شارك الدكتور نظير عياد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، في فعاليات مؤتمر «الابتكار المستدام في صناعة المنسوجات لإنقاذ الكوكب من أجل مستقبل صافي الانبعاث الصفري»، بتنظيم المركز العالمي للإبداع والابتكار البيئي وريادة الأعمال، برئاسة الدكتورة منى فؤاد إبراهيم، الرئيس التنفيذي، وذلك في إطار اهتمام الدولة المصرية بالمشروع القومي لتطوير صناعة الغزل والنسيج.

وقال الأمين العام خلال كلمته إن هذا اللقاء له أهمية كبيرة لأنه يتعلق بقضايا البيئة والتنمية المستدامة وهى حلقة مهمه لأنها تصب في الصالح العام كما أنها تحقق الصلاح للبلاد والعباد، مضيفًا أن هذا المؤتمر يأتي في وقته وفي حينه باعتبار أنه يشير إلى واحد من الأدوار المهمة التي ينبغي أن تقوم بها المؤسسات والمجتمعات الأهلية والمدنية، وهذا ما يؤكد على أن التنمية لا يمكن أن تقتصر على جانب بعينه أو وجهه بعينها.

دكتور نظير عياد

أضاف عياد أنه إذا كانت المؤسسات الرسمية تقوم بجملة من الجهود المنظمة أملًا في تحقيق ما يعرف بالتنمية المستدامة فإن جانبًا من الأعمال تقع على المؤسسات المدنية والأهلية والأبحاث العلمية، وهذا ما يؤكد على أهمية التعاون والتكامل بين المؤسسات المدنية والمؤسسات الرسمية، مشيرًا إلى أن هذه العلاقة الوثيقة التي تربط بين المضامين الدينية وبين العلوم العصرية والقضايا المجتمعية، إذ من الوهلة الأولى أو من اللحظة الأولى قد يظن البعض بأن هذا الموضوع والذي يتعلق بجانب من الصناعات وهو ما يتعلق بصناعة المنسوجات قد يكون مقطوع الصلة بالقضايا الدينية أو الموضوعات الدينية، ولكن الأمر على خلاف ذلك إلا إننا إذا ما نظرنا إلى طبيعة هذا الموضوع لوجدنا أنه يتعلق بقضية تعرف بالتنمية المستدامة هذا المصطلح الحديث الوليد والذي يظن البعض أنه مقطوع الصلة بالتعاليم الدينية إلا أن الأمر على خلاف ذلك.

دكتور نظير عياد

أوضح الأمين العام أن علاقة الإنسان بالبيئة أو الكون الذي يعيش فيه إنما هي علاقه تعارف وتكامل انطلاقًا لمن المهمة التي خلق الله تعالى الإنسان لها والوظيفة التي أعد من أجلها قال تعالى: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً}، مؤكدًا أن هذه الآية تنص على أن الإنسان مستخلف لعمارة الكون ومن باب هذه العمارة ما يتعلق بالبناء والصناعات والتشيد والعمران وذلك مصداق لقولة تعالى: ﴿هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا﴾ وجاء النبي صلى الله عليه وسلم مؤكدًا على ذلك عندما قال: «إِنْ قَامَتِ السَّاعَةُ وَبِيَدِ أَحَدِكُمْ فَسِيلَةٌ، فَإِنْ اسْتَطَاعَ أَنْ لَا يَقُومَ حَتَّى يَغْرِسَهَا فَلْيَفْعَلْ».

وختم عياد كلمته بالتأكيد على أن هناك علاقة وثيقة تربط الدين بقضايا البيئة وموضوعات التنمية المستدامة خصوصًا وأن الدين ينظر إلى الإنسان وعلاقته بالكون بشكل عام والبيئة بشكل خاص على أنها علاقة طبيعية تكاملية فالإنسان ليس ندًا للطبيعة أو البيئة أو متسلط عليها، وإنما هي علاقة الأمين على ما يستأمن عليه وبالتالي أمر الله تبارك وتعالى الإنسان لحسن استغلالها وجميل التعامل معها سيما وأن الله تعالى يقول {أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً}.

اقرأ أيضاًأمين البحوث الإسلامية: النظام الاقتصادي في الإسلام يقدم للإنسانية نموذجا فريدا يميزه عن غيره

أمين البحوث الإسلامية: الترجمة كانت ولا تزال أهم عوامل الحفاظ على التراث العلمي والثقافي

أمين البحوث الإسلامية: جهود دؤوبة للأزهر في الاهتمام بالجانب النفسى

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: أمين البحوث الإسلامية البحوث الإسلامیة على أن

إقرأ أيضاً:

الرسول اهتم بشهر شعبان لهذا السبب.. علي جمعة يوضحه

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن ربنا سبحانه وتعالى فضَّل بعض الرسل على بعض، وفضَّل بعض الأيام على بعض، وفضَّل بعض الأماكن على بعض، وفضَّل بعض الأحوال على بعض. وقد أشار إلينا سيدنا رسول الله ﷺ إلى ذلك بقوله: (إنَّ لِرَبِّكم في أيَّامِ دَهْرِكم نَفحاتٍ، ألَا فتَعرَّضوا لها) . والكَيِّس هو الذي يُقرِّب نفسه من ربه ، وينتهز هذه الأوقات الكريمة ليتقرب إلى الله رب العالمين بالذكر والطاعة والدعاء والتلاوة، والعلم ، ونفع الناس، قال تعالى: {وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}.

وتابع: “العاقل منا هو الذي يُهيِّئ نفسه _وقد دخل شعبان_ لرمضان، حتى لا يضيع منا ولا نقفد بركته، وحتى نتعرض فيه لنفحات رمضان، شهر القرآن، ففيه نفحات عظيمة”.

وأضاف جمعة، في منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”: “إن كان شعبان شهرًا يهتم به رسول الله ﷺ اهتمامًا بالغًا ، ونبَّهنا إلى فضله، وكانت السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها وأرضاها تقول: (كان رسول الله -ﷺ- يتحفظ من شعبان ما لا يتحفظ من سائر الشهور)، أي أنه كان يَعُدُّ أيامه ويلتفت إليها، فيقول: اليوم هو الأول من شعبان، الثاني من شعبان، الثالث من شعبان.. وهكذا، ولم يكن يفعل ذلك في سائر الشهور، لأنه كان يهتم برمضان ويترصّده، فكان  يَعُدُّ أيام شعبان عدًّا، ويتحفَّظ منه، أي أنه كان يترقَّب هلاله،  على خلاف سائر الشهور التي لم يكن دائمًا يرصد أهِلَّتَها”.

واستطرد: “لكنه عندما كان يأتي شعبان، كان يتحرَّى هلاله بدقة ليُتمَّ عدَّته إن غُمَّ عليه ﷺ هلال رمضان، إذن، فهو يُلفتنا إلى أهمية شعبان، ويحثُّنا على العناية بأيامه”.

وأوضح أن الرسول ﷺ كان يصوم في غير رمضان، إلا أن أكثر ما كان يصومه هو شعبان، حتى إنه كان في بعض السنوات يصومه كله.

ولفت إلى أن "سيدنا رسول الله ﷺ وهو يُنبِّهنا للتهيؤ لرمضان يقول، فيما رواه عنه أبو هريرة رضي الله تعالى عنه: (إذا انتصف شعبان فلا تصوموا). أي لمن لم تكن له عادة في الصيام،  أو كان عليه قضاء، فإذا جاء يوم السادس عشر من شعبان ولم تكن لك عادة في صوم الاثنين والخميس، أو لم تكن ممن يواصل الصيام فتصوم يومًا ويفطر يومًا ،أو لم يكن عليك قضاء من رمضان ، فلا تصم بعد انتصاف شعبان، لقول النبي ﷺ : (إذا انتصف شعبان فلا تصوموا).

وقال إن شهر شعبان يَغْفَل عنه كثير من الناس، وقد نبَّهنا رسول الله ﷺ إلى فضله، ففيه وقع الخير للمسلمين بتحويل القبلة ، واستجاب الله لهوى سيدنا رسول الله ﷺ، فقال تعالى: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاء فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا}، عظَّم الله تعالى فيه نبينا، واستجاب دعاءه، كما أكرمه وأيَّده بعد انتقاله إلى الرفيق الأعلى ، وإلى يوم الدين.

وأضاف: “ونحن ندعو الله سبحانه وتعالى ونلتجئ إليه فنقول:  يا ربنا، هذه أمة نبيك، فإن رأيت فينا خللاً فاهدنا إلى الصواب، وانقلنا من دائرة سخطك إلى دائرة رضاك”.

وتابع: “يا ربنا، هذا حالنا لا يخفى عليك، وضعفنا ظاهر بين يديك، وعلم كل ذلك لديك، فاغفر لنا تقصيرنا، وأصلح أحوالنا، والطف بنا، يا أرحم الراحمين”.

مقالات مشابهة

  • الرسول اهتم بشهر شعبان لهذا السبب.. علي جمعة يوضحه
  • أعمال شهر شعبان.. كيف نستعد من خلاله لشهر رمضان المعظم؟
  • حكم تخصيص برنامج لتفسير الرؤى والأحلام
  • علاقة المؤشرات والأرقام بأداء الأفراد وأثرها على المؤسسات
  • خطيب المسجد الحرام: أحبُّ الخلق إلى الله من يشكره على النعم
  • أذكار الصباح.. «حصن يحميك وبركة في بداية اليوم»
  • ” الحِكمة ” في مشروع الشهيد القائد
  • تأملات قرآنية
  • حكم قول "بلى" بعد قوله تعالى: ﴿أليس الله بأحكم الحاكمين﴾
  • المقصود من الليلة في قوله تعالى: {فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ}