادثة، وقدمت شكوى إلى الشرطة الإسرائيلية ضد الإرهابيين. يتم النظر في كل تقرير والتعامل معه وفقا لذلك. الجيش الإسرائيلي يبذل قصارى جهده لضمان سلامة جنوده".

ومع ذلك، أشارت القناة 13 إلى أنها فحصت سجلات الشرطة، ولم تجد أي شكوى ضد المعتقل.

وظهرت على مر سنوات تقارير عن تعرض مجندات وضابطات سجون للتحرش والاعتداء الجنسي في السجون الإسرائيلية، ثم أغلقت تلك القضايا قبل أن تظهر مجددا في 2022.

وتناولت وسائل إعلام إسرائيلية وقتها تسريبات عن تعرض حارسات للاعتداء الجنسي، أثناء خدمتهن داخل سجن جلبوع، في شمال إسرائيل، في ما عرف حينها باسم "فضيحة القوادة". 

وتعهد رئيس حكومة تصريف الأعمال حينها، يائير لبيد، بفتح تحقيق في شهادة حارسة سابقة بتعرضها للاغتصاب بشكل متكرر من قبل سجين فلسطيني بعد أن أجبرها رؤساؤها على "العبودية الجنسية".

وفي فبراير 2023، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، ووزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، وقف خدمة المجندين في الجيش في عنابر السجون التي تضم مدانين بجرائم إرهابية، على أن يتم تنفيذ القرار في غضون ستة أشهر.

وفي وقت سابق من شهر مارس الماضي، نشرت الأمم المتحدة تقريرا يشير إلى أن الاغتصاب والاغتصاب الجماعي، من بين أعمال العنف الجنسي الأخرى، قد حدث على الأرجح خلال هجوم حماس في 7 أكتوبر.

"ضرب وعنف واعتداء جنسي".. رهينة إسرائيلية تكشف تفاصيل احتجازها لدى حماس أصبحت أميت سوسانا أول امرأة إسرائيلية تتحدث علنا عن تعرضها لما تقول إنه "اعتداء جنسي وأشكال أخرى من العنف"، خلال 55 يوما من احتجازها لدى حركة حماس المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى، وفق تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز".

وقالت إن هناك أدلة "واضحة ومقنعة" على أن الرهائن تعرضوا للاغتصاب أثناء احتجازهم في غزة، وإن الأسرى المحتجزين حاليا ما زالوا يواجهون مثل هذه الانتهاكات.

ولكن المسؤول في حماس، باسم نعيم، نفي سابقا تقرير الأمم المتحدة عن الاعتداءات الجنسية في مقابلة مع شبكة "سي أن أن" الإخبارية.

وكان تقرير سابق لشبكة "سي أن أن"، نشر هذا الشهر، قد نقل عن ثلاثة مبلغين إسرائيليين عملوا في السجن الذي أشارت إليه جندية الاحتياط في تقرير "تايمز أوف إسرائيل" أن المعتقلين يخضعون لقيود جسدية شديدة، ويضطر الأطباء أحيانا لبتر أطراف البعض بسبب الإصابات الناجمة عن تكبيل أيديهم المستمر، والإجراءات الطبية التي يقوم بها أحيانا أطباء غير مؤهلين.

وقال أحد الشهود: "يمتلئ الهواء برائحة الجروح المهملة التي تركت لتتعفن".

وأشار التقرير إلى "مستشفى ميداني حيث يتم ربط المعتقلين الجرحى إلى أسرتهم، ويرتدون حفاضات".

وقال أحد المبلغين عن المخالفات، الذي كان يعمل مسعفا في المستشفى الميداني: "لقد جردوهم من أي شيء يشبه البشر".

وردا على طلب من "سي أن أن" للتعليق على جميع الشهادات الواردة في التقرير، قال الجيش الإسرائيلي: "يضمن جيش الدفاع الإسرائيلي السلوك المناسب تجاه المعتقلين المحتجزين. ويتم فحص أي ادعاء بسوء سلوك جنود جيش الدفاع الإسرائيلي والتعامل معه على هذا الأساس".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی سی أن أن عن تعرض إلى أن

إقرأ أيضاً:

من الأسير الإسرائيلي هشام السيد الذي ستسلمه القسام دون مراسم؟

أغلق قرار كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- تسليم الأسير الإسرائيلي هشام السيد اليوم السبت في مدينة غزة شمالي القطاع دون إقامة مراسم رسمية ملف الأسير الإسرائيلي الثاني ممن كانوا في حوزة القسام قبل معركة طوفان الأقصى.

وحسب مصادر للجزيرة، فإن تسليم السيد سيتم بعد إنهاء إجراءات إطلاق سراح 3 أسرى آخرين في المنطقة الوسطى، على أن يتم نقله لاحقا عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وسط تجاهل إسرائيلي امتد لأكثر من 10 سنوات منذ وقوعه في الأسر.

وكان السيد (36 سنة)، وهو من أصول بدوية، قد ظهر في تسجيل مصور بثته القسام يوم 28 يونيو/حزيران 2022، أعلنت خلاله عن "تدهور طرأ على صحة أحد أسرى العدو"، قبل أن تنشر لأول مرة مشاهد توثق حالته الصحية.

وتنحدر عائلة هشام السيد من قرية السيد غير المعترف بها في منطقة النقب المحتلة، حيث نشأ وترعرع في بيئة تهمّشت لعقود بفعل السياسات الإسرائيلية تجاه البدو في الداخل المحتل.

وقد وقع في الأسر بتاريخ 20 أبريل/نيسان 2015 بعد تسلله إلى قطاع غزة عبر ثغرة في السياج الأمني الفاصل.

وفي حين زعمت عائلته -في تصريحات إعلامية- أنه يعاني أمراضا نفسية وأن وضعه الصحي كان متدهورًا قبل وقوعه في الأسر، نفت ارتباطه بأي خدمة عسكرية إسرائيلية.

إعلان

غير أن مصادر إسرائيلية أكدت أنه التحق بالخدمة العسكرية يوم 18 أغسطس/آب 2008، لكنه سرّح منها بعد أقل من 3 أشهر بدعوى "عدم ملاءمته لأسباب صحية ونفسية".

ورغم مرور 10 سنوات على أسره، لم تكن قضية هشام السيد على أجندة الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، إذ لم تمارس أي ضغوط جادة لاستعادته، خلافا لما حدث مع الجندي جلعاد شاليط الذي أُفرج عنه ضمن صفقة تبادل تاريخية عام 2011 شملت الإفراج عن أكثر من ألف أسير فلسطيني.

وحسب مصادر في القسام، فإن عدم إقامة مراسم رسمية لتسليم السيد جاء احتراما لمشاعر الفلسطينيين في الداخل المحتل، الذين يعتبرون تجنيد أبنائهم في جيش الاحتلال ظاهرة مرفوضة.

كذلك ينسجم القرار -حسب مصدر في القسام- مع موقف حماس خلال "هبة الكرامة" عام 2021، حين شددت على أن "الوطن لأصحابه الفلسطينيين، وأن المستوطنين هم من يجب أن يرحلوا".

ويعيد هذا المشهد إلى الأذهان قضية الأسير الإسرائيلي أفيرا منغيستو، الذي أطلقت القسام سراحه مؤخرا ضمن اتفاق تبادل الأسرى، بعد سنوات من الإهمال الإسرائيلي لقضيته بسبب أصوله الإثيوبية.

ويؤكد مراقبون أن هذا التمييز يعكس سياسة عنصرية إسرائيلية واضحة تجاه الجنود الأسرى الذين لا ينحدرون من أصول أوروبية، إذ تتفاوت الجهود المبذولة لاستعادتهم، وفقًا لأصولهم العرقية وأوضاعهم الاجتماعية.

مقالات مشابهة

  • ريانا تتحدث أخيرًا عن ألبومها الذي طال انتظاره لعقد من الزمن
  • حماس تتحدث عن خرق اسرائيلي فاضح لاتفاق تبادل الأسرى
  • المليشيا الإرهابية تركب التونسية!
  • مَن هو الأسير الإسرائيلي الذي قبَّل رأس جنود حماس؟.. «المظروف» لم يكن هدية
  • من الأسير الإسرائيلي هشام السيد الذي ستسلمه القسام دون مراسم؟
  • الجيش الإسرائيلي يؤكد تسلمه رهينتين من غزة
  • الجيش الإسرائيلي يستلم محتجزين إسرائيليين اثنين من الصليب الأحمر الدولي
  • حماس تتحدث عن عدد الفلسطينيين المتوقع أن تُفرج إسرائيل عنهم السبت
  • الجيش الإسرائيلي: إحدى الجثث التي سلمتها حماس لا تعود لأي رهينة
  • الجيش الإسرائيلي: إحدى الجثث التي تسلمتها إسرائيل من حماس ليست للرهينة شيري بيباس